العودة لصفحة البداية

العودة لقائمة المواضيع

 

( حديث رد الشمس )

 

 عدد الروايات : ( 1 )

 

زين الدين العراقي - طرح التثريب في شرح التقريب - كتاب الجهاد

 باب الغنيمة والنفل -حديث لم تحل الغنائم لمن قبلنا

 الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 247 / 248 )

 

- الثامنة : قوله للشمس أنت مأمورة : يحتمل أن يكون خلق الله تعالى فيها من التمييز والادراك ما تصلح معه للمخاطبة بذلك ، ويحتمل أن يكون هذا على سبيل استحضار ذلك في النفس لتقرر أنه لا يمكن تحولها عن عادتها إلا بخرق عادة من الله تعالى بدعوة نبيه لا أن ذلك على سبيل الخطاب لها ، ولذلك ، قال عقبه : اللهم احبسها علي ، ويكون المراد بذلك حكاية ما يقتضيه الحال كما في قوله : شكا إلي جملي طول السرى ... صبرا جميلا فكلانا مبتلى


وقوله : ( شيئا ) منصوب نصب المصدر ، قال القاضي عياض : اختلف في حبس الشمس المذكور هنا ، فقيل : ردت على أدراجها ، وقيل : وقفت ولم ترد ، وقيل : بطئت حركتها ، قال : وكل ذلك من معجزات النبوة.
وقال ابن بطال بعد نقله الأقوال الثلاثة : والثالث أولى الأقوال ، قال القاضي عياض : وقد روي أن نبينا محمدا (ص) حبست له الشمس مرتين :

 

- إحداهما : يوم الخندق حين شغلوا عن صلاة العصر حتى غربت الشمس فردها الله تعالى عليه حتى صلى العصر ، ذكر ذلك الطحطاوي ، وقال : رواته ثقات.

 

- والثانية : صبيحة الإسراء حين انتظر العير التي أخبِر بوصولها مع شروق الشمس ذكره يونس بن بكير في زيادته على سيرة ابن اسحاق ، قلت : وروى الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد حسن ، عن جابر أن رسول الله (ص) أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار ، وروى الطبراني في معجمه الكبير بإسناد حسن أيضا ، عن أسماء بنت عميس : أن رسول الله (ص) صلى الظهر بالصهباء ثم أرسل عليا في حاجة فرجع ، وقد صلى النبي (ص) العصر فوضع النبي (ص) رأسه في حجر علي فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس ، فقال النبي (ص) : اللهم إن عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيه فرد عليه الشمس ، قالت أسماء : فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض ، وقام علي فتوضأ ، وصلى العصر ، ثم غابت ، وذلك بالصهباء.

 

- وفي لفظ آخر : كان رسول الله (ص) ذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه فأنزل الله عليه يوما ، وهو في حجر علي ، فقال له رسول الله (ص) : صليت العصر ، فقال : لا يا رسول الله ، فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر ، قالت : فرأيت الشمس طلعت بعد ما غابت حين ردت حتى صلى العصر.