العودة لصفحة البداية

العودة لقائمة الرواة

 

( الصحابي الوليد بن عقبة فاسق بنص القرآن )

 

عدد الروايات : ( 6 )

 

ابن كثير - تفسير القرآن العظيم - تفسير سورة الحجرات

تفسير قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ( الحجرات : 6 )

الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 370 > 372 )

 

[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]

 

- .... وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في : الوليد بن عقبة بن أبي معيط حين بعثه رسول الله (ص) على صدقات بني المصطلق ، وقد روي ذلك من طرق ومن أحسنها ما رواه الامام أحمد في مسنده من رواية ملك بني المصطلق ، وهو الحارث بن أبي ضرار والد جويرية بنت الحارث أم المؤمنين (ر).

 

- .... قال الامام أحمد : حدثنا : محمد بن سابق ، حدثنا : عيسى بن دينار ، حدثني : أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي (ر) ، يقول : قدمت على رسول الله (ص) فدعاني إلى الإسلام فدخلت فيه وأقررت به ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها ، وقلت : يا رسول الله ارجع اليهم فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة فمن استجاب لي جمعت زكاته وترسل إلي يا رسول الله رسولا أبان كذا وكذا ليأتيك بما جمعت من الزكاة فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الا بان الذي أراد رسول الله (ص) إن يبعث إليه احتبس عليه الرسول ولم يأته وظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من الله تعالى ورسوله فدعا بسروات قومه ، فقال لهم : أن رسول الله (ص) كان وقت لي وقتا يرسل إلي رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة وليس من رسول الله (ص) الخلف ولا أرى حبس رسوله ألا من سخطة فانطلقوا بنا نأتي رسول الله (ص) وبعث رسول الله (ص) الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة فلما إن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق أي خاف فرجع حتى أتى رسول الله (ص) ، فقال : يا رسول الله إن الحارث قد منعني الزكاة وأراد قتلي فغضب رسول الله (ص) وبعث البعث إلى الحارث (ر) وأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث وفصل عن المدينة لقيهم الحارث ، فقالوا : هذا الحارث فلما غشيهم ، قال لهم : إلي من بعثتم ، قالوا : إليك ، قال : ولم ، قالوا : أن رسول الله (ص) بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله ، قال (ر) : لا والذي بعث محمدا (ص) بالحق ما رأيته بتة ولا آتاني فلما دخل الحارث على رسول الله (ص) ، قال : منعت الزكاة وأردت قتل رسولي ، قال : لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا آتاني وما أقبلت الا حين احتبس علي رسول الله (ص) خشيت أن يكون كانت سخطة من الله تعالى ورسوله ، قال : فنزلت الحجرات : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ( الحجرات : 6 ) } إلى قوله { وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  ( الحجرات : 8 ) }.

 

- .... وقال ابن جرير ، حدثنا : أبو كريب ، حدثنا : جعفر بن عون ، عن موسى بن عبيدة ، عن ثابت مولى أم سلمة ، عن أم سلمة (ر) ، قالت : بعث رسول الله (ص) رجلا في صدقات بني المصطلق بعد الوقيعة فسمع بذلك القوم فتلقوه يعظمون أمر رسول الله (ص) ، قالت : فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله ، قالت : فرجع إلى رسول الله (ص) ، فقال : إن بني المصطلق قد منعوني صدقاتهم فغضب رسول الله (ص) والمسلمون ، قالت : فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله (ص) فصفوا له حين صلى الظهر ، فقالوا : نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله بعثت إلينا رجلا مصدقا فسررنا بذلك وقرت به أعيننا ثم إنه رجع من بعض الطريق فخشينا أن يكون ذلك غضبا من الله تعالى ومن رسوله (ص) فلم يزالوا يكلمونه حتى جاء بلال (ر) فأذن بصلاة العصر ، قالت : ونزلت : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ( الحجرات : 6 ) }.

 

- .... وروى ابن جرير أيضا من طريق العوفي ، عن ابن عباس (ر) في هذه الآية ، قال : كان رسول الله (ص) بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات ، وانهم لما أتاهم الخبر فرحوا وخرجوا يتلقون رسول رسول الله (ص) وأنه لما حدث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه رجع الوليد إلى رسول الله (ص) ، فقال : يا رسول الله إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة فغضب رسول الله (ص) من ذلك غضبا شديدا فبينا هو يحدث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد ، فقالوا : يا رسول الله أنا حدثنا : أن رسولك رجع من نصف الطريق وانا خشينا إنما رده كتاب جاء منك لغضب غضبته علينا وانا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله وأن النبي (ص) استغشهم وهم بهم فأنزل الله تبارك وتعالى عذرهم في الكتاب ، فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ( الحجرات : 6 ) } إلى آخر الآية.

 

- .... وقال مجاهد ، وقتادة : أرسل رسول الله (ص) الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالصدقة فرجع ، فقال : إن بني المصطلق قد جمعت لك لتقاتلك زاد قتادة وانهم قد ارتدوا عن الإسلام فبعث رسول الله (ص) خالد بن الوليد (ر) وأمره أن يتثبت ولا يعجل ، فانطلق حتى أتاهم ليلا فبعث عيونه فلمنا جاءوا أخبروا خالدا (ر) : أنهم مستمسكون بالإسلام وسمعوا أذانهم وصلاتهم فلما أصبحوا أتاهم خالد (ر) فرآى الذي يعجبه فرجع إلى رسول الله (ص) فأخبره الخبر فأنزل الله تعالى هذه الآية ، قال قتادة فكان رسول الله (ص) ، يقول : التثبت من الله والعجلة من الشيطان ، وكذا ذكر غير واحد من السلف منهم ابن أبي ليلى ، ويزيد بن رومان ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم في هذه الآية أنها نزلت في الوليد بن عقبة ، والله أعلم.

 


 

ابن كثير - تفسير ابن كثير - سورة السجدة : 18

الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 329 )

 

[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]

 

- .... ولهذا ، قال تعالى ههنا : { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ ( السجدة : 18 ) } أي عند الله يوم القيامة ، وقد ذكر عطاء بن يسار ، والسدي ، وغيرهما : إنها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط.