العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( أصحاب الرسل )

 

الشبهة

 

- السنن الكونية والشرعية تشهد بأن أصحاب لأنبياء هم أفضل أهل دينهم ، فانه لو سئل أهل كل دين عن خير أهل ملتهم لقالوا : أصحاب الرسل.

 

فلو سئل أهل التوراة عن خير أهل ملتهم لقالوا أصحاب موسى (ع) ، ولو سئل أهل الإنجيل عن خير أهل ملتهم لقالوا : أصحاب عيسى (ع) وكذلك أصحاب سائر الأنبياء ، لأن عهد أصحاب الرسل بالوحي أقرب وأعمق ، ومعرفتهم بالنبوة والأنبياء (ع) أبقوي وأوثق.

 

فإذن ما بال نبينا محمد (ص) الذي اختصه الله بالرسالة الخالدة الشاملة ، والشريعة السمحة الكاملة ، والذي وطأ لظهوره الرسل والأنبياء من قبله ، وبشرت به الكتب السماوية السابقة ، يكفر به ـ في زعمكم ـ أصحابه الذين آمنوا به ونصروه ، وعزروه ووقروه ، فأي معنى أبقيتم لهذه الرسالة المحمدية ، وأي وزن أقمتم لهذه الشريعة الربانية ، بعد أن تخلى عنها في زعمكم خواص أصحاب محمد (ص) ، وارتدوا على أعقابهم ، فمن جاء بعدهم أولى بالكفر والارتداد والخسران ، ممن فارقوا لنصرة الرسول الأهل والأوطان ، وقاتلوا دونه الآباء والاخوان ، وافتتحوا من بعد وفاته الأقطار والبلدان ، بالعلم والقرآن والتبيان ، ثم بالسيف والسنان.

 


 

الرد على الشبهة

 

- كلامك صحيح جدا أفضل الناس أصحاب الأنبياء ، ولكن ما هو مفهوم الصاحب ، هل السامري يعتبر صاحب ، هل أصحاب عيسى بن مريم (ع) الذين خانوه أصحاب ، وأغلب أنبياء بني إسرائيل قتلوهم أممهم ، ولم يأتي أحد من الخارج ليقتلهم ، نعم في مفهومك هؤلاء أصحاب.

ليس المشكلة في القاعدة في الأصحاب أنا وأنت متفقين في القاعدة ، ولكن نختلف بالمصاديق ، ولذلك نحن نرى أصحاب رسول الله (ص) هناك صنفين من الصحابة ، ولذلك القرآن يقول : { وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ( التكوير : 22 ) } فيسمي حتى الكفار صاحب ، ولكن هل يقبل هذا الكاتب هذا النوع من الصحبة.

 

على سبيل المثال : ( رويشد الثقفي ) ترونه صاحب وأنتم تقولون أنه حول منزله بعد وفاة رسول الله (ص) إلى حانوت لبيع الخمر ، وترون ( قدامة بن مضعون ) وأنتم تعترفون أنه كان يشرب الخمر ويسكر في زمن خلافة عمر : أنه صحابي ، وترون ( معاوية ) بالرغم من أنه كان يحارب القيم والمباديء الإسلامية ، وكان يدعوا إلى الفساد والانحراف كما أنتم تقولون ، وإنا نحن نقول الصحابي من التزم بتعاليم رسول الله (ص) ولم يحدث ولم يأتي بالكبائر أمثال : أبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وكثير من الصحابة ، ولا نشمل شارب الخمر بالصحبة ، ولا نشمل الزاني بالصحبة ، بل وصل بكم الحال انكم اعتبرتم من ، قال عنده رسول الله من أهل النار إنه صحابي أمثال ( أبو الغادية ) ، بل تجاوزتم واعتبرتم من ادعى النبوة صحاب أمثال ( ابن أبي السرح ).

 

أنا فقط أنقل مثالين عن معاوية الذي تعتبرونه صحابي من كتب أهل السنة والمثلة كثيرة جدا ، فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم النسائي في سننه ، قال :

 

- أخبرنا : أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، قال : حدثنا : خالد بن مخلد ، قال : حدثنا : علي بن صالح ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد ابن جبير ، قال : كنت مع بن عباس بعرفات ، فقال : ما لي لا أسمع الناس يلبون ، قلت : يخافون من معاوية فخرج بن عباس من فسطاطه ، فقال : لبيك اللهم لبيك لبيك فانهم قد تركوا السنة من بغض علي ، قال الشيخ الألباني : صحيح الاسناد ، راجع : ( سنن النسائي ج5 ص253 ح2830 ).

 

- وقد أخرج مسلم في صحيحه ، قال : ... وقال سمعته أذناي ووعاه قلبي ، فقلت له : هذا بن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله ، يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا  ( النساء : 29 ) } قال : فسكت ساعة ، ثم قال : أطعه في طاعة الله وأعصه في معصية الله ، راجع : ( صحيح مسلم ج3 ص1472 ح 1844).

 

هل يعتبر معاوية صحابي ، وبالمقام هذا السؤال طرحه الكاتب أكثر من مرة بصيغ مختلفة واجبنا عليه بشكل مفصل.

راجع الجواب على السؤال رقم : ( 85 ).