العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( الشيعة الصحابة )

 

الشبهة

 

- يدعي الشيعة أن أصحاب رسول الله (ص) ارتدوا بعد موته (ص) ، وانقلبوا عليه.

 

والسؤال : هل كان أصحاب رسول الله (ص) ـ قبل موته ـ ( شيعة اثني عشرية ) ، ثم انقلبوا بعد موته (ص) إلى ( أهل سنة ) ، أم أنهم كانوا ـ قبل موت النبي (ص) ـ ( أهل سنة ) ، ثم ( انقلبوا شيعة اثني عشرية ) ، لأن الانقلاب انتقال من حال إلى حال ...

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : لم يدعي الشيعة إنما علماء السنة وكتب السنة التي منها يؤخذ السنة عقائدهم تقول كالبخاري ومسلم وغيرها من المصادر :

 

- فقد أخرج البخاري في صحيحه ، قال : ( حدثني : إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا : محمد بن فليح ، حدثنا : أبي ، قال : حدثني : هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي (ص) ، قال : بينا أنا نائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، فقلت : أين ، قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ، قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري ، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، قلت : أين ، قال : إلى النار والله ، قلت : ما شأنهم ، قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري ، فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم ( النعم المهملة من القطيع كناية عن القلة القليلة جدا ) ، راجع : ( صحيح البخاري ج5 ص2407 ح6215 ).

 

- وأخرج عدة من الحفاظ منهم منهم مسلم في صحيحه والحاكم بالمستدرك وابن حبان في صحيحه والنسائي في سننه والترمذي في سننه وابن أبي شيبه في مصنفه والطبراني في في المعجم الكبير والطيالسي في مسنده والبخاري في صحيحه ، قال : ( حدثنا : محمد بن كثير ، أخبرنا : سفيان ، حدثنا : المغيرة بن النعمان ، قال : حدثني : سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس (ر) عن النبي (ص) ، قال : انكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ( الأنبياء : 104 ) } وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم ، وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : أصحابي أصحابي ، فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول : كما قال العبد الصالح : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ( المائدة : 117 ) } ( إلى قوله ) { فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  ( المائدة : 118 ) } راجع : ( صحيح البخاري ج3ص122 ح3171 ، ج3 ص1271 ، ج4ص1691 ، ج4 ص1766 ، ج5 ص2391 ، صحيح مسلم ج4 ص2194 ، المستدرك على الصحيحين ج2ص486 ، صحيح ابن حبان ج16 ص344 ، سنن النسائي ج6 ص339 ، سنن الترمذي ج4 ص615 ، مصنف ابن أبي شيبة ج7 ص87 ، المعجم الكبير ج12 ص9 ، مسند أحمد ج1 ص235 ، مسند أبي داود الطيالسي ج1 ص343 ).

 

- ما أخرج عدة من الحفاظ منهم ابن حبان في صحيحه وابن ماجه في سننه والسيوطي في الخصائص الكبرى ومسلم في صحيحه ، قال : ( وحدثنا : أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى واللفظ لواصل ، قالا : حدثنا : بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله ، قالوا : يا نبي الله أتعرفنا ، قال : نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء ، وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون ، فأقول : يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك ، فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك ) ، راجع : ( صحيح مسلم ج1 ص217 ح247 ، 248 ).

 

- وما أخرجه عدة من الحفاظ منهم ابن حبان في صحيحه وابن خزيمة في صحيحه وابن ماجه في سننه والبيهقي في سننه وابن عوانه في مسنده ومالك في الموطأ وأبي يعلى في مسنده وأحمد في مسنده وابن عبد البر في التمهيد والأحوزي في تحفته والبيهقي في دلائل النبوة والسيوطي في الخصائص الكبرى ومسلم في صحيحه ، قال : ( حدثنا : يحيى بن أيوب وسريج بن يونس وقتيبه بن سعيد وعلي بن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر ، قال ابن أيوب : حدثنا : إسماعيل ، أخبرني : العلاء عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) أتى المقبرة ، فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا اخواننا ، قالوا : أو لسنا اخوانك يا رسول الله ، قال : أنتم أصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد ، فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ، فقال : أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فانهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم ، فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك ، فأقول : سحقا سحق ) ، راجع : ( صحيح مسلم ج1ص218 ح249 ، صحيح بن حبان ج3 ص321 ، صحيح ابن خزيمة ج1 ص6 ، سنن ابن ماجه ج2 ص439 ، سنن البيهقي ج4 ص78 ، مسند ابي عوانة ج1 ص122 ، مالك بن أنس - موطأ مالك ج1 ص29 ، مسند ابي يعلى ج11 ص387 ، مسند أحمد ج2 ص300 ، التمهيد لابن عبد البر ج20 ص258 ، تحفة الأحوذي ج7 ص92 ، دلائل النبوة للبيهقي ج6 ص537 ، الخصائص الكبرى للبيهقي ج2 ص216 ).

 

هل هؤلاء الصحابة الذين انقلبوا كما يقول علماء السنة هل كانوا سنة أم شيعة ، ونحن نعرف أن الشيعة جذورهم تمتد إلى الامام علي (ع) ولا بأس ننقل بعض الشواهد :

 

- فقد نقل الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ، قال : ( حدثنا : محمد بن بكر بن النقاش وأحمد بن الحسن القطان ومحمد بن أحمد بن ابراهيم المعاذي ومحمد بن ابراهيم بن اسحاق المكتب ، قالوا : حدثنا : أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم ، قال : حدثنا : علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر محمد بن علي ، عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين ، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي ، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام ، قال : أن رسول الله (ص) خطبنا ذات يوم ، فقال : أيها الناس إنه أقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل ... ( إلى أن قال) : قال : يا علي من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبك فقد سبني لأنك منى كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي ، أن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للامامة فمن أنكر امامتك فقد أنكر نبوتي ، يا علي : أنت وصيي وأبو ولدى وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي أمرك أمرى ونهيك نهيي ، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك لحجه الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده ) ، راجع : ( عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 265 ).

 

- وقد روى الشيخ هادي النجفي ، قال : ( الطبري بإسناده إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن القاسم ، عن جده ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه (ع) ، قال : قال رسول الله (ص) على منبره :

يا علي : إن الله عز وجل وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الأرض فرضيت بهم اخوانا ورضوا بك اماما ، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك.

يا علي : أنت العلم لهذه الأمة ، من أحبك فاز ، ومن أبغضك هلك.

يا علي : أنا المدينة وأنت بابها.

يا علي : أهل مودتك كل أواب حفيظ وكل ذي طمر لو أقسم على الله لبر قسمه.

يا علي : اخوانك كل ظاهر زكي مجتهد عند الخلق عظيم المنزلة عند الله عز وجل.

يا علي : محبوك جيران الله في دار الفردوس لا يأسفون على ما فاتهم من الدنيا.

يا علي : أنا ولي لمن واليت وأنا عدو لمن عاديت.

يا علي : من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني.

يا علي : اخوانك الذبل الشفاه تعرف الرهبانية في وجوههم.

يا علي : اخوانك يفرحون في ثلاث مواطن عند خروج أنفسهم ، وأنا شاهدهم وأنت وعند المساءلة في قبورهم وعند العرض وعند الصراط ، إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا.

يا علي : حربك حربي وسلمك سلمي ، وحربي حرب الله وسلمي سلم الله ، ومن سالمك فقد سالمني ومن سالمني فقد سالم الله عز وجل.

يا علي : بشر اخوانك فإن الله عز وجل قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضوا بك وليا.

يا علي : أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين.

يا علي : شيعتك المنتجبون ، ولو لا أنت وشيعتك ما قام لله عز وجل دين ، ولو لا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها.

يا علي : لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها ، شيعتك تعرف بحزب الله عز وجل.

يا علي : أنت وشيعتك الفائزون بالقسط وخيرة الله من خلقه.

يا علي : أنا أول من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ، ثم سائر الخلق.

يا علي : أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش ، يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن الناس ولا تحزنون فيكم نزلت هذه الآية : { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ( الأنبياء : 101 ) } وفيهم نزلت : { لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ  ( الأنبياء : 103 ) }.

يا علي : أنت وشيعتك تطلبون في الموقف ، وأنتم في الجنان تتنعمون.

يا علي : إن الملائكة والخزان يشتاقون اليكم وإن حملة العرش والملائكة المقربين ليخصونكم بالدعاء ، ويسألون الله لمحبيكم ويفرحون لمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة.

يا علي : شيعتك الذين يخافون الله في السر وينصحونه في العلانية.

يا علي : شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون الله عز وجل وما عليهم ذنب.

يا علي : إن أعمال شيعتك ستعرض علي في كل جمعة ، فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم وأستغفر لسيئاتهم.

يا علي : ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير ، وكذلك في الإنجيل فاسأل أهل الإنجيل وأهل الكتاب يخبرونك عن ( إليا ) مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك الله عز وجل من علم الكتاب ، وإن أهل الإنجيل ليتعاظمون ( إليا ) وما يعرفونه وما يعرفون شيعته وإنما يعرفونهم بما يجدونهم في كتبهم.

يا علي : إن أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير ، فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهادا.

يا علي : إن أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم ، فتنظر الملائكة اليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقا اليهم ، ولما يرون من منزلتهم عند الله عز وجل.

يا علي : قل لأصحابك العارفين بك يتنزهون عن الأعمال التي يقارفها عدوهم ، فما من يوم ولا ليلة إلا ورحمة الله تبارك وتعالى تغشاهم فليجتنبوا الدنس.

يا علي : اشتد غضب الله عز وجل على من قلاهم وبرئ منك ومنهم ، واستبدل بك وبهم ومال إلى عدوك وتركك وشيعتك واختار الضلال ونصب الحرب لك ولشيعتك ، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا.

يا علي : أقرئهم مني السلام من رآني منهم ومن لم يرني ، وأعلمهم أنهم اخواني الذين أشتاق اليهم فليلقوا عملي إلى من لم يبلغ قرني من أهل القرون من بعدي ، وليتمسكوا بحبل الله وليعتصموا به وليجتهدوا في العمل فإنا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة ، وأخبرهم أن الله عز وجل راض عنهم وأنه يباهي ملائكته وينظر اليهم في كل جمعة برحمته ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم.

يا علي : لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني أحبك فاحبوك لحبي إياك ، ودانوا الله عز وجل بذلك وأعطوك صفو المودة من قلوبهم واختاروك على الآباء والاخوة والأولاد وسلكوا طريقك ، وقد حملوا على المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذل المهج فينا مع الأذى وسوء القول ، وما يقاسونه من مضاضة ذلك ، فكن بهم رحيما واقنع بهم فإن الله عز وجل اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرنا وألزم قلوبهم معرفة حقنا ، وشرح صدورهم متمسكين بحبلنا لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم ، أيدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به ، فالناس في عمه الضلالة متحيرون في الأهواء عموا عن الحجة ، وما جاء من عند الله عز وجل فهم يصبحون ويمسون في سخط الله ، وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة لا يستأنسون إلى من خالفهم ، وليست الدنيا منهم وليسوا منها ، أولئك مصابيح الدجى ، أولئك مصابيح الدجى ) ، راجع : ( موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 1 - ص 236 - 239 رقم463 ).

 

- ولا بأس نذكر بعض تراجم شيعة الامام علي (ع) من الصحابة :

 

عامر بن واثلة بن عبد الله : ابن عمير بن جابر ابن خميس بن حدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة أبو الطفيل الكناني صاحب سيدنا رسول الله (ص) ، وآخر أصحابه موتا ، قال أبو الطفيل : رأيت رسول الله (ص) ولم يبق على الأرض أحد رآه غيري ، قال : قلت له كيف رأيته ، قلت : رأيته أبيض ، مليحا ، مقصدا ، إذا مشى كأنه يهوي في صبب.

 

وحدث أبو الطفيل ، قال : كنت غلاما أحمل عضو البعير ، ورأيت رسول الله (ص) يقسم لحما بالجعرانة ، قال : فجاءته امرأة فبسط لها رداءه ، فقلت : من هذه ، قالوا : أمه التي أرضعته ، قال : أبو الطفيل عامر بن واثلة : رأيت النبي (ص) وأنا غلام شاب ، يطوف بالبيت على راحلته ، يستلم الحجر بمحجنة ، دخل أبو الطفيل على معاوية ، فقال له معاوية : أبا الطفيل ، قال : نعم ، قال : الست من قتلة عثمان ، قال : لا ، ولكني ممن حضره فلم ينصره ، قال : وما منعك من نصره ، قال : لم ينصره المهاجرون والأنصار ، فقال معاوية : أما لقد كان حقه واجبا عليهم أن ينصروه ، قال : فما منعك يا أمير المؤمنين من نصره ومعك أهل الشام ، فقال معاوية : أما [ترى] طلبي بدمه نصرة له ، فضحك أبو الطفيل ، ثم قال : أنت وعثمان كما قال الشاعر: " البسيط " :

 

لا الفينك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي

 

فقال له معاوية : يا أبا الطفيل ، ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليا ، قال : ثكل العجوز المقلات ، والشيخ الرقوب ، ثم ولَى ، قال : فكيف حبك له ، قال : حب أم موسى لموسى ، وإلى الله أشكو التقصير.

 

المقلات : التي لا يعيش لها ولد ، والرقوب : الرجل الذي قد يئس أن يولد له.

 

كان أبو الطفيل من أصحاب محمد بن الحنفية ، وكان ثقة ، وكان متشيعا ، قال أبو الطفيل : أدركت ، ثماني سنين من حياة سيدنا رسول الله (ص) ، وولدت عام أحد ، وقيل في إسم جده حدي أنه بالحاء المهملة ، ووجد في جمهرة ابن الطلبي جدي بالجيم ، وسئل محمد بن يعقوب الأخرم : لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل ، قال : لأنه كان يفرط في التشيع ، راجع : ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر - لابن منظور ج11/293 رقم 160، تهذيب التهذيب ج5ص72رقم135 ).

 

- يقول ابن قتيبه في كتابه ( المعارف) عن أبي الطفيل الصحابي : أسماء الغالية من الرافضة : أبو الطفيل صاحب راية المختار ، وكان آخر من رأى رسول الله (ص) موتا.

 

- الخطيب الكفاية في علم الروايه : ( عن محمد بن نعيم الضبي ، قال : سمعت أبا عبد الله الأخرم الحافظ وسئل : لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل ، قال : لأن كان يفرط في التشيع ... ) ، راجع : ( الكفاية في علم الروايه للخطيب ص 131 ).

 

إنا بودي أن أوجه سؤال للكاتب : هل المذاهب الأربعة التي ظهرت بعد وفات الرسول بقرن تقريبا التي تمثل مذاهب أهل السنة والجماعة ، هل كانوا على نهج الصحابة الذين ارتدوا كما يقول البخاري أم الذين لم يرتدوا ، وهل الصحابة الذين ارتدوا سنة أم لا.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع