العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( التحريف )

 

الشبهة

 

- يعتقد الشيعة أن القرآن حذفت منه وغيرت آيات من قبل أبي بكر وعمر (ر)، ويروون عن أبي جعفر أنه قيل له : لماذا سمي ( علي )  أمير المؤمنين ، قال : الله سماه ، وهكذا أنزل في كتابه : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم الست بربكم وأن محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين ، راجع : ( أصول الكافي» (1/412).

 

- ويقول الكليني في تفسير الآية : { فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ ( الأعراف : 157 ) } يعني بالامام { وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( الأعراف : 157 ) } يعني : الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت أن يعبدوها ، والجبت والطاغوت : فلان وفلان ، راجع : ( أصول الكافي» (1/429) ، قال المجلسي : ( المراد بفلان وفلان أبو بكر وعمر ) ، راجع : ( بحار الأنوار - (23/306) ، ولهذا يعتبرهما الشيعة شيطانين ـ والعياذ بالله.

 

- فقد جاء في تفسيرهم لقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ( النور : 21 ) } قالوا : خطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان ، راجع : ( تفسير العياشي - (1/214) ، وتفسير الصافي - (1/242).

 

- ويروون عن أبي عبد الله ، قال : ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما قال : هكذا نزلت ، انظر : كتاب - أصول الكافي - (1/414).

 

- وعن أبي جعفر ، قال : نزل جبرائيل (ع) بهذه الآية على محمد هكذا ، بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغيا ، انظر: كتاب - أصول الكافي - (1/417).

 

- وعن جابر ، قال : نزل جبرائيل (ع) بهذه الآية على محمد هكذا : وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله.

 

- وعن أبي عبد الله (ع) ، قال : نزل جبرائيل على محمد (ص) بهذه الآية هكذا { يا أيها الذين أوتوا الكتب آمنوا بما نزلنا في علي نورا مبينا ، راجع : ( شرح أصول الكافي - (7/66).

 

- وعن محمد بن سنان عن الرضا (ع) ، قال : كبر على المشركين بولاية علي ما تدعوهم إليه يا محمد من ولاية علي ، هكذا في الكتاب مخطوطة - راجع ( المصدر السابق (5/301).

 

- وعن أبي عبد الله ، قال : سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليس له دافع} قال: هكذا والله نزل بها جبرائيل (ع) على محمد (ص) انظر : ( كتاب - أصول الكافي - (1/422).

 

- وعن أبي جعفر أنه قال : نزل جبرائيل (ع) بهذه الآية على محمد (ص) هكذا : { فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزًا من السماء بما كانوا يفسقون} انظر : ( كتاب - أصول الكافي - (1/423).

 

- وعن أبي جعفر ، قال : نزل جبرائيل (ع) بهذه الآية هكذا : إن الذين ظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم ، ثم قال : يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا بولاية علي فإن لله ما في السماوات وما في الأرض ، انظر : ( كتاب - أصول الكافي - (1/424) ، فهذه الآيات يزعم الشيعة أنها تدل صراحة على امامة علي (ر) ، ولكن أبا بكر وعمر (ر) حرفوها كما تزعم الشيعة.

 

وهاهنا سوآلان محرجان للشيعة :

 

الأول : مادام أن أبا بكر وعمر قد حرفا هذه الآيات فلماذا لم يقم علي بعد أن صار خليفة للمسلمين بتوضيح هذا الأمر ، أو على الأقل اعادة هذه الآيات في القرآن كما أنزلت ، لم نجده (ر) فعل هذا ، بل بقي القرآن في عهده كما كان في عهد الخلفاء من قبله ، وكما كان زمن النبي (ص) ، لأنه محفوظ بحفظ الله القائل: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( الحجر : 9 ) } ولكن الشيعة لا يعلمون.

 

السؤال الثاني : أن بعض هذه الآيات التي حرفوها لكي يثبتوا لعلي ولايته وامامته وخلافته تخبرنا صراحة بأن هذا لن يكون ، فتأملوا في الآية التي حرفوها وهي تتكلم عن اليهود ونسبوها للمسلمين ( فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ).

 

فحسب تحريفهم هذه الآية تتكلم عن أمر سيحدث مستقبلا ، وأن عليا يعرف ذلك ، وبأي حق يطالب علي وأهل البيت بحقهم الذي اغتصب منهم والقرآن يخبرهم بأن ذلك سيقع ، وأنه لن يقبل المسلمون من علي ولاية ولا وصاية ولن يكون الخليفة بعد الرسول (ص) ، ثم متى وقع الرجز الذي أنزله الله على الذين ظلموا آل محمد حقهم في الخلافة ، الكل يعلم بأن هذا لم يحدث أبدا ، ولكنه التحريف الساذج المكشوف.

