العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( سر غيبة الامام (ع) )

 

الشبهة

 

- أنتم تقولون : إن سبب غيبة امامكم الثاني عشر : في السرداب هو الخوف من الظلمة ، فلماذا استمرت هذه الغيبة رغم زوال هذا الخطر بقيام بعض الدول الشيعية على مر التاريخ ، كالعبيديين والبويهيين والصفويين ، ومن آخر ذلك دولة ايران المعاصرة ، فلماذا لا يخرج الآن ، والشيعة يستطيعون نصره وحمايته في دولتهم ، وأعدادهم بالملايين ، وهم يفدونه بأرواحهم صباح مساء.

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : نحن نقول سبب الاختفاء ليس هو الخوف إنما نقول أن الأمة لم تكن مهيأة لقبول الامام المهدي فالله عز وجل أخفاه عن أعين الناس حتى تتهيأ الأمة لقبوله ، فيخرج حتى يملأ الأرض بالعدالة الإلهية ويقضي على مظاهر الظلم والجور .

 

أما بالنسبة للخوف لم يكن الامام المهدي (ع) يخاف على نفسه إنما يخاف على الرسالة الإلهية كما كانوا الأنبياء لم يكونوا يخافون على أنفسهم إنما يخافون على الرسالة ، فالقرآن يبين لنا أن موسى كان خائفا يترقب ، فقال عز وجل : { فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ( القصص : 18 ) } ولا يمكن الالتزام بأن موسى (ع) كان خائفا على نفسه حتى رسول الله (ص) : ما كان خائفا على نفسه إنما كان خائفا على الرسالة ، فخرج إلى الغار مختبأ عن أعين الكفار ، وهذا هو حال الامام المهدي (ع) وعجل الله تعالى ظهوره وفرجه.

 

وأما بالنسبة لقول الكاتب أن الخطر قد زال وهناك دولة بويهية ودولة كذا ودولة كذا ، أقول : الامام المهدي (ع) ، لا يأتي لدولة دون دولة إنما يأتي ليملأ الأرض بأكملها بالقسط والعدالة ، ومن أين عرف الكاتب أن الخطر زال ، هل الكاتب ممن يعلم الغيب أو أنه يوحى إليه ، لأن من يحكم بزوال الخطر هو الامام المهدي (ع) ، حيث أنه يعلمه الله عز وجل ولا أعتقد أن الكاتب يدعي بأنه يوحى إليه.

 

أما الكلام الذي يجب أن يبحث فيه هو أمرين مهمين وهما أصل وجود فكرة الامام المهدي ، والأمر الثاني هو ولادة الامام المهدي (ع) أفضل من الكلام البعيد عن البحث العلمي.

 

الأمر الأول : الكلام في أصل فكرة الامام المهدي (ع) ، هناك روايات وأخبار متواترة لا يمكن انكارها واتفقت الفرق الإسلامية علي أصل الفكرة.

 

- فقد أخرج أحمد في مسنده ، قال : ( حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : محمد بن جعفر ، ثنا : عوف ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله (ص) لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ، قال : ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ) ، تعليق شعيب الأرنؤوط : اسناده صحيح على شرط الشيخين ، راجع : ( مسند أحمد ج3 ص36 ح11331 ).

 

- وقد أخرج ابن حبان في موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ، قال : ( أخبرنا : أحمد بن علي بن المثنى ، حدثنا : أبو خيثمة ، حدثنا : يحيى بن سعيد ، أنبأنا : عوف ، حدثنا : أبو الصديق ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي (ص) ، قال : لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وعدوانا ثم يخرج رجل من أهل بيتي أو عترتي فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ) ، راجع : ( موارد الطمان ج1 ص464 ح1880 قال الألباني : صحيح ).

 

- وأخرج الحاكم بالمستدرك ، قال : ( حدثنا : الشيخ أبو بكر بن اسحاق ، وعلي بن حمشاد العدل ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، قالوا : ثنا : بشر بن موسى ، الأسدي ، ثنا : هوذة بن خليفة ، ثنا : عوف بن أبي جميلة ، وحدثني : الحسين بن علي الدارمي ، ثنا : محمد بن إسحاق الإمام ، ثنا : محمد بن بشار ، ثنا : ابن أبي عدي ، عن عوف ، ثنا : أبو الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري (ر) ، قال : قال رسول الله (ص) لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، والحديث المفسر بذلك الطريق وطرق حديث عاصم ، عن زر ، عن عبد الله كلها صحيحة على ما أصلته في هذا الكتاب بالاحتجاج بأخبار عاصم بن أبي النجود إذ هو إمام من أئمة المسلمين ) ، قال الذهبي : على شرط البخاري ومسلم ، راجع : ( المستدرك على الصحيحين ج4 ص600 ح8669 ).

 

- وأخرج أحمد في مسنده ، قال : ( حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : سفيان بن عيينة ، ثنا : عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، عن النبي (ص) لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، قال أبي : حدثنا به في بيته في غرفته أراه سأله بعض ولد جعفر بن يحيى أو يحيى بن خالد بن يحيى ) ، تعليق شعيب الأرنؤوط : اسناده حسن ، راجع : ( مسند أحمد بن حنبل ج1 ص376 ح3571 ).

 

- وأخرج المتقي الهندي في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، قال : ( عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) يحبس الروم على وال من عترتي اسمه يواطئء اسمي فيقبلون بمكان يقال له : ( العماق ) فيقتتلون فيقتل من المسلمين الثلث أو نحو ذلك ، ثم يقتتلون يوما آخر فيقتل من المسلمين نحو ذلك ، ثم يقتتلون اليوم الثالث فيكون على الروم فلا يزالون حتى يفتحوا القسطنطينية فبينما هم يقتسمون فيها بالأترسة إذ أتاهم صارخ إن الدجال قد خلفكم في ذراريكم ، راجع : ( الخطيب في المتفق والمفترق ، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ج14 ص248 ح39656 ).

 

- وأخرج الطبراني في الكبير ، قال : ( حدثنا : الحسين بن اسحاق التستري ، ثنا : حامد بن يحيى البلخي ، ثنا : سفيان بن عيينة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود (ر) ، قال : قال رسول الله (ص) لايذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ) ، راجع : ( المعجم الكبير للطبراني ج1ص134 - 135 - 136 ح10219 - 1022 - 10225 - 10227 ).

 

- وأخرج المروزي بالفتن ، قال : (حدثنا : رشدين ، عن ابن لهيعة ، قال : حدثني : أبو زرعة ، عن عبد الله بن زرير ، عن عمار بن ياسر (ر) ، قال : إذا قتل النفس الزكية وأخوه يقتل بمكة ضيعة نادى مناد من السماء إن أميركم فلان وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقا وعدل ) ، راجع : ( الفتن للمروزي ج1 ص339 ح981 ).

 

- وروى أبو العباس بن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية ، قال : وأما الحديث الذي رواه عن ابن عمر عن النبي (ص) ، يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وذلك هو المهدي ، فالجواب أن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة ، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره ) ، راجع : ( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية ج8 ص254 ).

 

- وروى الألباني في فضائل الشام ودمشق ، قال : ( صحيح ) ، لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، رواه أبو داود والترمذي وأحمد والطبراني ) ، راجع : ( فضائل الشاد ودمشق ج1 ص16 ) ، وهناك أحاديث كثيرة جدا تركناها مراعات لعدم الاطالة وقد تبين أن اصل وجود المهدي ثابت.

 

الأمر الثاني : ثبوت ولادة الامام المهدي (ع) ، بعد التسليم بالفكرة حاولوا التشكيك بولادته بالرغم من أن هناك أدلة كثيرة جدا ومن يشكك بولادته فقد شكك بمصداقية قول رسول الله (ص) ، فقد روت الكتب الحديث المتواتر الذي صححه جمع كبير من العلماء منهم ، ( إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، أحدهما أكبر من الآخر ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ).

 

فواضح من هذا الحديث انه يجب أن يكون رجل من عترة أهل البيت الآن موجود مع القرآن حسب لفظ الحديث انه ( ولن يفترقا ) ولا يمكن أن يكون قول رسول الله فيه خطأ فإما أن يكون الامام المهدي (ع) مولود كما تقول الشيعة وهذا يطابق قول رسول الله (ص) وإما أن يكون غير مولود كما يقول اخواننا أهل السنة فيخالف قول رسول الله (ص) والصحيح ما يطابق قول الرسول (ص) ومعتقد الشيعة بالامام المهدي يتطابق مع قول رسول الله (ص).

 

- وقال ابن الحجر في فتح الباري : ( الأخبار بأن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي خلفه ذكر ذلك ردا للحديث الذي أخرجه بن ماجة عن أنس وفيه ولا مهدي إلا عيسى ، وقال أبو ذر الهروي حدثنا الجوزقي عن بعض المتقدمين ، قال معنى قوله : وإمامكم منكم يعني أنه يحكم بالقرآن لا بالإنجيل ، وقال ابن التين : معنى قوله وإمامكم منكم أن الشريعة المحمدية متصلة إلى يوم القيامة وأن في كل قرن طائفة من أهل العلم وهذا والذي قبله لا يبين كون عيسى إذا نزل يكون اماما أو مأموما وعلى تقدير أن يكون عيسى اماما فمعناه أنه يصير معكم بالجماعة من هذه الأمة ، قال الطيبي : المعنى يؤمكم عيسى حال كونه في دينكم ويعكر عليه قوله في حديث آخر ، عند مسلم فيقال له : صل لنا ، فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمة ).

 

- وقال ابن الجوزي : لو تقدم عيسى اماما لوقع في النفس اشكال ولقيل أتراه تقدم نائبا أو مبتدئا شرعا فصلى مأموما لئلا يتدنس بغبار الشبهة وجه قوله لا نبي بعدي وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة ، دلالة للصحيح من الأقوال أن الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة والله أعلم ) ، راجع : ( فتح الباري ج6ص494 ).

 

- وقال ابن قيم الجوزية عن خطبة خطبها الامام علي (ع) : حديث علي لكميل بن زياد ، قال أبو عمر ، وقال علي بن أبي طالب (ع) في الجنة لكميل ابن زياد النخعي وهو حديث مشهور عند أهل العلم يستغني عن الاسناد لشهرته عندهم يا كميل إن هذه القلوب ... ) ، راجع : ( اعلام الموقعين عن رب العالمين ج2 ص195 ).

 

- وقد روى هذه الخطبة عدد كبير من الحفاظ منهم ، قال : ( ... اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة إما ظاهر مستور وإما خائف مغمور لأن لا تبطل حجج الله وبيناته فيكم ، وأين أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا بهم يحفظ الله حججه ... ) ، راجع : ( تاريخ مدشق ج50 ص255 ).

 

وتوجد ثلاث أحاديث متفق عليها عند الطرفين لا تنطبق على على عقائد الشيعة في مسألة ولادة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وعليه السلام :

 

الأول : حديث الثقلين وهو حديث متواتر ويبين أنه هناك خليفتين تركهم لنا رسول الله (ص) وأمرنا أن نتمسك بهما.

الثاني : حديث الاثنى عشر كلهم من قريش حديث متفق عليه عند الفريقين وحديث متواتر.

الثالث : حديث من مات وليس في عنقه بيعة لامام وبالفاظه المختلفة.

 

المستفاد من هذه الاحاديث يجب أن يكون رجل من العترة مع القرآن وموجود ويجب لكل مسلم أن تكون في عنقه بيعة ويجب البيعة للقرشي وليس لغير القرشي ، والشيعة تقول : من بني هاشم ووفق حديث الثقلين من قريش ومن بني هاشم فهذه لا تنطبق الا على الشيعة حيث يرون أن البيعة للامام المهدي وهو مولود وهو من قريش وهو من العترة.

 

الأدلة التاريخية على ولادة الامام المهدي (ع) تنقسم إلى قسمين :

 

- فقد أخرج الشيخ الصدوق (ر) بسند لا كلام فيه ، قال : ( حدثنا : محمد بن الحسن (ر) ، قال : حدثنا : عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : قلت لعثمان بن سعيد العمري (ر) : إني أسألك سؤال إبراهيم ربه جل جلاله ، قال له : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ( البقرة : 260 ) } فأخبرني عن صاحب هذا الأمر هل رأيته ، قال : نعم وله رقبة مثل ذي ، أشار بيده إلى عنقه ) ، راجع : ( كمال الدين وتمام النعمة ص399 - 400 طبعة دار الأعلمي بيروت ).

 

- وقال بسند صحيح : ( قال : حدثنا : محمد بن الحسن (ر) ، قال : حدثنا : سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا : أبو جعفر محمد بن أحمد العلوي ، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن صاحب العسكر (ع) يقول : الخلف من بعدي ابني الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ، فقلت : ولم جعلني الله فداك ، فقال : لانكم لاترون شخصه ، ولا يحل لكم ذكره باسمه ، قلت : فكيف نذكره ، قال : قولوا : الحجة من آل محمد (ص) ) ، راجع : ( كمال الدين وتمام النعمة ج2 ص380 باب 37 ).

 

- وروى الشيخ الكليني (ر) بسند صحيح في الكافي الشريف ، قال : ( عن محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن اسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : قلت لأبي محمد (ع) : جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أن أسألك ، فقال : سل ، قلت : يا سيدي هل لك ولد ، فقال : نعم ، فقلت : فإن حدث بك حدث فأين اسأل عنه ، قال : بالمدينة ) ، راجع : ( الكافي ج1 ص328 ).

 

- وروى في الكافي بسند صحيح لا كلام فيه ، قال : ( عن علي بن محمد ( الثقة الأديب الفاضل إبن بندار ) ، عن محمد بن علي بن بلال ( محمد بن علي بن بلال فانه من الوثاقة والجلالة أشهر من نار على علم بحيث كان يراجعه من مثل ابي القاسم الحسين بن روح (ر) ، كما هو معلوم عند أهل الرجال ) ، قال : خرج إلي من أبي محمد قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ، ثم خرج إلي من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده ) ، راجع : ( الكافي ج1 ص328 ).

 

- وروى الكليني بسند صحيح في الكافي الشريف ، قال : ( عن محمد بن عبد الله ومحمد بن يحيى جميعا ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو رحمه الله عند أحمد بن اسحاق فغمزني أحمد بن اسحاق أن أسأله عن الخلف ، فقلت له : يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه - إلى أن قال بعد اطراء العمري وتوثيقه على لسان الأئمة (ع) - : فخر أبو عمرو ساجدا وبكى ، ثم قال : سل حاجتك ، فقلت له : أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد (ع) ، فقال : إي والله ورقبته مثل ذا - وأومأ بيده - فقلت له : فبقيت واحدة ، فقال لي : هات ، فقلت : فالاسم ، قال : محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلل ولا أحرم ، ولكن عنه (ع) ، فإن الأمر عند السلطان : أن أبا محمد مضى ولم يخلف ولدا وقسم ميراثه وأخذه من لاحق له فيه ، وهو ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف اليهم أو ينيلهم شيئا ، وإذا وقع الاسم وقع الطلب ، فاتقوا الله وامسكوا عن ذلك ) ، راجع : ( أصول الكافي ج1 ص329 -330 ).

 

- وروى الكليني بسند صحيح في الكافي الشريف ، قال : ( عن علي بن محمد وهو ابن بندار الثقة ، عن مهران القلانسي الثقة ، قال : قلت للعمري قد مضى أبو محمد ، فقال لي : قد مضى ولكن خلف فيكم من رقبته مثل هذه ، وأشار بيده ) ، راجع : ( أصول الكافي ج1 ص329 ).

 

- قال الشيخ المفيد (ر) في كتابه الفصول المختارة : ( ولما توفي أبو محمد الحسن بن علي بن محمد (ع) افترق أصحابه بعده على ما حكاه أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي بأربع عشرة فرقة ، فقال الجمهور منهم بامامة القائم المنتظر (ع) وأثبتوا ولادته وصححوا النص عليه ، وقالوا : هو سمي رسول الله (ص) ومهدي الأنام ) ، راجع : ( الفصول المختارة ص 318". دار المفيد / قم سنة 1414ه- 1993م ).

 

وتوجد روايات متواترة وكثيرة جدا ولكن للاختصار نكتفي بهذا القدر ونرجيء القاري للرجوع إلى الكتب المختصة بولادة الامام المهدي (ع) ، واكمالا للموضوع نذكر أقوال علماء السنة بولادة الامام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف ) ورزقنا الله نعمة الشهادة تحت لوائه الشريف وكحل أعيننا برؤيته المباركة :

 

- قال الفخر الرازي وهو من كبار علماء الشافعية : ( أما الحسن العسكري الامام (ع) فله ابنان وبنتان : أما الابنان ، فأحدهما : صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ، والثاني موسى ، درج في حياة أبيه ، وأما البنتان : ففاطمة درجت في حياة أبيها ، وأم موسى درجت أيضا ) ، راجع : ( الشجرة المباركة في أنساب الطالبية ص78 ـ 79 ).

 

- وقال جمال الدين إبن عنبه : ( أما علي الهادي فيلقب العسكري لمقامه بسر من رأى ، وكانت تسمى العسكر ، وأمه أم ولد ، وكان في غاية الفضل ونهاية النبل ، أشخصه المتوكل إلى سر من رأى فأقام بها إلى أن توفي ، وأعقب من رجلين هما : الامام أبو محمد الحسن العسكري (ع) ، وكان من الزهد والعلم على أمر عظيم ، وهو والد الامام محمد المهدي صلوات الله عليه ثاني عشر الأئمة عند الامامية وهو القائم المنتظر عندهم من أم ولد اسمها نرجس ، وإسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقب بالكذاب ، لادعائه الإمامة بعد أخيه الحسن ) ، راجع : ( عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص199 ).

 

- ابن الأثير الجزري ، قال : ( وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري ، وهو أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الامامية ، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر ) ، راجع : ( كتابة الكامل في التاريخ في حوادث سنة 260 ه‍ ، ج 7 : 274 ).

 

- قال ابن خلكان : ( أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله ، ثاني عشر الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الامامية المعروف بالحجة ... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ) ، راجع : ( وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ج4 ص 176 رقم 562 ط. دار الفكر / بيروت ).

 

- وقال شمس الدين ابن قايماز الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام : ( وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة ، فولد سنة ثمان وخمسين ، وقيل سنة ست وخمسين ، عاش بعد أبيه سنتين ، ثم عدم ، ولم يعلم كيف مات ) ، راجع : ( تاريخ الإسلام ص113 جزء وفيات 251 الى سنة 260 ).

 

- وقال أيضا في العبر أثناء حديثه عن وفيات 260 : ( وفيها محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق (ع) العلوي الحسني ، أبو القاسم ، الذي تلقبه الرافضة : الخلف الحجة ، وتلقبه بالمهدي المنتظر ، وتلقبه بصاحب الزمان ) ، راجع : ( العبر في خبر من غبر ج1 ص 381 ط. دار الكتب العلمية / بيروت ).

 

- ابن حجر العسقلاني الهيتمي الشافعي ، قال : ( أبو محمد الحسن الخالص ، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري ، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ... مات بسر من رأى ، ودفن عند أبيه وعمه ، وعمره ، ثمانية وعشرون سنة ، ويقال : إنه سم أيضا ، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن أتاه الله فيها الحكمة ، ويسمى القائم المنتظر ، قيل : لأنه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب انتهى ) ، راجع : ( الصواعق المحرقة ص207 من الطبعة الاولى ).

 

وقد اعترف عدة من علماء السنة أن الامام محمد بن الحسن العسكري هو الامام المهدي (ع) :

 

ابن طلحة الشافعي وهو من كبار علماء الشافعية ومتكلميهم في مطالب السؤول ، قال : ( أبي القاسم محمد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب ، المهدي ، الحجة ، الخلف الصالح ، المنتظر (ع) . ورحمة الله وبركاته) ، راجع : ( مطالب السؤول ج2 ص79 باب 12 ).

 

- سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص ، قال : ( هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) ، وكنيته أبو عبد الله ، وأبو القاسم ، وهو الخلف الحجة ، صاحب الزمان ، القائم ، والمنتظر ، والتالي ، وهو آخر الأئمة ) ، راجع : ( تذكرة الخواص ص363  ).

 

- الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب ، قال : ( مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر ، من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وقبض يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين ، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة ، ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه ، وخلف ابنه وهو الامام المنتظر صلوات الله عليه ، ونختم الكتاب ونذكره مفردا ، ثم أفرد لذكر الامام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع) كتابا أطلق عليه اسم : ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) وهو مطبوع في نهاية كتابه الأول ( كفاية الطالب ) وكلاهما بغلاف واحد ، وقد تناول في البيان أمورا كثيرة كان آخرها اثبات كون المهدي (ع) حيا باقيا منذ غيبته إلى أن يملا الدنيا بظهوره في آخر الزمان قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ... ) ، راجع : ( كفاية الطالب ص521 باب 25 ).

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع