( أبو القاسم محمد أنور كبير )

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين

 

البطاقة الشخصية

 

مولده ونشاته : ولد عام 1970م في بنغلادش ، نال في مجال الدراسة الأكاديمية شهادة الليسانس في العلوم الزراعية ، وشهادة الليسانس في العلوم السياسية والثقافة الإسلامية ، تشرف باعتناق مذهب أهل البيت (ع) عام 1991م بمدينة ( دكا ) البنغلادشية ، متحولا من الوهابية.

 

التأمل في التاريخ الإسلامي : يقول الأخ أبو القاسم : نشأت في أوساط عائلة متدينة ومحافظة ، تعتقد أن الالتزام بالتعاليم الدينية والإرشادات الإسلامية أمر أساسي لايمكن غض الطرف عنه ، فكانت المعارف الدينية الأولية في الأصول والفروع عندي مستوعبة وواضحة ، بحيث تركت الأثر على سيرتي فيما بعد ، ومن جراء تلك التربية تأصلت عندي هواية قراءة التاريخ الإسلامي ، لاسيما المرتبطة بحياة الصحابة والخلفاء ، فكنت أتمتع عند قراءة سيرة النبي الكريم (ص) والخلفاء وقصص سائر الأنبياء (ع) لكن ثمة أمور كانت تكدر صفو هذه الهواية ، وتجعلني أعيش حالة الاستغراب والاشمئزاز من بعض القضايا التي أقرؤها.

 

بدء التعرف على الشيعة : يضيف الأخ : بعد مضي سنوات عديدة من تخرجي عملت مترجما في بعض الصحف ودور النشر البنغالية ، فاتفق أن اطلعت على ترجمة لكتاب تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي ، فوجدت منهجه يختلف ، عن التفاسير التي قرأتها من قبل فوجدته تفسيرا جديدا في الاسلوب ، يجمع بين الحداثة والتقليد ، وكان هذا أول كتاب شيعي يقع بيدي ، وعند قرأتي لبحوثه التاريخية اندفعت لتجديد النظر في معتقداتي السابقة  كما عثرت من خلاله على أجوبة الأسئلة التي كانت عالقة في ذهني في خصوص عهد عثمان بن عفان.

 

بنو أمية في مسار التاريخ : إن المدقق في تاريخ الأمويين ومن سار في مسارهم ، يجد أنهم حاولوا الصاق أنفسهم برسول الله (ص) بشتى السبل ، فبينوا أنهم من قريش ومن نفس سلالة النبي (ص) وطرحوا معاوية خالا للمؤمنين ووصفوا عثمان بذي النورين ـ لتزويجه اثنين من ربائب النبي (ص) ـ وغير ذلك ، ولما وجدوا أن عثمان بوصفه أحد الخلفاء الراشدين عند أبناء العامة أكثر قبولا عند المسلمين حاولوا الولوج من خلاله ، فأغروا الوضاع والمزورين والأفاكين ليضعوا المناقب والفضائل له.

 

كما في قول أبي هريرة : دخلت على رقية بنت رسول الله (ص) امرأة عثمان وبيدها مشط ، فقالت : خرج رسول الله (ص) من عندي آنفا ، رجلت رأسه ، فقال لي : كيف تجدين أبا عبد الله ـ عثمان ـ ، قلت : بخير ، قال : أكرميه فانه من أشبه أصحابي بي خلقا ، وكذبه واضح فقد علق الحاكم على هذا الحديث بقوله : هذا حديث صحيح الاسناد واهي المتن فإن رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر ، وأبو هريرة إنما أسلم بعد فتح خيبر سنة سبع ، كما علق الذهبي عليه بالقول : صحيح منكر المتن ، فإن رقية ماتت وقت بدر ، وأبو هريرة أسلم وقت خيبر ، وقس على ذلك بقية مناقب عثمان ومن يلوذ به.

 

حقيقة قرابة بني أمية من النبي (ص) إن بني أمية ضربوا على وتر القربى مع النبي (ص) ليوهموا الناس ـ خصوصا أهل الشام ـ بأنهم من سلالة رسول الله (ص) فكانوا يدعون الالتقاء معه في جده عبد مناف ، وهذه الوصلة محل ريب ، فإن أمية كان عبدا روميا تبناه عبد شمس ، وكان من عادة العرب أنهم ينسبون اللحيق الى المستلحق ، بحيث يترتب على ذلك الاستلحاق آثار البنوة.

 

ويشهد لذلك قول أبي طالب (ع) في بني أمية : قديما أبوهم كان عبدا لجدنا بني أمة شهلاء جاش بها البحر ، وأبو طالب هو من أعرف الناس بأنساب قومه ، كما إنهم لم يعترضوا عليه ولم يردوا مقالته هذه ، إذ ليس لهم سبيل إلى انكارها ، ويدعم هذا الأمر أيضا ما أشار إليه أمير المؤمنين (ع) في الكتاب الذي وجهه إلى معاوية ، إذ ذكر فيه : وليس الصريح كاللصيق اجابة على كتاب معاوية الذي ، يقول فيه : أنا وأنتم من بني عبد مناف.

 

فمسألة الاستلحاق كانت معروفة عند العرب ، ومن هذا القبيل نسب ذكوان ـ على قول ـ إلى أمية عندما تبناه وكان عبدا له ، ولكن بني أمية اتخذوا مسألة كونهم من قريش دثارا لأفعالهم الشنيعة التي ظهرت ملامحها بوضوح أيام عثمان ، لأنهم أصبحوا زمرة محيطة به باعتبارهم عصبته وعشريته ، فسيطروا عليه ووجهوه حيثما شاؤوا.

 

نقمة المسلمين على عثمان : عندما أمعن المسلمون النظر في تصرفات عثمان ، عرفوا بوضوح أنه غير أحكام الله ، وعطل حدود كتابه ، وبدل سنة نبيه (ص) وأهان القرآن ـ بحرقة للمصاحف الشريفة ـ فثارت ثائرتهم ضده.

 

وكان من جملة الأمور التي سببت نقمة المسلمون على عثمان :

 

1 ـ ايوائه للمرتدين وطرداء الرسول (ص) : فقد فسح عثمان المجال للمرتدين والملعونين على لسان النبي (ص) في أيام حكومته وأعطاهم المناصب وكان منهم عمه الحكم بن العاص ـ طريد رسول الله (ص) ـ إذ رده إلى المدينة معززا مكرما ، ومنحه مائة الف درهم من بيت مال المسلمين ، حتى جاء إليه الامام علي بن أبي طالب (ع) وجمع من الصحابة ، كعمار بن ياسر وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ، وقالوا له : إنك أدخلت الحكم ومن معه ، وقد كان النبي (ص) أخرجهم ، وأنا نذكرك الله والإسلام ومعادك فإن لك معادا ومنقلبا ، وقد أبت ذلك الولاة قبلك ... ، فهذا الوزغ الذي كان من أشد الناس ايذاء واستهزاء بالنبي الكريم (ص) قد لعنه رسول الله (ص) في عدة مواقف ، منها قوله : (ص) : ليدخلن الساعة عليكم رجل لعين ، فدخل الحكم بن العاص ، وقوله : (ص) عندما استأذن الحكم بن العاص يوما في الدخول عليه : ائذنوا له ، لعنة الله عليه وعلى ما يخرج من صلبه الا المؤمنين وقليل ماهم ، وقوله : (ص) عنه : لايساكنني في بلد أبدا ، ولكن عثمان لم يعبأ بقول رسول الله (ص) فآوى أعداءه.

 

2 ـ اتخاذه أحد المرتدين وزيرا له : فقد اتخذ عثمان المرتد والمفتري على الله الكذب عبد الله بن أبي سرح وزيرا له ، ثم ولاه مصر لأنه كان أخ له من الرضاعة ، في حين أن رسول الله (ص) أباح دمه وأمر بقتله ولو كان متعلقا بأستار الكعبة ، فخالف عثمان ذلك كما خالف قوله تعالى : لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم.

 

3 ـ تولية أحد الفساق على الكوفة : فقد ولى عثمان أخاه لأمه الفاسق الوليد بن عقبة الكوفة ، وأطعمه هذه الولاية لتلجلج بيتين في صدره ، وكان نتيجة ذلك أن صلى الوليد بالناس صلاة الصبح وهو سكران أربع ركعات ، وقرأ فيها رافعا صوته :

 

علق القلب الربابا  * بعدما شابت وشابا

 

فنبهه الناس بأنه صلى الصبح أربع ركعات ، فأجاب : هل تريدون أن أزيدكم ، ثم تقيا في المحراب على أثر سكره ، وكان شغوفا بساحر يلعب بين يديه فكاد أن يفتن الناس به ، حتى جاء إليه جندب فقتله قياما بأمر الشريعة ، ومن أفعاله أيضا منادمته لأبي زبيد الطائي النصراني ، حيث كان يمر الطائي إليه في المسجد الشريف ويسمر عنده ويشرب معه الخمر ، ولم يبالي عثمان بكل هذا ، بل كان يدافع عنه ، وذلك عندما خرج رهط من أهل الكوفة إلى عثمان شاكين إليه أفعال ابن أمه ، أراد أن ينكل بهم ، وسمعت عائشة بذلك فأنكرت عليه ، وكانت من أشد الناس عليه ، حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله (ص) فنصبته في منزلها ، وجعلت تقول للوافدين عليها : هذا ثوب رسول الله (ص) لم يبل ، وعثمان قد أبلى سنته ، وسخطت عليه حتى بعد مقتله إذ قالت ، عندما بلغها مقتله وهي بمكة أبعده الله ، ذلك بما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد ، وفي لفظ آخر : أبعده الله ، قتله ذنبه ، وأقاده الله بعمله.

 

4 ـ اتخاذه أحد الملعونين وزيرا له في الحكم : فقد اتخذ عثمان ابن عمه اللعين مروان بن الحكم وزيرا وصهرا ، مسلما له زمام الأمور حتى أصبح مروان يسوقه حيث يشاء ، وقد شهد القريب والبعيد بذلك ، فقال عبد الرحمن بن الأسود : قبح الله مروان خرج عثمان إلى الناس فأعطاهم الرضا ، وبكى على المنبر ... ودخل بيته ، ودخل عليه مروان ، فلم يزل يفتله في الذروة والغارب حتى فتله عن رأيه وأزاله عما كان يريد.

 

وعاتب الامام أمير المؤمنين (ع) عثمان على انقياده لمروان قائلا : أما رضيت من مروان ولارضي منك الا بتحرفك ، عن دينك وعن عقلك ، مثل جمل الظعينة يقاد حيث يسار به ، والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه ، وأيم الله ، إني لأراه سيوردك ثم لايصدرك.

 

وورد أيضا : عن الامام علي (ع) أنه قال لعبد الرحمن بن الأسود حول عثمان : يلعب به مروان فصار سيقة له يسوقه حيث شاء ، بعد كبر السن وصحبة رسول الله (ص) ، وقالت له زوجته نائلة : أطعت مروان يقودك حيث شاء.

 

ولكن عثمان لم يقف على هذا فقط ، بل قرب مروان ـ صهره ـ وحباه ما لم يخطر بباله ، وكتب له خمس مصر ، وسلمه خمس غنائم أفريقية ، كما أقطعه فدكا التي غصبت من فاطمة الزهراء (ع) التي نحلها رسول الله (ص) لها ، فكانت مقاليد الأمور بيد مروان ، يدير أمور المسلمين على ضوء ما يبتغيه ، حتى وصل به الحد إلى التمادي على المسلمين أيام الفتنة ، حيث قال : ما شأنكم قد اجتمعتم كأنكم جئتم لنهب شاهت الوجوه كل انسان آخذ باذن صاحبه الا من أريد جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا أخرجوا عنا ، أما والله لئن رمتمونا ليمرن عليكم منا أمر لايسركم ، ولاتحمدوا غب رأيكم ، ارجعوا إلى منازلكم ، فإنا والله مانحن مغلوبين علي ما في أيدينا.

 

5 ـ تسليط أقربائه على رقاب الناس : فقد سلط عثمان أقرباءه من بني أمية وآل أبي معيط على رقاب الناس ، وفسح لهم المجال ليفعلوا ما يشاؤون فجسد مقوله عمر بن الخطاب بحذافيرها ، حيث قال : لو وليها لحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ، ولو فعلها لقتلوه.

 

وكما قال الامام أمير المؤمنين (ع) في خطبته المعروفة بالشقشقية :... إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثليه ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الابل نبتة الربيع ، إلى أن أنتكث فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بطنته ، فهذه كانت صفة بطانته وولاته ، وهم لايصلحون لقيادة أمور المسلمين ولا يأتمنون عليها ، فلم يكن فيهم الا ملعون أو فاسق أو مرتد أو غر لاخبرة له بأمور العباد وسياسة البلاد.

 

6 ـ نفيه لجملة من كبار الصحابة وانتهاك حرمتهم : فقد انتهك حرمة الصحابي الجليل عمار بن ياسر ، وذلك عندما وقف عمار بوجهه ليحد من تماديه وامتهانه للمسلمين ، فقال له عثمان : هذا مال الله ، أعطيه من أشاء وأمنعه من أشاء فأرغم الله أنف من رغم أنفه ، فقام عمار بن ياسر ، فقال : أنا أول من رغم أنفه من ذلك ، فقال له عثمان : لقد اجترأت علي : يا ابن سمية فوثبوا بنو أمية على عمار فضربوه حتى غشي عليه ، فقال : ما هذا بأول ما أوذيت في الله.

 

وذكر أنه حينما ضرب عمار أصيب بفتق في بطنه وانكسرت أحد أضلاعه ، ولايخفى أن عمار ، قال في حقه رسول الله (ص) : ملىء عمار إيمانا إلى مشاشه ، وقال (ص) أيضا فيه : من سب عمارا يسبه الله ، ومن ينتقص عمارا ينتقصه الله ، ومن يسفه عمارا يسفه الله ، كما انتهك عثمان حرمة الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري ، حينما أمر أن يؤتى به بحالة مزرية إلى المدينة من الشام التي نفاه اليها من قبل ، ثم نفاه إلى الربذة فيما بعد ، فمات فيها وحيدا غريبا، وما ذلك الا لقوله الحق وأمره بالمعروف وانكاره للباطل.

 

وقد قال رسول الله (ص) في حقه : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر ، وكذلك استدعى عبد الله بن مسعود وأحرق مصحفه وحرمه من عطائه ، وسير عامر بن عبد قيس ونفاه من البصرة إلى الشام لتنزهه عن أعماله ، ونفى غير هؤلاء من بلدانهم إلى البلاد الأخرى ، كمالك الأشتر النخعي ، ومالك بن كعب ، وكميل بن زياد ، وثابت بن قيس ، وصعصعة بن صوحان ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وغيرهم لانكارهم سوء تصرف ولاته ، كعامله في الكوفة سعيد بن العاص الذي قال : إنما هذا السواد بستان لقريش ، فقال له الأشتر : أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك.

 

7 ـ التلاعب بمقدارت المسلمين : فقد تصرف عثمان في بيت مال المسلمين على ضوء ما يبتغيه ، وآثر أهل بيته وأقرباءه به ، فجر ذلك عليه الدواهي ، وقد تناقل هذا الأمر الركبان لظهوره ، فمنح عمه الطريد الحكم بن العاص عشرات الآلاف من الدراهم ، ووصل خالد بن أسيد بصلة قدرها أربعمائة الف درهما ، وأقطع ابن عمه الحارث بن الحكم سوقا بالمدينة وهو موضع تصدق به رسول الله (ص) على المسلمين ، كما منح قسما من ابل الصدقة لآل الحكم ، وقسم حلية من الذهب والفضة بين نسائه وبناته ، وأنفق من بيت المال في عمارة دوره وضياعه ، وخصص المراعي لنفسه دون إبل الصدقة ، وقد ورد عن الصعب بن جثامة أن رسول الله (ص) ، قال : لا حمى الا لله ورسوله.

 

مواجهة الواقع بروح بناءة : يقول الأخ أبو القاسم : جعلتني هذه الأمور التي قرأتها ، عن عثمان مذهولا متحيرا ، فقلت في نفسي فأين العدالة في التقسيم ، وأين السابقة في الإسلام ، وأين الحرص على منافع الأمة.

 

ومما زاد في إمتعاضي من هذه التصرفات ، التوجيه اللاعقلاني الذي قاله البعض لتبرير أفعال عثمان أو تصرفات ولاته ، فقررت العكوف على قراءة هذه الفترة الحساسة من تاريخ المسلمين ، وإذا بي أكتشف أمورا جديدة لم أتصور أن الخليفة يغض النظر عنها أو يتساهل فيها ، بل تبين لي أن بعضها كانت بأمره.

 

ويضيف : لقد انهارت الهالة القدسية التي كنت أراها لهذا الرجل ، ولاسيما بعد اطلاعي على عدم اقتصاصه من عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، عندما قتل ثلاثة أنفس ، كما قد هز مشاعري النص الذي وجدته في طبقات ابن سعد الذي يذكر فيه : أن عثمان عندما التقى بعبيد الله بعد صدور فعلة الشنيع ، قال له : قاتلك الله قتلت رجلا يصلي وصبية صغيرة وآخر من ذمة رسول الله (ص) : ما في الحق تركك ، ـ يقول الراوي ـ فعجبت لعثمان حين ولي : كيف تركه ولكن عرفت أن عمرو بن العاص كان دخل في ذلك فلفته عن رأيه ، فاستغربت حقا من هذا الكلام وعجبت كيف سمح عثمان لنفسه أن يعفو عن قاتل بمجرد تدخل أحد الصحابة.

 

ثم ، قلت في نفسي : وما كان ذنب هذه الصغيرة وكيف سمح عثمان لنفسه أن يذهب دمها هدرا من دون اقتصاص من قاتلها ، فثبت عندي أن عثمان أعرض عن محكم كتاب الله بتصرفه هذا ، وأعرض عن صريح سنة نبيه (ص) وخضع لرأي رجل واحد في تركه للقصاص.

 

ومن هذه المسألة ومسائل أخرى كحادثة كربلاء الدامية ، وظلامة العترة الطاهرة ، وتغييب آل البيت (ع) تبين لي أن عترة الرسول (ص) الذين طهرهم الله من الرجس أحق بالخلافة من غيرهم ، وأن التمسك بغيرهم يأخذ بيد الانسان ، إلى الضلال ، فلهذا تركت معتقداتي الموروثه وأعلنت استبصاري عام 1991م في العاصمة ( دكا ).

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المستبصرين