العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( تنقسم أمتي )

 

الشبهة

 

- من يتأمل الشيعة يجد كثرة الانقسامات في مذهبهم ، وكثرة تنازعهم وتكفير بعضهم بعضا في وقت متقارب ، ومن أوضح الأمثلة على ذلك : أن شيخهم أحمد الأحسائي أنشأ فرقة عرفت فيما بعد بالشيخية ، ثم جاء تلميذة كاظم الرشتي فأنشأ فرقة الكشفية ، ثم أنشأ تلميذه محمد كريم خان فرقة الكريمخانية ، وأنشأت تلميذته الأخرى قرة العين فرقة عرفت باسم القرتية ، وأنشأ ميرزا علي الشيرازي فرقة البابية ، وأنشأ ميرزا حسين علي فرقة البهائية.

 

فانظر كيف نبغت كل هذه الفرق من الشيعة في عصر واحد ، وفي وقتٍ متقارب ، وصدق الله العظيم القائل : ﴿ ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ﴾ ( الأنعام : 153- 163 ).

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : فليأتي الكاتب ويقول أين كفرنا بعضنا بعض ، كل هؤلاء من جهة واحدة ومنحرفين ولا يمثلون الشيعة.

 

وأما التكفير لولا حفاظا على مشاعر اخواننا السنة لسردت له كراريس من كتبهم في الحروب والفتن بين الأشاعرة والحنابة ، وكذلك بين نفس المذاهب الفقية وكيف يكفر بعضهم بعضا ، وحصلت فتن كثيرة كفتنة فورك ، وفتنة القشيري ، وفتنة أبو إسماعيل الأنصاري ، والفتنة بين العلماء وابن تيمية ، وغيرهما من الفتن.

 

من الأمور التي يظهر منها حدة الخلاف بين الحنابلة وسائر المسلمين بما فيهم الأشاعرة ، أنه كان في الري وهي قسم من طهران حاليا يمنع غير الحنابلة من الحديث ، وكان شيخ الحنابلة في الري أبو حاتم أحمد بن الحسن الرازي المعروف بـ " خاموش " والذي يصفه الذهبي بقوله بـ " الامام ، المحدث ، الحافظ ، الواعظ " ، ويقول فيه أيضا : " وكان شيخ أهل الري في زمانه ، راجع : ( سير أعلام النبلاء ج17 ص 624 ).

 

هو الذي يمنع الجميع بأمر من السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي ، وكان يصف غير الحنابلة بالكفر والعياذ بالله تعالى ، وكان أبو إسماعيل الأنصاري يقره على تلك المقولة وهو الذي يصف الأشاعرة بشياطين البشر كما تقدم.

 

يقول ابن طاهر المقدسي وهو ينقل هذه الاحداث عن شيخه أبي إسماعيل الأنصاري : سمعت عبد الله بن محمد الأنصاري ، يقول : لما قصدت الشيخ أبا الحسن الجركاني الصوفي ، وعزمت على الرجوع وقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالري والتقي به ، وكان مقدم أهل السنة بالري ، وذلك أن السلطان محمود بن سبكتكين لما دخل الري قتل بها الباطنية ، ومنع سائر الفرق الكلام على المنابر غير أبي حاتم ، وكان من دخل الري من سائر الفرق يعرض اعتقاده عليه ، فإن رضيه أذن له في الكلام على الناس ، وإلا منعه ، فلما قربت من الري كان معي في الطريق رجل من أهلها ، فسألني عن مذهبي ، فقلت : أنا حنبلي ، فقال : مذهب ما سمعت به وهذه بدعة ، وأخذ بثوبي ، وقال : لا أفارقك حتى أذهب بك إلى الشيخ أبي حاتم ، فقلت : خيرة ، فإني كنت أتعب إلى أن التقي به ، فذهب بي إلى داره ، وكان له ذلك اليوم مجلس عظيم ، فقال : أيها الشيخ ، هذا الرجل الغريب سألته عن مذهبه فذكر لي مذهبا لم أسمع به قط ، قال : ما قال : قال : أنا حنبلي ، فقال : دعه ، فكل من لم يكن حنبليا فليس بمسلم ، فقلت : الرجل كما وصف لي ولزمته أياما وانصرفت ، راجع : ( ذيل طبقات الحنابلة ج1 ص 51 ، 52 ، سير أعلام النبلاء ج17 ص 625 وج18ص 507 ، تذكرة الحفاظ ج3 ص 1186 ).

 

وعندكم المذاهب الأربعة في عصر واحد وعندكم 74 فرقة سنية ، ولا بأس أنقل حال أئمة المذاهب الأربعة :

 

الإمام مالك يصف أبو حنيفة أنه لا دين له : وقد روى العقيلي في كتاب الضعفاء وبسند صحيح لا اشكال في سنده البتة ، قال : حدثنا : عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا : منصور بن أبي مزاحم ، قال : حدثنا : مالك بن أنس ، يقول : أن أبا حنيفة كاد الدين ومن كاد الدين فليس له دين ، راجع : ( الضعفاء الكبير ج4 ص281 ) ، وهذا واضح أن الإمام مالك يقول عنه لا دين له.

 

- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي ، يقول : قال ابن أبي ذئب يستتاب مالك فان تاب والا ضربت عنقه ، راجع : ( العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل ج1 ص359 رقم 1275 طبعة المكتب الإسلامي بيروت الثائر للنشر والتوزيع - الرياض سنة 1408 هجرية 1988م ).

 

- رأي أحمد بن حنبل في ابن أبي ذئب : هو أورع وأقول بالحق من مالك ، راجع : ( سير اعلام النبلاء ج7ص142 طبع مؤسسة الرسالة بيروت الطبعة الثانية 1402 هجرية 1982م ).

 

وقدخرجت الوهابية والأحباش وهم يفسق ويكفر بعضهم بعض ، ونفس الوهابية انقسموا إلى فرق منهم الجامية ومنهم السرورية .. الخ.