( الأستاذ / علي الشيخ ) ( خوشابا شمعون حنا الشيخ ) سابقا

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين

 

البطاقة الشخصية

 

مولده ونشأته : ولد " خوشابا شمعون حنا الشيخ " في مدينة بغداد عام 1964 في العراق وترعرع في أوساط عائلة مسيحية ملتزمة بتعاليم الدين المسيحي وتؤمن بعمق بفروض الكنيسة وتتبعها.

 

البداية : أرسله والده في سن السابعة الى الكنيسة ـ ولفترة تقارب الشهر لغرض تعلم الصلاة والأناشيد وبعض الطقوس ، فترسخت هذه الأمور في نفسه وانعكست على ممارساته العقائدية ، أضف الى ذلك التحاق أخيه بالدير ، حيث يقول " اشتد حبي للمسيحية أكثر حينما بعث والدي أخي الصغير إلى الدير ، للاشتغال بطلب العلوم الدينية ليصبح قسيسا ".

وكان أخي لا يأتي إلى البيت الا مرة واحدة في السنة ولفترة قصيرة ، ولهذا كان والدي يرسلني لزيارته بين حين وآخر في الدير ، فكنت أرى الأجواء الروحية التي كانت تهيمن على ذلك المكان فتترك في نفسي الأثر الروحي … وعندما تجاوزت العشرين تعمقت هذه المعتقدات أكثر ، ولكن ـ للأسف ـ لا عن وعي وبحث بل عن تقليد أعمى .. " حتى وصل به الأمر إلى الاعتقاد بأن المسيحية فقط هي الدين ، وما عداها باطل ، وزخرف ، فالمسيحي فقط يدخل الجنة مهما كانت ذنوبه لأن المسيح (ع) يفديه ويخلصه.

 

أسرته .. والإسلام : يقول الأخ علي " خوشابا " : " كانت الصورة التي يحملها أبي عن الإسلام والمسلمين سيئة جدا ، فإذا مادار الحديث حول الإسلام والمسلمين كان والدي يصفهم بشكل سيء ، وكان ينقل لنا القصص والحكايات التي تشن بشخصية النبي الاكرم (ص) ، ويقول لنا بأن المسلمين يسيئون الى يسوع المسيح (ع) الذي هو ابن الله وإلى أمه ، ويكذبونهما ويسخرون منهما ، وإني اذكر عندما كان يتلى القرآن من التلفاز كان والدي يأمرنا بأن نغلقه كي لأنستمع اليه ، فكنت أبغض الإسلام في نفسي ، وكانت الصورة التي ارتسمت في ذهني عنه هو أنه ليس سوى خرافات وأباطيل.." فقد نشأ في وسط صليبي بمعنى الكلمة ، فهذه الصورة التي يرسمها الأب لأبنائه إنما ناشيءة عن التعصب الأعمى والحقد المتوارث ، رب ضارة نافعة.

 

شاءت الأقدار الإلهية أن يغادر " خوشابا " العراق إلى ايران وليلتقي بعدد من أخوانه العراقيين ، ومن ثم يناقش ويناظر حول المسيحية والإسلام ، فكانت اشكالات المسلمين مستحكمة فيعجز أو يتحير في الاجابة عليها ، مما جعله يندفع باتجاه المصادر الشيعية ليطلع على هذه العقيدة وكان القرآن المصدر الأول ، يقول في هذا الصدد : " .. ومضيت في مطالعتي للعقائد الإسلامية ، ومن ضمن الكتب التي كأن يدفعني الشوق لقراءتها القرآن الكريم وخصوصا عندما عرفت إن في هذا الكتاب المقدس آيات كثيرة تتحدث عن قصة يسوع المسيح (ع) وأمه العذراء مريم (ع) وشرعت في قراءة الكتاب السماوي " القرآن " ولا سيما الآيات التي تخص عيسى المسيح (ع) وأمه العذراء (ع) فملكني الاعجاب عن الصفات العظيمة التي يصف القرآن الكريم بها المسيح (ع) وأمه ، ولم أكد اصدق فإني كنت اعتقد إن المسلمين ـ وكما ذكرت ـ يسيئون إلى المسيح وأمه (ع) ولكني وجدت عكس ذلك تماما ، فالآيات القرآنية التي تتحدث عنهما تذكرهما بكل عظمة ووقار ".

