العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس الرواة

 

{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ( الشعراء : 214 ) }

 

 عدد الروايات : ( 2 )

 

الطبري - تاريخ الطبري - القول : في السيرة النبوية

ذكر الخبر عما كان من أمر نبي الله (ص) عند ابتداء الله

تعالى ذكره إياه بإكرامه بإرسال جبريل (ع) إليه بوحيه

 الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 319 > 321 )

 

- قال : ثنا : سلمة ، قال : ثني : محمد بن اسحاق ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، عن عبد الله بن عباس ، عن علي بن أبي طالب : لما نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ( الشعراء : 214 ) } دعاني رسول الله (ص) ، فقال لي : يا علي ، إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، قال : فضقت بذلك ذرعا ، وعرفت إني متى ما أنادهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره ، فصمت حتى جاء جبرائيل ، فقال : يا محمد ، إنك الا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعا من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، وأملأ لنا عسا من لبن ، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ، ثم دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلا ، يزيدون رجلا أو ينقصونه ، فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعباس ، وأبو لهب ، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم ، فجئت به ، فلما وضعته تناول رسول الله (ص) حذية من اللحم ، فشقها بأسنانه ، ثم القاها في نواحي الصحفة ، قال : خذوا باسم الله ، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة ، وما أرى الا مواضع أيديهم ، وأيم الله الذي نفس علي بيده ، إن كان الرجل الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم ، ثم قال : إسق الناس ، فجئتهم بذلك العس ، فشربوا حتى رووا منه جميعا ، وأيم الله ، إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول الله (ص) إن يكلمهم ، بدره أبو لهب إلى الكلام ، فقال لهد ما سحركم به صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله (ص) ، فقال : الغد يا علي ، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما قد سمعت من القول ، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم ، فأعد لنا من الطعام مثل الذي صنعت ، ثم اجمعهم لي ، قال : ففعلت ، ثم جمعتهم ، ثم دعاني بالطعام ، فقربته لهم ، ففعل كما فعل بالأمس ، فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة ، قال : اسقهم ، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ، ثم تكلم رسول الله (ص) ، فقال : يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا ، قال : فأحجم القوم عنها جميعا ، وقلت : وإني لأحدثهم سنا ، وأرمصهم عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأخمشهم ساقا ، أنا يا نبي الله أكون وزيرك ، فأخذ برقبتي ، ثم قال : إن هذا أخي وكذا وكذا ، فاسمعوا له وأطيعوا ، قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.

 


 

الطبري - تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار

 مسند علي بن أبي طالب (ع)

ذكر خبر آخر من أخبار علي بن أبي طالب (ر) عن النبي (ص)

الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 60 )

 

- وحدثنا : أحمد بن منصور ، قال : حدثنا : الأسود بن عامر ، قال : حدثنا : شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن علي ، قال : لما نزلت هذه الآية : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ( الشعراء : 214 ) } قال : جمع رسول الله (ص) عليه أهل بيته ، فاجتمعوا ثلاثين رجلا ، فأكلوا وشربوا ، وقال لهم : من يضمن عني ذمتي ومواعيدي ، وهو معي في الجنة ، ويكون خليفتي في أهلي ، قال : فعرض ذاك عليهم ، فقال رجل : أنت يا رسول الله كنت بحرا ، من يطيق هذا ، حتى عرض علي واحد واحد ، فقال علي : أنا.