العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( السقيفة )

 

الشبهة

 

- لقد نازع الأنصار (ر) أبا بكر (ر) ودعوا إلى بيعة سعد بن عبادة (ر) ، وقعد علي (ر) في بيته لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، فلا يخلو رجوع الأنصار كلهم إلى بيعة أبي بكر من أن يكون بسبب من هذه الأسباب :

 

1- أن يكون بالقوة.

2- أو أن يكون عن ظهور حق أبي بكر بالخلافة ، فأوجب ذلك الانقياد لبيعته.

3- أو فعلوا ذلك لغير معنى ، ولا سبيل إلى قسم رابع بوجه من الوجوه.

 

فإن ، قال الشيعة : إنما بايعوه بالقوة ، فهذا كذب ، لأنه لم يكن هنالك قتال ولا تضارب ولا سباب ولا تهديد ولا سلاح ، ومحال أن يرهب الأنصار وهم أزيد من الفي فارس ابطال كلهم عشيرة واحدة قد ظهر من شجاعتهم ما لا مرمى وراءه وهوانهم بقوا ثمانية أعوام متصلة محاربين لجميع العرب في أقطار بلادهم ، موطنين على الموت متعرضين مع ذلك للحرب مع قيصر الروم بمؤتة وغيرها ، محال أن يرهبوا أبا بكر ورجلين أتيا معه فقط لا يرجع إلى عشيرة كثيرة ولا إلى موال ولا إلى عصبة ولا مال ، فيرجعوا إليه وهو عندهم مبطل بل بايعوه بلا تردد ولا تطويل.

 

وكذلك يبطل أن يرجعوا عن قولهم وما كانوا قد رأوه من أن الحق حقهم وعن بيعة ابن عمهم ، فمن المحال اتفاق أهواء هذا العدد العظيم على ما يعرفون أنه باطل دون خوف يضطرهم إلى ذلك ، ودون طمع يتعجلونه من مال أو جاه ، ثم يسلمون كل ذلك إلى رجل لا عشيرة له ولا منعة ولا حاجب ولا حرس على بابه ولا قصر ممتنع فيه ولا موالي ولا مال.

 

وإذ قد بطل كل هذا فلم يبق الا إن الأنصار (ر) : أنما رجعوا إلى بيعة أبي بكر (ر) لبرهان حق صح عندهم عن النبي (ص) ، لا لاجتهاد كاجتهادهم ولا لظن كظنونهم.

فإذا بطل أن يكون الأمر في الأنصار وزالت الرياسة عنهم ، فما الذي حملهم كلهم أولهم عن آخرهم على أن يتفقوا على جحد نص النبي (ص) على خلافة علي ، ومن المحال أن تتفق آراؤهم كلهم على معونة من ظلمهم وغصبهم حقهم.

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : الكاتب هنا ، يقول : أن الأنصار خالفوا أبو بكر ، وفي المداخلات السابقة ، ويقول اتفقوا ، فما هذا التناقض.

 

ثانيا : من أين عرف أن الأنصار اتفقوا على أبو بكر ، لو صح لأتي على الأقل بدليل ، وكما بينا في المداخلات السابقة إن بيعة أبو بكر كانت فلته وقى الله الناس شرها ، وعمر ، قال : من يعود لها يقتل ، وكذلك ووطؤوا سعدا ، فقال قائل : قتلتم سعدا ، فقال عمر : قتله الله ، أين اتفاق الأنصار على أبو بكر.

 

ثالثا : أين بيعة بلال لأبو بكر لماذا ترك المدينة ولم يبايع أبو بكر ، مالك ابن نويرة (ر) وأتباعه لم يبايعوا أبو بكر ، وقتلوا مالكا وزنوا بزوجته ، ولما الزهراء (ع) لم تبايع وماتت وهي غاضبة على أبو بكر كما يقول البخاري.

 

رابعا : أنتم تقولون أن بيعة الامام علي (ع) كانت بالتهديد ، ويقول الكاتب إذا قلتم بالتهديد فكذبتم فلنرى من يكذب هل نحن أم الكاتب :

 

- فقد نقل ابن أبي شيبة في المصنف ، قال : قال : حدثنا : محمد بن بشر ، حدثنا : عبيد الله بن عمر ، حدثنا : زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم : أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (ص) كان علي (ع) والزبير يدخلان على فاطمة (ع) بنت رسول الله (ص) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة (ع) ، فقال : يا بنت رسول الله (ص) والله ما أحد أحب إلينا من أبيك ، وما أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي أن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت ، فلما خرج عمر جاؤوها ، فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني ، وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت ، وأيم الله ليمضين لما حلف عليه ، فانصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ، ولا ترجعوا إلى ، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا اليها حتى بايعوا لأبي بكر ، راجع : ( المصنف لأبي بكر بن أبي شيبة ج7 ص432 ح37045 ).

 

سند الخبر المتقدم ، رواة الخبر المتقدم هم :

 

1 - محمد بن بشر العبدي ، قال ابن حجر العسقلاني : ثقة حافظ ، راجع : ( تقريب التهذيب ص469 رقم 5756 وقال يحيى بن معين والنسائي وابن قانع : ثقة ، وقال أبو داود : هو أحفظ من كان بالكوفة ، وقال ابن سعد : ثقة ، كثير الحديث ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج9 ص64 رقم90 ).

 

2 - عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب : قال ابن حجر العسقلاني : ثقة ثبت ، قدمه أحمد بن صالح على مالك في نافع ، وقدمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة عنها ، راجع : ( تقريب التهذيب ص373 رقم4324 ) ، وقال أيضا : أحد الفقهاء السبعة ، وقال أحمد بن حنبل : أثبتهم وأحفظهم ، وأكثرهم رواية ، وقال النسائي : ثقة ، وقال ابن حبان وابن منجويه : كان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة وشرفا وحفظا واتقانا ، وقال ابن سعد : وكان ثقة ، كثير الحديث ، وقال العجلي : ثقة ثبت مأمون ليس أحد أثبت في حديث نافع منه ، وقال ابن معين : ثقة حافظ متفق عليه ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج7 ص36 رقم71 ).

 

3 - زيد بن أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب : قال فيه ابن حجر العسقلاني : ثقة عالم ، وكان يرسل ، راجع : ( تقريب التهذيب ص222 رقم2117 ) ، وقال أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن سعد والنسائي وابن خراش : ثقة ، وقال يعقوب بن شيبة : ثقة من أهل الفقه والعلم ، وكان عالما بتفسير القرآن ، راجع : ( تهذيب التهذيب ).

 

4 - أسلم مولى عمر بن الخطاب : قال فيه ابن حجر العسقلاني : ثقة مخضرم ، راجع : ( تقريب التهذيب ص104 رقم406 ) ، وقال العجلي : ثقة من كبار التابعين ، وقال أبوزرعة : ثقة ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج1 ص233 رقم105) ، والحديث صحيح الاسناد على شرط البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب السنن ، من الكاذب يا أيها الكاتب.

 

ومن ثم لم يجحدوا كل الصحابة امامة الامام علي (ع) وهناك من بقي على امامته إلى أن توفوا ، وأما أبو بكر لم يكن اماما إنما دخل القصر الرئاسي فقط ، والامام الحقيقي هو الامام علي (ع) وكل من اتبعه فاز ورب الكعبة.