(
1 ) - دخل علي أخ
سني يوما وهو يقول :
الله يقرفكم ما وجدتوا الا الأدبار تنكحوها يا روافض يا أشباه اليهود .
- فأجبته بإندهاش : أخي المخالف شوي شوي والله وقفت
قلبي ، هل أنت جاي تسأل أو جاي تحارب .
- فقال : خفت مني وأنا انسان عادي جاي أنصحك ، ولا
تخاف من الله يوم القيامة وأنت تاتي بهذا الجرم العظيم.
- فقلت له : أخي الكريم هذه مسئلة خلافية بين العلماء
السنة والشيعة ، وكذلك بين العلماء والفقاء من المذهب الواحد.
- فقال : كيف هذا ، هذا المنكر فقط عندكم ، إنما
عندنا فكل أهل السنة متفقون على تحريمها.
- فقلت له : لا أخي الظاهر أنت شخص غير مطلع ، وتأخذ
علمك وثقافتك من السلفية بالبالتوك والمنتديات المشبوهة الموجهة ضد مذهب أهل البيت
عليهم السلام ، فأرجوك تعلم مني هذا الدرس وخذ العلم من أهله وأتباع المذهب ، ولا
تأخذه ممن يعاديهم فتقع في المحظور والشبه.
- فقال لي بغضب : أتريدني أن آخذه منكم وأنتم ليس
عندكم ولا حديث واحد صحيح ، لا والله هذا آخر يوم في حياتي ، بل نحن نأخذ ديننا من
مصادرنا الصحيحة ، وعلى راسهم البخاري ومسلم وبقية الصحاح.
(
2 ) - فقلت له
: هذا هو مربط الفرس فمن
فمك أدينك وأحتج عليك أخي الكريم ، خذ ما رواه البخاري ومن بعده سنتناقش في
حيثياتها بعد أن تقراها ، وتقرأ شرح الحديث من فتح الباري :
البخاري كعادته :
يستقبح ويخجل أن يذكر ذلك إنما اكتفى بقول : (
إلى مكان
و كلمة كذا وكذا
و كلمة
يأتيها في .... ) فالله
المستعان على التدليس.
صحيح
البخاري
- كتاب تفسير القرآن
سورة البقرة : 223 - باب :
{ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
}
الجزء : (
6 ) - رقم الصفحة : (
29 )
4526 - حدثنا : إسحاق ، أخبرنا :
النضر بن شميل ، أخبرنا : ابن عون ، عن نافع ، قال : كان
ابن عمر (ر) إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه ، فأخذت عليه
يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان
، قال : تدري فيم أنزلت ، قلت : لا ، قال : أنزلت في كذا وكذا
، ثم مضى.
4527 - وعن عبد الصمد ، حدثني : أبي ، حدثني :
أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر :
{ فَأْتُوا
حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
( البقرة : 223 )
} قال : يأتيها في
، رواه محمد بن يحيى بن سعيد ، عن أبيه ، عن عبيد
الله ، عن نافع ، عن ابن عمر.
ابن حجر العسقلاني - فتح
الباري شرح صحيح البخاري
كتاب تفسير القرآن -
سورة البقرة : 223 - باب :
{ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ }
الجزء : (
8 ) - رقم الصفحة : ( 189 )
4526
- قوله :
( يأتيها في
) : .... وقد قال أبو بكر بن العربي
في ( سراج المريدين ) : أورد البخاري هذا الحديث
في التفسير ، فقال : ( يأتيها في ) وترك بياضا ، والمسألة
مشهورة : صنف فيها محمد بن سحنون جزءا ، وصنف فيها ابن شعبان كتابا ،
وبين أن حديث ابن عمر في اتيان المرأة في دبرها.
|
(
3 ) - فقال لي بعد
أن قرأها بتمعن : يا
مدلس ، أين ذكر البخاري بجواز ائتاء المراة من الدبر يا رافضي يا كاذب ، ثم لا
تفتري على الصحابي ابن الصحابي عبد الله ابن عمر (ر) .
- فقلت له : أخي الكريم البخاري إستقبح الكلمة والفعل
فلم يكتبها ، فكتب كعادته : (
انتهى إلى مكان ) ، وقال أيضا : (
أنزلت في كذا وكذا ) ، خوفا من فضح الصحابي
الجليل عبد الله ابن عمر بأنه كان يأتي المراة في دبرها رخصة له بالآية الكريمة :
{ فَأْتُوا
حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
( البقرة : 223 )
} ولكن صاحب فتح الباري شرح كلام
البخاري ، وبين أن ابن عمر كان يقصد : بجواز اتيان المرأة
في دبرها ، بموجب الآية الكريمة.
-
فقال بغضب شديد
:
والله هذا ما يصير ، مو معقولة ، هذا افتراء ، هذا تدليس ، هذا كذب على ابن عمر (ر)
يا رافضي حرام عليك تطعن في صحابة رسول الله ( صسللم ).
- فقلت له : أخي الكريم عندك (
خمسة ) اختيارات أحلاهما مر علقم
،
اختار واحدة :
1 - أما أن تقول بأن القرآن محرف والعياذ بالله وتطعن بكلام الله المجيد.
2 - أو تقول : بأن البخاري كاذب ، ويفتري على ابن عمر.
3 - أو تقول : بأن ابن حجر العسقلاني انسان غير منصف
وكاذب بعد إن نسب إلى ابن عمر تهمة اتيان
النساء في أدبارهن.
4 - أو تقول : بأن ابن عمر طلع رافضي شيعي بفعلته هذه ، وهو ليس من الصحابة الأجلاء.
5 - وأخيرا ، أن تقر بأن قول بعض مصادر الشيعة
بكراهية ايتاء النساء من أدبارهن ، قول
يستند على دليل قرآني وفقهي ، فأيهما تختار.
(
4 )
- هنا وقع الأخ الكريم في حيص وبيص ، وصار يضرب أخماس في
أسداس ، لا يجد مخرجا يرد به دليلي الدامغ ، فقال على
استحياء
:
لا بأس هذا قول عالم واحد فقط يقول بهذا ، ويمكن أن يرد ويطعن به على صحته ، بأقول
غيره من العلماء اليس كذلك.
-
فقلت له
: أخي لا
تفرح كثيرا ، فهناك الكثير من العلماء من يؤيدون فعلة ابن عمر ويصححونها ، فأليك
بعض المصادر لعل الله يهدي قلبك للحق :
السيوطي - الدر المنثور في التفسير بالمأثور
تفسير سورة البقرة : 223 - تفسير قوله تعالى :
{ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ }
الجزء : (
1 ) - رقم الصفحة : (
636 > 638 )
[
النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد
]
-
وأخرج النسائي ،
وابن جرير من طريق زيد بن أسلم ، عن ابن عمر :
أن رجلا أتى امرأته في دبرها ، فوجد في نفسه من
ذلك وجدا شديدا ، فأنزل الله
:
{ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
( البقرة : 223 )
}
-
وأخرج الدارقطني في غرائب مالك من طريق أبى
بشر الدولابي ، نبأنا : أبو الحرث أحمد بن سعيد ، نبأنا : أبو ثابت محمد بن
عبيد الله المدني ، حدثني : عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن عبد الله بن
عمر بن حفص ، وابن أبي ذئب ، ومالك بن أنس فرقهم كلهم ،
عن نافع ، قال :
قال لي ابن عمر أمسك على المصحف يا نافع فقرأ حتى
أتى على
:
{ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
( البقرة : 223 )
} قال لي : تدرى يا نافع فيم
نزلت هذه الآية ، قلت : لا ، قال : نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في
دبرها فأعظم الناس ذلك ، فأنزل الله :
{ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
( البقرة : 223 )
} قلت له : من دبرها في قبلها ، قال : لا
، إلا في دبرها.
-
وقال الرفا في فوائده تخريج الدارقطني ،
نبأنا : أبو أحمد بن عبدوس ، نبأنا : ابن الجعد ، نبأنا : ابن أبي ذئب ، عن
نافع ، عن ابن عمر ، قال : وقع رجل على امرأته في
دبرها فأنزل الله
:
{ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
( البقرة : 223 )
} قال : فقلت لابن أبي ذئب : ما تقول أنت في هذا
، قال : ما أقول فيه بعد هذا.
-
وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، وأحمد بن أسامة
التجيبي في فوائده ، عن نافع ، قال :
قرأ
ابن عمر هذه السورة فمر بهذه الآية
:
{ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ
( البقرة : 223 )
} فقال : تدرى فيم أنزلت هذه الآية ، قال
: لا ، قال : في رجال كانوا يأتون النساء في أدبارهن.
-
وأخرج الدارقطني ، ودعلج كلاهما في غرائب
مالك من طريق أبى مصعب ، وإسحاق بن محمد القروي كلاهما ، عن نافع ،
عن ابن عمر أنه قال : يا نافع أمسك على المصحف فقرأ حتى بلغ
:
{ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ
( البقرة : 223 )
} فقال : يا نافع أتدري فيم أنزلت
هذه الآية ، قلت : لا ، قال : نزلت في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها
، فوجد في نفسه من ذلك فسأل النبي (ص) فأنزل الله الآية
،
قال الدارقطني هذا ثابت ، عن مالك ، وقال ابن عبد
البر الرواية ، عن ابن عمر بهذا المعنى
صحيحة معروفة عنه مشهورة.
-
وأخرج ابن راهويه ، وأبي يعلى ، وابن جرير ،
والطحاوي في شرح مشكل الآثار ، وابن مردويه
بسند حسن
، عن أبي سعيد الخدري : أن
رجلا أصاب امرأته في دبرها فأنكر الناس
عليه
ذلك ، فأنزلت
:
{ نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
( البقرة : 223 )
}.
-
وأخرج النسائي ، والطحاوي ، وابن جرير ، والدارقطني
من طريق عبد الرحمن بن القاسم ، عن مالك بن أنس
أنه قيل له : يا أبا عبد الله أن الناس يروون عن سالم بن عبد الله أنه قال
: كذب العبد أو العلج على أبى ، فقال مالك : اشهد على
يزيد بن رومان أنه أخبرني ، عن سالم بن عبد الله ، عن ابن عمر مثل ما قال
نافع ، فقيل له : فان الحارث بن يعقوب يروي عن أبي الحباب سعيد بن يسار أنه
سأل ابن عمر ، فقال : يا أبا عبد الرحمن إنا نشتري الجواري أفنحمض لهن ،
قال : وما التحميض فذكر له الدبر ، فقال ابن عمر : أف أف أيفعل ذلك مؤمن ، أو
قال مسلم ، فقال مالك اشهد على ربيعة ، أخبرني ، عن أبي الحباب ،
عن ابن عمر مثل ما قال نافع ، قال الدارقطني : هذا
محفوظ عن مالك صحيح.
-
وأخرج النسائي من طريق يزيد بن رومان ،
عن
عبيد الله بن عبد الله بن عمر : أن عبد الله بن
عمر كان لا يرى بأسا أن يأتي الرجل المرأة في دبرها.
-
وأخرج البيهقي في سننه ،
عن محمد بن علي ، قال
:
كنت عند محمد بن كعب القرظي فجاءه رجل ، فقال : ما
تقول في اتيان المرأة في دبرها ، فقال هذا شيخ من قريش فسله يعني عبد الله
بن علي بن السائب ، فقال : قذر ولو كان حلالا.
-
وأخرج ابن جرير ، عن الدراوردي ، قال :
قيل لزيد بن أسلم أن محمد بن المنكدر نهى عن اتيان
النساء في أدبارهن ، فقال زيد : اشهد على محمد لأخبرني أنه يفعله.
-
وأخرج ابن جرير ، عن ابن أبي مليكة أنه سئل
عن اتيان المرأة في دبرها ، فقال : قد أردته من
جارية لي البارحة فاعتاصت على فاستعنت بدهن.
-
وأخرج الخطيب
في رواة مالك ، عن أبي سليمان الجوزجاني ، قال :
سألت مالك بن أنس عن وطئ الحلائل في الدبر ، فقال لي : الساعة غسلت رأسي
منه.
-
وأخرج ابن جرير في كتاب النكاح من طريق ابن وهب ،
عن مالك : أنه مباح.
-
وأخرج الطحاوي من طريق أصبغ بن الفرج ، عن عبد الله بن القاسم ، قال
:
ما أدركت أحد أقتدي به في ديني يشك في أنه حلال ،
يعني وطئ المرأة في دبرها ، ثم قرأ :
{
فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ
( البقرة : 223 )
} ثم قال فأي شيء أبين من
هذا.
-
وأخرج الطحاوي ، والحاكم في مناقب الشافعي ، والخطيب ،
عن محمد بن عبد
الله بن عبد الحكم : أن الشافعي سئل عنه ، فقال :
ما صح عن النبي (ص) في تحليله ولا تحريمه شيء والقياس انه حلال.
|
وللمزيد الرجاء الانتقال لهذا الرابط أخي
الكريم :
http://www.kingoflinks.net/SwR/11Dbor.htm
(
5 ) - هنا توقف
الأخ الفاضل عن الكلام ، ولكن لسان حاله ، يقول : والله ورطني هذا الرافضي ، لا أعرف هل أقر بها ، أم
أنكرها عنادا وحفظا لماء الوجه كما يفعل علمائي ومشائخي.
- فقلت في ختام
كلامي
: أخي الكريم ، إن هذا عمل مستقذر لا يعمله الشيعي ولا يستحلها ، الا النادر من
البسطاء والمتهورين ، ولا تجد فتوة تقول بجوازها عندنا الا بكراهية شديدة ، أو بعد
موافقة الزوجة ، أو بعد التأكد من رضا الزوجة وأن ليس هناك ضرر جسدي يصيبها
، وهنا سكت الأخ ولم أسمع صوته إلى يومنا هذا ، والله المستعان.
وانتهى الحوار عند هذه النقطة مع ذهول
الأخ السني الكريم من التعتيم الذي مورس عليه طوال هذه السنين ، فلا يقدر أن يؤكد
كلامي خوفا من هدم معتقد صار له أكثر من الف وأربع مئة سنة ،
ولا يقدر أن ينكر لوجود هذه الأدلة بأصح مصادره مع وجود رابط مباشر ينقله للمواقع
المعتمدة لديه ، فانسحب علي استحياء ولسان حاله ، يقول :
صدق الرافضي ، ولكن ماذا أعمل مع ترسبات
أكثر من 1400 سنة.