العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 ( اهانة الشيخين للزهراء (ع) وسر سكوت الامام علي (ع) )

 

الشبهة

 

- يزعم الشيعة أن فاطمة (ر) بضعة المصطفى (ص) قد أهينت في زمن أبي بكر (ر) وكسر ضلعها ، وهم بحرق بيتها واسقاط جنينها ، الذي أسموه المحسن ، والسؤال : أين علي (ر) عن هذا كله ، وهو ما يأنف منه أقل الرجال شجاعة ، فلماذا لم يأخذ بحقها ، وهو الشجاع الكرار.

 


 

الرد على الشبهة

 

- أقول : لم يزعم الشيعة كما يدعي الكاتب ، إنما كتب السنة هي التي تنقل هذه الاحداث ، وأنا حتى أبين للقارئ أن الشيعة لم تدعي ساكتفي فقط بالنقل من كتب أهل السنة ، ثم أسأل الكاتب ، هل دائما حمل السيف دليل على الشجاعة.

 

أولا : حيث أن رسول الله (ص) الذي علم الامام أمير المؤمنين الشجاعة وسقاه فنون القتال ، وقطعا هو أشجع من علي بن أبي طالب (ع) ، نرى أنه طلب من الامام علي (ع) أن ببيت محله بالفراش ، هل نتبع منهجية الكاتب ونقول أين شجاعة الرسول الأكرم.

 

ثانيا : الرسول الأكرم (ص) رموا عرضه بالزنا والعياذ بالله ، حيث أن عبد الله بن أبي بن أبي سلول رمى السيدة عائشة بالزنا وكان يشيع بين الناس هذا الأمر ، بل كان هو رئيس الأفاكين ، وأن الرجل عندما ترمى زوجته بالزنا أعظم من أن تضرب ، ومع ذلك نرى أن رسول الله (ص) لم يقتله بل حتى لم يقم عليه الحد ، وعمر قال : يا رسول الله دعني أضرب عنقه أي ابن أبي سلول عندما تآمر على رسول الله (ص) ، فقال له الرسول (ص) : أتريد أن يقولوا أن محمد قد قتل أصحابه ، هل عمر أشجع من الرسول (ص) .

 

ثالثا : نرى إن الهبار بن الأسود قتل بنت رسول الله (ص) بل أسقط جنينها ، ولم يقتله رسول الله (ص) هل نقول أين شجاعة رسول الله كما هو متفق عند المؤرخين.

 

رابعا : نرى أن سمية والدة عمار (ر) كانت تعذب امام عين رسول الله (ص) ولم يفعل شيء فقط ، قال : صبرا يا آل ياسر ، وكانت سمية وياسر وعمار لهم مكانة عند رسول الله (ص) ، ومن الأوائل الذين بشرهم بالجنة.

 

خامسا : هل نستطيع أن نقول أن الرسول ، وهو أشجع البشرية عندما هاجروا النساء من مدينة إلى مدينة ، وعلى مبني الكاتب أن رسول الله (ص) يفتقر إلى الشجاعة.

 

فماذا يقول الكاتب هل يتهم الرسول (ص) أم ينكر حادثة ثابتة لا يمكن أن ينكرها أحد ، أو يرى هناك ظروف تحيط برسول الله (ص) ولذلك صبر من أجل الرسالة ، وهكذا الامام علي (ع) قد وصاه رسول الله (ص) بالصبر حيث أنه سيلقى بعده ظروف قاسية : ( قال النبي (ص) لعلي (ع) : أما أنك ستلقى بعدي جهدا ، قال : في سلامة من ديني ، قال : في سلامة من دينك ) ، ( تم ذكر النصوص الواردة بهذا الشأن في الرد على السؤال الثاني ).

 

وهنا الامام علي (ع) يبين أن هذا لا يهمه إذا كان في سلامة من ديني ، وأحد مصاديق هذا الغدر ما فعلوه مع السيدة فاطمة (ع) ، فقد نقل عدة من الحفاظ ، منهم الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في ( المصنف - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 45 ) - رقم الحديث : ( 37045 ) ) قال : ( حدثنا : محمد بن بشر ، حدثنا : عبيد الله بن عمر ، حدثنا : زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم : أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (ص) كان علي (ع) والزبير يدخلان على فاطمة (ع) بنت رسول الله (ص) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة (ع) ، فقال : يا بنت رسول الله (ص) والله ما أحد أحب إلينا من أبيك ، وما أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي أن اجتمع هؤلاء النفر عندك ، إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت ، فلما خرج عمر جاؤوها ، فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني ، وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت ، وأيم الله ليمضين لما حلف عليه ، فانصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ، ولا ترجعوا إلى ، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا اليها حتى بايعوا لأبي بكر ).

 

- رواة الخبر المتقدم هم :

 

( 1 ) - محمد بن بشر العبدي ، قال ابن حجر العسقلاني : ثقة حافظ ، راجع : ( تقريب التهذيب - رقم الصفحة : ( 469 ) - رقم : ( 5756 ) ، وقال يحيى بن معين والنسائي وابن قانع : ثقة ، وقال أبو داود : هو أحفظ من كان بالكوفة ، وقال ابن سعد : ثقة ، كثير الحديث ، راجع : ( تهذيب التهذيب - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 64 ) - رقم : ( 90 ).

 

( 2 ) - عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، قال ابن حجر العسقلاني : ثقة ثبت ، قدمه أحمد بن صالح على مالك في نافع ، وقدمه ابن معين في القاسم عن عائشة على الزهري عن عروة عنها ، راجع : ( تقريب التهذيب - رقم الصفحة : ( 373 ) - رقم : ( 4324 ) ، وقال أيضا : أحد الفقهاء السبعة ، وقال أحمد بن حنبل : أثبتهم وأحفظهم ، وأكثرهم رواية ، وقال النسائي : ثقة ، وقال ابن حبان وابن منجويه : كان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة وشرفا وحفظا واتقانا ، وقال ابن سعد : وكان ثقة ، كثير الحديث ، وقال العجلي : ثقة ثبت مأمون ليس أحد أثبت في حديث نافع منه ، وقال ابن معين : ثقة حافظ متفق عليه ، راجع : ( تهذيب التهذيب - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 36 ) - رقم : ( 71 ).

 

( 3 ) - زيد بن أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب ، قال فيه ابن حجر العسقلاني : ثقة عالم ، وكان يرسل ، راجع : ( تقريب التهذيب - رقم الصفحة : ( 222 ) - رقم : ( 2117 ) ، وقال أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن سعد والنسائي وابن خراش : ثقة ، وقال يعقوب بن شيبة : ثقة من أهل الفقه والعلم ، وكان عالما بتفسير القرآن ، راجع : ( تهذيب التهذيب - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 342 ) - رقم : ( 728 ).

 

( 4 ) - أسلم مولى عمر بن الخطاب ، قال فيه ابن حجر العسقلاني : ثقة مخضرم ، راجع : ( تقريب التهذيب - رقم الصفحة : ( 104 ) - رقم : ( 406 ) ، وقال العجلي : ثقة من كبار التابعين ، وقال أبوزرعة : ثقة ، راجع : ( تهذيب التهذيب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 233 ) - رقم : ( 105 ).

 

والحديث صحيح الاسناد على شرط البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب السنن :

 

- فقد أخرج الطبري في تاريخه ( تاريخ الطبري - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 433 ) ، وقال : ( حدثنا : ابن حميد ، قال : حدثنا : جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب ، قال : أتى عمر بن الخطاب ، منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، فقال : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير ، مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه ).

 

- رواة الخبر المتقدم هم : هو محمد بن حميد الحافظ ، أبو عبد الله الرازي ، روى عن عدة منهم يعقوب ابن عبد الله القمي ، وإبراهيم بن المختار ، وجرير بن عبد الحميد ، وروى عنه أبو داود والترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، إلى غير ذلك.

