العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

أقوال علماء السنة والجماعة في يزيد )

  

عدد الروايات : ( 11 )

 

ابن العماد الحنبلي - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - سنة إحدى وستين

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 273 / 280 )

 

[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]

 

- استشهد فيها في يوم عاشوراء أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب ، سبط رسول الله (ص) وريحانته بكربلاء عن ست وخمسين سنة ، ومن أسباب ذلك أنه كان قد أبى من البيعة ليزيد حين بايع له أبوه الناس.


- ثم إن الجمهور رأوا جواز الخروج على من كان مثل يزيد ، والحجاج ، ومنهم من جوز الخروج على كل ظالم ، وعد ابن حزم خروم الإسلام أربعة : قتل عثمان ، وقتل الحسين ، ويوم الحرة ، وقتل ابن الزبير، ولعلماء السلف في يزيد وقتلة الحسين خلاف في اللعن والتوقّف.


- قال ابن الصلاح : والناس في يزيد ثلاث فرق ، فرقة تحبه وتتولاه ، وفرقة تسبه وتلعنه ، وفرقة متوسطة في ذلك لا تتولاه ولا تلعنه ، قال: وهذه الفرقة هي المصيبة ، ومذهبها هو اللائق لمن يعرف سير الماضين ، ويعلم قواعد الشريعة الظاهرة.


- ولا أظن الفرقة الأولى توجد اليوم ، وعلى الجملة ، فما نقل عن قتلة الحسين والمتحاملين عليه يدل على الزندقة وانحلال الإيمان من قلوبهم ، وتهاونهم بمنصب النبوة ، وما أعظم ذلك ، فسبحان من حفظ الشريعة حينئذ وشيد أركانها حتى انقضت دولتهم ، وعلى فعل الأمويين وأمرائهم بأهل البيت حمل قوله (ص) : هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش ، قال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت ، ومثل فعل يزيد فعل بسر بن أرطاة العامري أمير معاوية في أهل البيت من القتل والتشريد ...

 

- وقال التفتازاني في شرح العقائد النسفية : اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين ، أو أمر به ، أو أجازه ، أو رضي به ، قال : والحق إن رضى يزيد بقتل الحسين ، واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت رسول الله (ص) مما تواتر معناه ، وإن كان تفصيله آحادا ، قال : فنحن لا نتوقف في شأنه ، بل في كفره وإيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه.


- وقال الحافظ ابن عساكر : نسب إلى يزيد قصيدة منها :


ليت أشياخي ببدر شهدوا
* جزع الخزرج من وقع الأسل
لعبت هاشم بالملك بلا
* ملك جاء ولا وحي نزل


فإن صحت عنه
، فهو كافر بلا ريب ، انتهى بمعناه.

 


- وقال الذهبي فيه : كان ناصبيا ، فظا ، غليظا ، يتناول المسكر ، ويفعل المنكر ، افتتح دولته بقتل الحسين ، وختمها بوقعة الحرة ، فمقته الناس ، ولم يبارك في عمره ، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين ، وذكر من خرج عليه ، وقال فيه في الميزان إنه مقدوح في عدالته ليس بأهل أن يروى عنه.


- وقال رجل في حضرة عمر بن عبد العزيز : أمير المؤمنين يزيد ، فضربه عمر عشرين سوطا.


- واستفتي الكيا الهراسي فيه فذكر فصلا واسعا من مخازيه حتى نفدت الورقة ، ثم قال : ولو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي مخازي هذا الرجل.

- وأشار الغزالي إلى التوقف في شأنه ، والتنزه عن لعنه ، مع تقبيح فعله.


- وأما حكم من قتل الحسين أو أمر بقتله ممن استحل ذلك ، فهو كافر ، وإن لم يستحل فهو فاسق فاجر ، والله أعلم.