العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( اتخاذ اليهود والنصارى أولياء )

 

الشبهة

 

- يحدثنا التاريخ أن الشيعة كانوا مناصرين لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى والمشركين في حوادث كثيرة ، من أبرزها : سقوط بغداد بيد المغول ، وسقوط القدس بيد النصارى .. ، فهل يفعل المسلم الصادق ما فعلوه ، ويخالف الآيات الناهية عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ، وهل فعل علي أو أحد من أبنائه وأحفاده (ر) فعلهم.

 


 

الرد على الشبهة

 

- أي تاريخ يتحدث عنه هذا الكاتب وما دخل الشيعة بسقوط بغداد ، هذا افتراء على الشيعة وسبب سقوط بغداد هي الدولة العباسية حيث أنها أهملت الأمة وذهبت وراء لهواتها وشهواتها ، والدولة العباسية كانت دولة سنية ، وما دخل سقوط القدس بيد النصارى الدول الإسلامية والقدس كان يحكمها السنة ، وأين إسبانيا ، هل الشيعة أسقطوها ، وأين بلغاريا هل الشيعة أسقطوها.

 

ولا بأس أنقل بعض الشواهد من كتب التاريخ من كتب اخواننا اهل السنة :

 

- قال ابن الطقطقي في الآداب السلطانية : وكان المستعصم آخر الخلفاء شديد الكلف باللهو واللعب وسماع الأغاني ، لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة ، وكان ندماؤه وحاشيته جميعهم منهمكين معه على التنعم واللذات ، لا يراعون له صلاحا وفي بعض الأمثال : الحائن لا يسمع صياحا ( الحائن : لذي حان هلاكه بحمقه ) وكتبت له الرقاع من العوام وفيها أنواع التحذير وألقيت فيها الأشعار في أبواب دار الخلافة ... ) ، راجع : ( الآداب السلطانية ص27 ).

 

- وذكر أبي الفداء غي تاريخه : ويصف رشيد الدين فضل الله الهمذاني في ( جامع التواريخ ) التسارع إلى تلبية النداء ( الجهادي ) ، فيقول : أقبل من بلاد الروم السلطانان عز الدين وركن الدين ، ومن فارس سعد بن الأتابك مظفر الدين ، ومن العراق وخراسان وآذربيجان وأران وشروان وجورجيا الملوك والصدور والأعيان ، على أن الأمر لم يقف عند هذا الحد فبعد احتلال هولاكو لبغداد وزحفه إلى بلاد الشام انضم إليه من انضم من ملوك المسلمين وساروا معه لقتال اخوانهم المسلمين ومعاونته في فتح بلادهم ، نذكر منهم الملك السعيد ابن الملك العزيز ابن الملك العادل أخي صلاح الدين الأيوبي الذي سلم لهولاكو الصبيبة وانضم إليه في زحفه ، راجع : ( تاريخ ابي الفدا ج3 ص204 ) ، هل هؤلاء شيعة كما يدعي الكاتب ويتهم الشيعة زورا وباطلا ويقول : أنه يريد أن يهدي الشيعة.

 

- وسار الملك السعيد معهم ( المغول ) وأعلن الفسق والفجور وسفك دماء المسلمين ، وفي معركة عين جالوت كان مع المغول يقاتل المسلمين ، ولما انهزم المغول أسره المسلمين ثم قتلوه ، وكان معهم أيضا في هذه المعركة الملك الأشرف موسى صاحب حمص الذي استطاع الفرار عند حصول الهزيمة فلم يؤسر ، وهو من أحفاد شيركوه عم صلاح الدين الأيوبي ، ومن حرضوا المغول على غزو الشام ومصر الملك المغيث فتح الدين عمر بن العادل بن الكامل بن العادل شقيق صلاح الدين الأيوبي ، وبعد النصر الإسلامي في معركة عين جالوت قبض عليه الظاهر بيبرس " وأحضر الفقهاء والقضاة وأوقفهم على مكاتبات من التتر إلى المغيث أجوبة عما كتب اليهم في إطماعهم في ملك مصر والشام ، راجع : ( تاريخ ابي الفدا ج3 ص217 ).

 

ماذا يقول الكاتب هل هؤلاء شيعة ، وماذا يقول عن خيانتهم ،

 

- قال الدكتور فايد حماد عاشور في كتابه ( العلاقات السياسية بين المماليك والمغول ) : كان من الطبيعي بعد سقوط بغداد بيد التتار أن يتابع المغول زحفهم إلى بلاد الشام وكان صاحب الشام في ذلك الوقت الملك الناصر صلاح الدين يوسف ( بن العزيز محمد بن الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي ) وكان معاديا للمماليك في مصر فلم يجد بدا من الاستعانة بالتتار ضد سلاطين المماليك في مصر ، فأرسل ولده الملك العزيز إلى هولاكو وبصحبته بعض الأمراء ومعهم الهدايا والتمسوا من هولاكو مساعدة الملك الناصر ضد المماليك في مصر ، راجع : ( العلاقات السياسية بين المماليك والمغول ص36 ) ، هنا الدكتور فايد عاشور يبرر لأحفاد صلاح الدين خيانتهم .

 

- قال الذهبي في تاريخ الإسلام : وكان المستنصر بالله قد استكثر من الجند حتى بلغ عدد عساكره مائة الف فيما بلغنا ، وكان مع ذلك يصانع التتار ويهاديهم ويرضيهم ، فلما استخلف المستعصم كان خليا من الرأي والتدبير ، فأشير عليه بقطع أكثر الجند ، وأن مصانعة التتار واكرامهم يحصل بها المقصود ، ففعل ذلك ، راجع : ( تاريخ الإسلام ج 48 - ص 34 ).

 

- وقال ابن كثير في البداية والنهاية : وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه ، وكانت من جملة حظاياه وكانت مولدة تسمى عرفة ، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة ، فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعا شديدا وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا عليه مكتوب : إذا أراد الله انفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز وكثرة الستائر ( الجُدُر ) على دار الخلافة ، راجع : ( البداية والنهاية ج13 ص200 ) ، أيها الكاتب هل الخليفة شيعي.

 

- وقال ابن خلدون : واستقل منكوفان بالتخت ، وولي أولاد جفطاي عمه على ما وراء النهر امضاء لوصية جنكزخان لأبيهم التي مات دونها ، ووفد عليه جماعة من أهل قزوين وبلاد الجبل يشكون ما نزل بهم من ضرر الإسماعيلية وفسادهم ، فجهز أخاه هلاكو لقتالهم واستئصال قلاعهم فمضى لذلك وحسن لأخيه منكوفان الاستيلاء على أعمال الخليفة فأذن له فيه ، راجع : ( تاريخ ابن خلدون ج5 ص529 ) انتهى.

 

- وقال ابن أبي الحديد : ولم يبق لهم إلا أصبهان ، فانهم ( المغول ) نزلوا عليها مرارا في سنة627 وحاربهم أهلها وقتل من الفريقين مقتلة عظيمة ولم يبلغوا منها غرضا ، حتى اختلف أهل أصبهان في سنة633 ، وهم طائفتان حنفية وشافعية ، وبينهم حروب متصلة وعصبية ظاهرة فخرج قوم من أصحاب الشافعي إلى من يجاورهم ويتاخمهم من ممالك التتار ، فقالوا لهم : أقصدوا البلد حتى نسلمه اليكم فنقل ذلك إلى قاآن بن جنكيز خان بعد وفاة أبيه والملك يومئذ منوط بتدبيره ، فأرسل جيوشا من المدينة المستجدة التي بنوها وسموها قراحرم ، فعبرت جيحون مغربة وانضم اليها قوم ممن أرسله جرماغون على هيئة المدد لهم ، فنزلوا أصفهان في سنة633 ، راجع : ( شرح نهج البلاغة ج8 ص237 ).

 

فقد كانت الحركة الوهابية بقيادة محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة يقاتلون الجيش المصري وجيش ابن الرشيد جيش الخلافة الشرعي الى جانب الانكليز ويدعموهم الانكليز ، بينما كان فقهاء الشيعة ومجاهدوهم في العراق يقاتلون الجيش الانكليزي جنبا الى جنب مع جيش الخلافة العثمانية ، وقد اختلط دمهم بدم الأتراك ، وسجن علماؤهم ووجهاؤهم مع كبار رجالات وجنرالات الجيش العثماني وضباطه ، وأعدموا بيد الانكليز معا.

 

ونرى الوهابية ليس لهم أي دور في خلع الانجليز في بلادهم ، ونرى ثورة التاسع عشر وثورة العشرين في ايران وفي العراق التي أدت إلى طرد الانجليز من بلادهم.

 

والكل يرى اليوم دور حزب الله في جنوب لبنان ودورهم محاربة اليهود وطردهم من أراضيهم ولم تستطع أي دولة أن تهزم إسرائيل الا حزب الله.

ونرى الأنظمة العربية تتسارع للتطبيع من الصهاينة والاعتراف بها كدولة شرعية.

ونرى بعض علماء الوهابية يحرمون العمليات الاستشهادية في دولة فلسطين الحبيبة.

 

فقد أفتى ناضر الدين الألباني بحرمة العمليات الاستشهادية وكان يسميها العمليات الانتحارية ، راجع : ( سلسلة الهدى والنور للفتاوى الدروس العلمية والشرعية ) ، ويقول : ليس فيه اليوم جهاد ، وقال في موضع آخر من السلسة ، قال : إن الانتفاضة لا تأتي إلا بالدمار وإنها تحريكه سياسية.