( برهان نظام شاه )

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين

 

البطاقة الشخصية

 

مولده ونشأته : ولد برهان بن أحمد بن حسن المعروف بـ ( برهان نظام شاه ) في ولاية دكن عام (1401م) في الهند ، وقد كان ملكا على منطقة ( أحمد نكر ) ، وكان معروفا بتعصبه لمذهب أهل السنة ، حتى أن بلدة ( أحمد نكر ) كانت مكانا محظورا على الشيعة.

 

البداية : كان العالم الشيعي الجليل طاهر شاه - الذي يخفي تشيعه - قد وصل إلى بلدة ( أحمد نكر ) عام (1422م) ، وقد استقبل بكل حفاوة وتقدير من قبل برهان نظام شاه.

وشاءت الأقدار الإلهية أن يتمرض أحد أبناء الملك برهان ، وكان مرضه شديدا عجز الأطباء عن علاجه ، حتى وقع أبوه في حيرة شديدة ، فبدأ بارسال الصدقات والهدايا إى المساجد والكنائس لشفاء ابن.

 

اغتنم العالم الجليل طاهر شاه هذه الفرصة ، واقترح على الملك أنه إذا شفي ولده عليه أن يرسل مقادير كبيرة من الذهب بعنوان هدية ونذر إلى مقامات الأئمة (ع) وسأله الملك عنهم ، فأجابه العالم طاهر شاه وشرح له مكانتهم وعظم شأنهم باختصار ، وقال الملك : أنا مستعد لما تقول لأنني تبرعت بأموال كثيرة للكنائس والمساجد ، ولا يصعب علي ذلك إن شفى الله ابني‎ ) وهنا طلب العالم طاهر شاه الأمان من الملك ، فأعطاه الأمان وأخبره إنه مصان وفي كنفه ، فقال العالم طاهر شاه : أن هذه الليلة ليلة الجمعة ، أنذر لله نذرا ، إن شفى الله ابني ببركة الأئمة المعصومين (ع) في هذه الليلة ، علي كذا وكذا ، وأن أطلب من جميع خطباء الجمعة في المساجد أن يذكروا أهل البيت ، ويدعون الناس إلى اتباع مذهبهم ، فوافق الملك ووضع يده في يد العالم طاهر شاه وتعهد بايفاء النذر إن عوفي ابنه في هذه الليلة.

 

نقطة التحول : جلس الملك عند ابنه المريض وقد كان منكسرا كئيبا ، لأن الحمي الشديدة التي أصابته جعلته ينازع ، وهكذا مضى الليل وكاد أن ينبلج الفجر ، فهومت عينا الملك بالنوم ، فوضع رأسه قرب رأس ولده ونام ، ورأى في المنام رجلا جليلا ومعه اثنا عشر (ع) رجلا عليهم سيماء الهيبة ، فهب واقفا احتراما وتعظيما لهم ، وإذا بقائل يقول : أتعرف من هذا ومن معه ، إنه محمد المصطفى (ص) وخلفاؤه الأئمة الاثنى عشر (ع) ، وقال : اللهم بحق علي وأولاده ، إشف عبد القادر ابن الملك ولا تخلف ما وعدت لابني طاهر.

استيقظ الملك من نومه ، وأخذ يتحسس ابنه فإذا الحمي زائلة ونفسه طبيعي وكأنه لم يكن مريضا من قبل ، فخر الملك ساجدا لله تعالى ، وطلب على الفور حضور العالم طاهر شاه ، جيء بالعالم إلى برهان نظام شاه الذي استقبله بكل حب وتقدير ، ثم سأله عن أصول مذهب الامامية الاثنا عشرية ، فأخبره بها ، وعندها تشيع الملك برهان نظام شاه وولديه وزوجته وخدمه المقربون.

 

الايفاء بالنذر : وهكذا تحقق الطلب والرجاء ، وسارع الملك إلى تنفيذ ما تعهد به للمولى طاهر شاه بايفاء النذر ، فأرسل الذهب والفضة والأموال إلى العتبات المقدسة في العراق وخراسان ، للتوسعة والاعمار والتجديد.

وأصبحت بلدة ( أحمد نكر ) المحظورة سابقا على الشيعة ، مركزا لأتباع أهل البيت (ع) وأصبحت مسأجدها عامرة بذكرهم.

وفي عام (1454م) رحل الملك برهان نظام شاه عن هذه الدنيا بعد أن تشرف باعتناقه لمذهب العترة الطاهرة ، وجعل من مملكته مركزا يدعو لمبدئهم (ع).