( نوزاد طاهر شريف )

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين

 

البطاقة الشخصية

 

مولده ونشاته : ولد عام 1966م بمدينة " السليمانية " في العراق ، من عائلة كردية تعتنق المذهب الحنفي ، أكمل دراسته إلى حد الاعدادية ، ثم توجه إلى العمل الحر ، تشرف باعتناق مذهب أهل البيت (ع) عام 1997م ، على أثر عناية ربانية دفعته ليلتقي بأحد أتباع مذهب أهل البيت (ع) فيوضح له ذلك الشخص معالم والسبل الصحيحة الموصلة إلى رضوان الله سبحانه وتعالى.

 

أول التفاته إلى التشيع : يقول الأخ نوزاد طاهر : تعرفت على رجل من أهل الموصل عن طريق شرائه بعض ما يحتاج من الأقمشة مني ، وصادف أن رأيته في مسجد السوق وقت الصلاة ، فكان مما أثار استغرابي أنني وجدته يصلي على خلاف ما كنت ألفه من أبناء طائفتي ، حيث كان يسجد على التربة ولم يتكتف في القيام ، فدفعني حب الاستطلاع أن أستفسر منه سبب ذلك ، وأحببت أن لا أفاجئه في ذلك ، فدعوته لمحل عملي ، ولما حانت الفرصة سألته عن سبب أدائه بعض أجزاء الصلاة على خلاف ما نحن عليه ، فذكر لي أنه من معتنقي المذهب الجعفري ، ومن اتباع أئمة أهل البيت (ع) ونحن نأخذ معالم الدين والمعارف الإسلامية منهم ونسير على ضوء ما بينوه لنا من الدين ، فنحن انما نصلي وفق ما رواه لنا أهل البيت (ع) عن رسول الله (ص) ، ولا نعبأ بما اجتهد به غيرهم.

 

عقائد الشيعة الاثنى عشرية : تعتقد الشيعة الاثنى عشرية أن الرسول (ص) لم يترك أمته وأتباعه من بعده هملا بلا راع تتقاذفهم الأهواء والأغراض ، بل عين (ص) الامام علي (ع) والعترة من أهل بيته (ع) خلفاء من بعده بأمر من الله عز وجل.

 

وبما أن رسول الله (ص) كان يدرك حجم الأخطار التي تهدد مستقبل الإسلام نص على هؤلاء ليكونوا من بعده صمام الأمان الذي يعصم الأمة من الاختلاف والتمزق والفرقة ، وصيانة الدين والشريعة من الانحراف ، والضمان الوحيد في هداية الانسانية نحو السعادة الحقيقية والكمال المنشود ، وليكونوا مع القرآن السبب الوحيد لاعتصام الأمة من الضلال ، والقى (ص) بأمر من الله عز وجل على عاتقهم مهمة تصحيح الفهم الخاطىء للشريعة وتصحيح المسار الاجتماعي وحمايته ودفعه في الاتجاه المطلوب.

 

مرحلة الحيرة والاستغراب : يقول الأخ نوزاد طاهر : استغربت من كلام هذا الشخص ، فطلبت منه المزيد من التوضيح حول ما ذهب إليه ، فقبل مني ذلك ، ووعدني أن يلتقي بي في المستقبل ، وبقيت بعد ذلك متحيرا في أمري ، فقررت أن أواصل البحث حتى أجد لأسئلتي الحائرة جوابا مقنعا ، وأكثر ما كانت تتوق إليه نفسي معرفة موقف الامام علي (ع) ازاء الخلفاء الذين سبقوه واستولوا على زمام الحكم ، وعندما التقيت بصديقي مرة أخرى عرضت عليه أسئلتي واستفساراتي ، وطرحت عليه ما كان عالقا في ذهني حول هذا الموضوع ، فأهداني كتاب ( نهج البلاغة ) للامام علي (ع) لأجد بنفسي موقفه وكلامه في هذا المجال ، ولكنني حيث كنت لا أجيد اللغة العربية اعتمدت على شخص آخر ليترجم لي كلام الامام علي (ع).

 

موقف الامام علي (ع) ممن تقدمه : ان الباحث لو أمعن النظر في كلام وأقوال الامام علي (ع) لوجد أن العترة من أهل بيت الرسول (ع) هم أحق بالخلافة من غيرهم ، فقد ، قال (ع) في خطبة له بعد انصرافه من صفين : لا يقاس بآل محمد (ص) من هذه الأمة أحد ، ولا يسوي بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا ، هم أساس الدين وعماد اليقين ، اليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن إذ رجع الحق إلى أهله ، ونقل إلى منتقله ، وقال (ع) أيضا : أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ، أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطي الهدى ، وبنا يستجلى العمى ، ان الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة في غيرهم.

 

وقال (ع) : فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي ، مستأثرا على منذ قبض الله تعالى نبيه (ص) حتى يوم الناس هذا.

وقال (ع) في جوابه لبعض أصحابه ، وقد سأله قائلا : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام ، وأنتم أحق به، فقال (ع) : يا أخا بني أسد ... أعلم : أما الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسبا ، والأشدون برسول الله (ص) نوطا ـ أي تعلقا والتصاقا ـ ، فانها كانت أثرة ـ أي الاختصاص بالشيء دون مستحقه ـ شحت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين.

 

وقال أمير المؤمنين (ع) في مناظرة مع بعضهم يبين فيها أحقيته بالخلافة بعد الرسول (ص) : وقال قائل : انك ـ يابن أبي طالب ـ على هذا الأمر لحريص فقلت : بل أنتم والله أحرص وأبعد ، وأنا أخص وأقرب ، وإنما طلبت حقا لي ، وأنتم تحولون بيني وبينه ، وتضربون وجهي دونه ، ثم قال : مواصلا كلامة : اللهم إني أستعديك على قريش ، ومن أعانهم ، فانهم قطعوا رحمي ، وصغروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي.

 

وروي له (ع) شعرا في هذا المعنى :

 

فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم فكيف بهذا والمشيرون غيب

وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم فغيرك أولى بالنبي وأقرب

 

وقال (ع) لما بلغه أن المهاجرين احتجوا على الأنصار للاستيلاء على خلافة الرسول (ص) بأنهم من قريش وهم قوم النبي (ص) وأولى الناس : احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة.

وللامام علي (ع) شكوى من أمر الخلافة بينها في خطبته المشهورة بـ " الشقشقية " إذ قال : فيها : أما والله لقد تقمصها فلان وأنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا ، ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ـ أي مقطوعة ـ أو اصبر على طخية ـ أي ظلمة ـ عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت ، وفي العين قذى وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا ، حتى مضى الأول لسبيله ، فأدلى بها إلى فلان بعده ... فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها ـ أي : اقستماه ، فأخذ كل منهما شطرا ـ ... فصبرت على طول المدة وشدة المحنة حتى إذا مضى لسبيله ، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى ، متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ...

 

أمور تدفع الباحث للتأمل : يقول الأخ نوزاد طاهر : تعرفت من خلال احاطتي بموقف الامام علي (ع) وكلامه في شأن الخلافة ، أنه صاحب الحق في هذا الأمر وأنه وأهل بيته (ع) أولى بالخلافة من غيرهم ، وأن الخلافة أمر الهي يصطفى الله لها من يشاء من عباده.

 

فقد ، قال الامام علي (ع) : انما الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده ، لايدخل الجنة الا من عرفهم ، ولايدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه ، وكما هو واضح أن عدم طاعة الناس للذي يصطفيه الله عز وجل للامامة لايعني فقدانه الشرعية ، بل هم أئمة وحكام شرعيين وإن لم يسنح لهم ممارسة الحكم عمليا لعدم انصياع الناس لهم وعدم نصرتهم اياهم.

 

والواقع أن المبغضون قد أنجزوا مبتغاهم بعد وفاة الرسول (ص) ، فأبعدوا العترة (ع) عن منازلهم التي عينها لهم الباري ، وتشبثوا بشتى السبل للاستيلاء على الحكم والسلطة ، ولم يكن ذلك نابع الا عن حسد ، كما قال تعالى : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ، وما هؤلاء المحسودون الا آل محمد الذين بينهم الرسول (ص) في مواقف عديده أنهم سفينة نوح ، وأحد الثقلين ، وباب حطة ، والعترة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيرا.

 

نماذج تاريخية لرفض الاصطفاء الإلهي : وليس هذا الرفض من الأكثرية بمستغرب ، فله أمثلة في تاريخ البشرية ، يذكره الباري في محكم كتابه بقوله تعالى : وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ، قالوا إني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال ، قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم.

 

فالتاريخ يعيد نفسه هنا ، حيث ورد أن عليا (ع) لما أخذ قهرا إلى بيعة أبي بكر ، احتج على القوم بأدلة مقنعة وبراهين ساطعة بأنه أحق بأمر الخلافة ، فقال له أبو عبيده بن الجراح : يابن عم ، انك حديث السن وهؤلاء مشيخة قومك ، وليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ، ولا أرى أبا بكر الا أبقوي على هذا الأمر منك ، وأشد احتمالا واضطلاعا به ، فسلم لأبي بكر هذا الأمر ، وبهذه الأعذار والحجج الواهية انتزع القوم أمر الخلافة من محلها الذي عينه الباري.

 

الرجوع إلى الحق والأخذ به : ومن هنا ، يقول الأخ نوزاد طاهر : أسفرت نقاشاتي العديدة مع صديقي الشيعي وتتبعي في بطون الكتب لمعرفة الحق عن نتائج أدت إلى انشاء تغيير جذري في رؤيتي العقائدية السابقة ، ولم أتهيب من مواجهة الواقع ، بل تقبلته بروح بناءة ، فكانت النتيجة اعتناقي لمذهب أهل البيت (ع) عام 1997م بمدينة " السليمانية.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين