( كوليبالي إبراهيم )

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين

 

البطاقة الشخصية

 

مولده ونشاته : ولد الأخ كوليبالي إبراهيم بمدينة مباتو عام (1976م) في ساحل العاج ، نشأ في أوساط عائلة مالكية المذهب ، فورث هذا المعتقد من أسرته ، درس ستة سنوات في المدارس الدينية ، كما إنه حاصل على شهادة الديبلوم من المدارس الأكاديمية.

 

البدايـة : في أحد الأيام لألتقى الأخ كوليبالي بأحد المسيحيين ، ودار بينهما حوار حول الديانتين المسيحية والإسلامية ، فسأله المسيحي عن قائد المسلمين وزعيمهم في هذا الوقت ، فسكت كوليبالي ولم يعطه جوابا ـ لأنه تحير ، كان هذا السؤال بمثابة دافع له ومحفز على البحث والتحقيق.

وخلال تلك الفترة التقى كوليبالي بأحد أشقائه ـ واسمه عبد القادر ـ الذي عاد الى ساحل العاج من سفر دام عدة أشهر ، ودار حديث بين الأخوين حول مختلف المواضيع ، فوجد كوليبالي أن اللغة التي يتحدث بها عبد القادر لغة جديدة ، لغة علمية شيقة ، مليئة بالآيات والروايات ، ومن حينها قرر التعلم عند أخيه والأخذ منه ومناقشته في مثل هذه الأمور.

 

نقطة التحول : وتمضي الأيام وإذا بالأخ كوليبالي يسمع بمعلومات جديدة من شقيقه عبد القادر ، ما كان قد سمعها طوال الست سنوات التي قضاها في المعهد الإسلامي المالكي ، كـ ( لابد لله تعالى من خليفة في أرضه ، وأن الأرض لا تخلو من حجة ، ولابد للناس من امام وقائد ، والامام صفاته كصفات النبي (ص) الا أنه ليس بنبي ، والأئمة من أهل البيت (ع) وأهل البيت (ع) هم عترة النبي (ص) ، … فاكتشف أن السؤال الذي سأله به المسيحي ولم يستطع الاجابة عنه ، وجد أن حله هنا.

كان عبد القادر قد درس خلال سفره علوم أهل البيت (ع) في بعض المدارس الشيعية ، فلمس الحقائق المضيعة ووجد أن أهل البيت (ع) قد أزيحوا عن أماكنهم التي وضعهم الله فيها ، فاستبصر وقرر نشر مذهبهم بهدوء في أوساط مجتمعه ، وهكذا تمكن من هداية أخيه في نهاية المطاف إلى جادة الصواب.

 

تناقض في تناقض : يروي الأخ كوليبالي إبراهيم هذه الحادثة فيقول : قضيت معظم أيام طفولتي عند عمتي ، وكانت متعلقة بي كثيرا حتى إنها تفضلني على أبنائها ، وكانت تتمنى أن أصبح عالما دينيا في المستقبل ، ولهذا كانت تحثني وتشجعني على ذلك ، وقد كانت عمتي متصوفة وعلى الطريقة التيجانية.

وبعد رحلتي إلى عالم الثقلين وانارة بصيرتي بنور أهل البيت (ع) دار نقاش بيني وبين أحد ابنا عمتي حول الشيعة والتشيع ، فعرف إنني شيعي فسارع إلى عمتي فأخبرها بذلك ، فسألتني عمتي ، عن هذا ( الدين ) الجديد فأجبتها فلم تقتنع، فقررت الاستفسار من أحد كبار مشايخ الصوفية ، عن ذلك ، فدعاني الشيخ ودار بيننا الحوار التالي :

سألني عن أهل البيت (ع) وهل صحيح إني معتقد بمذهبهم ، فأجبته نعم ، فقال : نحن أيضا نحبهم ونقر بحقهم وبفضلهم وبتقدمهم على سائر الخلق بل عندنا ذكر باسم الامام علي بن أبي طالب ، نردده في المعارك ، ونحن نعتقد أن الذي يعرف هذا الذكر ويردده لا يؤثر فيه السلاح ولا يصاب بمكروه في ساحة المعركة ، وهكذا مع بقية العترة ، فلدينا أذكار خاصة بأسمائهم نرددها في مواردها ، ولكن مع كل ذلك هناك ما يمنع من اثارة هذا الموضوع.

فسألته : وما المانع ، فقال : إن موضوع الخلافة وما حدث في السقيفة وما تلاها مضى وفات ولا فائدة من اعادته.

فأجبته : وكيف تنفي ألفائدة ، السنا مأمورين بأخذ العبر ، وتجنب الأخطاء التي وقع فيها غيرنا.

اليس ما يجري الآن من ويلات مرتبط بذلك اليوم.

السنا مأمورين بالاتحاد تحت راية هدى واحدة ، وهي راية آل محمد (ص).

شيخنا ، إن ترديدكم للأذكار التي فيها أسماء أهل البيت لا يمثل سوى التعلق بالفرع وترك الأصل.

وفي نهاية المطاف أخبر الشيخ عمتي ، إنه لا خوف على ابن أخيك ، فمذهبه صحيح.

وهكذا انطلق الأخ كوليبالي في هذا العالم الرحب ليواصل دراسته المنهجية في حوزات أهل البيت (ع) وهو اليوم مبلغ ومرشد يهدي لطريق الحق في بلاده.