( أكرم يوسف البرزنجي )

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين

 

البطاقة الشخصية

 

مولده ونشأته : ولد عام 1954م بمدينة السليمانية في العراق ، وترعرع في أحضان أسرة كردية تنتمي للمذهب الشافعي ، وتدرج في الدراسة حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الادارة والاقتصاد ، ثم شغل منصب معاون مدير مديرية الاحصاء العامة في السليمانية ، كان تشرفه باعتناق مذهب أهل البيت (ع) عام 1997م في مسقط رأسه ، بعد أن اطلع على كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي.

 

في رحاب كتاب مفاتيح الجنان : يقول الأخ أكرم : شاءت الأقدار الإلهية أن ألتقي بأحد الايرانيين ، فأهداني كتاب ( مفاتيح الجنان ) ، وما إن عدت إلى المنزل حتى دفعني حب الاستطلاع والرغبة لمعرفة محتواه ، فتصفحته وطالعت بعض فقراته ، وإذا بي أجده كتابا رائعا فيه أدعية نالت اعجابي ، بحيث أنني أحسست من خلال قراءتها والتمعن في مضامينها أثر النقاء والصفاء والخشوع في نفسي ، ولاح لبصري من خلال قراءتي لتلك الأدعية نورا منحني الرؤية الواضحة لمشاهدة الحقائق ، لأن الأدعية الواردة عن أهل البيت (ع) تترجم عمق الصلة بين العبد وربه وتعبر ، عن حالة الافتقار المتأصلة في ذات الانسان ، إلى الله عز وجل ، ومثل هذه الأدعية تمثل السبيل لوصول العبد إلى ربه و ( الله نور السماوات والأرض ) ، والقرب إليه يعني الخروج من الظلمات إلى النور ( يهدي الله لنوره من يشاء ) ، وبذلك النور يهتدي الباحث إلى الطريق الذي يرتضيه الله عز وجل ، لأنه يمثل الفرقان الذي به يميز بين الحق والباطل.

كما وجدت أن هذه الأدعية تحتوي على ثروة كبيرة من المعارف والمفاهيم المرتبطة بالشؤون الفردية والاجتماعية ، فهي مدرسة تربوية وتثقيفية تمنح القارئ رؤية واسعة لمعرفة نفسه ، وادراك الحقيقة التي من أجلها خلق ومن أجلها يحيا ومن أجلها يعيش.

 

ويضيف الأخ أكرم : كان بودي أن أجد مثل هذه الأدعية والأعمال المستحبة في كتبنا أبناء العامة ، ولكنني لم أجد مثلها من حيث القوة والتأثير ، فأدركت أن كلام أهل البيت (ع) نور وأمرهم رشد ، لأنه ينطلق بتسديد الهي وعناية ربانية من نفوس أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيرا.

 

ويسترسل الأخ أكرم في كلامه ، عن قصة استبصاره : بعد تعرفي علي هذا الكنز كنت دوما التجىء إليه في الأزمات والمشاكل التي تعتريني ، فكان هذا الكتاب بمثابة الدواء لتسكين الأمي والتئام جراحي النفسية ، التي كنت أعاني منها نتيجة افتقادي للركائز الروحية التي يمكنني أن اعتمد عليها في مواجهة الصعاب التي تعترض مسيرتي في الحياة.

فأصبح دأبي هو قرائة تلك الأدعية والقيام بتلك الأعمال المستحبة ، وكنت أتأمل في مضامينها ، وأغوص في بلاغتها وفي معانيها ، وأشفي بها غليلي وعطشي الكامن في أعماق نفسي.

وقد يكون الانسان غافلا ، عن معرفة نفسه وفاقدا للبصيرة ، ولكن بفضل ما يعثر عليه من الأدعية والزيارات يجد السبيل للعودة إلى الذات والاتصال بالله ، وصياغة أفكاره من جديد على أساس تبقوي الله ورضوانه ، فيخاطب ربه سبحانه وتعالى : الهي البستني الخطايا ثوب مذلتي ، وجللني التباعد منك لباس مسكنتي ، وأمات قلبي عظيم جنايتي ، فأحيه بتوبة منك يا أملي ... فكنت أخلو كثيرا مع نفسي وأذرف الدموع على حالي باكيا ومناجيا ربي : الهي أعني بالبكاء على نفسي ، فقد أفنيت بالتسويف والآمال عمري ، وقد نزلت منزلة الآيسين من حياتي ، ( ومالي لا أبكي ، ولا أدري إلى ما يكون مصيري ، وأرى نفسي تخادعني ، وأيامي تخاتلني ).

 

ومن ذلك الحين بدأت أتدرج في صياغة معارفي فعرفت الله بالله : الهي بك عرفتك ، وأنت دللتني عليك ، ودعوتني إليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت ، ثم التجأت بعدها إلى الله : اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ، وطالعت دعاء الندبة من ذلك الكتاب ، فتجلت لي حقائق كثيرة وعرفت من خلاله ضرورة وجود الأئمة في المجتمع ، وانهم السبيل إلى الله والمسلك إلى رضوانه وانهم هداة الأمة ، وأن رسول الله (ص) كان منذرا ولكل قوم هاد.

 

في رحاب دعاء الندبة : الجدير ذكره أن هذا الدعاء يلفت الانتباه إلى حقائق تاريخية قد يكن البعض غافلا عنها أو غير مطلع عليها ، وذلك من خلال بعض النصوص الواردة فيه ، التي تبين ما حل بعترة رسول الله (ص) من مظالم بعد وفاة الرسول (ص) ومالاقوا من اضطهاد ومعاناة.

وكذلك يبين هذا الدعاء أن الأرض لا تخلو من العترة الهادية ، وأن في كل زمان يوجد من أهل بيت الرسول (ع) من يمثل السبب المتصل بين الأرض والسماء.

وفي الحقيقة أن دعاء الندبة دعاء يندب به المؤمنون امام زمانهم ، ويعبرون عبر ذلك عن مشاعرهم نتيجة افتقادهم لامامهم المنتظر ، فهم يستخدمون هذا الدعاء كأداة ووسيلة لادانة الظلم والظالمين ، فإن هذا الدعاء ينشيء محفز في نفس الانسان لئلا تعتريه الغفلة عن بعض الحقائق ، وليبقى دوما على أهبة الاستعداد في انتظار امام زمانه ، واعداد نفسه والمجتمع للقيام بالمسؤوليات الكبيرة ، التي سوف تلقى على عاتقه وعاتقهم عند ظهوره (عج) وهذا ما يتطلب منه أن يصوغ شخصيته وفق ما ترتضيه الشريعة ، فيزكي نفسه أولا ، ويسعى لرفع المستوى الديني في المجتمع ثانيا ، ليمهد الأرضية لظهور صاحب الأمر صلوات الله وسلامه عليه.

 

مع زيارة الجامعة : أما زيارة الجامعة الواردة عن الامام الهادي (ع) المذكورة في هذا الكتاب ، فلها دورا كبيرا في ابراز جلالة شأن أهل البيت (ع) والتعريف بمكانتهم ، إذ بها يتعرف المؤمن على أنهم : موضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وخزان العلم ، الذين اصطفاهم الله بعلمه ، وارتضاهم لغيبه ، واختارهم لسره ، واجتباهم بقدرته ، وخصهم ببرهانه ، وأيدهم بروحه ، ورضيهم خلفاء في أرضه ، وحججا على بريته ، وأنصارا لدينه ، ومستودعا لحكمته ، وتراجمة لوحيه ، وأعلاما لعباده ، ومنارا في بلاده ، وأدلاء على صراطه بعد أن أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

 

وهم الذين ينبغي أن يتضرع العبد بهم إلى الله ليدخله في جملة العارفين لهم ولحقهم ، إذ هم السبيل والذريعة إليه ، والوسيلة إلى رضوانه ، وبهم يعرف المؤمن ما ارتضاه الله لعباده.

فعن طريق أهل البيت (ع) تتجلى للمؤمن حقائق الأمور ، ويرتفع الانسان عبر تلك المعارف إلى المستويات السامية حتى تتلقى القلوب النور والهداية وتتصل ببارئها ، ثم تتفاعل مع هذا النور وتلين له ، ثم تذوب في مضامين هذه الأدعية فتقتبس من معارفها ومفاهيمها ما ينعكس في حركة الانسان وسلوكه ومنطقه ومواقفه ودوافعه ، وعند ذلك يتحرك بنور الله وهداه.

 

الاستجابة لنداء الفطرة : ويستطرد الأخ أكرم قائلا : وبعد تعرفي علي جملة من المعارف الدينية عبر أدعية هذا الكتاب ، ازداد اندفاعي وشوقي نحو البحث عن التشيع ، فانطلقت للاستفسار ممن يحيطني حول هذا المذهب ، ولكنني لم أصل إلى أي نتيجة لقلة إلمام ومعرفة من يحيطني بالتشيع.

حتى توفرت لي الأرضية في يوم من الأيام ، إذ سافرت إلى مدينة بغداد لزيارة أحد أقاربي ، فالتقيت هناك في أحد المساجد الشيعية بعالم شيعي ، فكان لذلك اللقاء المختصر أثرا بالغا في نفسي ، ومن حينها بدأت تتبلور في ذهني صورة التشيع بصورة كاملة.

كما تعرفت بعد ذلك على بعض الشيعة ، وخضت معهم نقاشات عديدة ، ومستفسرا منهم عن بعض الأمور التي كانت مبهمة بالنسبة لي ، وطالعت بعض الكتب الشيعية ككتاب ( المراجعات ) للسيد شرف الدين العاملي ، وكتاب ( ثم اهتديت ) للتيجاني السماوي فتأثرت بها ، لكنني مع ذلك كنت أعيش صراعا نفسيا مدمرا ، فكنت أدعو الله أن يهديني إلى سواء السبيل ، واستجاب الله دعائي فاستبصرت عام 1997م على يد أحد الأخوة الشيعة ، فبدأت أتلقى على يده فروع الدين النقية التي وردت عن طريق أهل البيت (ع).

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين