السيوطي
- اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة - كتاب المناقب
الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 308
> 812
)
[
النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد
]
- أنبأنا : محمد بن ناصر أنبأنا : عبد الوهاب بن محمد بن منده ، أنبأنا : أبي ، حدثنا
: عثمان بن أحمد التنيسي ، حدثنا : أبو أمية ، حدثنا : أبو عبيد الله بن موسى ،
حدثنا : فضيل بن مرزوق ، عن إبراهيم بن الحسن بن الحسن ، عن فاطمة بنت الحسن ،
عن
أسماء بنت عميس ، قالت : كان رسول الله يوحى إليه ورأسه
في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس ، فقال رسول الله لعلي : صليت ، قال : لا
، قال : اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، قالت أسماء :
فرأيتها غربت ، ثم رأيتها
طلعت بعد ما غربت ،
قال الجوزقاني : هذا حديث منكر مضطرب ، وقال المؤلف:
موضوع اضطرب فيه الرواة فرواه سعيد بن مسعود ، عن عبيد الله بن موسى ، عن فضيل ، عن
عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن علي بن الحسن ، عن فاطمة بنت علي ، عن أسماء
وفضيل ضعفه يحيى ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات ويخطئ على الثقات ، ورواه ابن
شاهين ، حدثنا : أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني.
- حدثنا : أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا : عبد الرحمن بن شريك ، حدثنا : أبي ، عن
عروة بن عبد الله بن قشير ، عن فاطمة بنت علي بن أبي طالب ، عن أسماء به وعبد
الرحمن ، قال أبو حاتم : واهي الحديث ، وشيخ ابن شاهين هو ابن عقدة رافضي رمي الكذب
وهو المتهم به ، ورواه ابن مردويه من طريق داود بن فراهيج ،
عن أبي هريرة ، قال : نام رسول الله ورأسه في حجر علي ولم يكن
صلى العصر حتى غربت الشمس ، فلما قام النبي دعا له فردتْ عليه الشمس حتى صلى ، ثم
غابتْ ثانية ، داود ضعفه شعبة ، قلت : فضيل الذي
أعلى به الطرِيق الأول ثقة صدوق احتج به
مسلم في صحيحه.
- وأخرج له الأربعة وعبد الرحمن بن شريك وإن وهاه أبو حاتم
فقد وثقه غيره ، وروى عنه البخاري في الأدب وابن عقدة من كبار الحفاظ والناس
مختلفون في مدحه وذمه ، قال الدارقطني : كذب من اتهمه بالوضع ، وقال حمزة
السهمي : ما يتهمه بوضع الأباطيل ، وقال أبو عليّ الحافظ :
أبو العباس إمام حافظ محله محل من يسأل عن التابعين وأتباعهم ، وداود وثقه قوم
وضعفه آخرون ، ثم الحديث صرح جماعة من الأئمة والحفاظ بأنه صحيح ، قال
القاضي عياض في الشفاء : أخرج الطحاوي في مشكل الحديث عن
أسماء بنت عميس من طريقين : أن النبي كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي ، فذكر هذا
الحديث ، قال الطحاوي : وهذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات
، وحكى الطحاوي أن أحمد بن صالح كان يقول : لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف
عن حفظ حديث أسماء لأنه من علامات النبوة انتهى ما في الشفاء ،
والحديث الأول أخرجه الطبراني ، حدثنا : الحسين بن اسحاق
التسترِي ، حدثنا : عثمان بن أبي شيبة (ح) ، وحدثنا : عبيد بن سنام ، حدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة
، قالا ، حدثنا : عبيد الله بن موسى به أخرجه العقيلي ، حدثنا : أحمد بن داود ،
حدثنا : عمار بن مطر ، حدثنا فضيل بن مرزوق به ،
وقال عمار الغالب : على حديثه الوهم ، انتهى.
- ومن طرقه ما أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه ، قال : حدثنا : يوسف بن يعقوب
النيسابورِي ، حدثنا : عمرو بن حماد ، حدثنا : سويد بن سعيد ، حدثنا : المطلب بن
زياد ، عن إبراهيم بن حيان ، عن عبد الله بن الحسين ، عن فاطمة الصغرى ابنة الحسين
، عن الحسين بن علي ، قال : كان رأس رسول الله في حجر علي
وكان يوحى إليه فلما سري عنه ، قال : يا علي صليت العصر ، قال : لا ، قال : اللهم
إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة رسولك فرد عليه الشمس فردها عليه فصلى علي وغابت
الشمس ، قال الخطيب : إبراهيم بن حيان كوفي في عداد المجهولين.
-
وأخرجه أبو بشر الدولابي في الذرية الطاهرة ، قال : حدثني : إسحاق بن يونس ، حدثنا
: سويد بن سعيد به ، ثم وقفت على جزء مستقل في جمع طرق هذا الحديث تخريج أبي الحسن
شاذان الفضلي ، وها أنا أسوقه هنا ليستفاد ، قال : أنبأنا : أبو الحسن أحمد بن مير
، حدثنا : أبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا : يحيى بن يزِيد بن عبد الْملك ، عن
أبيه ، عن داود بن فراهيج ، عن أبي هريرة ، وعن عمارة بن فيروز ،
عن أبي هريرة : أن رسول الله أنزل عليه حين انصرف من العصر وعلي بن أبي
طالب قريبا منا ، ولم يكن عليا أدرك الصلاة ، فاقترب علي إلى النبي فأسنده إلى صدره
فلم يسر عن النبي حتى غابت الشمس ، فالتفت رسول الله ، فقال : من هذا ، فقال علي :
يا رسول الله أنا لم أصل العصر وقد غابت الشمس ، فالتفت ، فقال : اللهم اردد الشمس
على علي حتى يصلي فرجعت الشمس لموضعها الذي كانت فيه حتى صلى علي.
- وقال حدثنا : أبو الحسن أحمد بن عمير ، حدثنا : أحمد بن الوليد
بن برد الأنطاكي ، حدثنا : محمد بن اسماعيل بن أبي فديك ، حدثنا : محمد بن موسى
القطري ، عن عون بن محمد ، عن أمه أم جعفر ، عن جدتها أسماء بنت عميس : أن رسول الله صلى الظهر بالصهباء ، ثم أنفذ عليا في حاجة
فرجع وقد صلى رسول الله العصر ، فوضع رسول الله رأسه في حجر علي فنام فلم يحركه حتى
غابت الشمس ، فقال رسول الله : اللهم إن عبدك عليا احتسب بنفسه على نبيه فرد عليه
شرقها ، قالت أسماء : فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض ، فقام علي فتوضأ
وصلى العصر ، ثم غابت الشمس وذلك في الصهباء في غزوة
خيبر.
- حدثنا : أبو الحسن علي بن ابراهيم بن اسماعيل بن كعب الدقاق بالموصل ، حدثنا :
علي بن جابر الأودي ، حدثنا : عبد الرحمن بن شريك ، حدثنا : أبي ، حدثنا : عروة بن
عبد الله بن قشير ، قال : دخلت على فاطمة ابنة علي الأكبر ،
فقال : حدثتني أسماء
ابنه عميس : أن النبي أوحي إليه فستره علي بثوبِه حتى
غابت الشمس ، فلما سري عن النبي ، قال : يا علي صليت العصر ، قال : لا ، قال : اللهم
اردد الشمس على علي ، قالت : فرجعت الشمس حتى رأيتها في نصف الحجر ، أو قالت نصف
حجرتي.
- حدثنا : أبو الفضل محمد بن عبيد الله القصار بمصر ، حدثنا : يحيى بن أيوب العلاف
، حدثنا : أحمد بن صالح ، حدثنا : محمد بن اسماعيل بن أبي فديك ، أخبرني : محمد بن
موسى ، عن عون بن محمد ، عن أمه أم جعفر ، عن أسماء ابنة عميس : أن رسول الله صلى الظهر بالصهباء ثم أرسل عليا في حاجة ،
فرجع وقد صلى النبي العصر فوضع النبي رأسه في حجر علي فلم يحركه حتى غابت الشمس ،
فقال : اللهم إن عبدك عليا احتسب بنفسه على نبيه فرد عليه شرقها ، قالت أسماء :
فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض ، فقام علي فتوضأ فصلى العصر ، ثم غابت
وذلك بالصهباء في
غزوة خيبر.
- قال أحمد بن صالح هذه دعوة النبي فلا تستكثر أخرجه الطبراني في الكبير ، حدثنا :
أسماعيل بن الحسن الحقاف ، حدثنا : أحمد بن صالح ، به حدثنا : أبو جعفر محمد بن
الحسين الأشناني ، حدثنا : أسماعيل بن اسحاق الراشدي ، حدثنا : يحيى بن سالم ، عن
صباح المروزي ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن الحسن ، عن
أمه فاطمة ابنة حسين ، عن أسماء ابنه عميس ، قالت : اشتغل
علي مع رسول الله في قسمة الغنائم يوم خيبر حتى غابت الشمس ، فقال رسول الله : يا
علي صليت العصر ، قال : لا يا رسول الله ، فتوضأ رسول الله وجلس في المسجد فتكلم
بكلمتين أو ثلاثة كأنها من كلام الجيش ، فارتجعت الشمس كهيئتها في العصر فقام علي
فتوضأ وصلى العصر ، ثم تكلم رسول الله بمثل ما تكلم به قبل ذلك فرجعت الشمس
إلى مغربها ، فسمعت لها صريرا كالمنشار في الخشبة
وطلعت الكواكب.
- حدثنا : أبو العباس أحمد بن يحيى الجرادي بالموصل ، حدثنا : علي بن المنذر ،
حدثنا : محمد بن فضيل ، حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن إبراهيم بن الحسن ، عن فاطمة بنت
علي ، عن أسماء بنت عميس ، قالت : كان رسول الله: إذا نزل
عليه الوحي يكاد يغشى عليه ، فأنزل عليْه يوما ورأسه في حجر علي حتى غابت الشمس ،
فرفع رسول الله رأسه ، فقال : صليت العصر يا علي ، قال : لا يا رسول الله ، فدعا
الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر ، قالت : فرأيت الشمس بعد ما غابت حين ردت حتى
صلى العصر ، أخرجه الطبراني ، حدثنا : جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي ،
حدثنا : علي بن المنذر به.
- أخبرنِي أبو طالب محمد بن صبيح بدمشق ، حدثنا : علي بن العباس ، حدثنا : عباد بن
يعقوب ، حدثنا : علي بن هاشم ، عن صباح بن يحيى ، عن عبد الله بن الحسين بن جعفر ،
عن حسين المقتول ، عن فاطمة بنت علي ، عن أم الحسن بنت علي ،
من أسماء بنت عميس ،
قالت : لما كان يوم خيبر شغل علي بما كان من قسمة الغنائم
حتى غابت الشمس ، فسأل النبي عليا : هل صليت العصر ، قال : لا ، فدعا الله فارتفعت
حتى توسطت المسجد فصلى علي فلما صلى غابت الشمس ، قال : فسمعت لها صريرا كصرير
المنشار في الخشبة.
- وحدثنا : عباد ، حدثنا : علي بن هاشم ، عن صباح ، عن أبي سلمة مولى آل عبد الله بن
الحرث بن نوفل ، عن محمد بن جعفر بن محمد بن علي ، عن أمه أم جعفر بنت محمد ،
عن
جدتها أسماء بنت عميس ، قالت : كان النبي في هذا المكان
ومعه علي إذ أعمي عليه فوضع رأسه في حجر علي فلم يزل كذلك حتى غابت الشمس ، ثم أفاق
فقعد ، فقال : يا علي هل صليت ، قال : لا ، فقال : اللهم إن عليا كان في طاعتك
وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فخرجت من تحت هذا الجبل كأنما خرجت من تحت سحابة ،
فقام علي فصلى فلما فرغ آبت مكانها.
- حدثنا : عبيد الله بن الفضل التهياني الطائي ، حدثنا : عبيد الله بن سعيد بن كثير
بن عفير ، حدثنا : أبو إسحاق إبراهيم بن رشيد الهاشمي الخراساني ، حدثنا : يحيى بن
عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب ، قال : أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جده ،
عن
علي بن أبي طالب ، قال : لما كنا بخيبر شهد رسول الله في
قتال الْمشركين فلما كان من الغد وكان مع صلاة العصر جئته ولم أصل صلاة العصر فوضع
رأسه في حجري ، فنام فاستثقل فلم يستيقظ حتى غربت الشمس ، فقلت : يا رسول الله ما
صليت صلاة العصر كراهية أن أوقظك من نومك فرفع يده ، ثم قال : اللهم إن عبدك تصدق
بنفسه على نبيك فاردد عليه شرقها ، قال : فرأيتها على الحال في وقت العصر بيضاء
نقية حتى قمت ، ثم توضأت ، ثم صليت ، ثم غابت.
- حدثنا : أبو الحسن بن صفوة ، حدثنا : الحسن بن علي بن محمد العلوي الطبري ، حدثنا :
أحمد بن العلاء الرازي ، حدثنا : أسحاق بن ابراهيم التيمي ، حدثنا : محل الضبي ، عن
إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، عن أبي ذر ، قال علي يوم
الشورى : أنشدكم بالله هل فيكم من ردت له الشمس غيري حين نام رسول الله وجعل رأسه
في حجري حتى غابت الشمس ، فانتبه ، فقال : يا علي : صليت العصر ، قلت اللهم لا ، فقال :
اللهم ارددها عليه فإنه كان في طاعتك وطاعة
رسولك.
- حدثنا : أبو الحسن خيثمة بن سليمان ، حدثنا : عثمان بن خرزاذ ، حدثنا : محفوظ بن
بحر ، حدثنا : الوليد بن عبد الواحد ، حدثنا : معقل بن عبيد الله ، عن أبي الزبير ،
عن جابر ، عن عبد الله : أن النبي أمر الشمس أن تتأخر
ساعة من النهارِ فتأخرت ساعة من النهار ، انتهى ما في الجزء من الطرق.
- وحديث جابر أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق
الوليد بن عبد الواحد ، وقال : لم يرده عن أبي الزبير إلا معقل ولا عنه إلا الوليد
، وروى عن ابن أبي شيبة في مسنده طرقا من حديث أسماء ،
وهو قولها كان النبي يوحى إليه ورأسه في حجر علي لم يزد على ذلك ، ومما يشهد بصحة
ذلك قول الإمام الشافعي (ر) وغيره ما أوتي نبي معجزة إلا أوتي نبينا نظيرها أو أبلغ
منها ، وقد صح أن الشمس حبست على يوشع ليالي قاتل الجبارين ، فلا بد أن يكون لنبينا
نظير ذلك فكانت هذه القصة نظير
تلك ، والله أعلم.