العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( مكانة الامام علي (ع) )

 

الشبهة

 

- إن الشيعة تعجز عن اثبات إيمان علي وعدالته ، ولا يمكنهم ذلك إلا إذا صاروا من أهل السنة ، لأنه إذا ، قالت لهم الخوارج وغيرهم ممن يكفرون عليا أو يفسقونه : لا نسلم أنه كان مؤمنا ، بل كان كافرا أو ظالما ـ كما يقول الشيعة في أبي بكر وعمر ـ لم يكن لهم دليل على إيمانه وعدالته إلا وذلك الدليل على إيمان أبي بكر وعمر وعثمان أدل.

 

فإن احتجوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده ، فقد تواتر ذلك عن هؤلاء ، بل تواتر إسلام معاوية وخلفاء بني أمية وبني العباس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم للكفار.

فإن ادعوا في واحد من هؤلاء النفاق أمكن الخارجي أن يدعي في علي النفاق.

وإن ذكروا شبهة ذكر ما هو أعظم منها.

وان قالوا ما تقوله أهل الفرية من أن أبا بكر وعمر كانا منافقين في الباطن عدوين للنبي (ص) أفسدا دينه بحسب الامكان ، أمكن الخارجي أن يقول ذلك في علي ، ويوجه ذلك بأن يقول كان يحسد ابن عمه ـ والعداوة في الأهل ـ وكان يريد فساد دينه ، فلم يتمكن من ذلك في حياته وحياة الخلفاء الثلاثة حتى سعى في قتل الخليفة الثالث وأوقد الفتنة ، حتى تمكن من قتل أصحاب محمد وأمته بغضا له وعداوة ، وكان مباطنا للمنافقين الذين ادعوا فيه الإلهية والنبوة ، وكان يظهر خلاف ما يبطن لأن دينه التقية ، ولهذا كانت الباطنية من أتباعه وعندهم سره وهم ينقلون عنه الباطن الذين ينتحلونه.

وإن أرادوا اثبات إيمانه وعدالته بنص القرآن عليه ، قيل لهم : القرآن عام وتناوله له ليس بأعظم من تناوله لغيره ، وما من آية يدعون اختصاصها به إلا أمكن أن يدعى اختصاصها واختصاص مثلها أو أعظم منها بأبي بكر وعمر ، فباب الدعوى بلا حجة ممكنة ، والدعوى في فضل الشيخين أمكن منها في فضل غيرهما.

وان قالوا : ثبت ذلك بالنقل والرواية ، فالنقل والرواية في أولئك أشهر وأكثر ، فإن ادعوا تواترا فالتواتر هناك أصح ، وإن اعتمدوا على نقل الصحابة فنقلهم لفضائل أبي بكر وعمر أكثر.

 


 

الرد على الشبهة

 

- نعم .. النواصب تقول : أن الامام علي (ع) كما يقول الكاتب ، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة حريز بن عثمان الرحبي ، فهل نحن نوثق النواصب أو نأخذ بقول النواصب ، إذا الكاتب يأخذ بقول النواصب نحن لا نأخذ بقول النواصب إنما نأخذ ما قاله رسول الله (ص) : ( علي مع الحق والحق مع علي ، والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة وأبوهما افضل منهما ، وحب علي إيمان وبغضه نفاق ، وعلي مع القرآن والقرآن مع علي ، وعلي نزلت فيه آية التطهير ، وعلي نفس رسول الله ، وعلي آخا رسول الله بينه وبين علي ، وقال رسول الله : سأعطين الراية رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ، وعلي منزلته من رسول الله مثل منزلة هارون من موسى وهل كان رجل في قوم موسى أفضل من هارون ) هذا ما نعتمده أما الكاتب هذا شأنه يريد ان يعتمد قول النواصب فله ذلك.

 

أما قول الكاتب إن فضائل أبو بكر وعمر أكثر من فضائل الامام علي (ع) يبدوا أن معلومات الكاتب جدا ضحلة ، وإنا لا أريد أن أرد عليه إنما أترك الرد لعلماء السنة وجهابذته بما بكذب مدعى الكاتب.

 

- وقال ابن حجر العسقلاني : وأخرج ابن الجوزي من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ، سألت أبي : ما تقول في علي (ع) ومعاوية، فأطرق ، ثم قال : أعلم أن عليا (ع) كان كثير الأعداء ، ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا ، فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيادا منهم لعلي (ع) ، قال ابن حجر العسقلاني : فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له ، راجع : ( فتح الباري ج7 ص131 ).

 

- يقول الامام أحمد بن حنبل : لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب (ع) ، والى هذا ذهب النسائي وإسماعيل القاضي وأبو علي النيسابوي ، راجع : ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3 ص1115 رقم 1855 ، فتح الباري ج7 ص89 ذيل حديث 3707 ).

 

- وقال ابن حجر العسقلاني في الاصابة في ترجمة أمير المؤمنين (ع) : وتتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد ، راجع : ( الإصابة في تمييز الصحابة ج4 ص269 رقم5682 ).

 

- وأخرج بن أبي شيبة بسند صحيح في المصنف ، قال : حدثنا : علي بن مسهر ، عن فطر ، عن أبي الطفيل ، عن رجل من أصحاب النبي (ص) ، قال : لقد جاء في علي من المناقب ما لو أن منقبا منها قسم بين الناس لأوسعهم خيرا ، راجع : ( مصنف بن ابي شيبة ج1 ص500 ح32128 ).

 

- قال ابن بدران الدمشقي في المدخل : وكان الامام أحمد يقول : ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح ما لعلي (ر) ، وقال : من لم يثبت الإمامة لعلي فهو أضل من حمار أهله ، راجع : ( المدخل الى مذهب الامام أحمد ص84 ).