( محمد كراووما لاغيسا )

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين

 

البطاقة الشخصية

 

مولده ونشأته : ولد عام 1961م بقرية " نابيلا " في جمهورية غانا ، كان في أول أمره وثني المعتقد واسمه أنذاك " نيندو " ، ثم تحول إلى المسيحية فتسمى باسم " صاموئيل " ، بعدها اعتنق الإسلام فانتخب إسم " محمد " تيمنا باسم النبي الكريم (ص) ، تشرف باعتناق مذهب أهل البيت (ع) عام 1984م في " أكرا " عاصمة غانا.

 

البحث عن الضالة المنشودة : يقول الأخ محمد : " لقد انتشلني الله سبحانه وتعالى من الضياع عندما أدركت سخافة الديانة الوثنية ، وسأطوي الحديث عن هذه الفترة لأنها كانت من عمري الضائع ، تحولت إلى الديانة المسيحية مع أكثر أبناء قريتنا ، على أثر حركة التنصير التي تعج بها قارة أفريقيا ، وعندما أصبحت مسيحيا عكفت على دراسة الكتاب المقدس وقراءته بامعان ، كي أرسخ أركان المعتقد المسيحي ـ عقيدة التثليث ـ في ذهني ، وبالتالي أتمكن من اقناع الآخرين للاعتقاد والإيمان بها ، الا انني حقيقة لم أخرج بنتيجة من التثليث ، وتاهت علي معالم الرب بين الأب والابن وروح القدس " ، الحقيقة أن فكرة تأليه المسيح (ع) نكسة قاتلة أصابت النصرانية في صميمها ، ونقلتها من دين سماوي خالص إلى دين وثني ، ولم يكن هذا الأمر مستبعدا من أهل كتاب بعد أن عبثت بهم الأهواء والأغراض ، فغيرت الكثير من معالمهم الدينية التي جاء بها المسيح (ع) حتى جعلتهم يتخبطون في معتقدهم وفي حيرة من أمرهم ، لا يعرفون السبيل لتأويل المعتقدات المتناقضة التي وضعتها أيدي التحريف ، فاعتقادهم أن المسيح هو الله ـ تعالى عما يقولون ـ لا يتلاءم مع قولهم بأنه ابن الله فانه ليس من المعقول أن يكون الأب ابنا لنفسه ، والابن أبا لنفسه أيضا، ثم ماهو دور الأقنوم الثالث بين هذين الاثنين ، وما مدى صلاحية وحدود اختصاص كل منهم ، ولذا اضطر رجال الكنيسة بعد مواجهتهم لهذه التناقضات أن يلتجؤوا إلى جملة من التبريرات وطرحها بشكل غامض ومبهم ، لتكون اجابتهم لأتباعهم أن هذه المعتقدات أمور تعبدية لا سبيل للعقل أن يفهم غور معناها ، فحدوا بذلك الاستفسارات التي كان يوردها عليهم أتباعهم وطوقوها بحدود ليمنعوا المنتمين إلى ملتهم من الخوض فيها.

 

البشارة وبداية البحث : يقول الأخ محمد : " على الرغم من الغموض الذي واجهته في الديانة المسيحية وجدت بعض الاشارات في الكتاب المقدس تستحق أن يتأمل فيها ، كبشارة الله تعالى لإبراهيم (ع) في ابنه إسماعيل (ع) والتي تذكرتها كتب العهد القديم : " أما إسماعيل فقد استجبت لطلبتك من أجله سأباركه حقا ، واجعله مثمرا وأكثر ذريته جدا ، فيكون أبا لاثني عشر رئيسا ويصبح أمة كبيرة ، فكنت أتساءل في نفسي : من هم هؤلاء الاثنا عشر ، وأي مقام لهم عند الله حتى يذكرون وهم في عالم الغيب ، وتبين لي من القرائن المذكورة أنهم ليسوا من أمة عيسى المسيح (ع) ولا من ذريته ، لأن عيسى (ع) لم يتزوج ، فعرفت من هذا ضرورة وجود مبعوث آخر له هذه الذرية.

فصببت جل اهتمامي على هذه البشارة ، ولجأت إلى مراجعة الأديان السماوية الأخرى لأعرف مدى تحقق هذه البشارة المهمة عندهم ، وأول ما بدأت به هو ما أورده بعض علماء المسيحية حول هذا الأمر وما يتعلق به ".

