العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( ارتداد الصحابة )

 

الشبهة

 

- لقد أثنى الله عزو جل على الصحابة في أكثر من موضع في كتابه الكريم :

 

- قال تعالى : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ @ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( الأعراف : 156 - 157 ) }.

 

- وقال تعالى : { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ @ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ( آل عمران : 172 - 173 ) }.

 

- وقال تعالى : { هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ @ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( الأنفال : 62 - 63 ) }.

 

- وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ الله وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( الأنفال : 64 ) }.

 

- وقال تعالى : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله ( آل عمران : 110 ) }.

 

والشيعة يقرون بإيمان الصحابة في حياة الرسول (ص) ، لكنهم يزعمون أنهم ارتدوا بعد ذلك فيا لله العجب ، كيف اتفق أن يجمع كل صحابة الرسول (ص) على الارتداد بعد موته، ولماذا.

 

كيف ينصرون النبي (ص) وقت الشدة واللأواء ، ويفدونه بالنفس والنفيس ، ثم يرتدون بعد موته دون سبب.

 

إلا أن : تقولوا إن ارتدادهم كان بتوليتهم أبي بكر (ر) عليهم ، فيقال لكم : لماذا يجمِع أصحاب رسول الله (ص) على بيعة أبي بكر ، وماذا كانوا يخشون من أبي بكر ، وهل كان أبو بكر (ر) ذا سطوة وسلطان عليهم فيجبرهم على مبايعته قسرا ، ثم إن أبا بكر (ر) من بني تيم من قريش ، وقد كانوا من أقل قريش عددا ، وإنما كان الشأن والعدد في قريش لبني هاشم وبني عبد الدار وبني مخزوم.

 

فإذا لم يكن قادرا على قسر أصحاب رسول الله (ص) على مبايعته ، فلماذا يضحي الصحابة (ر) بجهادهم وإيمانهم ونصرتهم وسابقتهم ودنياهم وأخراهم لحظِ غيرهم ، وهو أبو بكر (ر).

 


 

الرد على الشبهة

 

- لم نقل إنهم فقط ارتدوا في زمن أبو بكر إنما من الصحابة منافقين كما ذكرت كثير من الآيات القرآنية ، وكذلك هناك من آمن من الصحابة ، ثم كفر ، وهناك من الخوالف ، ولا بأس نذكر بعض الآيات القرآنية :

 

- مدح القرآن الكريم المؤمنين الذين ساروا على نهج الرسول الأكرم (ص) واتبعوه خير اتباع : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ الله وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ( الفتح : 29 ) } هذه الآية تمتدح من سار على نهج رسول الله (ص) وتصفهم بالرحمة بينهم والشدة على الكافرين ، ولو إننا رأينا كثير من الصحابة تقاتلوا فيما بينهم.

 

- { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( التوبة : 100 ) } وهذه الآية تدل على فضل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوا رسول الله (ص) والتزموا بتعاليمهم بصدق.

 

- { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله ۗ وَالله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَالله يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ( المنافقون : 1 ) } وخلاصة الكلام ان هناك مؤمنون من الصحابة التزموا بتعاليم رسول الله (ص) بصدق ووقفوا إلى جانب رسول الله (ص) بصدة ، هذه الآية تتكلم عن منافقين يحاولون أن يظهروا إيمانهم .

 

- { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ( المنافقون : 3 ) } هذه الآية تدل على إن من الصحابة آمنوا ثم كفروا.

 

- { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ الله ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ( المنافقون : 4 ) } هذه الآية تتكلم عن أن المنافقين نافذين في المجتمع ولهم تاثير في المجتمع أي أنهم مأثرين ولهم اشكال تؤثر في المجتمع أي أجسامهم مؤثرة.

 

- { هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ الله حَتَّىٰ يَنفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ( المنافقون : 7 ) } هؤلاء يحاولون أن يضعفوا الحالة الاقتصادية لرسول الله (ص) بالحث على عدم الانفاق على رسول الله (ص).

 

- { وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۗ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( التوبة : 98 ) } هناك صنف آخر يتظاهر بالإيمان لدرجة أنه ينفق المال على الإسلام من أجل التظاهر بالإسلام لتكون مدخلية لمحاربة الإسلام.

 

- { وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ( التوبة : 101 ) } هذه الآية تدل على وجود منافقين من القبائل العربية من أطراف الجزيرة ، وكذلك من أهل المدينة ورسول الله (ص) لا يعرفهم والله عز وجل يعرفهم.

 

- { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ( الأحزاب : 60 ) } هذه الآية تتكلم عن الذين في قلوبهم مرض وهؤلاء يقومون بتثبيط الناس لاضعاف المسلمين.

 

- { فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ الله وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ( التوبة : 81 ) } هناك صنف ممن مع رسول الله (ص) وهم الذين يتخلفون عن الجهاد وهؤلاء من الأثرياء وأصحاب الوجاهة.

 

- { فَإِن رَّجَعَكَ الله إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ( التوبة : 83 ) }.

 

- { وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ( التوبة : 84 ) }.

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم والبخاري عن كعب بن مالك ، قال : ... لما قيل : أن رسول الله (ص) قد أظل قادما زاح عني الباطل وعرفت أني لن أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله (ص) قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ، ثم جلس للناس قلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله (ص) علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله ... ، راجع : ( صحيح البخاري ج4 ص1603 ح 4156 ).

 

ماذا يقول الكاتب بعد هذه الآيات التي تصف حال من كان مع رسول الله (ص).

نحن نعتمد المفاهيم القرآنية في معرفة الواقع الذي عاشه رسول الله (ص).

راجع الجواب على السؤال : ( 58 ).

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع