العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( المصاحف )

 

الشبهة

 

- هل أنزلت كتب أخرى على رسول الله (ص) غير القرآن واختص بها علي (ر) ، إن ، قلتم : لا ، فبماذا تجيبون عن رواياتكم التالية :

 

1 - الجامعة ، عن أبي بصير عن أبي عبد الله ، قال : أنا : محمد ، وإن عندنا الجامعة ، وما يدريهم ما الجامعة ، قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ، قال : صحيفة طولها سبعون ذارعا بذراع رسول الله (ص) واملائه من فلق فيه ، وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام ، وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش ... إلخ ، انظر : ( الكافي ،  ( 1/239 ) ، تأمل : ( وفيها كل ما يحتاجه الناس ) ، فلماذا أخفيت إذن ، وحرمنا منها ومما فيها ، ثم : اليس هذا من كتمان العلم.

 

2 - صحيفة الناموس : عن الرضا (ر) في حديث علامات الامام ، قال : وتكون صحيفة عنده فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة ، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة ) ، انظر : ( بحار الأنوار ،  (25/117).

نقول : أية صحيفة هذه التي تتسع لأسماء الشيعة إلى يوم القيامة ، ولو سجل فيها أسماء الشيعة في ايران مثلا في يومنا هذا لاحتجنا إلى مائة مجلد على أقل تقدير.

 

3 - صحيفة العبيطة : عن أمير المؤمنين (ر) ، قال : وأيم الله إن عندي لصحفا كثيرة قطائع رسول الله (ص) ، وأهل بيته وإن فيها لصحيفة يقال لها : العبيطة ، وما ورد على العرب أشد منها ، وإن فيها لستين قبيلة من العرب بهرجة ، مالها في دين الله من نصيب ، انظر : ( بحار الأنوار ، (26/37).

نقول : إن هذه الرواية ليست مقبولة ولا معقولة ، فإذا كان هذا العدد من القبائل ليس لها نصيب في دين الله ، فمعنى هذا أنه لا يوجد مسلم واحد له في دين الله نصيب ، ثم لاحظوا تخصيص القبائل العربية بهذا الحكم القاسي الذي يشم منه رائحة الشعوبية.

 

4 - صحيفة ذؤابة السيف : عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ر) : أنه كان في ذؤابة سيف رسول الله (ص) صحيفة صغيرة فيها الأحرف التي يفتح كل حرف منها الف حرف ، قال أبو بصير : قال أبو عبد الله : فما خرج منها الا حرفان حتى الساعة ، انظر : ( بحار الأنوار ) ، (26/56).

نقول : وأين الأحرف الأخرى ، الا يفترض أن تخرج حتى يستفيد منها شيعة أهل البيت ، أم أنها ستبقى مكتومة حتى يقوم القائم ، وتهلك الأجيال تلو الأجيال والدين محبوس في السرداب ...

 

5 - صحيفة علي : وهي صحيفة أخرى وجدت في ذؤابة السيف : عن أبي عبد الله (ر) ، قال : وجد في ذؤابة سيف رسول الله (ص) صحيفة فإذا فيها مكتوب : بسم الله الرحمن الرحيم ، إن أعتى الناس على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله ، ومن ضرب غير ضاربه ، ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد (ص) ، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ، انظر : ( بحار الأنوار ، (27/65).

 

6 - الجفر : وهو نوعان : الجفر الأبيض ، والجفر الأحمر ، عن أبي العلاء ، قال : سمعت أبا عبد الله (ر) ، يقول : إن عندي الجفر الأبيض ، قال : فقلت : أي شيء فيه ، قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وانجيل عيسى ، وصحف إبراهيم (ع) والحلال والحرام ... ، وعندي الجفر الأحمر ، قال : قلت وأي شيء في الجفر الأحمر ، قال : السلاح ، وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل ، فقال له عبد الله بن أبي اليعفور : أصلحك الله ، أيعرف هذا بنو الحسن ، فقال : أي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار ، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا علي الجحود والانكار ، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم ، انظر : ( أصول الكافي ، (1/24).

نقول : تأمل : زبور داود وتوراة موسى وانجيل عيسى وصحف إبراهيم (ع) والحلال والحرام ، كلها في هذا الجفر، فلماذا تكتمونه.

 

7 - مصحف فاطمة :

( أ ) - عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله (ر) ، قال : وعندنا والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله، وإنه لاملاء رسول الله (ص) بخط علي (ر) بيده ، انظر : ( بحار الأنوار-  (26/41).

 

(ب) -  وعن محمد بن مسلم ، عن أحدهما (ر) : وخلفت فاطمة مصحفا ، ما هو قرآن ، ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها ، املاء رسول الله (ص) وخط علي (ر) ، انظر : ( البحار - (26/41).

 

(ج) -  عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله (ر) : ( وعندنا مصحف فاطمة (ع) ، أما والله ما فيه حرف من القرآن ، ولكنه املاء رسول الله (ص) وخط علي ، انظر : ( البحار -  (26/48).

 

فإذا كان الكتاب من املاء رسول الله (ص) وخط علي ، فلماذا كتمه عن الأمة، والله تعالى قد أمر رسوله (ص) أن يبلغ كل ما أنزل إليه ، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ( المائدة : 67 ) } فكيف يمكن لرسول الله (ص) بعد هذا أن يكتم عن المسلمين جميعا هذا القرآن ، وكيف يليق بعلي (ر) والأئمة من بعده أن يكتموه عن شيعتهم ، اليس هذا من خيانة الأمانة.

 

8 - التوراة والإنجيل والزبور ، عن أبي عبد الله (ر) : أنه كان يقرأ الإنجيل والتوراة والزبور بالسريانية ، انظر : ( أصول الكافي - (1/227).

 

نقول : وماذا يفعل أمير المؤمنين والأئمة من بعده (ع) بالزبور والتوراة والإنجيل يتداولونها فيما بينهم ويقرؤونها في سرهم ، ونصوص الشيعة تدعي أن عليا وحده حاز القرآن كاملا وحاز كل تلك الكتب والصحائف الأخرى على حد زعمكم ، فما حاجته إلى الزبور والتوراة والإنجيل ، وبخاصة إذا علمنا أن هذه الكتب قد نسخت بنـزول القرآن.

 

بعد كل هذا نقول : نحن نعلم أن الإسلام ليس له إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم ، وأما تعدد الكتب فهذا من خصائص اليهود والنصارى كما هو واضح في كتبهم المتعددة.

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : نبدأ بما انتهى منهم الكاتب وهو ما يتعلق بقراءة التوراة الإنجيل والزبور : الرواية مروية من طريقين والطريقين فيهما ضعف بالسند.

الرواة الاولى : فيها الحسين بن ابراهيم وهو مجهول ، قال المجلسي في مرآة العقول : في سنده مجهول.

 

أما الطريق الآخر : ففي سنده سهل بن زياد فذهب المشهور إلى ضعفه ومحمد بن سنان ضعيف وفيه بكر بن صالح فقد ضعفه النجاشي.

أما متنا : فلا أحد يقول : أن عندنا غير القرآن الكريم ولكن لا يمتنع أن يقرأوا بكتب الآخرين ليحجوهم به وخصوصا أن المخالف لا يقبل من القرآن الكريم فالانسان الذي تشمل علومه علوم الآخرين ليحجوهم به لا اشكال فيه بل من الأمور المهمة أن يكون الانسان عنده الالمام بعلوم الآخرين ولذلك في الرواية أنه عندما قرأ على الرجل الغير مسلم قد أسلم أي حجه بكتبهم .

 

وأما بالحديث واضح أن الكتب التي عندهم هم الكتب الغير محرفة وبها يحتجون على غير المسلمين بها لانهم لا يؤمنون بالقرآن ، ولا بأس ننقل من بعض كتبهم :

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم الدارمي في سننه والقضاعي في مسنده والصنعاني في مصنفه وأبي أبي يعلى في سننه وابن حبان في صحيحه والدارمي في سننه وأحمد في مسنده والترمذي في سننه والزرقاني في مناهل العرفان والبخاري في صحيحه ، قال : حدثنا : أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، أخبرنا : الأوزاعي ، حدثنا : حسان بن عطية ، عن أبي كبشة ، عن عبد الله بن عمرو : أن النبي (ص) ، قال : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، راجع : ( صحيح البخاري ج3 ص1275 ح3274 ، مناهل العرفان ج2 ص95 ، سنن الترمذي ج5 ص40 ، مسند أحمد ج2 ص159 ، مسند الدارمي ج1 ص145 ، صحيح بن حبان ج14 ص149 ، مسند بن ابي يعلى ج2 ص416 ، مصنف عبد الرزاق ج6 ص109 ، سنن الدارمي ج1 ص145 ).

 

- قال ابن حجر العسقلاني في بيان الحديث : قوله وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم لأنه كان تقدم منه (ص) الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم ثم حصل التوسع في ذلك وكان النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة ، ثم لما زال المحذور وقع الاذن في ذلك لما في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار وقيل معنى قوله لا حرج لا تضيق صدوركم بما تسمعونه عنهم ، راجع : ( فتح الباري ج6 ص498 ).

 

- وقال المناوي في فيض القدير : حدثوا عن بني إسرائيل ، أي بلغوا عنهم قصصهم ومواعظهم ونحو ذلك مما اتضح معناه فإن في ذلك عبرة لأولي الأبصار ( ولا حرج ) عليكم في التحديث عنهم ولو بغير سند لتعذره بطول الأمد فيكفي غلبة الظن بأنه عنهم إنما الحرج فيما لم يتضح معناه وهنا تأويلات بعيدة ووجوه غير سديدة فاحذرها ...  ، راجع : ( فيض القدير ج3 ص377 ح3691 ).

 

ماذا يقول الآن هل نقول : أن السنة على خطأ لأن عندنا الحديث ضعيف ، ولكن هذا الحديث من البخاري والذي يمثل عقيدة اخواننا أهل السنة فأنصح الكاتب أن يتعلم أكثر وأتعجب كيف يستشهد علينا بأحاديث ضعيفة ويطرحها طرح المسلمات هل هكذا يريد أن يهدي الشيعة.

 

أما بالنسبة لمصحف فاطمة : فالسؤال معاد ولا أعرف هل الكاتب ينقل أم هو يسأل لأنه عاد السؤال نفسه في السؤال ( رقم 9 ) فراجع الجواب على السؤال ( رقم 9 ) فلا أعرف لماذا التكرار هل لاكثار الورقات أم انه لا يعي ما يكتب والذاكرة عنده ضعيفة.

 

أما ما أورد فيما ورد في هذه الكتب لا نذكر بعض الأمور من هذه الكتب ضعيفة السند ومنها صحيحة السند ولا بأس أن نجيب باختصار ونترك التفصيل للكتب المختصة.

 

يقول عند التعرض للصحيفة الجامعة : لماذا أخفو هذا العلوم إذن ، أقول لم يخفوها ، ولكنكم أنتم رفضتموها فإذا يريد الكاتب أن يعرفها فليتجرد عن العصبية ويذهب إلى الكتب التي اهتمت بتراث أهل البيت (ع) ويأخذ هذه العلوم من كتبهم ويترك البخاري الذي لم يذكر حتى حديث واحد للصادق (ع) ، والبخاري يمثل عقيدة الكاتب وأهل السنة والجماعة فالمشكلة ليس بأهل البيت (ع) إنما المشكلة بما يعتقده الكاتب فأسأل الكاتب ، كم حديث نقل البخاري عن الامام زين العابدين (ع) الذي لا يخفى على أحد علمه وهو ابن الحسين (ع) وحفيد علي بن أبي طالب (ع) مدينة علم الرسول (ص) ، وكم حديث أخذوا من الامام الباقر (ع) الذين هم يعتقدون أنه بقر العلم بقرا وكم حديث أخذ من الامام الصادق (ع) وكم حديث أخذوا من الامام الكاظم (ع) وكم حديث أخذوا من الامام الرضا (ع) وكم حديث أخذوا من امام الجواد (ع) وكم حديث أخذوا من الامام الهادي (ع) وكم حديث أخذوا من الامام الحسن العسكري (ع) فهلا يبلغنا هل وصلت الأحاديث التي أخذوها البخاري من هؤلاء عشرة أحاديث .

 

أما بالنسبة للصحيفة الناموسية : يقول كيف يتسع لأسماء هؤلاء أقول له : اليس كتابك الذي بيمينك يتسع إلى كل ما فعلته إلى أن تموت لو دونوا كل حركاتك كم تريد من الكتب ، اليس القرآن فيه تبيان كل شيء وهو لا يزيد عن كتاب واحد يحتوى على ما يقارب ستمائة صفحة ، اليس القرآن لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها في هذا الكتاب .

 

صحيفة العبيطة : فيشكل ويقول كيف كيف هذه الأعداد من القبائل ليس لها نصيب من الإسلام ، أقول له : الم تقرأ القرآن حيث يقول : { الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ الله عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( التوبة : 97 ) } والأعراب هم أهل البدو من القبائل هل الكاتب يستشكل على الله عز وجل ، وأقول للكاتب هل القبائل العربية فقط ستون قبيلة ، ثم الم تعرف من مسلمات التاريخ أن القبائل العربية غالبيتها ارتدت عن الإسلام بمجرد أن توفى رسول الله (ص) ، ثم هل تعرف أن غالبية القبائل العربية راسلت الحسين بن علي (ع) لتباعيه ، ثم نقضت بيعنه ، ومع ذلك كله الرواية ضعيفة السند لجهالة معظم رواتها ، أما بالنسبة للصحف يمكن حملها على صحيفة واحد وهذه الصحيفة.

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه والبخاري في صحيحه ، قال : وحدثنا : أبو كريب ، حدثنا : أبو معاوية ، حدثنا : الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، قال : خطبنا علي بن أبي طالب ، فقال : من زعم أن عندنا شيئا نقرأه الا كتاب الله وهذه الصحيفة ، قال : وصحيفة معلقة في قراب سيفه فقد كذب فيها أسنان الابل وأشياء من الجراحات وفيها ، قال النبي (ص) : ثم المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم ومن ادعى أبيه أو أنتمي مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا باب فضل العتق ، راجع : ( صحيح البخاري ج3 ص1157 ح1370 ، صحيح مسلم ج2 ص1147 ) ، يقول محمد بن ابراهيم الوزير اليماني المتوفى سنة 840 هـ في كتابه العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم ج1ص444 طبعة مؤسسة الرسالة بيروت سنة الطبع 1415 هـ - 1994 هـ تحقيق شعيب الأرنؤوط.

 

الحجة الثالثة : أنه ثبت أن أمير المؤمنين عليا (ع) أعلم هذه الأمة بعد رسول الله (ص) وثبت أنه كان معه صحيفة معلقة في سيفه عن رسول الله (ص) فيها أسنان الابل وأنصبتها ومقادير الديات ، رواها سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن علي (ع) ، ( قد تقدم تخريجه ) ، ونزيد هنا أن البخاري رواه ( 111 ) من طريق أبي حنيفة عن علي (ع) وفيه أن فيها " العقل وفكاك الأسير ، ولا يقتل مسلم بكافر.

 

- وللبخاري ( 6755 ) ومسلم ( 1370 ) من طريق يزيد التيمي عن علي (ع) فإذا أسنان الابل وأشياء من الجراحات ، وفيها ، قال النبي " المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثا ، أو آوى محدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا.

 

- ولمسلم ( 1987 ) ( 45 ) عن أبي الطفيل عن علي (ع) فأخرج صحيفة فيها : لعن الله من ذبح محدثا لغير الله ، ولعن الله من غير منار الأرض ، ولعن الله من لعن والده . ولعن الله من آوى محدثا.

 

- وللنسائي 8\24 من طريق الاشتر وغيره عن علي (ع) فإذا فيها المؤمنون تتكافؤ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناه ، لا يقتل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد بعهده.

 

- ولأحمد ( 782 ) من طريق طارق من شهاب فيها فرائض الصدقة.

 

والجمع بين هذه الأحاديث أن الصحيفة كانت واحدة وهي متضمنة لجميع ذلك ، فنقل كل واحد من الرواة ما حفظ عنه ، قال شعيب الأرناؤوط العالم السلفي الكبير أثناء تعليقه على عواصم ابن الوزير بالهامش : لعل مستند المؤلف في ذلك ما رواه الامام أحمد في مسنده 5\126 ، والطبراني في " معجمه الكبير " 20\229 من طريقين عن خالد بن طهمان ، عن نافع بن نافع ، عن معقل بن يسار ، وفيه أن النبي (ص) ، قال لفاطمة : أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما ، أكثرهم علما ، وأعظمهم حلما ، وخالد بن طهمان صدوق الا أنه اختلط وباقي رجاله ثقات ، انظر : ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد " 9\101 ).

 

وكان كبار الصحابة رضوان الله عليهم يستشيرونه (ر) في القضايا الكبرى ، ويفزعون إليه في حل المشكلات ، وكشف المعضلات ، ويقتدون برأيه ، وكان عمر (ر) إذا أشكل عليه أمر ، فلم يتبينه ، يقول : " قضية ولا أبا حسن لها " ، وروى عبد الرزاق عن معمر ، عن قتادة ، عن النبي (ص) مرسلا : أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأقضاهم علي ، قال الحافظ " بالفتح " 8\167 : وقد رويناه موصولا في فوائد أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح من حديث أبي سعيد الخدري مثله ، وروى البخاري في : صحيحه " ( 4481 ) و ( 5005 ) من طريق سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر (ر) : أقرؤنا أبي وأقضانا : علي.

 

والقضاء يستلزم العلم والاحاطة بالمشكلة التي يقضي فيها ، ومعرفة النصوص التي يستنبط منها الحكم ، وفهمها على الوجه الصحيح ، وتنزيلها على المسألة المتنازع فيها ، وما أثر عنه من فتاوى واجتهادات وحكم يقوي ما قاله المصنف رحمه الله.

 

قد تقدم تخريجه ، ونزيد هنا أن البخاري رواه ( 111 ) من طريق أبي حنيفة عن علي (ع) وفيه أن فيها " العقل وفكاك الأسير ، ولا يقتل مسلم بكافر " وللبخاري ( 6755 ) ومسلم ( 1370 ) من طريق يزيد التيمي عن علي (ع) فإذا أسنان الابل وأشياء من الجراحات ، وفيها ، قال النبي " المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثا ، أو آوى محدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا.

 

ولمسلم ( 1987 ) ( 45 ) عن أبي الطفيل عن علي (ع) فاخرج صحيفة فيها : لعن الله من ذبح محدثا لغير الله ، ولعن الله من غير منار الأرض ، ولعن الله من لعن والده . ولعن الله من آوى محدثا.

 

وللنسائي 8\24 من طريق الاشتر وغيره عن علي (ع) فإذا فيها المؤمنون تتكافؤ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناه ، لا يقتل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد بعهده ، ولأحمد ( 782 ) من طريق طارق من شهاب فيها فرائض الصدقة ، والجمع بين هذه الأحاديث أن الصحيفة كانت واحدة وهي متضمنة لجميع ذلك ، فنقل كل واحد من الرواة ما حفظ عنه راجع : (1/45 ).

 

ولا بأس نذكر روايات صحيحة السند في علم علي بن أبي طالب ربما تنور قلب الكاتب وتبصره إلى الامام علي (ع).

 

- يقول ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ولهذا ، قال يوسف (ع) : إني حفيظ عليم ، وقال علي : سلوني عن كتاب الله ، وقال ابن مسعود : لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني لأتيته وساق في ذلك أخبارا وآثارا عن الصحابة ، راجع : ( فتح الباري ج 11 ص 249 ).

 

- وأخرج ابن سعد في طبقاته بسند صحيح ، قال : أخبرنا : عبد الله بن جعفر الرقي ، أخبرنا : عبيد الله بن عمرو ، عن معمر ، عن وهب بن أبي دبي ( وثقه العجلي ) ، عن أبي الطفيل ، قال : قال علي : سلوني عن كتاب الله فانه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار في سهل أم في جبل ، راجع : ( طبقات ابن سعد ج 2 ص 338 ).

 

- وأخرج ابن عساكر في تاريخ ، قال :  أخبرنا : أبو البركات الأنماطي ، أنا : أبو طاهر الباقلاني ، وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : أنا : أبو القاسم بن بشران ، أنا : أبو علي بن الصواف ، نا : محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا : المنجاب بن الحارث ، نا : أبو مالك المحبي ، عن الحجاج ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الطفيل ، قال : سمعت عليا وهو يخطب الناس ، فقال : يا أيها الناس سلوني فانكم لا تجدون أحدا بعدي هو أعلم بما تسألوني مني ولا تجدون أحدا أعلم بما بين اللوحين مني فسلوني ، راجع : ( تاريخ دمشق ج 42 ص 398 ).

 

وهذا الحديث قد نقله مجموعة كبيرة من الحفاظ ولكن خوفا من التوسع ذكرت المطلوب ومن أراد التفصيل في هذا الحديث ودلالته فليراجع كتابنا أهل البيت سفينة النجاة.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع