العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( تفسير السعدي ) ( 6 )

 

1  -  2  -  3  -  4  -  5  -  6  

 

{ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ  ( التحريم : 4 ) }

 

 الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 872 )

 

- وقوله : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } الخطاب للزوجتين الكريمتين من أزواجه (ص) عائشة وحفصة (ر) ، كانتا سببا لتحريم النبي (ص) على نفسه ما يحبه ، فعرض الله عليهما التوبة ، وعاتبهما على ذلك ، وأخبرهما إن قلوبهما قد صغت أي : مالت وانحرفت عما ينبغي لهن ، من الورع والأدب مع الرسول (ص) واحترامه ، وأن لا يشققن عليه ، { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ( التحريم : 4 ) } أي : تعاونا على ما يشق عليه ، ويستمر هذا الأمر منكن ، { فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ  ( التحريم : 4 ) } أي : الجميع أعوان للرسول ، مظاهرون ، ومن كان هؤلاء أعوانه فهو المنصور ، وغيره ممن يناوئه مخذول ، وفي هذا أكبر فضيلة وشرف لسيد المرسلين ، حيث جعل الباري نفسه الكريمة ، وخواص خلقه ، أعوانا لهذا الرسول الكريم ، وهذا فيه من التحذير للزوجتين الكريمتين ما لا يخفى ، ثم خوفهما أيضا ، بحالة تشق علي النساء غاية المشقة ، وهو الطلاق ، الذي هو أكبر شيء عليهن ، فقال : { عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ( التحريم : 5 ) }

 

- { عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ ( التحريم : 5 ) } أي : فلا ترفعن عليه ، فانه لو طلقكن ، لم يضق عليه الأمر ، ولم يكن مضطرا إليكن ، فانه سيلقى ويبدله الله أزواجا خيرا منكن ، دينا وجمالا وهذا من باب التعليق الذي لم يوجد ، ولا يلزم وجوده ، فانه ما طلقهن ، ولو طلقهن ، لكان ما ذكره الله من هذه الأزواج الفاضلات ، الجامعات بين الإسلام ، وهو القيام بالشرائع الظاهرة ، والإيمان ، وهو : القيام بالشرائع الباطنة ، من العقائد وأعمال القلوب ، القنوت هو دوام الطاعة واستمرارها تائبات عما يكرهه الله، فوصفهن بالقيام بما يحبه الله ، والتوبة عما يكرهه الله { ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ( التحريم : 5 ) } أي : بعضهن ثيب ، وبعضهن أبكار ، ليتنوع (ص) ، فيما يحب ، فلما سمعن (ر) هذا التخويف والتأديب ، بادرن إلى رضا رسول الله (ص) ، فكان هذا  الوصف منطبقا عليهن ، فصرن أفضل نساء المؤمنين ، وفي هذا دليل على أن الله لا يختار لرسوله (ص) الا أكمل الأحوال وأعلى الأمور ، فلما اختار الله لرسوله بقاء نسائه المذكورات معه دل على أنهن خير النساء وأكملهن.

 


 

تفسير الجلالين ( 7 )

 

{ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ  ( التحريم : 4 ) }

 

 الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 752 )

 

- { إِن تَتُوبَا ( التحريم : 4 ) } : أي حفصة وعائشة ، { إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } مالت إلى تحريم مارية أي سركما ذلك مع كراهة النبي (ص) له وذلك ذنب وجواب الشرط محذوف أي تقبلا ، وأطلق قلوب على قلبين ولم يعبر به لاستثقال : الجمع بين تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة : { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ( التحريم : 4 ) } بادغام التاء الثانية في الأصل في الظاء وفي قراءة بدونها تتعاونا : { عَلَيْهِ ( التحريم : 4 ) } أي النبي فيما يكرهه : { عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ ( التحريم : 4 ) } ، فصل : { مَوْلَاهُ ( التحريم : 4 ) } ناصره : { وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ( التحريم : 4 ) } أبو بكر وعمر (ر) معطوف على محل إسم إن فيكونون ناصريه : { وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ( التحريم : 4 ) } بعد نصر الله والمذكورين : { ظَهِيرٌ ( التحريم : 4 ) } ظهراء أعوان له في نصره عليكما.

 


 

التفسير الميسر ( 8 )

 

{ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ  ( التحريم : 4 ) }

 

 الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 560 / 561 )

 

- إن ترجعا حفصة وعائشة إلى الله ، فقد وجد منكما ما يوجب التوبة حيث مالت قلوبكما إلى محبة ما كرهه رسول الله (ص) ، من إفشاء سره ، وإن تتعاونا عليه بما يسوءه ، فإن الله وليه وناصره ، وجبريل وصالح المؤمنين ، والملائكة بعد نصرة الله أعوان له ونصراء على من يؤذيه ويعاديه : { عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ( التحريم : 5 ) } عسى ربه إن طلقكن أيتها الزوجات أن يزوجه بدلا منكن زوجات خاضعات لله بالطاعة ، مؤمنات بالله ورسوله ، مطيعات لله ، راجعات إلى ما يحبه الله من طاعته ، كثيرات العبادة له ، صائمات ، منهن الثيبات ، ومنهن الأبكار.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

1  -  2  -  3  -  4  -  5  -  6