 

( 1 ) - نقل عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا ، وقيل لمحمد بن يحيى الزهري : ما تقول في محمد بن حميد ، قال : ألا تراني هوذا ، أحدث عنه ، وقال ابن خيثمة : سأله ابن معين ، فقال : ثقة ، لا بأس به ، رازي ، كيس ، وقال أبو العباس بن سعيد : سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، يقول : ابن حميد ثقة ، كتب عنه يحيى ، مات سنة 248هـ ، راجع : ( تهذيب التهذيب - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 128 / 131 ) - رقم : ( 180 )

 

( 2 ) - المغيرة بن مقسم الضبي ، الكوفي ، الفقيه ، روى عنه شعبة ، والثوري ، وجماعة ، قال أبو بكر بن عياش : ما رأيت أحدا أفقه من مغيرة فلزمته ، قال العجلي : المغيرة ثقة ، فقيه الحديث ، وقال النسائي : ثقة ، توفي سنة 136هـ ، وذكره ابن حِبان في الثقات ، راجع : ( تهذيب التهذيب - الجزء : ( 10 ) - رقم الصفحة : ( 270 ) - رقم : ( 482 ).

 

( 3 ) - زياد بن كليب عرفه الذهبي بقوله : أبو معشر التميمي ، الكوفي ، عن إبراهيم والشعبي وعنه مغيرة ، مات كهلا في سنة 110هـ ، وثقه النسائي وغيره ، راجع : ( الذهبي -  ميزان الاعتدال في نقد الرجال : ( الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 92 ) - رقم ( 2959 ) ، وقال ابن حجر العسقلاني ، قال العجلي : كان ثقة في الحديث ، وقال ابن حبان : كان من الحفاظ المتقنين ، راجع : ( تهذيب التهذيب - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 382  ) - رقم : ( 698 ).

 

- وقد أخرج بن عبد البر في ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 975 ) ، قال : ( حدثنا : محمد بن أحمد ، حدثنا : محمد بن أيوب ، حدثنا : أحمد بن عمرو البزاز ، حدثنا : أحمد بن يحيى ، حدثنا : محمد بن نسير ، حدثنا : عبد الله بن عمر ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أن عليا والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم ، فبلغ ذلك عمر ، فدخل عليها عمر ، فقال : يا بنت رسول الله ، ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك ، وما أحد أحب إلينا بعده منك ، ولقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ، ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن ، ثم خرج وجاءوها ، فقالت لهم : إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن ، وأيم الله ليفين بها ).

 

- وقال محب الدين الطبري في ( الرياض النضرة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 213 ) : ( قال ابن شهاب الزهري : وغضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير ، فدخلا بيت فاطمة الوقوف السلاح ، فجاءهما عمر بن الخطاب في عصابة من المسلمين ، منهم أسيد بن حضير وسلمة بن بالاجماع بن وقش وهما من بني عبد الأشهل ، ويقال منهم ثابت بن قيس بن شماس من بني الخزرج فأخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره ، ويقال إنه كان فيهم عبد الرحمن بن عوف ومحمد بن مسلمة وأن محمد بن مسلمة هو الذي كسر سيف الزبير ).

 

- وقد أخرج عدة من الحفاظ منهم الطبري في تاريخه ، قال : ( قال أما اني لا آسي على شيء الا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله (ص) عنهن فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة أو تركته وأن أغلق على الحرب ) ، المصادر : ( تاريخ الطبري - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 353 ) ، والأحاديث المختارة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 89 ).

 

- وقد نقل ابن أبي الحديد المعتزلي في ( شرح نهج البلاغة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 56 ) : عن أبي بكر الجوهري في كتاب السقيفة ، قال : وحدثني : أبوزيد عمر بن شبه ، قال : حدثنا : محمد بن عمرو ، عن سلمة بن عبد الرحمن ، قال : ( لما جلس أبو بكر على المنبر كان علي (ع)  و الزبير وناس من بني هاشم في بيت فاطمة فجاء عمر اليهم ، فقال : والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن البيت عليكم ، فخرج الزبير مصلتا سيفه فاعتنقه رجل من الأنصار وزياد بن لبيد فبدر السيف فصاح به أبو بكر وهو على المنبر اضرب به الحجر ، فدق به ، قال أبو عمرو بن حماس : فلقد رأيت الحجر فيه تلك الضربة ، ويقال هذه ضربه سيف الزبير ، ثم قال أبو بكر : دعوهم فسيأتي الله بهم ، قال : فخرجوا إليه بعد ذلك فبايعوه ) .

 

- وأخرج المدائني في ( أنساب الأشراف - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 586 ) ، قال : ( عن المدائني ، عن مسلمة بن محارب ، عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون ، أن أبا بكر أرسل إلى علي (ع) يريده على البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه قبس ، فتلقته فاطمة (ع) على الباب ، فقالت فاطمة (ع) : يابن الخطاب ، أتراك محرقا علي بابي ، قال : نعم ، وذلك أبقوي فيما جاء به أبوك ، وجاء علي (ع) فبايع ، وقال : كنت عزمت أن لا أخرج من منزلي حتى أجمع القرآن ).

 

- وقال الطبري في تاريخه ( الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 233 ) - حوادث سنة 11هجرية ) : ( حدثنا : ابن حميد ، قال ، حدثنا : جرير ، عن مغيرة ، عن أبي معشر زياد بن كليب ، عن أبي أيوب ، عن إبراهيم ، وساق الخبر إلى أن قال : فاجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة ، فبلغ ذلك أبا بكر ، فأتاهم ، ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح ، فقال : ماهذا ، فقالوا : منا أمير ، ومنكم أمير ، فقال أبو بكر : منا الأمراء ومنكم الوزراء ، ثم قال أبو بكر : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين : عمر وأبا عبيدة ، أن النبي (ص) جاءه قوم ، فقالوا : ابعث معنا أمينا ، فقال : لأبعثن معكم أمينا حق أمين ، فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح ، وأنا أرضى لكم أبا عبيدة ، فقام عمر ، فقال : أيكم تطيب نفسه أن يخلف قدمين قدمهما النبي (ص) ، فبايعه عمر وبايعه الناس ، فقالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلا عليا (ع)).

 

- وقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في ( صحيح البخاري -  الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 42 ) - في كتاب الخمس - دار الفكر بيروت ) ، قال : ( فغضبت فاطمة بنت رسول الله فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ).

 

- وأخرج في ( كتاب الفرائض - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 30 ) - دار الفكر - بيروت ) ، وقال : ( فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت ).

 

- وذكر في ( كتاب المغازي - في باب غزوة خيبر - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 82 ) - دار الفكر - بيروت ) ، قوله : ( فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ) ، والبخاري بعد هذه التجاوزات التي ذكرناها ينقل لنا أن فاطمة ماتت وهي غاضبة على أبو بكر لم تكلمه حتى توفيت .

 

- قال البلاذري في : ( أنساب الأشراف - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 405 ) ، بعد ذكره السند : ( أن عليا دفن فاطمة (ع) ليلا ، إلى أن قال : وأوصت فاطمة (ع) أن تحمل على سرير طاهر ، فقالت لها أسماء بنت عميس : اصنع لك نعشا كما رأيت أهل الحبشة يصنعون فأرسلت إلى جريد رطب فقطعته ، ثم جعلت لها نعشا ، فتبسمت ولم تر متبسمة بعد وفاة النبي (ص) إلا ساعتها تيك ، وغسلها علي وأسماء ، وبذلك أوصت ولم يعلم أبو بكر وعمر بموتها ).

 

- وأخرج البخاري ومسلم وغيرهم من الحفاظ واللفظ للبخاري في : ( الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1549 ) ، قال : ( فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي (ص) ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر ).

 

- وأخرج مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه ( كتاب الجهاد والسير 33 - رقم الصفحة : ( 1380 ) - رقم الحديث : ( 1759 ) ، قال : ( شيئا فوجدت ( درجات " الحزن والغضب " راجع لسان العرب - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 273 ) ، فاطمة على أبي بكر في ذلك ، قال : فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله (ص) ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي ... ولا يأتنا معك أحد كراهية محضر عمر بن الخطاب ، فقال عمر لأبي بكر : والله لا تدخل عليهم وحدك ، فقال أبو بكر : وما عساهم أن يفعلوا بي ... ولكنك استبددت علينا بالأمر ، وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله (ص) ، فلم يزل يكلم أبا بكر حتى فاضت عينا أبي بكر ... وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال ... ولكنا كنا نرى لنا في الأمر نصيبا فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون ، وقالوا أصبت ... ).

 

- يستفاد من هذه الرواية الصحيحة السند ثلاثة أمور :

 

الأول : أن فاطمة (ع) ماتت وهي واجدة.

الثاني : أنها هجرت أبو بكر ولم تكلمه حتى ماتت.

ثالثا : دفنها الامام علي (ع) ليلا ولم يأذن لأبي بكر بالدفن.

رابعا : يرى الامام علي (ع) إنه مستبد بالأمر عليهم.

خامسا : كان الامام علي (ع) يكره محضر عمر.

 

وقد حذر رسول الله (ص) من اغضاب فاطمة (ع) حيث أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحة ومسلم في صحيحه والترمذي في صحيحه واللفظ للبخاري ، قال : ( حدثنا : أبو الوليد ، حدثنا : ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة (ر) : ( أن رسول الله (ص) ، قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ) ، المصادر : ( صحيح البخاري ج 3 كتاب الفضائل باب مناقب فاطِمة ص 1374، صحيح مسلم ج4ص2004 ، خصائص الامام علي للنسائي ص 122، الجامع الصغير ج 2 ص 653 ح 5858، كنز العمال ج 3 ص 93 ـ 97/ منتخب بهامش المسند ج 5 ص 96، مصابيح السنة ج 4 ص 185، اسعاف الراغبين ص 188، ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ص 37، ينابيع المودة ج 2 ص 52 ـ 79 ).

 

- فقد روى الامام الجويني وهو من مشايخ الذهبي في كتاب ( فرائد السمطين - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 35 ) - طبعة بيروت ) ، بالسند المذكور فيه : ( عن ابن عباس ، أن رسول الله (ص) كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن (ع) ، فلما رآه بكى ، ثم قال : إلي إلي يا بني فمازال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ، ثم أقبل الحسين (ع) فلما رآه بكى ، ثم قال : إلي إلي يا بني ، فمازال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ، ثم أقبلت فاطمة (ع) ، فلما رآها بكى ، ثم قال : إلي إلي يا بنية فاطمة ، فاجلسها بين يديه ، ثم أقبل أمير المؤمنين علي (ع) ، فلما رآه بكى ، ثم قال : إلي إلي يا أخي ، فمازال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن ، فقال له أصحابه : يا رسول الله ، ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت ، أو ما فيهم من تسر برؤيته ، فقال (ص) : والذي بعثني بالنبوة ، واصطفاني على جميع البرية ، إني واياهم لأكرم الخلائق على الله عزوجل وما على وجه الأرض نسمة أحب إلي منهم ، إلى أن قال : وأما ابنتي فاطمة فانها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي بضعة مني وهي نور عيني ، وهي ، ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الانسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله ، زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عز وجل لملائكته : يا ملائكتي ، انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة امائي قائمة بين يدي ، ترعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، اشهدكم إني قد أمنت شيعتها من النار ، وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها ، وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصب حقها ، ومنعت ارثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ).

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع