العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( حديث المنزلة )

 

الشبهة

 

- يزعم الشيعة أن عليا يستحق الخلافة بعد الرسول (ص) لحديث : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، ( أخرجه البخاري ومسلم ) ثم نجد أن هارون لم يخلف موسى (ع) بل خلفه يوشع بن نون.

 


 

الرد على الشبهة

 

- الكاتب بتر الحديث لأنه فيه مفاد الحديث لأن رسول الله (ص) الا أنه لا نبي بعدي ، أي إنك أنت الوصي من بعدي ومستمرة ، ولكن ليس نبي كما كانت النبوة لهارون.

 

هذا هو اللفظ المبتور : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، الا أنه لا نبي بعدي ، راجع : ( فتح الباري ج8 ص141 ح4416 ، صحيح مسلم بشرح النووي ج15 ص174).

 

- وقد أخرج جماعة من الحفاظ منهم أحمد بن حنبل والنسائي والطبراني والحاكم في المستدرك وأبو بكر بن أبي عاصم في السنة وابن عساكر وغيرهم ، راجع : ( مسند أحمد بن حنبل ج1 ص330 ط1 ، وج1 ص708 ، 709 ح3062 من الطبعة الحديثة ، خصائص أمير المؤمنين (ع) للنسائي ص49 ، 50 ح24 ، المعجم الكبير للطبراني ج12 ص77 ، 78 ح12593 ، المستدرك على الصحيحين ج 3 ص133 ، 143 ط1 ، وج3 ص143 ، 144 ح4652 من الطبعة الحديثة ).

 

- بالاسناد : عن ابن عباس ، عن النبي (ص) أنه قال لأمير المؤمنين (ع) : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنك لست بنبي ، ثم قال : أنت خليفتي يعني في كل مؤمن بعدي.

 

- هكذا أورده الحافظ النسائي في الخصائص ، وأورده الحاكم في المستدرك بهذا اللفظ : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، الا أنه ليس بعدي نبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ) ، ونحوه في مسند أحمد بن حنبل ، وفي المعجم الكبير للطبراني.

 

- قال الحاكم : هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه بهذه السياقة ، راجع : ( المستدرك ج3 ص144 من الطبعة الحديثة ، وقال الحافظ ابن عبد البر الأندلسي : هذا اسناد لا مطعن فيه لأحد لصحته وثقة نقلته ،  تهذيب التهذيب ج7 ص295 رقم566 ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3 ص1092 رقم 1855 ).

 

أقول : قد أعل بعضهم الخبر باشتمال سنده على أبي بلج يحيى بن سليم لأن أحمد بن حنل ، قال فيه : روى حديثا منكرا ، ولكنه مردود لما ذكره عدة من الحفاظ من أن المنكر عند كثير من المتقدمين ، ومنهم أحمد بن حنبل كما صرح ابن حجر العسقلاني في هدي الساري الحديث الذي يتفرد به الراوي ، وليس ذلك طعنا في الوثاقة بالاتفاق فقد وصف بذلك علي بن المديني شيخ البخاري الذي أكثر من النقل عنه في صحيحه وبين ذلك الذهبي مفصلا في ترجمته من ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، وتفرد الزهري وغيره ، راجع مثلا : ( فتح المغيث للسخاوي ج1 ص235 ).

 

وهذا الحديث بلفظه الآخر صريح الدلالة في تنصيب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام للخلافة ، بل يدل عليه باللفظ الأول أيضا حيث أنه يقوم مقام النبي بكل شيء باستثناء النبوة ، ولأجل أنه يقوم مقام هارون في جميع الأمور استثنى (ص) أمر النبوة ، ولكن اعترض على دلالته بأن هارون (ع) توفي في حياة موسى ، يقول ابن حجر العسقلاني : ولما كان هارون المشبه به إنما كان خليفة في حياة موسى دل ذلك على تخصيص خلافة علي (ع) للنبي (ص) بحياته ، والله أعلم  ، راجع : ( فتح الباري ج7 ص93 ذيل حديث 3707 ، وراجع شرح النووي على مسلم ج15 ص174 ).

 

ولكن يمكن الجواب عليه بأن وجه الشبه إنما هو في مقام هارون عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام ، حيث كان خليفة موسى عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام ، واستثناء النبوة إنما هو لبيان ذلك المقام ، وأنه خليفة له بنفس ذلك المستوى ، ولا يمكن أن يعبر بذلك جزافا بالنسبة لمن لا ينطق عن الهوى ولا يقول الا ما أوحي إليه من رب العالمين عزوجل.