العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( صلاة الامام علي (ع) بالناس )

 

الشبهة

 

- لماذا لم يصل علي بن أبي طالب (ر) بالناس صلاة واحدة في أيام مرض النبي (ص) الذي مات فيه ، مادام هو الامام من بعده ـ كما تزعمون ـ ، فالإمامة الصغرى دليل على الإمامة الكبرى ...

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : الامام علي (ع) كان اماما لمن يطيعه ويرى امامته ، فمن أين عرف أن الامام عليه (ع) لم يصلى بالناس فهذا رجم بالغيب الغرض منه التلبيس.

 

ثانيا : لم يقل أحد امامة الصلاة تستوجب الإمامة على هذا المبنى كما يدعي الكاتب ، فعبد الرحمن بن عوف صلى جماعة حتى برسول الله (ص) وصلى صهيب جماعة بالناس في زمن عمر ، وكذلك أسامة بن زيد صلى بالناس جماعة فلم يدعي أحد من هؤلاء الإمامة ، وكان سالم مولى حذيفة صلى بالمهاجرين والأنصار قبل قدوم رسول الله (ص).

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري في صحيحه ، قال : ( حدثنا : عثمان بن صالح ، حدثنا : عبد الله ابن وهب ، أخبرني : بن جريج أن نافعا أخبره : أن بن عمر (ر) أخبره ، قال : كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي (ص) في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة ) ، راجع : ( صحيح البخاري ج6 ص2625 ح6754 ).

 

وأتعجب من الكاتب يريد أن يلزمنا برواياته فعندنا لم تثبت صلاة أبو بكر بالناس بل أبو بكر كان في جيش أسامة وتخلف عن جيش أسامة ، فكيف من يخالف رسول الله (ص) يكون اماما.

 

- فقد ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ، قال : ( قوله : ( باب بعث النبي (ص) أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه ) إنما أخر المصنف هذه الترجمة لما جاء أنه كان تجهيز أسامة يوم السبت قبل موت النبي (ص) بيومين ، وكان ابتداء ذلك قبل مرض النبي (ص) ، فندب الناس لغزو الروم في آخر صفر ، ودعا أسامة ، فقال : سر إلى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش ، وأغر صباحا على ابني ، وحرق عليهم ، وأسرع المسير تسبق الخبر ، فإن ظفرك الله بهم فأقل الليث فيهم ، فبدأ برسول الله (ص) وجعه في اليوم الثالث فعقد لأسامة لواء بيده ، فأخذه أسامة فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف ، وكان ممن ندب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار ، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم ، فتكلم في ذلك قوم منهم عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، فرد عليه عمر ، وأخبر النبي (ص) فخطب بما ذكر في هذا الحديث ، ثم اشتد برسول الله (ص) وجعه ، فقال : أنفذوا بعث أسامة فجهزه أبو بكر بعد أن استخلف ، فسار عشرين ليلة إلى الجهة التي أمر بها ) ، راجع : ( فتح الباري لشرح صحيح البخاري ج8 ص124 ).

 

- وأخرج ابن سعد في طبقاته ، قال : ( حدثنا : عبد الوهاب بن عطاء العجلي ، قال : أخبرنا : العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن النبي (ص) بعث سرية فيهم أبو بكر وعمر واستعمل عليهم أسامة بن زيد فكان الناس طعنوا فيه أي في صغره ، فبلغ ذلك رسول الله (ص) فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ، وقال : إن الناس قد طعنوا في امارة أسامة وقد كانوا طعنوا في امارة أبيه من قبله ، وأنهما لخليقان لها وإنه لمن أحب الناس إلي آلا فأوصيكم بأسامة خيرا ) ، راجع : ( الطبقات الكبرى ج2 ص 45 ).