العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 ( مصحف فاطمة (ع) )

 

الشبهة

 

- ذكر الكليني في كتابه الكافي : ( حدثنا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن الحجال ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبد الله (ع) ، فقلت له : جعلت فداك إني أسألك عن مسألة هاهنا أحد يسمع كلامي ، قال : فرفع أبو عبد الله (ع) سترا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ، ثم قال : يا أبا محمد سل عما بدا لك ، قال : قلت : جعلت فداك ... ثم سكت ساعة ، ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة (ع) وما يدريهم ما مصحف فاطمة (ع) ، قال : قلت وما مصحف فاطمة (ع) ، قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال : قلت هذا والله العلم ، قال : إنه لعلم وما هو بذاك ، انتهى.

 

فهل كان الرسول (ص) يعرف مصحف فاطمة، إن كان لا يعرفه ، فكيف عرفه آل البيت من دونه وهو رسول الله ، وإن كان يعرفه فلماذا أخفاه عن الأمة، والله ، يقول : ﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ﴾ ، ( المائدة  : 67 : 77 ).

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : هذه الآية نازلة في امامة الامام علي (ع) وقد بلغ رسول الله (ص) أن عليا مولا المؤمنين ، ولا بأس نذكر ما هو مختصر لهذه الحادثة ويكون والتفصيل يرجأ إلى ( السؤال 13 ).

 

ننقل لكم ما أخرجه الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخه ، والحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم ، والحافظ ابن مردويه ، والحاكم والحسكاني ، والحافظ الواحدي النيسابوري في أسباب النزول بالاسناد عن أبي سعيد الخدري ، قال : ( هذا اللفظ أوردناه كما أورده الحافظ السيوطي في الدر المأثور ) ، ( نزلت هذه الآية : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ( المائدة : 67 ) } يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (ع) ، المصادر : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ج2 ص 528 ، أسباب النزول للواحدي ص 85 ، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏ ج1 ص 250 ح 244 ، مختصر تاريخ دمشق ج17 ص359 ، ترجمة الامام أمير المؤمنين (ع) من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي ج2 ص 85 ح 585 ، وص 86 ح 586 ).

 

أما بالنسبة لمصحف فاطمة (ع) فيعرفه رسول الله (ص) ، ومن ، قال لك أنه كتمه ، ولم يكتمه بل بلغه لأهل البيت (ع) ، وأما ما طرح لأن الرسول كيف يكتم أقول للكاتب كيف رسول الله (ص) كتم أسماء المنافقين ، وفقط أبلغه لحذيفة بن اليمان ، وهذه حكمة الله عز وجل يريدها من رسول الله (ص) كما فعل مع حذيفة بل ، فهذا الطرح يراد منه التلبيس على الناس ولم يقل احد أن كل ما يعلمه رسول الله (ص) يجب أن يبلغه إلى كل الناس وهناك مصلحة مرتبطة بالشريعة الرسول (ص) يشخصها ، ومن ثم انكم تقولون أن حديث ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) لم يبلغه رسول الله (ص) إلا لأبي بكر كيف رسول الله كتم التبليغ ، فيمكن أن يرد عليه كما أن رسول الله أبلغ أبو بكر فقط هذا الحديث فقد أبلغ الامام علي (ع) والحسن والحسين وفاطمة عن هذا المصحف ، وهذا المصحف عبارة عن احداث وأخبار الأمم وليس فيه شيء من الحلال والحرام ، كما يقول الامام الصادق (ع) ، ومثل هذا المصحف قد بلغ به رسول الله (ص) الصحابة.

 

- فقد أخرج البخاري في صحيحه وابن حبان في صحيحه و مسلم في صحيحة ، قال : ( وحدثنا : محمد بن بشار ، حدثنا : محمد بن جعفر ، حدثنا : شعبة ح ، وحدثني : أبو بكر بن نافع ، حدثنا : غندر ، حدثنا : شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن عبد الله بن يزيد ، عن حذيفة أنه قال : أخبرني رسول الله (ص) بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة ) ، المصادر : ( صحيح مسلم - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 2217 ) ، وصحيح بن حبان - الجزء : ( 15 ) - رقم الصفحة : ( 9 ).

 

ولا بأس أنقل لكم ما كتمه رسول الله (ص) في أمر المنافقين من الصحابة ولم يبلغه إلا لحديفة ، فقد أخرج مسلم في صحيحه ، قال : وأخرج البخاري في صحيحه ( بالجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 2435 ) ، قال : ( حدثنا : موسى بن مسعود ، حدثنا : سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل عن حذيفة (ر) ، قال : لقد خطبنا النبي (ص) خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لأرى الشيء قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه ).