العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( طاعة الامام علي (ع) )

 

الشبهة

 

- إن الإيمان بِكون رسول الله (ص) خاتم الأنبياء والمرسلين يحصل به مقصود الإمامة في حياته وبعد مماته ، فمن ثبت عنده أن محمدا عليه الصلاة والسلام رسول الله ، وأن طاعته واجبة ، واجتهد في طاعته بحسب الامكان ، إن قيل بأنه يدخل الجنة استغنى عن مسألة الإمامة ولم يلزمه طاعة سوى الرسول عليه الصلاة والسلام ، وإن قيل لا يدخل الجنة إلا باتباعه الامام كان هذا خلاف نصوص القرآن الكريم ، فانه سبحانه وتعالى أوجب الجنة لمن أطاع الله ورسوله في غير موضع من القرآن ، ولم يعلق دخول الجنة بطاعة امام أو إيمان به أصلا ، كمثل قوله تعالى : { وَمَن يُطِعِ الله وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ( النساء : 69 ) } وقوله تعالى : { تِلْكَ حُدُودُ الله ۚ وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  ( النساء : 13 ) }.

 

فلو كانت الإمامة أصلا للإيمان أو الكفر ، أوهي أعظم أركان الدين التي لا يقبل الله عمل العبد إلا بها كما تقول الشيعة ، لذكر الله عز وجل الإمامة في تلك الآيات وأكد عليها ، لعلمه بحصول الخلاف فيها بعد ذلك ، ولا أظن أحدا سيأتي ليقول لنا بأن الإمامة في الآيات مذكورة ضمنا تحت طاعة الله وطاعة الرسول ، لأن في هذا تعسفا في التفسير ، بل يكفي بيانا لبطلان ذلك أن نقول : بأن طاعة الرسول في حد ذاتها هي طاعة للرب الذي أرسله ، غير أن الله عز وجل لم يذكر طاعته وحده سبحانه ويجعل طاعة الرسول مندرجة تحت طاعته بل أفردها لكي يؤكد على ركنين مهمين في عقيدة الإسلام ( طاعة الله ، وطاعة الرسول ) ، وإنما وجب ذكر طاعة الرسول بعد طاعة الله كشرط لدخول الجنة لأن الرسول مبلغ عن الله ولأن طاعته طاعة لمن أرسله أيضا ، ولما لم يثبت لأحد بعد رسول الله (ص) جانب التبليغ عن الله ، فان الله عز وجل علقالفلاح والفوز بالجنان بطاعة رسوله والتزام أمره دون أمر الآخرين.

 


 

الرد على الشبهة

 

- الله عز وجل ذكر آيات عدة في وجوب طاعة الامام كما يجب طاعة الله ورسوله ولكن الكاتب لا يريد أن يقرأ قال عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ( النساء : 59 ) } ولو إشتهد بطاعة الرسول وترك أولي الأمر هل إيمانه يكتمل ، وقال يكفيني طاعة الرسول ولا أريد أن أطيع أولي الأمر.

 

- وقد روى الشيخ الكليني في الكافي الشريف : عن بريد العجلي ، قال : سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل : { إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ( النساء : 58 ) } قال : ايانا عنى ، أن يؤدي الأول إلى الامام الذي بعده الكتب والعلم السلاح وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم ، ثم قال للناس : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ( النساء : 59 ) } ايانا عنى خاصة ، راجع : ( الكافي ج 1 ص 276 ).

 

- وقال الشيخ الصدوق (ر) في عيون أخبار الرضا : حدثنا : محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي ، قال : حدثني : الحسين بن أحمد بن الفضل امام جامع أهواز قال : حدثنا : بكر بن أحمد بن محمد بن ابراهيم القصري غلام الخليل المحلمي ، قال : حدثنا : الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى ، عن علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد (ع) ، قال : لا يكون القائم إلا امام بن امام ووصي بن وصي.

 

- وبهذا الاسناد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي (ع) ، قال : أوصى النبي (ص) إلى علي والحسن والحسين (ع) ثم قال في قوله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ( النساء : 59 ) } قال : الأئمة من ولد علي وفاطمة (ع) إلى أن تقوم الساعة ، راجع : ( عيون أخبار الرضا ج1 ص138 - 139 ).

 

- وقال الله عز وجل : { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ( النساء : 83 ) } هل هنا إذا ، قال لا أريد أن أرده إلى أولي الأمر فقط الرسول واجتهد بعمله هل يوافق القرآن.

 

- وقال الله عز وجل : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ( المائدة : 55 ) }.

 

- وقال الله عز وجل : { مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ( النساء : 80 ) }.

 

هنا الله عز وجل جعل طاعة الرسول (ص) هي عين طاعة الله عز وجل ، وبما أن طاعة الرسول هي عين طاعة الله عز وجل ، فقال رسول الله (ص) : طاعة الامام علي (ع) هي عين طاعة الرسول :

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم ابن عساكر في تاريخه وابن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ والحاكم في المستدرك بسند صحيح ، قال : أخبرنا : أبو أحمد محمد بن محمد الشيباني من أصل كتابه ، ثنا : علي بن سعيد بن بشير الرازي بمصر ، ثنا : الحسن بن حماد الحضرمي ، ثنا : يحيى بن يعلي ، ثنا : بسام الصيرفي ، عن الحسن بن عمرو الفقيمي ، عن معاوية بن ثعلبة ، عن أبي ذر (ر) ، قال : قال رسول الله (ص) من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله ، ومن أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصي عليا فقد عصاني ، هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه ، تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح ، راجع : ( المستدرك على الصحيحين ج3 ص130 ح4617 ، تاريخ دمشق ج42 ص270 ، ذخيرة الحفاظ ج4 ص2210 ).

 

إذن من يقول : لا أريد أن أطيع الامام علي (ع) ويكفيني الله والرسول فإيمانه ناقص ويعتبر عاصي لله وللرسول.