العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( تفسير الطبري ) ( 3 )

 

1  -  2  -  3  -  4  -  5  -  6  

 

{ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ( التحريم : 4 ) }

.

الطبري - تفسير الطبري - تفسير سورة التحريم : 4

 القول في تأويل قوله تعالى : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) }

الجزء : ( 23 ) - رقم الصفحة : ( 483 )

 

- يقول تعالى ذكره : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } أيتها المرأتان فقد مالت قلوبكما إلى محبة ما كرهه رسول الله (ص) من اجتنابه جاريته ، وتحريمها على نفسه ، أو تحريم ما كان له حلالا مما حرمه على نفسه بسبب حفصة.

 

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال : أهل التأويل ، ذكر من قال ذلك :

 

- حدثني : محمد بن سعد ، قال : ثني : أبي ، قال : ثني : عمي ، قال : ثني : أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } يقول : زاغت قلوبكما ، يقول : قد أثمت قلوبكما.

 

- حدثنا : ابن حميد ، قال : ثنا : يحيى بن واضح ، قال : ثنا : محمد بن طلحة ، عن زبيد ، عن مجاهد ، قال : كنا نرى أن قوله : { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } ، شيء هين ، حتى سمعت قراءة ابن مسعود إن تتوبا إلى الله فقد زاغت قلوبكما.

 

- حدثنا : بشر ، قال : ثنا : يزيد ، قال : ثنا : سعيد ، عن قتادة : { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } : أي مالت قلوبكما.

 

- حدثنا : ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا : ابن ثور ، عن قتادة : فقد صغت قلوبكما ( التحريم : 4 ) ، مالت قلوبكما.

 

- حدثت ، عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا : عبيد ، قال : سمعت الضحاك ، يقول في قوله : { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } يقول : زاغت.

 

- حدثنا : ابن حميد ، قال : ثنا : مهران ، عن سفيان : { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } قال : زاغت قلوبكما.

 

- حدثني : يونس ، قال : أخبرنا : ابن وهب ، قال ابن زيد ، قال الله عز وجل : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } قال : سرهما إن يجتنب رسول الله (ص) جاريته ، وذلك لهما موافق صغت قلوبكما إلى أن سرهما ما كره رسول الله (ص).

 

- وقوله : { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ( التحريم : 4 ) } يقول تعالى ذكره للتي أسر اليها رسول الله (ص) حديثه ، والتي أفشت اليها حديثه ، وهما : عائشة وحفصة (ر).

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال : أهل التأويل ، ذكر من قال ذلك :

 

- حدثنا : ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا : ابن ثور ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : لم أزل حريصا على أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج رسول الله (ص) ، اللتين ، قال الله جل ثناؤه : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } قال : فحج عمر ، وحججت معه ، فلما كان ببعض الطريق عدل عمر ، وعدلت معه باداوة ، ثم  آتاني فسكبت على يده وتوضأ فقلت : يا أمير المؤمنين ، من المرأتان من أزواج النبي (ص) اللتان ، قال الله لهما : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } قال عمر : واعجبا لك يا بن عباس ، قال الزهري : وكره والله ما سأله ولم يكتم ، قال : هي حفصة وعائشة ، قال : ثم أخذ يسوق الحديث ، فقال : كنا معشر قريش نغلب النساء ، فلما قدمنا المدينة ، ثم ذكر الحديث بطوله.

 

- حدثني : يونس ، قال : أخبرنا : ابن أشهب ، عن مالك ، عن أبي النضر ، عن علي بن حسين ، عن ابن عباس ، أنه سأل عمر بن الخطاب (ر) عن المتظاهرتين على رسول الله (ص) ، فقال : عائشة وحفصة.

 

- حدثنا : يونس ، قال : أخبرنا : ابن وهب ، قال : أخبرنا : سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبيد بن حنين أنه سمع ابن عباس ، يقول : مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن المتظاهرتين ، فما أجد له موضعا أسأله فيه ، حتى خرج حاجا ، وصحبته حتى إذا كان بمر الظهران ذهب لحاجته ، وقال : أدركني باداوة من ماء ، فلما قضى حاجته ورجع ، أتيته بالاداوة أصبها عليه ، فرأيت موضعا ، فقلت: يا أمير المؤمنين ، من المرأتان المتظاهرتان على رسول الله (ص) ، فما قضيت كلامي حتى قال : عائشة وحفصة (ر).

 

- حدثنا : ابن بشار وابن المثنى ، قالا ، ثنا : عمر بن يونس ، قال : ثنا : عكرمة بن عمار ، قال : ثنا : سماك أبو زميل ، قال : ثني : عبد الله بن عباس ، قال : ثني : عمر بن الخطاب ، قال : لما اعتزل نبي الله (ص) نساءه ، دخلت عليه وأنا أرى في وجهه الغضب ، فقلت : يا رسول الله ما شق عليك من شأن النساء ، فلئن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته ، وجبرائيل وميكائيل ، أنا وأبو بكر معك ، وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام ، الا رجوت أن يكون اللهمصدق قولي ، فنـزلت هذه الآية ، آية التخيير : { عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ( التحريم : 5 ) } وكانت عائشة ابنة أبي بكر وحفصة تتظاهران على سائر نساء النبي (ص).

 

- حدثت ، عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا : عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ( التحريم : 4 ) } يقول : علي معصية النبي (ص) وأذاه.

 

- حدثني : يونس ، قال : أخبرنا : ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، قال ابن عباس لعمر : يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن أمر وإني لأهابك ، قال : لا تهبني ، فقال : من اللتان تظاهرتا على رسول الله (ص) ، قال : عائشة وحفصة.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

1  -  2  -  3  -  4  -  5  -  6