العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

 ( هل ولاية المعصوم رحمة )

 

الشبهة

 

- يزعم الشيعة أن الخلفاء الراشدين كانوا كفارا ، فكيف أيدهم الله وفتح على أيديهم البلاد ، وكان الإسلام عزيزا مرهوب الجانب في عهدهم ، حيث لم ير المسلمون عهدا أعز الله فيه الإسلام أكثر من عهدهم ، فهل يتوافق هذا مع سنن الله القاضية بخذلان الكفرة والمنافقين.

 

وفي المقابل : رأينا أنه في عهد المعصوم الذي جعل الله ولايته رحمة للناس ـ كما تقولون ـ تفرقت الأمة وتقاتلت ، حتى طمع الأعداء بالإسلام وأهله ، فأي رحمة حصلت للأمة من ولاية المعصوم، إن كنتم تعقلون ...

 


 

الرد على الشبهة

 

- طبعا الكاتب دائما يدندن على هذه النقطة ترون أنهم كفار نحن نقول أن ظاهرهم مسلم :

 

أولا : لم يزعم أحد أن الشيخين كفار بل نقول مسلمين وكل من يشهد الشهادتين فهو مسلم.

 

ثانيا : يمكن أن تكون الانتصارات للمسلمين على يد الفجار ، فقد أخرج عندة من الحفاظ منهم مسلم في صحيحه والأصبهاني في دلائل النبوة وأحمد في مسنده والدارمي في سننه وابن حبان في صحيحه والطبراني في الكبير والصنعاني في مصنفه والنسائي في سننه والبخاري في صحيحه ، قال : ( حدثنا : أبو اليمان ، أخبرنا : شعيب عن الزهري (ح) ، وحدثني : محمود بن غيلان ، حدثنا : عبد الرزاق ، أخبرنا : معمر عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة (ر) ، قال : شهدنا مع رسول الله (ص) خيبر ، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام : ( هذا من أهل النار ) ، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصبته جراحة ، فقيل : يا رسول الله الذي ، قلت : إنه من أهل النار فانه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات ، فقال النبي (ص) : ( إلى النار ) ، قال : فكاد بعض النار أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل : إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي (ص) بذلك ، فقال : ( الله أكبر اشهد أني عبد الله ورسوله ) ، ثم أمر بلالا فنادى بالناس ( إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) ، راجع : ( صحيح البخاري 3\1114 ح2897 ، دلائل النبوة للاصبهاني ج1ص195 ، صحيح مسلم ج1 ص105 ، مسند أحمد ج2 ص309 ، سنن الدارمي ج2 ص214 ، صحيح بن حبان ج10 ص378 ، تامعجم الكبير للطبراني ج9 ص225 ، مصنف عبد الرزاق ج5 ص269 ، سنن النسائي ج5 ص278 ).

 

فيقول : كلام جدا خطير وينسب الخذلان لله ، فهل يريد أن يقول عندما أنهم المسلمون بأحد بان الله أخلف وعده ، وهل يقول : أن انهزام المسلمون بحنين أن الله أخلف وعده ، وهل يقول : أن اليوم الكفار أبقوي من المسلمين ، هل الله أخلف وعده وهل يقول الكاتب أن الله نصر أمريكا وإسرائيل والدول الاستكبارية على المسلمين لأن الله يؤيدهم ، وهل يقول الكاتب أن الأنبياء الذين قتلوا على أيدي الكفار الله خذلهم والعياذ بالله ، هل يقول الكاتب أن عيسى بن مريم (ع) عندما لم يستطع أن يحكم أن الله خذله ، هل يقول الكاتب أن الله خذل هارون أمام قومه ، هل يقول الكاتب أن يوسف عندما وضع بالسجن بأن الله خذله ، هل يقول الكاتب أن يوسف (ع) عندما كان تحت أمرة فرعون أن الله خذله ، ليس هكذا تورد الابل يا سعد وتمهل قبل أن تغوض بغمرات التلبيس الذي أنت فيه بسبب ما تعتقد من أوهام.

 

لا بأس أن نسأل الكاتب : هل يعتقد أن يزيد أفضل من أبو بكر حيث الله فتح على يده البلدان ولم يفتح حتى شبر واحد على يد أبو بكر ، وهل هارون الرشيد والمامون أفضل من الامام علي (ع) لأن الله لم يفتح على يد الامام علي (ع) حتى شبر واحد على مبني الكاتب.

 

هل يقول الكاتب أن خلافة يزيد وعبد الملك بن مروان الذين رموا الكعبة بالمنجنيق ، وأباحوا المدينة ثلاثة أيام وهتكوا أعراض بنات الصحابة وقتلوا أبناء الصحابة يعتبرها رحمة.

 

يجب أن يعرف الكاتب بعض الأمور :

 

الأمر الأول : هناك فرق بين الإمامة الإلهية والرئاسة الدنيوية السياسية ، فقد قتلوا كثير من الأنبياء ، بل غالبية الأنبياء من غير أن يحكموا ولا أحد يقول ببطلان نبوتهم ، وهذه أحوال غالبية أنبياء بني إسرائيل ، ولا أحد يقول : أن النبي محمد (ص) ليس بنبي في مكة حيث أنه لم يحكم إلا في المدينة.

 

الأمر الثاني : إذا الأمة لم تكن مهيئة هذا لا ينفي شرعية الإمامة ولا يسقط الإمامة إنما الإمامة ثابتة بأدلة كثير ، قد ذكرنا بعضها والامام لا يستطيع أن يحكم إذا لم يكن له ناصر ، وإذا تحقق المقومات للحكم فيحكم.