( التيجاني مالم لغوي )

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين

 

البطاقة الشخصية

 

مولده ونشأته : ولد عام 1976م بمدينة " زندر " في النيجر ، كان يتمتع منذ صغره بمواهب وقدرات دفعته لأن يحتل مكانه مرموقة في البيئة التي كان يعيش فيها ، حصل على الديبلوم وتوجه إلى الدارسة الدينية على ضوء المذهب المالكي السائد في منطقته ، حتى أصبح بعد ذلك داعية لأصول ومبادئ هذا المذهب ، اعتنق المذهب الجعفري عام 1997م في النيجر بالعاصمة " نيامي " ، فازداد نشاطه وتحركه في التبليغ مندفعا بحماس لرفع المستوى الفكري لأبناء منطقته وانقاذهم من الظلمات إلى النور.

 

بداية التعرف على التشيع : يقول الأخ التيجاني : تعود بداية قصة استبصاري إلى اليوم الذي ذهبت فيه لزيارة أحد أصدقائي ، فوجد عنده بعض الكتب الشيعية ، وكان معجبا بالفكر الشيعي ، ووجدته راغبا في صحبتي اياه في هذا الفكر ، ليبين لي الأمور التي فتحت له الآفاق الواسعة لمشاهدة الحقائق الكونية في عالم المعرفة.

وبالفعل وبتشجيع منه أخذت معي بعض الكتب الشيعية إلى البيت ، وعكفت على مطالعتها وقراءتها بامعان وتأني ، فكان أكثر ما لفت انتباهي وهز مشاعري وأحاسيسي مكانة أهل بيت رسول الله (ع) ومنزلتهم وعلو قدرهم وعظمة شأنهم ، فأحسست بعدها بشعور مرهف اتجاههم ، وشعرت بقلبي ينبض من دون ارادة بحبهم ، ويبدو أن هذا الأمر هو الذي كان البذرة الأولى لاعتناقي مذهب أهل البيت (ع).

 

حب ومودة أهل البيت (ع) : لايخفى على أحد ماجعل الباري لمودة قربى الرسول (ص) ومحبة أهل البيت (ع) فقد جعل الباري هذه المحبة تعادل في أهميتها وقدرها ومنزلتها أصل الرسالة ، كما في قوله تعالى : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى ) ، ومن الواضح أن الأجر لابد أن يكون معادلا للعمل في القيمة والاستحقاق ، وقال تعالى في موضع آخر : ( قل ما أسئلكم عليه من أجرا الا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ) ، والذي يفهم من هذا أن الله قد جعل مودة أهل البيت (ع) سبيلا إليه تعالى.

 

سبب اهتمام الباري بمودة القربى : ان الله عز وجل ما أمر بمودة عترة الرسول (ص) الا لكونهم في محل الإمامة وقيادة للأمة ، وأن الله تعالى لم يجعل مودتهم معادلة لأجر الرسالة الا لأهميتهم البالغة في صيانة الدين والشريعة من الضلال والانحراف ، فهم الصمام الذي يعصم الأمة من التمزق والافتراق ، وأن وجودهم ضرورة لا مجال للاستغناء عنها في تصحيح الفهم الخاطيء للشريعة.

 

وذلك لأنهم ذرية قد اصطفاهم الباري فسدد خطاهم ، ووهبهم نفوس متوهجه بالحقائق الإلهية ، ومنحهم درجة من الإيمان التي تجعلهم بحالة من الشهود الكامل واليقين القاطع ليروا الأشياء على حقيقتها ، فيعصمون بذلك من الخطأ والزلل ، فيكونوا السبب المتصل بين الأرض والسماء ، والمرشحين من قبل الله لتصدي المرجعية الفكرية والزعامة السياسية والقيادة الدينية بعد الرسول (ص).

 

وان الرسالة النبوية تغدوا من دون أهل البيت (ع) عرضة لتأويل المغرضين ، وتلاعب أصحاب الميول والرغبات ، ومن دون وجود الامام المعصوم يجرؤ الكثير من أصحاب العقد الدفينة لتحقيق كل ما تصبوا إليه نفوسهم باسم الإسلام.