 

فهو رغم ابتعاده ، عن الأهل والوطن ـ وما فيهما من الأم نفسية ـ فقد لمس حقائق أخرى ماكانت الفرصة تتهيأ امامه كي يعرفها نقطة التحول : عكف " خوشابا " على دراسة القرآن والكتب الأخرى ، فوجد أن كتابه الله العزيز والمصادر الإسلامية الأصلية الاخرى تفند مزاعم القائلين بالتثليث والبنوة والصلب وغيرها ، بأدلة رصينة لايمكن للعقل السليم : أن ينكرها.

 

يقول :.. وفي الحقيقة وبعد هذه المطالعات بدأت أشعر في نفسي بميل نحو هذه الأفكار والمعتقدات التي يطرحها الإسلام ، ولكني أخفيت هذا الشعور في داخلي ، وكنت أحاول قدر الامكان من خلال لقاءاتي مع المسلمين السؤال عن الشبهات التي كانت تراودني ولكن بصورة لايفهم منها هذا الميل والشعور.

 

ومرت الأيام وكنت كلما أطالع وأبحث كان هذا الميل يزداد ، فبدأت أعيش قلقا واجد في نفسي صراعا لكنني لا أدري ماذا أفعل.

وفي أحد الأيام سمعت أحد العلماء يتحدث عن موضوع هداية الانسان وموانعها ، وتلا آية قرآنية هزتني من أعماقي فكأنها تتحدث عن حالتي بالذات ، وهي قوله تعالى : " فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " وبعدها اشتد هذا الصراع في داخلي أكثر ، وملكني القلق والاضطراب ، فقد بدأت أشعر بأن عقلي قد بدأ يستسلم لهذه الحجج والأدلة التي يطرحها الإسلام ، وبدأت أحس أن هذه الاعتقادات الإسلامية هي أقرب إلى فطرتي من عقائد آبائي وأجدادي ، وكذلك قلبي هو الآخر قد تغير ، فبعد معاشرتي للمسلمين الملتزمين عن كثب انكشف لي حبهم وتعظيمهم ليسوع المسيح وأمه العذراء (ع) وراحت هذه المعركة تشتد في داخلي .. وفقدت القدرة على اتخاذ القرار ، لاسيما وأنا شاب واتخاذ قرار مصيري في هكذا ظرف يعتبر أمرا شبه مستحيل ، وفي احدى الليالي بدأت أتضرع إلى ربي وخالقي ببكاء وصدق وأطلب منه المعونة لاخراجي من هذا الصراع ومن هذا الارتباك والقلق الذي أجهدني ، وفي صباح اليوم التالي شعرت في نفسي بقوة عظيمة لم أعهدها من قبل ، وأحسست انشراحا عجيبا في صدري ، حطمت بها كل الحواجز والوساوس التي كان يضعها الشيطان في طريق هدايتي ، واتخذت أصعب قرار في حياتي بكل سكينة وأطمئنان وقررت أن اعتنق الإسلام وأتبع سبيل الحق ، وأترك دين آبائي وأجدادي التقليدي ، فبدأت حياتي الجديدة بهذه الولادة السعيدة ".

 

وقد اختار إسم " علي " تيمنا باسم الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقد أيقن أن العقيدة التي كان يحملها ـ المسيحية ـ فيها من التناقضات ما يأبى العقل عن قبولها ، في حين وجد أن الإسلام يبني عقائده على أسس يخضع العقل لرصانتها ، فالقرآن الكريم والنبي الاكرم (ص) والأئمة (ع) قد بينوا ذلك بوضوح ، وعرضوا تلك المعارف بشكل سهل ومتين تجعل الانسان سعيد في الدارين.

 

وقد دون الأخ علي الشيخ موجز قصته هذه في كتاب أسماه " هبة السماء رحلتي من المسيحية الى الإسلام " ، كما تطرق إلى شيء من العقائد والأفكار التي كان يؤمن بها سابقا وكما يعتقدها المسيحيون ، لغرض معرفة مطابقتها أو مخالفتها للعقل ، كما يذكر في كتابه هذا نبذة عن الإسلام ولمع من سيرة رسول الله (ص) وكذلك قصة النبي عيسى (ع) في القرآن الكريم.

 

مؤلفاته :

 

1 ـ " هبة السماء " : رحلتي من المسيحية إلى الإسلام ، صدر عن دار الصادقين للطباعة والنشر سنة 1420 هـ ـ 2000 م ، جاء في خاتمة الكتاب : " إن الذي ذكرته في هذه الأوراق ، هو نبذة مختصرة ، عن رحلتي من المسيحية إلى الإسلام ، وما انكشف لي فيها من الحقائق ...

وفي الحقيقة فالذي دفعني لكتابة هذا البحث هو احساسي وشعوري بالمسؤولية الانسانية اتجاه أبناء بلدتي ، عسى أن يكون صوتا للحق يقرع آذان قلوبهم فيستفيقوا من نوم الغفلة فالمشكلة التي يعيشها أغلب أفراد العائلة البشرية وللأسف الشديد ـ هي ابتعادهم عن الهدف الأساس الذي خلقنا من أجله ، وصار الهم الشامل لهم هو الدنيا والانشغال بزينتها وزخرفها ، وأما الدين والمسائل الروحية والحب الإلهي ، أصبحت أمورا هامشية عند أغلب الناس أدانهم غفلوا عنها كليا.

 

وأيضا فهذه دعوة لاخواني المسيحيين الذين ابتعدوا كثيرا عن التعاليم والعقائد التي جاء بها السيد المسيح (ع) فهم يتبعونه بالاسم فقط ، وأما ما يحملونه من عقائد وتعاليم في الوقت الحاضر فهي مخالفة له كثيرا ، فالعقائد التوحيدية التي جاء بها ، تحولت إلى عقائد أشبه بالوثنية كالتثليث والبنوة ، والشريعة والناموس الذي اكد عليها وأوصى بها مرارا ، طرحت أرضا واكتفي بدلا عنها بالنواميس الروحية والإيمان المجرد.

 

فهذه دعوة لكل مسيحي حر باحث عن الحق والحقيقة ، أن لا يكتفي بقبول ما يلقى إليه من قبل الكنيسة على أنه من الأمور المسلمة واليقينية ، بل ليجد في البحث والتحقيق العميق في عقائده وأمور دينه ، لأنها مسألة ذات أهمية كبيرة ، فإن الحياة الآخروية الأبدية التي نحن مقبلون عليها ، سعادتها وشقائها ماهي الا نتيجة لعقائدنا وأعمالنا في حياتنا الدنيا ، " فالدنيا مزرعة الآخرة " فيجب اعطائها اهتماما كثيرا من فكرنا ووقتنا ، وهذا أمر عظيم وخطير فحري باللبيب أن يجهد نفسه وفكره في انتخاب الطريق الذي يوصله إلى السعادة في ذلك العالم.

 

يتالف الكتاب من مدخل وفصلين المدخل يذكر فيه نبذة عن حياته وكيفية انتقاله من المسيحية إلى الإسلام.

أما الفصل الأول فيحتوي على العناوين التالية : الكتاب المقدس ، العهد القديم ، العهد الجديد ، عيسى (ع) وحياته في العهد الجديد ، الصلب والقيامة ، الفداء والخطيئة الأصلية ، من هو المسيح في العهد الجديد ، الثالوث الأقدس ، الشريعة ، وفي الفصل الثاني : يتحدث في العناوين التالية : الإسلام ، حياة النبي محمد (ص) ، دلائل نبوته ، معاجزه ، القرآن الكريم ، قصة المسيح في القرآن ، الشريعة.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين