العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( هل أبا بكر خليفة حقا )

 

الشبهة

 

- لقد كان الخليفة الحق بعد رسول الله (ص) هو أبو بكر الصديق ، والدليل على هذا :

 

1 - اتفاق الصحابة واجماعهم على طاعته وانقيادهم لأوامره ونواهيه وتركهم الانكار عليه ، ولو لم يكن خليفة حقا لما تركوا ذلك ، ولما أطاعوه ، وهم من هم زهدا وورعا وديانة ، وكانت لا تأخذهم في الله لومة لائم.

 

2 - أن عليا (ر) ما خالفه ولا قاتله ، ولا يخلو : إما أن يكون تركه لقتاله خوفا من الفتنة والشر ، أو لعجز ، أو لعلمه أن الحق مع أبي بكر.

ولا يمكن أن يكون تركه لأجل اتقاء الفتنة وخوف الشر ، لأنه قاتل معاوية (ر) ، وقتل في الحرب الخلق الكثير ، وقاتل طلحة والزبير (ر) وقاتل عائشة (ر) حين علم أن الحق له ولم يترك ذلك خوفا من الفتنة.

ولا يمكن أن يكون عاجزا ، لأن الذين نصروه في زمن معاوية كانوا على الإيمان يوم السقيفة ويوم استخلاف عمر ويوم الشورى ، فلو علموا أن الحق له لنصروه أمام أبي بكر رضوان الله عليه ، لأنه أولى من معاوية (ر) بالمحاربة والقتال.

فثبت أنه ترك ذلك لعلمه أن الحق مع أبي بكر (ر).

 


 

الرد على الشبهة

 

- من أين عرف طاعة جميع الصحابة ، هذا تلبيس على القاريء ، وقد اشتهر أن هناك ممن خالف أبو بكر وقتل كأمثال الذين خالفوا أبو بكر بقيادة الصحابي الجليل (ر) مالك بن نويرة ، وكذلك سعد بن عبادة ومن معه من الأنصار خالفوا أبو بكر ، وكذلك طلحة والزبير والامام علي (ع) ومن معهم ، وهذا مذكور في احداث السقيفة المذكور :

 

- بالبخاري حيث قال : وإنه كان من خبرنا حين توفي الله نبيه (ص) أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما ، راجع : ( فتح الباري ج12 ص175 ، 176 ح6830 ) ، إلى أن قال : .... أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده ، فبايعته ، وبايعه المهاجرون ، ثم بايعته الأنصار ، ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة ، فقلت : قتل الله سعد بن عبادة ... ، راجع : ( فتح الباري ج12 ص175 ، 176 ح6830 ).

 

- وأخرج البخاري في صحيحه بالاسناد ، عن عروة ابن الزبير ، عن عائشة ، قالت : وقال عمر : والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك ، وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ، راجع : ( المصدر السابق ) ، وهذا تهديد من عمر.

 

- وأخرج البخاري أيضا بسنده ، عن عائشة ، قالت : لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك ، راجع : ( فتح الباري ج7 ص24 ح3669 ) ، ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : والله لو قد مات عمر بايعت فلانا ، فلا يغترن أمرؤ أن يقول ، إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة ، وتمت ، الا أنها قد كانت كذلك ، ولكن وقى الله شرها ، وليس فيكم من تقطع الأعناق اليه مثل أبي بكر ، من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعة تغرة أن يقتلا ، راجع : ( فتح الباري ج12 ص175 ، 176 ح6830 ) ، هنا تهديد واضح لمن يجالف البيعة يقتل فإذن كانوا ينتزعون البيعة بالتهديد بالقتل.

 

كيف اتفق الصحابة على خلافة وبيعة كانت فلته وقى الله المسلمون شرها ، بعد ذلك هل يقول الكاتب أن الأمة كلها وافقت أبو بكر.

 

أما قوله : لماذا لم يقاتل أبو بكر وقاتل معاوية :

أقول : الدولة الإسلامية في زمن أبو بكر كانت محاصرة من الروم والفرس والمنافقين واليهود ، فلو رفع الامام علي (ع) ، السيف لانتهى الإسلام ، على سبيل المثال لو الحروب التي حصلت في زمن الامام علي (ع) ، التي خرجوا الصحابة لقتاله بحرب الجمل وصفين والنهروان حصلت بعد وفاة رسول الله (ص) ، ماذا كان سيحصل للإسلام ، وأما في زمن معاوية انتهى الخطر وقضي على الخطر من دولة الفرس والروم وغيرها ، فلو سكت الامام علي (ع) عن معاوية لأضفى الشرعية لحكومة معاوية ، ولذلك قاتل معاوية بعد انتهاء وتراجع الخطر.

وبالمقام هذا السؤال مكرر وبصيغة اخرى وهي عادة الكاتب.