 


 

الرد على الشبهة

 

- قبل الجواب عن السؤالين يجب أن نبين أن هذه الزيادات المذكورة هي من التفسير وليست من القرآن ولم يدع الشيعة أنها آيات من القرآن ، وهذا النوع من الروايات موجود في كتب السنة وبأسانيد صحيحة ، نذكر منها على سبيل المثال :

 

- قال السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن الأنباري ، والحاكم وصححه من طرق عن أبي نضرة ، قال : قرأت على ابن عباس : { فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ( النساء : 24 ) } قال ابن عباس : فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ، فقلت : مانقرؤها كذلك ، فقال ابن عباس : والله لأنزلها الله كذلك ، راجع : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ج2 ص250 ) ، فهذا من التفسير الذي نزل مع الآية ، والآن نلزم الكاتب بأن يتهم ابن عباس بأنه حرف القرآن كما اتهم الشيعة بذلك ، صحح الخبر أيضا الذهبي في تلخيص المستدرك ، ووافق الحاكم في أنه صحيح على شرط مسلم ، راجع : ( المستدرك على الصحيحين ج2 ص334 ح3192 ).

 

- وأخرج الخبر قراءة الآية الكريمة مع زيادة ( إلى أجل مسمى ) ابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي وأبو بكر ابن أبي داود والصنعاني ، راجع : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج2 ص250 ).

 

- قال السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : أخرج سفيان ، وسعيد بن منصور ، والبخاري ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في سننه ، عن ابن عباس ، قال : كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية ، فتأثموا أن يتجروا في الموسم ، فسألوا رسول الله (ص) عن ذلك ، فنزلت : ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج ، راجع : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج1 ص400 ).

 

أقول : أخرج نحو ذلك البخاري في صحيحه بعدة طرق ، راجع : ( فتح الباري ج3 ص757 ح1770، ج4 ص362 ح2050، ص402،403 ح2098، ج8 ص236 ح4519 ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين ، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وتعقبه الذهبي قائلا : على شرط البخاري ومسلم ،  المستدرك على الصحيحين ج2 ص304 ح309 ، وأبو بكر بن أبي داود بعدة طرق عن ابن عباس وابن مسعود وعطاء وعبد الله ابن الزبير ، المصاحف لابن أبي داود ص65،84،92 ).

 

- وقال السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود ، قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله ) : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك [ أن عليا مولى المؤمنين ] وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ، راجع : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج2 ص528 ).

 

يقول : بما أن أبو بكر وعمر حرفا بالقرآن لماذا لم يردها الامام علي (ع).

أقول : أن ما حرفوه هو التاويل ومع ذلك لا بأس أن نورد بعض الشراهد على ذلك.

 

- قال أبو بكر بن أبي داود : حدثنا : محمد بن اسماعيل الأحمسي ، قال : حدثنا : ابن فضيل ، عن أشعث ، عن محمد بن سيرين ، قال : لما توفي النبي (ص) أقسم علي (ع) أن لايرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف ، ففعل ، فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام : أكرهت امارتي يا أبا الحسن، قال : لا والله ، إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعه ، فبايعه ، ثم رجع ، راجع : ( المصاحف لابن أبي داود ص16).

 

- وأخرج أبو نعيم الاصبهاني بالاسناد ، عن عبد خير ، عن علي (ع) ، قال : لما قبض رسول الله (ص) أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع مابين اللوحين ، فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن ، راجع : ( حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لابي نعيم ج1 ص67 رقم4 ).

 

- وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى بالاسناد ، عن ابن سيرين ، قال : نبئت أن عليا (ع) أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر ، فقال : أكرهت امارتي ، فقال : لا ، ولكني آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن ، قال : فزعموا أنه كتبه على تنزيله ، قال محمد بن سيرين : فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم ، قال ابن عون : فسألت عكرمة عن ذلك الكتاب فلم يعرفه ، راجع : ( الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص338 ).

 

وهذا ابن سيرين يصرح أن الكتاب الذي جمعه الامام علي ضيعته المدرسة السنية ولكن مدرسة أهل البيت أخذت ما في هذا القرآن من أئمة أهل البيت المعصومين الأثنى عشر (ع).

 

والآن نجيب على السؤالين :

 

الأول : قد عرفت أن هذه الزيادة ليست من القرآن وإنما هي من التفسير المدرج مع القرآن ، وهذا التفسير ، ثم إن الامام علي (ع) جمع هذا التفسير في المصحف الذي جمعه بعد وفاة الرسول الأعظم (ص) ، وقد رفضه القوم ولم يأخذوا به.

 

الثاني : ألم يعلم الله أن الناس لن يؤمنوا بالرسل كما فعل بنوا إسرائيل ، فلماذا بعث لهم الرسل وأمرهم بطاعتهم وهو يعلم أنهم سيعصونهم وسيقتلونهم.

 

يقول : متى وقع الرجز ؟.

أقول : وقال تعالي : { وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ( ابراهيم : 23 ) } أقول متى أدخلهم الله الجنات ، يبدوا أن الكاتب يفتقر إلى أدني درجات معرفة أسس الخطابات البلاغية وعليه أن يقرأ القرآن جيدا فهناك خطابات ماضية يقصد بها المستقبل مثل بعض الآيات التي تتكلم عن يوم القيامة وهذا نوع يندرج تحت خطاب التاكيد بالوعد أي وعدتك وهو واقع حتما ، ومع هذا كله الروايات سندها غير تام والكاتب لا يأتي الا بالأسانيد الغير معتبرة عن الشيعة ، هل هكذا يهدي الناس.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع