العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( من يسب الصحابة )

 

الشبهة

 

- بينما نجد الشيعة يتقربون إلى الله بسب كبار الصحابة ، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الثلاثة : أبو بكر وعمر وعثمان (ر) ، لا نجد سنيا واحدا يسب واحدا من آل البيت ، بل يتقربون إلى الله بحبهم ، وهذا ما لم يستطع الشيعة انكاره ، ولو بالكذب.

 


 

الرد على الشبهة

 

- الكاتب يدعي أنهم من محبي الصحابة ، فأقول له : اليس علي بن أبي طالب (ع) صحابي لماذا توثقون من يسب علي بن أبي طالب (ع).

قوله : إننا نتقرب بسب كبار الصحابة هذا كذب وافتراء حيث إننا نتمنى أن نكون خدام تراب كبار الصحابة أمثال : أبو ذر ، وعمار ، والمغداد ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وعثمان بن مضعون ، وهاشم بن أبي وقاص " المرقال " ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة ، وأبو التيهان ، وأبو الأسود الدؤلي ، ومالك الاشتر ، وحبيب بن مظاهر الأسدي ، وجابر ابن عبد الله الأنصاري ، ووالده عبد الله الأنصاري ، والجهجاه ، وأبو أيوب الأنصاري ، وصعصعة بن صوحان ، ومالك بن نويرة  ، وأبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، وبلال ، وعبد الله بن عباس ، وخزيمة ذو الشهادتين ، وقيس بن عبادة وحذيفة بن اليمان ، وكثيرين.

 

أما قوله : أن السنة لا يسبون أهل البيت (ع) نحن نرى اخواننا أهل السنة يحبون الصحابة ولكن لا بأس اذكر بعض الشواهد :

 

- عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وهو قائد الجيش الذي قتل سيد شباب أهل الجنة سبط رسول الله (ص) الامام الحسين (ع) ، ومع هذا ، قال العجلي بشأنه : كان يروي عن أبيه أحاديث ، وروى الناس عنه ، وهو تابعي ثقة ، وهو الذي قتل الحسين (ع) ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج7 ص396 رقم747 ) ، وقال ابن حجر العسقلاني : صدوق ، ولكن مقته الناس لكونه كان أميرا على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي (ع) ، راجع : ( تقريب التهذيب ص413 رقم4903 ).

 

- مروان بن الحكم بن أبي العاص ، وقد ذكر الحافظان ابن عبد البر الأندلسي والذهبي بأنه أول من شق عصا المسلمين بلا شبهة ، راجع : ( شذرات الذهب ج1 ص69 حوادث سنة (61هـ) ، ويكفي بشأنه ما ذكره ابن سعد والإسماعيلي وغيرهما من نقمة الناس على عثمان بسبب تقريبة مروان بن الحكم ، وأنه قاتل يوم الجمل أشد القتال ، فلما رأى الهزيمة رمى طلحة بسهم ، فقتله ، مضافا لدوره في استباحة المدينة ... ، راجع : ( سير أعلام النبلاء ج3 ص479 رقم102، الطبقات الكبرى لابن سعد ج5 ص37، تهذيب التهذيب ج10ص83 رقم167 ) ، ومع هذا احتج بحديثه البخاري ، راجع : ( رجال صحيح البخاري للكلاباذي البخاري ج2 ص715 رقم1187 ) ، وغيره ، ولذا عاب الإسماعيلي على البخاري أن احتج برواياته ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج10 ص83 ).

 

- إسماعيل بن أوسط البجلي ، أمير الكوفة ، قال الذهبي بشأنه : وهو الذي قدم سعيد ابن جبير للقتل لا ينبغي أن يروي عنه ... إلى أن قال : وثقه ابن معين وغيره ، قال ابن حبان في الثقات : كان أميرا على الكوفة ، راجع : ( ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج1 ص222 رقم853 ).

 

- حريز بن عثمان الرحبي ، كان معروفا بشتم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، قال أحمد بن سعيد الدارمي ، عن أحمد بن سليمان المروزي ، سمعت إسماعيل بن عياش ، قال : عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب عليا (ع) ويلعنه.

 

- وقال إسماعيل بن عياش : سمعت حريز بن عثمان ، يقول : هذا الذي يرويه الناس عن النبي (ص) أنه قال لعلي (ع) : أنت مني بمنزلة هارون من موسى حق ، ولكن أخطأ السامع ، قلت : فما هو ، فقال : إنما هو أنت مني بمنزلة قارون من موسى ، قلت : عمن ترويه ، قال : سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج2 ص209 رقم436 ).

 

- وقال عمرو بن علي : كان ينتقص عليا (ع) ، وينال منه وكان حافظا لحديثه ، وقال أيضا : ثبت شديد التحامل على علي (ع) ، ومع هذا احتج به البخاري وغيره ، قال ابن عمار : يتهمونه أن ينتقص عليا (ع) ويحتجون به ولا يتركونه ، وقال علي بن المديني : لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثقونه ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج2 ص208 ).

 

- عمران بن حطان السدوسي ، كان من متقدمي الخوارج وأشهر رجالاتهم ، وكان ناصبيا شديد النصب لأهل البيت (ع) ، قال بشأنه يعقوب بن شيبة : أدرك جماعة من الصحابة ، وصار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج ، وكان سبب ذلك فيما بلغنا أن ابنة عمه رأت رأي الخوارج فتزوجها ليردها عن ذلك فصرفته إلى مذهبها ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج8 ص113 رقم223 ) ، وكان يمتدح عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليه قاتل أمير المؤمنين(ع) حيث يقول بشأنه :

 

ياضربة من تقي ما أراد بها   *   إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إني لأذكره حينا فأحسبه   *   أوفي البرية عند الله ميزانا

 

راجع : ( المحلى بالآثار لابن حزم ج11 ص130 مسألة2086 ) ، ومع هذا أخرج البخاري حديثه واعتمده جماعة من الحفاظ ، وقال بشأنه العجلي : بصري تابعي ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وإن ضعفه جماعة كالدارقطني ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج8 ص113 ) ، والأغرب من هذا كله مدح ابن حزم الظاهري في المحلى عبد الرحمن بن ملجم وأنه اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ، مع ورود الروايات المتواترة بمروق الخوارج عن الدين والتي اعترف بها سائر الحفاظ وأخرجها البخاري ومسلم وغيرهما ، حيث يقول : ولا خلاف بين أحد من الأمة في أن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل عليا (ع) إلا متأولا مجتهدا ، مقدرا أنه على صواب ، راجع : ( المحلى بالآثار ج11 ص130 ) ، ثم استشهد ذلك بشعر عمران بن حطان.

 

- أبو إسحاق الجوزجاني ابراهيم بن يعقوب السعدي ، كان ناصبيا مبغضا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، ونسبه ابن حبان في الثقات مع مدحه له إلى الحرورية وهم الخوارج ، وقال الحافظ ابن عدي : كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في الميل على علي (ع) ، ومع هذا وثقه عدد كبير من الحفاظ كالنسائي والدارقطني واعتمدوا عليه واحتجوا بأحاديثه ، وكان أحمد بن حنبل يكاتبه ويتبقوي بكتابه ويقرؤه على المنبر ، بل العجيب أن ابن حبان اعتبره من ذوي الصلابة في السنة مع اعترافه بما هو عليه من الانحراف حيث قال : كان حروري المذهب ، ولم يكن بداعية ، وكان صلبا في السنة ، حافظا للحديث ، الا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج1 ص159 رقم332).

 

- قال الذهبي في تاريخ الإسلام : سمعت الأوزاعي ، يقول : ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق وتبرأنا منه وأخذ علينا بذاك العتاق والطلاق وأيمان البيعة ... ، راجع : ( تاريخ الإسلام ج1 ص1143 ، سير اعلام النبلاء ج7 ص130).

 

- المثير للريبة أن إبراهيم بن سليمان الجبهان الف كتاب اسمه تبديد الظلام وتنبيه النيام إلى خطر التشيع على المسلمين والإسلام وقد كتب على الغلاف الداخلي ما نصه ( طبع هذا الكتاب باذن من رئاسة ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد . في 11 \ 7 \ 1400 هـ . رقم 4411 \ 5  ) ، وقد ذكر في الصفحة رقم : ( 9 ) من مقدمة الكتاب : رابعا : - لقد قرنت إسم ( جعفر بن محمد ) بعلامة استفهام في غير موضع تصحيحا للخطأ الشائع الذي وقع فيه كثير من أرباب التصنيف بالصاقهم كلمة الصادق باسم المذكور ، وجعلها لقبا له ، وعلما عليه.

والواقع أن هذه التسمية أو بالأصح هذه التزكية ما كان ينبغي أن تطلق على شخص حامت حوله الشبهات ، وكثرت فيه الأقاويل ونسبت إليه أقوال مشحونة بالزندقة والالحاد ، لأنه إذا صح صدورها منه ( ونرجو إن لا يصح ذلك ) فتسميته بالصادق تعنى ضمنا ، تصديق كل ما جاء به الافك ، وإذا لم يصح صدورها منه فتسميته بذلك تزكية لا داعي لها ، ولا محل لها من الأعراب ، وتركها أحوط.

 

زد على ذلك أنني لم أكن أول من شك في سلوكه فقد كنت مسبوقا إلى ذلك ممن عاصروه وشاهدوا بذخه ، وترفه ، وقبوله العطايا من شيعته وهي محرمة عليه ، لأنه لم يكن ممن يستحقونها شرعا ، حتى قيل : أنه اشترى دارا في البصرة بمبلغ ثلاثين الف دينار عدا ما كان ينفقه على الدعاة والمبشرين ، والجمعيات السرية التي عاثت في كيان الأمة الإسلامية فسادا وتخريبا ، كما أننا لم نجد فيما أثر عن ثقات الرواة ، من نقل لنا بأن جعفرا لم يكن راضيا عمن كانوا يدعون له ، أو أنه كان مع أحد منهم على طرفي نقيض ، وما قيل عن معارضته لأبي الخطاب الأسدي ، وبراءته من غلوه ، قيل فيها أيضا أنه اعترض عليه للتقية.

 

أما الخرافة التي تقول بأن ( المنصور ) قد استقدمه ووجه إليه اتهاما بأخذ الخراج من شيعته ، فانها إن صحت ، فإنما تؤيد رأينا في المذكور ، إذ كيف يجوز ممن يعتبر نفسه حاميا للإسلام وغيورا عليه ، أن يأمر شخصا ما بأن يبرأ من حول الله وقوته ، وهل يجرؤ على قول تلك الكلمة أو املائها أو سماعها الا جاهل بالإسلام أو متحامل عليه .

 

زد على ذلك أن النبي (ص) ، قال : من كان حالفا فليحلف بالله أو يسكت ، وقال أيضا : من حلف ، فقال إني بريء من الإسلام ، فإن كان كاذبا فهو كما قال ، وإن كان صادقا لم يرجع إلى الإسلام سالما ، فإذا كان هذا حال من حلف بالبراءة من الإسلام فما حال من حلف بالبراءة من حول الله وقوته ، وما حكم من أملى هذا اليمين ، ورضي بسماعها ، ولمزيد من الحقائق تراجع ترجمة المذكور في ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، راجع : ( تبديد الظلام وتنبيه النيام إلى خطر التشيع على المسلمين والإسلام ص9 الطبعة الثالثة : 1408 هـ - 1988 م ).

 

ماذا يقول الكاتب وهذا تحت باذن من دار الافتاء والبحوث في المملكة العربية السعودية حتى لا يدعي الكاتب أنه راي كاتبه إنما هذا باذن الهيئة يعني مجموعة علماء.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع