العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 ( تسمية الامام علي (ع) أبنائه باسم الخلفاء الثلاثة )

 

الشبهة

 

- لقد تزوج علي (ر) بعد وفاة فاطمة (ر) عدة نساء ، أنجبن له عددا من الأبناء ، منهم : عباس بن علي بن أبي طالب ، عبد الله بن علي بن أبي طالب ، جعفر بن علي ابن أبي طالب ، عثمان بن علي بن أبي طالب ، وبعد ذلك ذكر بعض التراجم ، ثم قال :

 

والسؤال : - هل يسمي أب فلذة كبده بأعدى أعدائه ، فكيف إذا كان هذا الأب هو علي بن أبي طالب (ر).

              - فكيف يسمي علي (ر) أبناءه بأسماء من تزعمون أنهم كانوا أعداء له.

              - وهل يسمي الانسان العاقل أحبابه بأسماء أعدائه.

              - وهل تعلمون أن عليا أول قرشي يسمي أبا بكر وعمر وعثمان.

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : لا يوجد أي دليل على أن الامام علي (ع) أنه سمى أولاده لحبه لأبي بكر وعمر وعثمان ، ولم يدعي الامام علي (ع) أنه سمى أسماء أبناءه بهم ، والاثبات يحتاج إلى دليل وهذه أسماء عربية كانت محبوبة عند العرب وليس فيها دليل على أنها مصكوكة للثلاثة ولا يوجد دليل على أن كل من يسمي أسماء أبناءه باسم يدل على حبه لهم ، والاسم إذا دل على شيء فأقصى ما يقال قرينة ، وهناك نص على كراهية الامام علي (ع) لمحضر عمر ، وقد بحثت فترة طويلة حتى أحصل على دليل واحد فقط أن الامام علي سمى أسماء أبناءه بأسماء هؤلاء حبا فيهم ، بالتحديد لم أعثر على أي دليل إذا هم عندهم دليل فليأتون بها ، وهناك أسماء رواة سنة من علمائهم مثلا يوجد راوٍ اسمه إسرائيل هل نقول أنه يحب اليهود ، وهناك من رواتنا اسمهم عمر ويزيد ومعاوية وهم يرون بفسق يزيد ومعاوية وكذلك من اسمهم عمر وعثمان يرون أحاديث تدل على أنهم لا يرون بوثاقة عمر وأبي بكر ، وعندنا مثلا أبو بكر بن عيسى من كبار العلماء ، وكذلك أبو بكر الرازي محمد بن خلف متكلم جليل من الشيعة الإمامية وله كتاب في الإمامة أثبت فيها امامة أمير المؤمنين (ع) وأبطل شرعية خلافة أبو بكر هل نقول أنه سمى اسمه أبو بكر لأنه يحب أبو بكر .

 

ثانيا : عمر وأبو بكر وعثمان لم يسموا أي ولد من أولادهم باسم علي ولا حسن ولا حسين ولا فاطمة هل نقول أن هؤلاء يبغضون أهل البيت.

 

ثالثا : الامام علي (ع) كان يحب محمد بن أبي بكر وولاه في عهده ولاية مصر ، وكذلك كان من أشد المقربين إليه ، وقد كان في جيش الامام علي (ع) في حرب الجمل ، وكانت عائشة ممن خرج لقتال الامام علي (ع) فما هو جوابه في هاذا الموضوع هل هذا الأمر أهون من أمر الأسماء .

 

وليس دائما الاسم له مناسبة للتسمية أو هو بسبب الحب أو الاقتداء ، نعم ربما انسان يسمي إسم ابنه لحبه كما فعل الامام علي (ع) عندما سمى عثمان حبا لعثمان بن مضعون ، حيث أنه كان أخو رسول الله (ص) بالرضاعة وقد سمى الامام علي (ع) اسمه لحبه الشديد لعثمان بن مضعون.

 

- ففي ( تقريب المعارف - الصفحة : ( 52 ) - نقلا عن تاريخ الثقفي ) : ( ذكر الثقفي في تاريخه ، عن هبيرة بن مريم ، قال : كنا جلوسا عند علي (ع) ، فدعا ابنه عثمان ، فقال له : يا عثمان ، ثم قال : إني لم إسمه باسم عثمان .... ، انما سميته باسم عثمان بن مظعون ).

 

- وفي زيارة الناحية المقدسة : ( السلام على عثمان ابن أمير المؤمنين سمي عثمان بن مظعون ) ، راجع : ( بحار الأنوار - الجزء : ( 101 ) - رقم الصفحة : ( 270 ) - نقلا عن الاقبال ومزار المفيد ).

 

- وروي ـ أيضا ـ عن علي (ع) أنه قال : ( انما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون ) ، راجع : ( مقاتل الطالبيين - رقم الصفحة : ( 58 ) ، وعنه بحار الأنوار - الجزء : ( 45 ) - رقم الصفحة : ( 38 ).

 

ونكتفي بهذا القدر من ابطال ما يدعيه الكاتب من أن الامام علي (ع) سمى أسماء أبناءه بهم ، وقد بينا أن علي بن أبي طالب (ع) كما جاء في البخاري يكره محضر عمر أسأل بالله عليكم ، هل من يكره محضر رجل يسمي أسماء ابناه به ،

 

ولا بأس أنقل رواية تدل على خلاف ما يدعي الكاتب :

 

- روى ابن كثير في ( البداية والنهاية - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 173 ) : ( حتى أتى عليا فأخبره الخبر ، فجاء على مغضبا حتى دخل على عثمان ، فقال : أما رضيت من مروان ولا رضى منك إلا بتحويلك عن دينك وعقلك وإن مثلك مثل جمل الضعينة سار حيث يسار به والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه ، وأيم والله إني لأراه سيوردك ثم لا يصدرك وما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك أذهبت سوقك وغلبت أمرك ، فلما خرج علي دخلت نائلة على عثمان ، فقالت : أتكلم أو أسكت ، فقال : تكلمي ، فقالت : سمعت قول علي : أنه ليس يعاودك وقد أطعت مروان حيث شاء ، قال : فما أصنع ، قالت : تتقي الله وحده لا شريك له وتتبع سنة صاحبيك من قبلك فإنك متى أطعت مروان قتلك ومروان ليس له عند الله قدر ولا هيبة ولا محبة فأرسل إلى علي فاستصلحه فان له قرابة منك وهو لا يعصى ، قال : فأرسل عثمان إلى علي فأبى أن يأتيه ، وقال : لقد أعلمته إني لست بعائد ، قال : وبلغ مروان قول نائلة فيه فجاء إلى عثمان ، فقال : أتكلم أو أسكت ، فقال : تكلم ، فقال : إن نائلة بنت الفرافصة ، فقال عثمان : لا تذكرها بحرف فأسوء إلى وجهك فهي والله أنصح لي منك ، قال : فكف مروان ) .

 

- وفي ( مصنف ابن أبي شيبة - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 18 ) - رقم الحديث : ( 37679 ) ) : حدثنا : أبو أسامة عن عوف عن محمد ، قال : ( خطب علي بالبصرة ، فقال : والله ما قتلته ولا مالأت على قتله فلما نزل ، قال له بعض أصحابه : أي شيء صنعت الآن يتفرق عنك أصحابك فلما عاد إلى المنبر ، قال : من كان سائلا عن دم عثمان فإن الله قتله وأنا معه ، قال محمد : هذه كلمة قرشية ذات وجه ).

 

- فقد أخرج بن شبه بتاريخه : ( أخبار المدينة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 219 ) - رقم الحديث : ( 2019 ) - طبعة دار الكتب العلمية بيروت سنة 1996 - تحقيق على محمد دندن ) قال : حدثنا : موسى بن اسماعيل ، قال : حدثنا : يوسف بن الماجشون ، قال : حدثني أبي أن أم حبيبة زوج النبي ورضي عنها حين حصر عثمان (ر) حملت حتى وضعت بين يدي علي (ر) في خدرها وهو على المنبر ، فقالت : أجر لي من في الدار ، قال : نعم إلا نعثلا وشقيا ، قالت : فوالله ما حاجتي إلا عثمان وسعيد بن العاص ، قال : ما اليهما سبيل ، قالت : ملكت يا ابن أبي طالب فاسجح ، قال : أما والله ما أمرك الله ولا رسوله ).

 

فهنا الامام علي (ع) يقول : أن الله قتله وأنا كذلك وهل يمكن بعد ذلك ندعي أن الأسماء دلالة على الحب أو أن الامام علي (ع) كان يحب عثمان ، وكذلك المعروف من أرباب السير والتاريخ أن الذين صلوا على عثمان فقط أربعة ، والامام علي (ع) ليس منهم فكيف يحبه ولا يصلي عليه.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع