العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( البداء )

 

الشبهة

 

- يعتقد الشيعة عقيدة ( البداء ) ، ثم يدعون أن أئمتهم يعلمون الغيب ، فهل الأئمة أعظم من الله ، ومهما حاولوا أن يتأولوا هذه العقيدة التي تنسب الجهل إلى الله - تعالى - ، فإن أخبارهم الكثيرة تخالف تأويلاتهم ، انظر : في ( أصول مذهب الشيعة الإمامية -  للشيخ القفاري (2/1131-1151).

 


 

الرد على الشبهة

 

- يستشهد ( بناصر القفاري ) ، هذا الرجل ملئ كتابه بالأكاذيب والافتراءات على الشيعة الإمامية أعزهم الله ، فكيف يستشهد به الكاتب ، فلا بأس ننقل أقوال علماء الشيعة في البداء ، ونرى هل الكاتب صادق أم كاذب ، وهل من يريد أن يهدي الناس يهديهم بالكذب :

 

- قال الشيخ أبو جعفر (ر) : إن اليهود ، قالوا : إن الله قد فرغ من الأمر ، قلنا : بل هو تعالى كل يوم هو في شأن ، لا يشغله شأن عن شأن ، يحيي ويميت ، ويخلق ويرزق ، ويفعل ما يشاء ، راجع : ( الاعتقادات في دين الامامية ص 40 ).

 

- وقال الشيخ الفاضل المفيد قدس سره الشريف : القول في البداء والمشية وأقول : في معنى البداء ما يقول المسلمون بأجمعهم في النسخ وأمثاله من الافقار بعد الاغناء ، والامراض بعد الاعفاء ، والاماتة بعد الاحياء ، وما يذهب إليه أهل العدل خاصة من الزيادة في الآجال والأرزاق والنقصان منها بالأعمال ، راجع : ( أوائل المقالات ص 80 ).

 

- ويقول حفيد الامام الكاظم علم الهدى الشريف المرتضى قدس سره الشريف : [ مسألة البداء وحقيقته ] ما تقول في اطلاق لفظ ( البداء ) على الله تعالى ، وهل هو لفظ له معنى مطابق للحق أم لا يجوز اطلاق هذه اللفظة على حال.

الجواب : وبالله التوفيق أما ( البداء ) في لغة العرب : هو الظهور ، من قولهم : بدا الشيء ، إذا ظهر وبان . والمتكلمون تعارفوا فيما بينهم أن يسموا ما يقتضي هذا البداء باسمه ، فقالوا : إذا أمر الله تعالى بالشيء في وقت مخصوص على وجه معين بمكلف واحد ، ثم نهى عنه على هذه الوجوه كلها ، فهو بداء ، لأنه يدل عليه من حيث لم تظهر أمر لم يكن ظاهرا أما جاز أن يطابق المنهي أمر بهذه الطائفة ، وفرقوا بين النسخ والبداء باختلاف الوقتين في الناسخ والمنسوخ ، والبداء على ما حددناه لا يجوز على الله تعالى ، لأنه عالم بنفسه ، لا يجوز له أن يتجدد كونه عالما ، ولا أن يظهر له من المعلومات ما لم يكن ظاهرا ، ولهذا ، قالوا : إذا كان البداء لا يجوز عليه لم يجز أيضا عليه ما يدل على البداء ، أو يقتضيه من النهي عن نفس ما أمر به على وجهه في وقته ، والمأمور والمنهي واحد . وقد وردت أخبار آحاد لا توجب علما ، ولا تقتضي قطعا ، باضافة البداء إلى الله تعالى ، وحملوها محققوا أصحابنا على أن المراد بلفظة البداء فيها النسخ للشرائع ، ولا خلاف بين العلماء في جواز النسخ للشرائع.

 

- وقال شيخ الطائفة الطوسى قدس سره الشريف : أما البداء فحقيقته في اللغة هو " الظهور " ولذلك يقال : " بدا لنا سور المدينة " و " بدا لنا وجه الرأي " وقال الله تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا ( الجاثية : 33 ) } و { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ( الزمر : 48 ) } ويراد بذلك كله : " ظهر " . وقد يستعمل ذلك في العلم بالشيء بعد أن لم يكن حاصلا ، وكذلك في الظن . فأما إذا أضيفت هذه اللفظة إلى الله تعالى فمنه ما يجوز اطلاقه عليه ، ومنه ما لا يجوز : فأما ما يجوز من ذلك ، فهو ما أفاد ، راجع : ( عدة الأصول ج 2 - ص 495 ).

 

- الميرداماد قدس سره الشريف : وقد قيل فيه وجوه اخر : الأول : ما ذكره السيد الداماد (قد) في نبراس الضياء حيث قال : البداء منزلته في التكوين منزلة النسخ في التشريع ، فما في الأمر التشريعي والأحكام التكليفية نسخ فهو في الأمر التكويني والمكونات الزمانية بداء فالنسخ كأنه بداء تشريعي ، والبداء كأنه نسخ تكويني ، ولا بداء في القضاء ولا بالنسبة إلى جناب القدس ، راجع : ( بحار الأنوار ج 4ص -  125 ).

 

- وقال العلامة المجلسي قدس سره الشريف : إنهم عليهم السلام إنما بالغوا في البداء ردا على اليهود الذين يقولون : إن الله قد فرغ من الأمر وعلى النظام ، وبعض المعتزلة الذين يقولون : إن الله خلق الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن معادن ونباتا وحيوانا وانسانا ، ولم يتقدم خلق آدم على خلق أولاده ، والتقدم إنما يقع في ظهورها لا في حدوثها ووجودها ، وإنما أخذوا هذه المقالة من أصحاب الكمون والظهور من الفلاسفة ، وعلى بعض الفلاسفة القائلين بالعقول والنفوس الفلكية ، وبأن الله تعالى لم يؤثر حقيقة إلا في العقل الأول فهم يعزلونه تعالى عن ملكه ، وينسبون الحوادث إلى هؤلاء ، فنفوا عليهم السلام ذلك وأثبتوا أنه تعالى كل يوم في شإن من اعدام شيء واحداث آخر ، واماتة شخص واحياء آخر إلى غير ذلك ، لئلا يتركوا العباد التضرع إلى الله ومسألته وطاعته والتقرب إليه بما يصلح أمور دنياهم وعقباهم ، وليرجوا عند التصدق على الفقراء وصلة الأرحام وبر الوالدين والمعروف والاحسان ما وعدوا عليها من طول العمر وزيادة الرزق وغير ذلك ، راجع : ( بحار الأنوار ج 4 - ص 129 - 130 ).

 

- وقال السيد العلامة الفهامة الامام المصلح شرف الدين الموسوي وقد أجاد المعاني السامية قدس سره الشريف : حاصل ما تقوله الشيعة هنا : إن الله عز وجل قد ينقص من الرزق وقد يزيد فيه ، وكذا الأجل والصحة والمرض والسعادة والشقاء ، والمحن والمصائب والإيمان والكفر وسائر الأشياء كما يقتضيه قوله تعالى : { يَمْحُو الله مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ( الرعد : 39 ) } وهذا مذهب عمر بن الخطاب وابن مسعود وأبي وائل وقتادة ، وقد رواه جابر عن رسول الله وكان كثير من السلف الصالح يدعون ويتضرعون إلى الله تعالى أن يجعلهم سعداء لا أشقياء ، وقد تواتر ذلك عن أئمتنا في أدعيتهم المأثورة ، وورد في السنن الكثيرة أن الصدقة على وجهها ، وبر الوالدين ، واصطناع المعروف ، يحول الشقاء سعادة ، ويزيد في العمر وصح عن ابن عباس : أنه قال : لا ينفع الحذر من القدر ، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر ، هذا هو البداء الذي تقول به الشيعة تجوزوا في اطلاق البداء عليه بعلاقة المشابهة ، لأن الله عز وجل أجرى كثيرا من الأشياء التي ذكرناها على خلاف ما كان يظنه الناس فأوقعها مخالفة لما تقتضيه الامارات والدلائل ، وكان مال الأمور فيها مناقضا لأوائلها ، والله عز وجل هو العالم بمصيرها ومصير الأشياء كلها ، وعلمه بهذا كله قديم أزلي ، لكن لما كان تقديره لمصير الأمور فيها يخالف تقديره لأوائلها ، كان تقدير المصير أمرا يشبه البداء ، فاستعار له بعض سلفنا الصالح هذا اللفظ مجازا ، وكان الحكمة قد اقتضت يومئذ هذا التجوز ، وبهذا رد بعض أئمتنا قول اليهود : إن الله قدر في الأزل مقتضيات الأشياء ، وفرغ الله من كل عمل إذ جرت الأشياء على مقتضياته ، قال (ع) : بأن لله عز وجل في كل يوم قضاء مجددا بحسب مصالح العباد لم يكن ظاهرا لهم ، وما بدا لله في شيء الا كان في علمه الأزلي ، فالنزاع في هذه المسألة بيننا وبين أهل السنة لفظي ، لأن ما ينكرونه من البداء الذي لا يجوز على الله عز وجل تبرأ الشيعة منه ، وممن يقول به براءتها من الشرك بالله ومن المشركين ، وما يقوله الشيعة من البداء بالمعنى الذي ذكرناه ، يقول به عامة المسلمين ، وهو مذهب عمر بن الخطاب وغيره كما سمعت ، وبه جاء التنزيل { يَمْحُو الله مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ( الرعد : 39 ) } و { يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ( الرحمن : 29 ) } أي كل وقت وحين يحدث أمورا ويجدد أحوالا من اهلاك وانجاء وحرمان واعطاء ، وغير ذلك كما روي عن رسول الله (ص) وقد قيل له : ما ذلك الشأن ، فقال : من شأنه سبحانه وتعالى أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين ، هذا هو الذي تقول به الشيعة وتسميه بداء ، وغير الشيعة ، يقولون به ، لكنهم لا يسمونه بداء ، فالنزاع في الحقيقة إنما هو في تسميته بهذا الاسم وعدم تسميته به ، ولو عرف غير الشيعة أن الشيعة إنما تطلق عليه هذا الاسم مجازا لا حقيقة لتبين حينئذ لهم أن لا نزاع بيننا وبينهم حتى في اللفظ لأن باب المجاز واسع عند العرب إلى الغاية ، ومع هذا كله فإن أصر غيرنا على هذا النزاع اللفظي وأبى التجوز باطلاق البداء على ما قلناه ، فنحن نازلون على حكمه فليبدل لفظ البداء بما يشاء {  وَلْيَتَّقِ الله رَبَّهُ ( البقرة : 283 ) } في أخيه المؤمن " ولا يبخس منه شيئا { وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ @ بَقِيَّتُ الله خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ( هود : 85 - 86 ) } راجع : ( أجوبة مسائل جار الله ص 100 - 103 ).

 

فقط بودي أن أعرف من الكاتب ما هو الغرض من الكذب والافتراء على الفرقة الحقه أعز الله مقامها.

 

- وروى العياشي ، قال : عن الامام الصادق (ع) أنه قال : إن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، ويثبت ما يشاء ، وعنده أم الكتاب ، وقال : فكل أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه ، ليس شيء يبدو له الا وقد كان في علمه ، ان الله لا يبدو له من جهل ، راجع : ( تفسير العياشي ج2 ص 218 ط. المكتبة العلمية الإسلامية / طهران ).

 

- وقال الشيخ الكليني في الكافي الشريف بسند صحيح : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (ع) ، قال : ما بدا لله في شيء إلا كان في عمله قبل أن يبدوا له ، راجع : ( الكافي ج1 ص 148).

 

- والبداء مفهوم قرآني نابع من صميم الشريعة الإسلامية وخالفها اليهود حيث وصفوا الله عز وجل انه يده مغلولة ، قال الله تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ( المائدة : 64 ) }.

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري ، قال : البخاري في صحيحه بالاسناد : عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله (ع) يقول : إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم ، فبعث اليهم ملكا ، فأتى الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك ، قال : لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس ، قال فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، فقال : أي المال أحب إليك ، قال : الابل أو قال : البقر هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع ، قال أحدهما : الابل ، وقال الآخر : البقر فأعطي ناقة عشراء ، فقال يبارك لك فيها ، وأتى الأقرع ، فقال : أي شيء أحب إليك ، قال : شعر حسن ، ويذهب عني هذا قد قذرني الناس ، قال : فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ، قال : البقر ، قال : فأعطاه بقرة حاملا ، وقال : يبارك لك فيها ، وأتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحب إليك ، قال : يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس ، قال : فمسحه ، فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ، قال الغنم فأعطاه شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من ابل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من الغنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ، ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري ، فقال له : إن الحقوق كثيرة ، فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله ، فقال : لقد ورثت لكابر عن كابر ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، وأتى الأقرع في صورته وهيئته ، فقال له مثل ما قال لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته ، فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ، ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : قد كنت أعمى فرد الله بصري وفقيرا فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله ، فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك ، راجع : ( صحيح البخاري ج3 ص 1276 ط دار ابن كثير - دار اليمامة / بيروت سنة 1407هـ - 1987م ).

 

- أخرجه عدة من الحفاظ منهم أحمد بن حنبل والطبري والطبراني في المعجم الكبير والبزار وابن مندة بالاسناد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، قال : جلس ثلاث نفر من المسلمين إلى مروان بالمدينة فسمعوه وهو يحدث في الآيات أن أولها خروج الدجال ، قال : فانصرف القوم إلى عبد الله بن عمرو فحدثوه بالذي سمعوه من مروان في الآيات ، فقال عبد الله : لم يقل مروان شيئا ، قد حفظت من رسول الله (ص) ، يقول : إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها والدابة ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها ، ثم قال عبد الله : وكان يقرأ الكتب وأظن أولها خروجا طلوع الشمس من مغربها وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فأذن لها في الرجوع حتى إذا بدا لله أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء ثم تستأذن في الرجوع فلا يرد عليها شيء حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق ، قالت : رب ما أبعد المشرق من لي بالناس حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعي فطلعت على الناس من مغربها ، ثم تلا عبد الله هذه الآية : { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ( الأنعام : 158 ) }.

 

- قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : قلت : في الصحيح طرف من أوله رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ، راجع : ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج8 ص 8 ، 9 ط. دار الريان للتراث / القاهرة - دار الكتاب العربي / بيروت سنة 1407هـ ، الإيمان لابن مندة ج2 ص 919 ، 920 ح 1005 ط. مؤسسة الرسالة / بيروت سنة 1406هـ ).

 

- وأخرجه عدة من الحفاظ منهم أحمد بن حنبل بالاسناد : عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله (ص) يجمع الله عز وجل الأمم في صعيد يوم القيامة فإذا بدا لله عز وجل أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحمونهم النار ، ثم يأتينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع ، فيقول : من أنتم ، فنقول : نحن المسلمون ، فيقول : ما تنتظرون ، فيقولون : ننتظر ربنا عز وجل ، قال : فيقول : وهل تعرفونه إن رأيتموه ، فيقولون : نعم ، فيقول : كيف تعرفونه ولم تروه ، فيقولون : نعم انه لا عدل له فيتجلى لنا ضاحكا ، فيقول : أبشروا أيها المسلمون ، فانه ليس منكم أحد إلا جعلت مكانه في النار يهوديا ونصرانيا ، راجع : ( مسند أحمد بن حنبل ج4 ص 307 ط1 ).

 

أقول : وان كان هذا الحديث موضوع على مبانينا ولكن أدرجناه كشاهد نحتج به على من ينكر البداء.

 

وبهذا يتبين ان كل من ينكر عقيدة البداء فهو انكار لما جاء به رسول الله (ص) حيث ان ما نقلناه من البخاري يمثل عقيدة أخواننا أهل السنة.

 

أما مصطلح البداء كان يطلق عليه الصحابة الذين يعتبرونهم اخواننا أهل السنة تلقوا هذا المصطلحات من الرسول الأعظم (ص) :

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم الصنعاني في مصنفه ، قال : أخبرنا : ابن جريج ، قال : أخبرني : عامر بن عبد الله بن نسطاس ، عن خيبر ، قال : فتحها رسول الله (ص) وكانت جمعا له حرثها ونخلها ، قال : فلم يكن للنبي (ص) وأصحابه رقيق فصالح رسول الله (ص) يهودا على أنكم تكفونا العمل ولكم شطر التمر على أني أقركم ما بدا لله ورسوله فذلك حين بعث النبي (ص) ابن رواحة يخرص بينهم ، فلما خيرهم أخذت اليهود التمر فلم تزل خيبر بأيدي اليهود على صلح النبي (ص) حتى كان عمر فأخرجهم ، فقالت اليهود : اليس قد صالحنا النبي (ص) على كذا وكذا ، فقال : بل على أنه يقركم فيها ما بدا لله ورسوله فهذا حين بدا لي أن أخرجكم فأخرجهم ثم قسمها بين المسلمين الذين افتتحوها مع النبي (ص) ولم يعط منها أحدا لم يحضر افتتاحها ، فأهلها الآن المسلمون ليس فيها اليهود ، راجع : ( المصنف للصنعاني ج8 ص 102 ، 103 ح 14485ط. المكتب الإسلامي / بيروت سنة 1403هـ ).

 

ولا بأس نذكر بعض الآيات التي تدل على البداء : { فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ  ( يونس : 98 ) } عندما رجعوا قوم يونس (ع) عن غيهم بدا الله لهم العذاب كما واضح في الآية.

 

- وأختم هذه السؤال بقول للامام علي (ع) : كل سر عندك علانية ، وكل غيب عندك شهادة ، راجع : ( نهج البلاغة خطبة 105 ).

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع