العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 ( المصاهرة بين أهل البيت (ع) والصحابة )

 

الشبهة

 

- لقد وجدنا كثيرا من سادة الصحابة أصهروا إلى أهل بيت النبي (ع) وتزوجوا منهم ، والعكس بالعكس ، لاسيما الشيخين منهم ، كما هو متفق عليه بين أهل التواريخ ، ونقلة الأخبار سنة منهم أو شيعة ، فإن النبي (ص) :

 

- تزوج عائشة بنت أبي بكر (ر).

- وتزوج حفصة بنت عمر (ر).

- وزوج ابنتيه ( رقية ، ثم أم كلثوم ) لثالث الخلفاء الراشدين الجواد الحيي عثمان بن عفان (ر) ما ، ولذلك لقب بذي النورين.

 

ونكتفي بذكر الخلفاء الثلاثة من الصحابة ، دون غيرهم من الصحابة الكرام الذين كانوا أيضا مصاهرين لأهل البيت ، لبيان أن أهل البيت كانوا محبين لهم ، ولذلك كانت هذه المصاهرات والوشائج.

 


 

الرد على الشبهة

 

- أقول : أن المصاهرة بنفسها ليس لها دلالة على شيء ، بل زوجات بعض الأنبياء ذكرهم الله عز وجل بذكر سيء ، ولم يجعل لهم أي فضيلة وما هو وجه المصاهرة ، كما تنقلون في كتبكم أن عمر قد شك بنبوة النبي محمد (ص) ، فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه وابن حبان في صحيحه ، قال : ( ... فقال عمر بن الخطاب (ر) : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ فأتيت النبي (ص) ، فقلت : الست رسول الله حقا ، قال : بلى ، قلت : السنا على الحق وعدونا على الباطل ، قال : بلى ، قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ... ) ، المصادر : ( صحيح بن حبان - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 216 ) - قال شعيب الأرناؤوط ( صحيح ).

 

- والبخاري ، قال في صحيحه ( الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 942 ) : ( فقال عمر بن الخطاب : فأتيت نبي الله (ص) ، فقلت : الست نبي الله حقا ، قال : بلى ، قلت :  السنا على الحق وعدونا على الباطل ، قال : بلى ،  قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ، قال : إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ، قلت : أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ، قال : بلى ، فأخبرتك أنا نأتيه العام ، قال : قلت لا ، قال : فإنك آتيه ومطوف به ،  قال : فأتيت أبا بكر ، فقلت : يا أبا بكر اليس هذا نبي الله حقا ، قال : بلى ، قلت : السنا على الحق وعدونا على الباطل ، قال : بلى ، قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ).

 

ما وجه الدلالة بالمصاهرة حيث انكم كما تنقلون شك عمر بنبوة النبي محمد (ص) ، وانكم تنقلون أن عبيد الله بن عمر كان يقاتل في جيش معاوية ضد الامام علي (ع) وقد قتله الامام علي (ع) في صفين :

 

- فقد نقل ابن حبان في كتابه : ( الثقات - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 63 ) - رقم ( 3866 ) ، في ترجمة عبيد الله بن عمر ( عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوى القرشي أمه بنت حارثة بن وهب الخزاعي قتل يوم صفين وكان مع معاوية ).

 

فلماذا لم يقف مع الامام علي (ع) في صفين وإن وخصوصا الحق مع الامام علي (ع) ، وتنقلون في كتبكم إن معاوية الفرقة الباغية ، ولماذا يعطني للمصاهرة اعتبار ، ومن الملاحظ أن البخاري يروي حديث أن المرأتين التين تآمرا على رسول الله (ص) هما السيدة عائشة والسيدة حفصة ، وإن عمر هو الذي نقل سبب النزول فيهم ، وقد وصفتهم بالانحراف ، وقد مالا عن الحق :

 

- حيث أخرج البخاري في صحيحه ( الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 871 ) ، وغيره من الحفاظ واللفظ للبخاري بسنده ، قال : ( عن ابن عباس : قال لم أزل حريصا على أن أسأل عمر (ر) عن المرأتين من أزواج النبي (ص) اللتين ، قال الله لهما : { إِن تَتُوبَا إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } فحججت معه فعدل وعدلت معه بالاداوة فتبرز حتى جاء فسكبت على يديه من الاداوة فتوضأ ، فقلت : يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي (ص) اللتان ، قال الله عز وجل لهما : { إِن تَتُوبَا إِلَى الله ( التحريم : 4 ) } فقال : واعجبي لك يا ابن عباس عائشة وحفصة ، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه ... ) ، والذي شهد بأن هذه الآية نازلة في حفصة وعائشة هو عمر بن الخطاب.

 

- قال ابن الجوزي في ( زاد المسير في علم التفسير -  الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 52 ) : ( ثم خاطب عائشة وحفصة ، فقال : { إِن تَتُوبَا إِلَى الله ( التحريم : 4 ) } أي من التعاون على رسول الله (ص) بالايذاء : { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } قال ابن عباس : زاغت وأثمت ، قال الزجاج : عدلت وزاغت عن الحق ، قال مجاهد : كنا نرى قوله عز وجل : { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } شيئا هينا حتى وجدناه في قراءة ابن مسعود : { فقد زاغت قلوبكما } وإنما جعل القلبين جماعة لأن كل اثنين فما فوقهما جماعة ).

 

- قال محمد عبدالقادر : ( صغا : مال ، وبابه عدا وسما ورمى وصدي وصغيا أيضا ، قلت : ومنه قوله تعالى : { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } ، وقوله تعالى : { وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ( الأنعام : 113 ) } راجع : ( مختار الصحاح - رقم الصفحة : ( 92 ).

 

- وقال القرطبي في تفسيره ( الجزء : ( 18 ) - رقم الصفحة : ( 188 ) : ( قوله تعالى : { إِن تَتُوبَا إِلَى الله ( التحريم : 4 ) } يعني حفصة وعائشة ، حثهما على التوبة على ما كان منهما من الميل إلى خلاف محبة رسول الله (ص) { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } أي زاغت ومالت عن الحق ، وهو انهما أحبتا ما كره النبي (ص) من اجتناب جاريته واجتناب العسل ، وكان (ع) يحب العسل والنساء ).

 

- وقال القرطبي في تفسيره ( الجزء : ( 18 ) - رقم الصفحة : ( 189 ) : ( قوله تعالى : { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ( التحريم : 4 ) } أي تتظاهرا وتتعاونا على النبي (ص) بالمعصية والايذاء ).

 

- قال ابن منظور في ( لسان العرب - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 525 ) : ( وتظاهروا عليه : تعاونوا ، وأظهره الله على عدوه ، وفي التنزيل العزيز : { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ( التحريم : 4 ) } وظاهر بعضهم بعضا : أعانه ، والتظاهر : التعاون ، وظاهر فلان فلانا عاونه ، والمظاهرة : المعاونة ، وفي حديث علي (ع) : أنه بارز يوم بدر وظاهر : أي نصر وأعان ، والظهير : العون ).

 

- ويقول ابن الجوزي : أن رسول الله (ص) طلق حفصة بنت عمر بن الخطاب بسنده : ( عن قيس بن زيد : أن النبي أن النبي (ص) طلق حفصة بنت عمر فدخل عليه خالاها قدامة وعثمان ابنا مضعون ، فبكت ، وقالت : والله ما طلقني عن شبع ، فجاء النبي فتجلببت ) ، المصادر : ( صفوة الصفوة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 354 ) ، والكنى والأسماء للنووي - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 338 ) ، وطبقات ابن سعد الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 62 ).

 

- وأخرج بن حبان في ( موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 321 ) - رقم الحديث : ( 1324 ) ، قال : ( أخبرنا : محمد بن صالح بن ذريح بعكبراء ، أنبأنا : مسروق بن المرزبان ، حدثنا : ابن أبي زائدة عن صالح بن صالح ، عن سلمة بن كهيل ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس عن عمر (ر) : أن رسول الله (ص) طلق حفصه ، ثم راجعها ).

 

- وقد أخرج عدد من الحفاظ ، منهم مسلم في صحيحه ( باب الايلاء والاعتزال - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 1105 ) - رقم الحديث : ( 1479 ) ، قال : ( حدثني : زهير بن حرب ، حدثنا : عمر بن يونس الحنفي ، حدثنا : عكرمة بن عمار ، عن سماك أبي زميل ، حدثني : عبد الله بن عباس ، حدثني : عمر بن الخطاب ، قال : لما اعتزل نبي الله (ص) نساءه ، قال : دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون : طلق رسول الله (ص) نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب ، فقال عمر : فقلت : لأعلمن ذلك اليوم ، قال : فدخلت على عائشة ، فقلت : يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله (ص) ، فقالت : مالي ومالك ... ).

 

وهذا يبين أن الزواج في نفسه ليس فيه فضيلة ولكن فيه مفاخرة يمكن الانسان أن يتفاخر بأنه صاهر النبي (ص) ، ولذلك مصاهرة رسول الله (ص) لصفية بنت حيي بن أخطب ليس فيها أي فضيلة لحيي ، وبمصاهرة النبي يوجب الاعتزاز ، ولذلك نقول أن نفس المصاهرة ليس فيها قرب من الله وحتى الامام علي (ع) وأهل البيت (ع) مكانتهم من الرسول ليس من قبل القرابة إنما لمكانتهم من الله ، ومن جهة الاصطفاء ، ولذلك نرى ابن نوح لم يكن له قرب ومكانة من الله عز وجل ، وزوجة لوط ونوح ليس لهم أي مكانة عند الله ، وبالمقابل نرى زوجة فرعون وهو كافر وهي في أعلى درجات القرب من الله ، وهذه مفاهيم إسلامية ، وأما اختيار رسول الله (ص) للزهراء (ع) لمكانة الامام علي (ع) من الله ولمكانة الزهراء (ع) من الله عز وجل ، ونرى عبد الله بن عمر وهو أخو حفصة ، والامام علي (ع) أقرب الناس إلى رسالة الله وابن عمه وصهره فتنقل لنا المصادر السنية أنه لم يبايع الامام علي (ع) ، ولم يبايع الحسن (ع) ، وبايع معاوية بن أبي سفيان.

 

وقد نقلنا الحديث في الجواب على السؤال الثاني الوارد في صحيح مسلم أنه بايع يزيد بن معاوية ولم يبايع الامام الحسين (ع) ، أين ذهبت المصاهرة ، ولذلك نرى أن المصاهرة ليس فيها دلالة ، ونرى معاوية صهر رسول الله (ص) بالرغم من أن الرسول تزوج أم حبيبة (ر) ومعاوية بن أبي سفيان كانوا كافرين ولم يسلما إلا في عام الفتح وكانا من الطلقاء ، ورأينا إن معاوية قد قاتل الامام علي (ع) في صفين والامام علي (ع) ابن عم الرسول وصهرة وأقرب الناس إلى رسول الله ، فأين ذهبت مصاهرة معاوية لرسول الله (ص) ، وهذا يدل على أن المصاهرة ليس لها دلال ، ولم يكتفي معاوية بل قاتل الامام الحسن (ع) وهو حفيد رسول الله (ص) ، وقد خطط لسم الامام الحسن (ع) وهذا ما يقوله السنة في مصادرهم التاريخية : ( كالبلاذري في ( أنساب الأشراف ) وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) وبطرق عديدة والسيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) والطبراني في ( المعجم الكبير ) وابن عبد البر في ( الاستيعاب ).

 

- وقد روى الطبراني في ( المعجم الكبير - الجزء : ( 3 9 - رقم الصفحة : ( 71 ) - رقم الحديث : ( 2694 ) - قال محقق الكتاب حمدي السلف اسناده صحيح الى قائله ) : ( عن أبي بكر بن حفص أن سعدا والحسن بن علي (ر) ماتا في زمن معاوية فيرون أنه سمه ).

 

- ونقل السيوطي في ( تاريخ الخلفاء - رقم الصفحة : ( 192 ) : ( توفي الحسن بالمدينة مسموما ، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس دس اليها يزيد بن معاوية أن تسمه فيتزوجها ، ففعلت فأما مات الحسن بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها ، فقال : إنا لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا ).

 

- وروى ابن الأثير في ( أسد الغابة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 562 ) : عند التعرض لترجمة الحسن بن علي (ع) ، ( وكان سبب موته أن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس سقته السم ... ، فقال الحسين : من سقاك يا أخي ، قال : ما سؤالك عن هذا ، أتريد أن تقاتلهم ، أكلهم إلى الله عز وجل ).

 

أين ذهبت المصاهرة بين معاوية ورسول الله (ص) ، إذا تقولون فيها فضيلة هل هذه هي الفضيلة ، بل كتبكم تقول : إن معاوية أخو أم حبيبة زوجة الرسول ، لم يكتفي إلى هذا الحد فانكم تنقلون إن معاوية سجد شكرا عندما سمع بخبر استشهاد الامام الحسن (ع) :

 

- فقد روى عدة من الحفاظ منهم أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وابن عساكر في تاريخه واللفظ لابن أبي داود في سننه ، قال : ( حدثنا : عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ، ثنا : بقية ، عن بحير ، عن خالد ، قال : وفد المقدام بن معد يكرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان ، فقال معاوية للمقدام : أعلمت أن الحسن بن علي توفي ، فرجع ، أي ، قال : { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ( البقرة : 156 ) } المقدام ، فقال له رجل : أتراها مصيبة ، قال له : ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله (ص) في حجره ، فقال : هذا مني وحسين من علي ... ) ، المصادر : ( سنن أبي داود - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 466 ) ، وقال الألباني : صحيح ، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 258 ) ، أثناء نقله لسند المعجم الكبير ، رواه ثلاثة عن أبي بقية واسناده قوي ).

 

- وقد نقل بن خلكان في ( وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 66 ) ، عند التعرض لترجمة الامام الحسن (ع) : ( ولما بلغه موته تكبيرا من الحضر فكبر أهل الشام لذلك تكبيرا ، من الحضر فكبر أهل الشام لذلك التكبير ، فقالت فاخته زوجة معاوية : أقر الله عينك يا أمير المؤمنين ما الذي كبرت له ، قال : مات الحسن ، قالت : أعلى موت ابن فاطمة تكبر ، قال : والله ما كبرت شماتة بموته ولكن استراح قلبي ، وكان ابن عباس بالشام فدخل عليه ، فقال : يا ابن عباس هل تدري ما حدث في أهل بيتك ، قال : لا أدري ما حدث إلا أني أراك مستبشرا ، وقد بلغني تكبيرك وسجودك ، قال : مات الحسن ).

 

ما فائدة هذه المصاهرة ، ولماذا معاوية لم يعطي أي اعتبار للمصاهرة ، ولذلك نرى المصاهرة ليس لها أي قرب من الله عز وجل الا بالانقياد والطاعة لله عز وجل ، ولو قلنا من باب التسليم : أن الزواج من رسول الله (ص) فيه فضيلة فما دخل أهل الزوجة بهذه الفضيلة ، والله عز وجل يقول : { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ( الأحزاب : 32 ) } فنساء النبي لسن كأحد من النساء إذا مقامهم مشروط مع التقوي  { إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ( الأحزاب : 32 ) } ومع عدم التبقوي لم يكن لزواجهما أي فضيلة والفضيلة لهم مشروطة بالتبقوي.

 

ولذلك نقول أن زوجات رسول الله (ص) المتقيات ليس كأحد من النساء والفضيلة مشروطة ليس مطلقة ، والعجيب انكم تتهمونا بهذه التهم وأنتم تثبتون ذلك في كتبكم ، ومن أجل علمائكم وفي أصح كتبكم كالبخاري وأنقل لكم تصرفات السيدة عائشة من البخاري ومسلم وغيرها من الكتب التي تعتقدون بصحتها ، ولماذا تتهمون الشيعة بأمور أنتم تنقلونها ، ورواية البخاري ومسلم تمثل عقيدة عندكم والبخاري يلتزم بكل مضامين كتابه وأنتم تلتزمون كذلك بكل مضامين البخاري ، ويمثل العقيدة عندكم وتلتزمون بكل ما فيه وتنتقدون من يتعرض للبخاري وأنتم تنكرون أشد التنكير على من يتعرض للبخاري ومسلم .

 

فقد قادت عائشة كما تنقل كتب اخواننا أهل السنة حرب الجمل بالرغم من تحذير الرسول لها من الخروج وحذرها أن في هذا الخروج سيقتل نفر كثير حولها ، ومع ذلك خرجت لقتال علي بن أبي طالب (ع) بالرغم من حب علي إيمان وبغضه نفاق :

 

- وقد أخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه وأحمد بن حنبل في مسنده واللفظ لمسلم ، قال : ( حدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا : وكيع ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ح ، وحدثنا : يحيى بن يحيى ( واللفظ له ) ، أخبرنا : أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر ، قال : قال علي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي (ص) إلى أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ) ، المصادر : ( صحيح مسلم - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 86 ) ، مسند أحمد  - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 84 ).

 

- وقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه والترمذي في سننه ومسلم في صحيحه ، وأحمد في مسنده واللفظ لأحمد ، قال : ( حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة ، قالت : لما مرض رسول الله (ص) في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج رسول الله (ص) معتمدا على العباس وعلى رجل آخر ورجلاه تخطان في الأرض ، وقال عبيد الله : فقال ابن عباس : أتدري من ذلك الرجل هو علي بن أبي طالب ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا ) ، راجع : ( مسند أحمد بن حنبل - رقم الصفحة : ( 34 ) ، قال شعيب الأناؤوط صحيح الاسناد على شرط الشيخين ) .

 

وهذه كتبكم تنقل لنا بأصح الأسانيد أن المصاهرة ليس فيها أي فضيلة ، وقرب إلى الله فهذه عائشة تخرج لقتال أقرب الناس إلى رسول الله (ص) ، وزوج بنت رسول الله الزهراء (ع) ، وإنها لا تطيب لها نفسا من أقرب الناس إلى رسول الله (ص) وأتعجب كيف تتهمونا بذلك :

 

- فقد نقل الامام أحمد في مسنده ( الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 52 ) - رقم الحديث : ( 24304 ) - قال شعيب الأرناؤوط ، اسناده صحيح على شرط الشيخين ) ، بسند صحيح على شرط الشيخين ، قال : ( حدثنا ‏: ‏يحيى ‏، ‏عن ‏ ‏ابن أبي ذئب ‏، قال : حدثني :‏ ‏محمد بن عمرو بن عطاء ‏، ‏عن ‏‏ذكوان ‏ ‏مولى ‏عائشة ‏، عن ‏عائشة ‏، ‏قالت : دخل علي النبي ‏(ص) ‏‏بأسير فلهوت عنه فذهب فجاء النبي ‏(ص) ، فقال : ما فعل الأسير ، قالت : لهوت عنه مع النسوة ، فخرج ، فقال : ما لك قطع الله يدك ‏ ‏أو يديك ‏ ‏فخرج فآذن به الناس فطلبوه فجاءوا به ، فدخل علي وأنا أقلب يدي ، فقال : ما لك أجننت ، قلت : دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطعان فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدا ، وقال ‏: ‏اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورا ).

 

- وقد أخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه والبخاري في صحيحه ، قال : ( حدثنا : أبو نعيم ، حدثنا : عبد الواحد بن أيمن ، قال : حدثني : ابن أبي مليكة ، عن القاسم عن عائشة : أن النبي (ص) كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة وكان النبي (ص) إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث ، فقالت حفصة : ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وانظر ، فقالت : بلى فركبت فجاء النبي (ص) إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ، ثم سار حتى نزلوا وأفتقدته عائشة فلما نزلوا جعلت رجليها بين الأذخر ، وتقول : يا رب سلط على عقربا أو حية تلدغني ولا أستطيع أن أقول له شيئا ) ، المصادر : ( صحيح البخاري - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 1999 ) ، وصحيح مسلم - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1894 ).

 

وهنا تنقل كتبكم أن عائشة أرادت أن تنتحر وليس نحن نتهمها ، وإنما أنتم بما تعتقدون أنه يمثل معتقدكم وهو البخاري ينقل لكم وهذا يدل على أن المصاهرة ليس فيها دليل ، وينقل لنا البخاري ويتهم السيدة عائشة : أنها تسيء الأدب مع رسول الله (ص) والقرآن يصف رسول الله أنه لا ينطق عن الهوى والسيدة عائشة تقول له : إنك تسارع في هواك :

 

- فقد أخرج مسلم في صحيحه و البخاري في صحيحه ، قال : ( حدثنا : محمد بن سلام ، حدثنا : ابن فضيل ، حدثنا : هشام ، عن أبيه ، قال : كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن للنبي (ص) ، فقالت عائشة : أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فلما نزلت : { تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ ( الأحزاب : 51 ) } قلت : يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ، رواه أبو سعيد المؤدب ومحمد بن بشر وعبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة يزيد بعضهم على بعض ، المصادر : ( صحيح البخاري - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 1966 ) ، وصحيح مسلم - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 1085 ).

 

- وقد نقل لنا عدة من الحفاظ أن عائشة وحفصة كانوا يتفقون على الكذب على رسول الله (ص) ، منهم البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه والنسائي في سننه والبيهقي في سننه وأبي داود في سننه واللفظ للبخاري ، قال : ( حدثنا : إبراهيم بن موسى ، أخبرنا : هشام بن يوسف ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة (ر) ، قالت : كان رسول الله (ص) يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير ، قال : لا ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا ) المصادر : ( صحيح البخاري ص1865 ح 4627 ، صحيح مسلم ج2 ص1100 ، سنن النسائي ج3 ص130 ، سنن أبي داود ج3 ص335 ، سنن البيهقي ج7 ص353 ، مسند أحمد ج6 ص221  ).

 

- وقد نقلت كتبهم أن عائشة تكسر الصفيح في حضرة الرسول الأكرم (ص) ، وهذا كما نقل عدة من الحفاظ ، منهم البيهقي في سننه والبخاري في صحيحه ، قال : ( حدثنا : علي ، حدثنا : بن علية ، عن حميد ، عن أنس ، قال : كان النبي (ص) عند بعض نسائه فأرسلت احدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام فضربت التي النبي (ص) في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي (ص) فلق الصحفة ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ، ويقول غارت أمكم ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت ) ، راجع : ( صحيح البخاري - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 2003 ) - رقم الحديث : ( 4927 ) ، وسنن البيهقي - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 96 ).

 

ونحن لا نتهم زوجات الرسول (ص) ولكن هذه الكتب التي تمثل عقيدة السنة ، وقد نقلت كتب ومصادر السنة أن هناك علاقة سيئة بين السيدة عائشة والحسن بن علي (ع) حيث منعت السيدة عائشة : أن يدفن الامام الحسن عند جده رسول الله (ص) :

 

- فقد روى بن عساكر في ( تاريخ دمشق - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 293 ) ، قال : ( وأنا ابن سعد ، أنا : محمد بن عمر ، نا : علي بن محمد العمري ، عن عيسى بن معمر ، عن عباد بن عبد الله ابن الزبير ، قال : سمعت عائشة ، تقول : يومئذ هذا الأمر لا يكون أبدا يدفن ببقيع الغرقد ولا يكون لهم رابعا ، والله أنه لبيتي أعطانيه رسول الله (ص) في حياته ، وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري ، وما آثر علي عندنا بحسن ).

 

- وقد نقل أبو الفرج الأصبهاني في ( مقاتل الطالبيين - رقم الصفحة : ( 82 ) : ( قال يحيى بن الحسن : وسمعت علي بن طاهر بن زيد ، يقول : لما أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا واستنفرت بني أمية مروان بن الحكم ، ومن كان هناك منهم ومن حشمهم وهو القائل : فيوما على بغل ويوما على جمل ).

 

- وقال بلاذري في ( أنساب الأشراف - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 298 ) ، ( ... فلما رأت عائشة السلاح والرجال ، وخافت أن يعظم الشر بينهم وتسفك الدماء ، قالت : البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه أحد ).

 

- ونقل أبو الفدا في تاريخه ( المختصر في تاريخ البشر - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 255 ) : ( ... وكان الحسن قد أوصى أن يدفن عند جده رسول الله (ص) ، فلما توفي أرادوا ذلك ، وكان على المدينة مروان بن الحكم من قبل معاوية فمنع من ذلك وكاد يقع بين بني أمية وبين بني هاشم بسبب ذلك فتنة ، فقالت عائشة : البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه ، فدفن بالبقيع ، ولما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجدا ... ).

 

اليس الامام الحسن بن علي (ع) حفيد رسول الله (ص) فأين المصاهرة لماذا منعت دفن الحسن بجوار جده وعائشة زوجة جده ، هل الزواج يدل على شيء.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع