العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( الحاجة للمعصوم )

 

الشبهة

 

- إنما وجب نصب الامام المعصوم ـ عند الشيعة ـ لغرض أن يزيل الظلم والشر عن جميع المدن والقرى ، ويقيم العدل والقسط.

 

والسؤال : هل تقولون : إنه لم يزل في كل مدينة وقرية خلقها الله تعالى معصوم يدفع ظلم الناس أم لا.

إن ، قلتم : لم يزل في كل مدينة وقرية خلقها الله تعالى معصوم.

قيل لكم : هذه مكابرة ظاهرة ، فهل في بلاد الكفار من المشركين وأهل الكتاب معصوم ، وهل كان في الشام عند معاوية (ر) معصوم.

وإن قلتم : بل نقول هو واحد ، وله نواب في سائر المدائن والقرى ، قيل لكم : له نواب في جميع مدائن الأرض أم في بعضها.

إن ، قلتم : في جميع مدائن الأرض وقراها.

قيل لكم : هذه مكابرة مثل الأولى.

وإن قلتم : بل له نواب في بعض المدن والقرى.

قيل لكم : جميع المدن والقرى حاجتهم إلى المعصوم واحدة ، فلماذا فرقتم بينهم.

 


 

الرد على الشبهة

 

- أقول : هل هذا الاستدلال يمكن اشكاله على رسول الله (ص) ، حيث أن الله عز وجل بعثه لرفع الظلم عن كل بقاع المعمورة ، فهل هذا يحتاج إلى أن يكون لكل دولة نبي ، وهل كان لرسول الله (ص) من يمثله في الهند أو في اوروبا أو في بلاد فارس أو في قبرص ، هل هذا الاشكال ينفي الهدف الذي من أجله بعث الله عز وجل الأنبياء يقول عز وجل : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ ( الحديد : 25 ) } فهل يشكك بهذه الآية حيث أن الله يبعث الأنبياء ليقيموا بين الناس بالقسط ولم يستطع النبي (ص) أن يقيم لبقسط في أمريكا على مفهوم الكاتب ، فتنبه وأعقل بما تقول لا تحاول فقط من باب الهوى أن تشكل اشكالات لا يشكلها إلا من ليس له أدني علم بوضائف الأنبياء.

 

نحن نقول أن الأنبياء والأوصياء وظيفتهم اقامة العدل ورفع الظلم ، ولكن هذا مرتبط بقبول الأمة لهؤلاء الأنبياء والأوصياء فنرى كثير من الأنبياء لم يستطيعوا أن يقيموا العدل بالرغم من أنهم بذلوا كل الجهد ، ولم يقصروا قيد أنملة بل جاهدوا وفعلوا فاممهم لم تكن تقبلهم بل قتلتهم ، فاليهود قتلوا غالبية أنبياءهم ولم يستطويعوا أن يقيموا العدل ورفع الظلم ، كما كان لزكريا ويحيى حيث قتلوا ولا أحد يلتزم بأن وظيفتهم ليست رفع الظلم واقامة العدالة.