( ذاكر حسين طاهري )

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين

 

البطاقة الشخصية

 

مولده ونشأته : ولد الشيخ ذاكر حسين طاهري بمدينة فيصل آباد عام (1975م) في باكستان ، وقد كان يعتنق المذهب الحنفي ، وهو مذهب الأكثرية.

 

البداية كانت مناظرة : كانت المدينة التي يقطن فيها الشيخ ذاكر حسين طاهري ذات غالبية سنية ، لكنها غير متعصبة وتحترم عقائد الآخرين ، كما كان في نفس المدينة رجل دين وأستاذ شيعي يدعى محمد يوسف جعفري معروف في أوساط السكان بالعلم وحسن السيرة ، وقد كانت آونة وأخرى تحدث بينه وبينهم مناقشات حول الاختلاف بين السنة والشيعة بين آونه وأخرى ، الا أن الكثيرين يجتنبون الدخول معه في النقاش لاسلوبه الجذاب المدعوم بالأدلة.

 

وحدث ذات يوم أن دعى الأستاذ جعفري الى اجراء مناظرة محورها الخلاف الأساسي بين الفريقين ، وما كان من الشيخ ذاكر حسين طاهري إلا أن تصدى له بأمر من والده الذي كلفه بأن يكون هو الطرف الآخر الذي يناظر الأستاذ جعفري ، وكان الشيخ طاهري يردد ماورثه من أسلافه من :

 

1 - أن النبي (ص) لم ينص على أحد.

2 - أن الخلافة لا تكون الا بالشورى.

3 - أن خلافة أبي بكر أجمعت عليها الأمة.

 

حقائق مضيعة : وجاء الرد من الأستاذ جعفري مبلورا وموضوعيا ومدعوما بالأدلة من المصادر السنية ، في أن النبي (ص) : ما كان يترك شاردة ولا واردة الا وبينها وبين حكمها للأمة لئلا يقع الاختلاف والدس والانحراف ، فكيف بمسألة الخلافة ، فهو (ص) نص على خلافة أمير المؤمنين علي (ع) في غدير خم ، وهذا ما تؤكده المصادر التالية : ( صحيح مسلم : ج7 ص 122 ، مسند أحمد : ج4ص372 ، النسائي في كتاب الخصائص : ص 21 ، أسباب النزول : ص 150 ، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏: ج1 ص187 ، الدرالمنثور: ج3 ص117 ، التفسير الكبير : ج12 ص 50 ، تاريخ دمشق : ج2 ص 86 ، فتح القدير : ج2 ص60 ، الملل والنحل للشهرستاني : ج1 ص 136 ، روح المعاني : ج2 ص 384 ).

 

وأما مسألة أن الخلافة لا تكون الا بالشورى ، فلماذا لم يعمل أبو بكر بهذا القانون عندما نص على خلافة عمر ، وهذا يعني مخالفته لرسول الله (ص) في تنصيبه ، لأن النبي (ص) لم ينصب خليفة كما يدعى.

وأما كون الأمة اجمعت على خلافة أبي بكر فهذا غير تام ، لأن مجتمع المدينة لا يمثل الأمة الإسلامية التي توزعت امتداداتها لتشمل الجزيرة العربية هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى حتى لو افترضنا إن أهل المدينة يمثلون الأمة الإسلامية آنذاك فإن قسما منهم لم يؤيد في البداية وقسما امتنع وموقف الأنصار والامام علي (ع) وسائر بني هاشم وبعض الصحابة يثبت ذلك ، فأين الاجماع ‎، والمصادر التالية تؤيد ذلك : ( صحيح البخاري : ج8 ص 26 ، مسند أحمد بن حنبل : ج1 ص55 ، تاريخ الأمم والملوك : ج2 ص466 ، الكامل في التاريخ : ج2ص 124 ، سيرة ابن هشام : ج2 ص 328 ، تاريخ الخلفاء : ص 145 ، تاريخ الخميس : ج1 ص 188، أنساب الأشراف : ج1 ص 587 ).

كما دارت حوارات أخرى حول بعض الآيات التي تثبت امامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) كـ ( آية المباهلة ، آية الولاية ، آية التطهير .. ) ، وكذلك بعض الأحاديث كـ ( حديث المنزلة ، حديث الطائر المشوي ، حديث الثقلين ، حديث السفينة ... ).

 

نقطة التحول : فوجئ الشيخ ذاكر حسين طاهري بهذه الحقائق ، وقرر الاستقصاء والمتابعة ، وكان كما قال : الأستاذ جعفري ، حقائق حرصت الأيدي الخبيثة على طمسها والتلاعب بها ، عندها قرر الشيخ اعتناق مذهب الحق مهما كلف الأمر ، لأن المعاندة والتنصل لا يجديان يوم يقوم العباد بين يدي الله تعالى.

 

وبدأت المتاعب ، عند ما عرف أهله وأقرباءه باقتدائه بالائمة الطاهرين (ع) ثارت ثائرتهم ، وضغطوا عليه كي يترك مذهب الحق ، وقاطعوه مقاطعه تامة ، مما اضطره إلى ترك مدينته والانتقال : إلى مدينة ( شبير والا).

 

دراسة علوم آل محمد (ص) : باشر الشيخ ذاكر في هذه المدينة بدراسة علوم أهل البيت (ع) فأخذ يقرأ بعض الدروس في ( العقائد ، الرسالة العملية .. ) مما حدى بأساتذته إلى تحفيزه للإلتحاق بحوزة ( جامعة المعصومين (ع) في مدينة ( فيصل آباد ) لتكون دراسته معمقة أكثر ، وتوالت الأيام وإذا به يقطع مراحل متقدمة ، ويصبح مبلغا ومؤثرا في أوساط المجتمع حتى تمكن بعون الله تعالى من هداية اثنين من أشقائه مع أحد أخواله ، هذا وما زال يتابع دروسه الدينية ودوره لخدمة مذهب أهل البيت (ع).