 

المرء مع من أحب : يقول الأخ التيجاني : بدأ اتجاهي نحو اعتناق مذهب أهل البيت (ع) من ازدهار محبتهم في قلبي ، فدفعتني تلك المودة والمحبة لأتخذ منهجهم سبيلا وأتبع خطاهم وأسير على ضوء سيرتهم ، وقد يظن البعض أن حب أهل البيت (ع) هو ما اتفقت عليه معظم الطوائف الإسلامية ، ولكن شتان بين محبة الشيعة لأهل البيت (ع) ومحبة الآخرين لهم ، وقد قال تعالى: ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) ، أي عدم اجتماع حبان متنافران في القلب.

 

معاناة أهل البيت (ع) : الذي يمعن النظر في التاريخ الإسلامي يجد أن أهل البيت (ع) قد لاقوا أشد المعاناة والأسى فقد أبعدهم الناس بعد وفاة رسول (ص) عن مكانتهم التي جعلها الباري لهم ، وخير شاهد لذلك وصف أمير المؤمنين (ع) لحالته بعد وفاة رسول الله بقوله : فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد (ص) فخشيت إن لم إنصر الإسلام أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما.

 

وأما معاناة الزهراء (ع) التي ، قال عنها رسول الله (ص) انما فاطمة بضعة مني ، يؤذيني من آذاها وينصبني ما أنصبها ، وقال (ص) : أيضا : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ، فمشهورة عند الجميع ، حيث هجموا على دارها وهددوا باحراقه ، وقيل لابن الخطاب : ان فيها فاطمة ، فقال : وإن ، فنادت (ع) : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ، ولم يرعوي عمر ومن معه حتى اقتحموا الدار ، فصاحت فاطمة (ع) وناشدتهم : الله الله ، وجعلت تبكي وتصيح ، فانهالوا عليها بالضرب حتى أسقطوا جنينها.

كما غصب القوم حقوقها المالية ، فحرموها من ارثها باستيلائهم على فدك ، وقد طالبتهم الزهراء (ع) بحقها فلم يعبؤوا بذلك ، فقالت الزهراء (ع) لهما : إني اشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي (ص) : لأشكونكما إليه.

 

وورد أن الامام علي (ع) لما فرغ من دفن فاطمة بنت رسول الله (ص) هاج به الحزن فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله (ص) ، فقال : ... وإلى الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ...

 

ثمرة الاخلاص في محبة أهل البيت (ع) : يقول الأخ التيجاني : ان مسألة التعصب الطائفي من المسائل المؤسفة عند علماء أبناء العامة ، إذ أنهم لا يبينون الحقائق بصورة كاملة ويعتمون الكثير من الحقائق على أتباعهم ، ويحاولون أن يصوروا بقية المذاهب كالتشيع بصورة مشوهة لينشؤوا الحواجز والموانع امام الباحث والمستفسر عن هذا المذهب ، ولايطرحون المواضيع على طاولة البحث ويناقشوها بروح بناءة وموضوعية ، بل يحاولون أن يسلكوا درب التشنيع والتهريج ليحجبوا البصائر عن رؤية الحقائق الموجودة في مذهب أهل البيت (ع).

 

ويضيف : ولكنني اندفاعا من محبة أهل البيت (ع) صرت أبحث عن المذهب الذي يمثل السير على خطاهم ، ومن هذا المنطلق نشأ لدي المحفز في امعان النظر بكتب الشيعة ، وقد كنت في بدء الأمر حذرا متخوفا على فقدان معتقدي وتزلزل أركان ديني ، وبمرور الزمان أدركت مدى التشنيع الذي وجهه أبناء طائفتنا ضد هذا المذهب ، كما تبين لي أن كافة الأمور التي كان يتذرع بها أهل العامة للاطاحة بالتشيع لاتمت إلى الواقع بصلة.

 

وفي نهاية المطاف اندفعت مخلصا في محبتي ومودتي لأهل البيت (ع) فتمسكت بحبلهم واعتصمت بهم باعتناقي لمذهبهم عام 1997م في النيجر.