 

أقوال علماء غير المسلمين حول البشارة بالنبي (ص) : أورد بعض العلماء العارفين باللغة العبرية معارف هامة حول إسم النبي الشريف (ص) ، وذكروا أن إسم محمد قد ورد في سياق بركة إسماعيل (ع) بحساب الجمل ، فورد في كتاب ( أنيس الأعلام في نصرة الإسلام ) نصا عبريا ترجمته بالعربية : " لقد سمعت دعاءك بخصوص إسماعيل ، ها أن أباركه وأثمره واجعله كبيرا ( أو عظيما ) بمادماد واثني عشر اماما يكونون من نسله ، وسيكون أمة عظيمة " ، فلفظة ( بمادماد ) بحساب الجمل تساوي 92 ، وكذا لفظ ( محمد ) بحساب الجمل يساوي هذا العدد ، وقد ذهب إلى هذا التفسير أيضا العالم الكتابي " السموءل بن يحيى ".

 

البشارات في كتب العهد القديم بالنبي (ص) : لقد بشر كليم الله موسى (ع) بمجيء النبي الأعظم محمد (ص) ، فقال لبني إسرائيل قبل وفاته بفترة قصيرة : " جاء الرب من سيناء ، وأشرف لهم من سعير ، وتألق في جبل فاران ، وجاء محاطا بعشرات الألوف من الملائكة وعن يمينه يومض برق عليهم ، حقا انك أنت الذي أحببت الشعب " ، و ( سيناء ) هو المكان الذي بعث فيه موسى (ع) و ( سعير ) هي فلسطين وفيها بعث عيسى (ع) و ( فاران ) هي الحجاز وفيها بعث رسول الله (ص) ، فالمولودين الاثنى عشر من نسل هذا النبي لهم أهمية خاصة ودور هام في هداية الناس إلى صراط الله المستقيم ، ولهذا بشر بهم موسى (ع) وأكد على ذكرهم.

 

والملاحظ أن بشارة نبي الله موسى (ع) تنطوي على ثلاثة أمور :

1 ـ أن هذا النبي يولد في الحجاز ، وأنه يقود عشرة الآف من أصحابه وهذا ما تحقق في فتح مكة.

2 ـ أن ما نطق به نبي الله موسى (ع) يثبت أن نبوته ونبوة عيسى (ع) مرحليتان ، وهناك نبوة خاتمة.

3 ـ أن رسول الله (ص) هو خاتم النبيين ، وهو المبعوث من فاران ـ الحجاز ـ وهو المحب لجميع الشعوب ، إذ هو رحمة أرسلها الله تعالى للعالمين ، ولذلك أقر عدد من أحبار اليهود ورهبان النصارى بنبوته (ص).

 

كما بشر نبي الله داود (ع) أيضا برسول الله محمد (ص) وبامامة عترته حينما قال : " فاض قلبي بكلام صالح ، اني أخاطب الملك بما قد أنشأته ، ولساني فصيح كقلم الكاتب الماهر ، أنت أبرع جمالا من كل بني البشر ، انسكبت النعمة على شفتيك ، لذلك باركك الله إلى الأبد ، في جلالك وبهائك ، تقلد سيفك على فخذك أيها المقتدر ، وبجلالك أركب ظافرا لأجل الحق والوداعة والبر ، فتقتحم يمينك الأهوال ... وتسقط الشعوب صرعى تحت قدميك ... يصبح أبناؤك يوما ملوكا كآبائهم فيتربعون على عروش في كل الأرض ، أخلد ذكرى اسمك في كل الأجيال ، وتحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد " ، فالنبي داود (ع) يصف هذا النبي بهذه الصفات : البارع في الجمال ، الرحيم بالعباد ، الفاتح العظيم ، ذو الجلالة والمهابة ، المحق للحق والمقر للعدل ، الذي يندثر أعداؤه ويخضع له خصماؤه ، ويدخل الناس في دعوته أفواجا ، فآجره الله تعالى بمودة قرباه ، وبجعل ذريته أئمة وحججا في الأرض ، وخلد اسمه على مر العصور والأجيال ـ فهو يرتفع في الأذان يوميا في مختلف أنحاء المعمورة ـ وهذه الصفات لا تنطبق الا على رسول الله (ص).

 

التوجه نحو الدين الإسلامي : يقول الأخ محمد : " توجهت بعد ذلك إلى دراسة عامة ومعمقة حول الدين الإسلامي وأتباعه ـ إذ أنهم يشكلون نسبة لا بأس بها في غانا ـ فقمت ببناء علاقات معهم لأعرفهم عن قرب ، وقراءة كتبهم ، فقرأت القرآن ، فوجدته كتابا يتضمن رؤية تختلف عما قرأته في العهدين القديم والجديد حول الرب والربوبية ، من حيث التنزيه لله تعالى والتوحيد له ، كما وجدت تعابيره تحترم وتجلل الأنبياء (ع) وتبين معاناتهم وجهودهم بأروع ما يكون ، على عكس ما قرأت في الكتاب المقدس من هتك لحرمتهم وتضعيف لشخصياتهم وانهم المخطؤن ، ووجدته كتابا حاويا لشتى المعارف ، وأنه يدعو إلى تسامي الانسان وتكامله ... وهكذا وبمرور الزمان أخذت المفاهيم الإسلامية تترسخ في ذهني وتمتزج بروحي ، حتى آمنت بها واعتقدت بنقاوة منبعها ، فاتخذتها نهجا يوصلني إلى رضوان الله تعالى ، فأسلمت على ضوء مذهب أهل العامة ، وبعد اعتناقي للإسلام بدأت أعيش معاناة جديدة حيث شن علي المسيحيون ـ لا سيما المبشرين ـ حربا شعواء ، حتى أنهم ألبوا علي أهل القبيلة ، فضايقوني وقاطعوني ، الا أني بالرغم من ذلك صبرت ، بل صممت على هدايتهم واخراجهم من الظلمات إلى النور ، وبعون من الله تعالى تم لي ذلك ، إذ أسلم أغلب أهل القرية ، وحولنا مدرسة القرية المسيحية إلى مدرسة إسلامية ، تدرس فيها مبادىء الدين الإسلامي ".

 

البحث عن مصداق البشارة : يضيف الأخ محمد : " عكفت من جديد على كتب المسلمين في العقائد والتفسير والحديث والتاريخ ، فرأيت فيها تطابقا مع الكتاب المقدس في بعض المفاهيم ، ومنها مسألة الرؤساء الاثني عشر ، ووجدت حديثا مرويا ، عن النبي (ص) في صحيح مسلم جاء فيه : " لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ، ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش " ، فقررت التعمق أكثر والتتبع بجد لمعرفة مصداق هؤلاء الخلفاء ، حتى ظفرت برواية في كتاب ( حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ) يرويها ابن عباس ـ حبر الأمة - عن النبي (ص) : " من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي ، فانهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، رزقوا فهما وعلما ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، للقاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي " ، فاستغربت من هذا الحديث وقلت : من هم عترة الرسول (ص) الذين أمرنا النبي (ص) بالاقتداء بهم، راجعت الكتب الإسلامية التي كانت في متناول يدي لأبحث حول الخلفاء ، فوجدت أن عددهم يفوق الاثنى عشر بكثير بل فيهم من غير قريش ـ أمراء آل عثمان الأتراك ـ والأنكى من ذلك أنني وجدت من يحاول تطبيق هذا العدد بما يتلاءم مع هواه ".

 

فقد حمل البعض أحاديث النبي (ص) بخصوص الخلفاء من بعده على الخلفاء الراشدين ، ثم ضم معاوية وعمر بن عبد العزيز من الأمويين وعدد من خلفاء بني العباس لاتمام العدد ، وهذا التلفيق واضح البطلان لأن الراشدين أربعة فقط ، وأما الأمويين فانهم معروفون بتهتكهم وظلمهم ، وكذا بني العباس فعددهم أكثر من ذلك ، وجورهم لا يقل عن أقرانهم السابقين.

ومن هنا كان لابد أن يحمل هذا الحديث علي الأئمة الاثنا عشر من آل البيت (ع) لأنهم من قريش وهم من عترته ، وهم أعلم وأتقى وأفضل الناس ، ولا يخفى على أحد ما ورد في فضلهم عن الرسول (ص) ، مثل حديث الثقلين والسفينة والنجوم وغيرها.

 

بشارة داود حول مهدي آخر الزمان (ع) : يقول الأخ محمد : " وعدت مرة أخرى إلى الكتاب المقدس لأتأكد مما جاء فيه بخصوص هذا النبي (ص) وهؤلاء الخلفاء (ع) فوجدت فيه أن داود (ع) يبشر برسول الله (ص) وبولد له يكون خليفة من بعده ، ويرسم صورة لهذا الخليفة الذي يملك الأرض ويملؤها قسطا وعدلا " ، فقد جاء في مزامير داود (ع) : " اللهم أعط أحكامك العادلة للملك ، ولابنه برك ، فيقضي لشعبك بالعدل ومساكينك بالانصاف ، لتحمل الجبال للشعب في سلاما ، والتلال برا ، ليحكم الملك بالحق للمساكين وينقذ بني البائسين ، ويحطم الظالم ، ليرهبوك مادامت الشمس والقمر من جيل إلى جيل ليكن الملك كالمطر المنهمر على المراعي المجزورة ، كالغيوث التي تسقي الأرض ، ليزدهر في أيامه الصديق ، ويتوافر السلام ما دام القمر يضيء ، ولتمتد مملكته من البحر إلى البحر ، ومن النهر إلى أقاصي الأرض.

 

أمامه يركع أهل البادية ، وأعداؤه يلحسون التراب ... ينحني أمامه جميع الملوك ، وتتعبد له كل الأمم ، لأنه ينقذ المسكين المستغيث البائس الذي لا معين له ، يعطف على الفقير والمحتاج ويخلص نفوس المساكين ، إذ يفتدي نفوسهم من الظلم والعنف ، ويخفظ حياتهم لأنها ، ثمينة في عينيه ، ليحي الملك ليعط له ذهب شبا ، وليصلوا من أجله دائما ويطلبوا له بركة الله كل النهار ، لتتكاثر الغلال في الأرض وعلى رؤوي الجبال ، وتتماوج مثل أرز لبنان ، ويزهر أهل المدينة كعشب الأرض ، يخلد اسمه إلى الدهر ، ويدوم أسمه كديمومة الشمس ، ويتبارك الناس به ، وتطوبه كل الأمم ... ".

 

ولقد دعا داود (ع) كما نرى باعطاء الشريعة ـ أي النبوة ـ للملك الذي هو نبي من قبل الله تعالى ، وحاكم في الأرض ، وقد خضعت جزيرة العرب لرسول الله (ص) ، كما دعا (ع) باعطاء الحكومة لابنه ـ حفيده ـ وقد بين أنه ليس صاحب شريعة ، بل حافظ لها ومقيم لناموسها على الأرض ، فهو يحكم بين عباد الله بالعدل ، وينقذ البؤساء ويسحق الظلمة ، وقد شبهه بالمطر الذي يروي الأرض العطشى ، فيعم بمجيئه الخير والسلام والبركة ، وتخضع له الجبابرة وتنقاد له الأمم ، فيكرمها ولايهدر دماءها ، بل أكثر من ذلك ، فقد بين داود (ع) أنه ذو خصوصية كخصوصية جده النبي (ص) حينما يصلى عليه كل يوم ولا ينطبق هذا الوصف ، ولا تتلائم هذه العلائم الا على المنقذ الحقيقي للبشرية الامام الحجة ابن الحسن الامام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (ع).

 

ولقد حرم أهل الكتاب من بركات هذا المنقذ ، لتأويلهم هذه النصوص وصرفها عن معناها الحقيقي بشتى الصور ، فانهم أدركوا أن هذا الشرف سيفوتهم وينتقل إلى أمة أخرى، أما المسلمون ، فهم جميعا يقرون بعقيدة المهدي (ع) ـ على اختلاف في التفاصيل  ـ ، ويؤمنون بأنه من ذرية رسول الله (ص) ، وقد أوردوا الكثير من النصوص في هذا المجال : منها ما أورده أبو داود في صحيحه ، عن أم سلمة (ر) ، أنها ، قالت : " سمعت رسول الله (ص) ، يقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة ".

ومنها قوله : (ص) لفاطمة الزهراء (ع) في مرضه الأخير بعد أن ضرب على منكب الحسين (ع) : " من هذا مهدي هذه الأمة ... لا تذهب الدنيا حتى يقوم رجل من ولد الحسين يملؤها عدلا كما ملئت ظلما وجورا  ، ويكون يوم الخلاص للمستضعفين من ظلم الظالمين على يديه (ع).

 

وجدت ضالتي في التشيع : يقول الأخ محمد : " عرفت من خلال التتبع والدراسة أن هؤلاء الخلفاء هم الأئمة من ذرية النبي (ص) ، وهم أحق الناس بالأمر من بعده (ص) ، ولكن مالت الأكثرية عن خطهم بسبب السياسات الحاكمة ، ولم يثبت معهم الا القليل ، فأضطهدوا بعد ذلك وظلموا ، ولكن شاء الله أن تنمو هذه القلة لتكون طائفة بارزة لها : إنصع الأثر في تاريخ الإسلام ".

ويضيف الأخ : " لقد لمست البون الشاسع بين الفريقين في العقائد والتفسير والفقه والحديث و ... فاقتنعت تماما بأحقية مذهب أهل البيت (ع) ووجوب أتباعه ، وشملتني العناية الإلهية فوفقت للاقتداء بالأئمة الاثني عشر (ع) باعتبارهم عدل القرآن ، وسفينة نوح ، ونجوم الأمان ، فأعلنت استبصاري عام 1984م في العاصمة " أكرا ".

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين