العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 ( علي ولي الله )

 

الشبهة

 

- إذا كان علي (ر) يعلم أنه خليفة من الله منصوص عليه ، فلماذا بايع أبا بكر وعمر وعثمان (ر).

فان ، قلتم : إنه كان عاجزا ، فالعاجز لا يصلح للامامة ، لأنها لا تكون إلا للقادر على أعبائها.

وإن قلتم : كان مستطيعا ولكنه لم يفعل ، فهذه خيانة ، والخائن لايصلح اماما ولا يؤتمن على الرعية ، وحاشاه من كل ذلك.

 

فما جوابكم إن كان لكم جواب صحيح ..

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : من ، قال أن العاجز على مفهومك لا يصلح أن يكون اماما ، الم تعلم أن الأمة لم تكن تقبل خلافة هارون عندما استخلفه موسى على قومه فتركوه ، هل نقول أن هارون لا يصلح أن يكون خليفة حيث بين هارون علة الموضوع على لسان القرآن الكريم : { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ۚ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( الأعراف : 150 ) }.

 

- والمشهور أن رسول الله (ص) ، قال لعلي : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ، وقد وصاه الرسول بوصاياه والتزم بها الامام علي (ع) فقد روى الشيخ الصدوق في ( علل الشرائع - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 148 / 149 ) ، بسنده ، قال : ( حدثنا : حمزة بن محمد العلوي ، قال : أخبرنا : أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثني : الفضل بن خباب الجمحي ، قال : حدثنا : محمد بن ابراهيم الحمصي ، قال : حدثني : محمد بن أحمد بن موسى الطائي ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، قال : احتجوا في مسجد الكوفة ، فقالوا : ما بال أمير المؤمنين (ع) لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعايشة ومعاوية ، فبلغ ذلك عليا (ع) فأمر أن ينادي بالصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : معاشر الناس ، أنه بلغني عنكم كذا وكذا ، قالوا : صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك ، قال : فان لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت ، قال الله عز وجل في كتابه : { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ( الأحزاب : 21 ) } قالوا : ومن هم يا أمير المؤمنين ، قال : أولهم إبراهيم (ع) إذ قال لقومه : { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله  ( مريم : 48 ) } فإن ، قلتم : أن إبراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم وان ، قلتم اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي أعذر ، ولي بابن خالته لوط أسوة إذ قال لقومه : لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ، فإن ، قلتم : أن لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم ، وإن قلتم : لم يكن له قوة فالوصي أعذر ، ولي بيوسف (ع) أسوة إذ قال : {  قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ( يوسف : 33 ) } فان ، قلتم : أن يوسف دعا ربه وسأله السجن لسخط ربه فقد كفرتم ، وإن قلتم : أنه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن فالوصي أعذر ، ولي بموسى (ع) أسوة إذ قال : { م ( م : 00 ) } ( ففررت منكم لما خفتكم ) فإن ، قلتم : أن موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم ، وإن قلتم : أن موسى خاف منهم فالوصي أعذر ، ولي بأخي هارون (ع) أسوة إذ قال لأخيه : { قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ( الأعراف : 150 ) } فإن قلتم : لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم ، وإن قلتم : استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر ،  ولي بمحمد (ص) أسوة حين فر من قومه ولحق بالغار من خوفهم وأنامني على فراشه ، فإن ، قلتم فر من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم وإن قلتم : خافهم وأنا مني على فراشه ولحق هو بالغار من خوفهم فالوصي أعذر ).

 

ثانيا : الأمة لم تكن مهيئة لقبول خلافة الامام علي (ع) ، فالمشكلة بالأمة وليس بالامام علي (ع) كما أن الأمم لم تكن تقبل غالبية الأنبياء بل قتلوا كثير من الأنبياء ، فهل هذا يعني أن الأنبياء عاجزين ولا يصلحوا للنبوة ، وكذلك أمة عيسى (ع) لم تقبله ولم يحكم حتى يوم واحد هل نقول أن عيسى (ع) لا يصلح للنبوة.

 

- ومن ثم رسول الله (ص) قد بين حال أكثر الأمة ، فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والطبراني في المعجة واللفظ للبخاري ، قال : ( حدثنا : محمد بن كثير ، أخبرنا : سفيان ، حدثنا : المغيرة بن النعمان ، قال : حدثني : سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس (ر) عن النبي (ص) ، قال : انكم محشورون حفاة عراة غرلا ، ثم قرأ : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ( الأنبياء : 104 ) } وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : أصحابي أصحابي ، فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح : { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ( المائدة : 117 ) } إلى قوله - { فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  ( المائدة : 118 ) } راجع : ( صحيح البخاري ج 3ص1222 ، مسلم ج 4ص1796 ، 1800 ، مسند أحمد ج3 ص28 ، صحيح بن حبان ج16 ص343 وغيرها من المصادر لا يسعنا ذكرها ).

 

- فقد أخرج البخاري في صحيحه ، قال : ( حدثني : إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا : محمد بن فليح ، حدثنا : أبي ، قال ، حدثني : هلال ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبي (ص) ، قال : ثم بينا أنا نائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، فقلت : أين ، قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ، قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري ، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، قلت : أين ، قال : إلى النار والله ، قلت : ما شأنهم ، قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري فلا يخلص منهم الا مثل همل النعم ) ، راجع : ( صحيح البخاري ج5 ص2407ح6215 ، مصنف ابن أبي شيبة ).

 

- وهذا الرجل الذي يخرج بينهم هو علي بن أبي طالب حيث أخرج الحاكم النيسابوري في ( المستدرك - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 148 ) قال : ( أخبرني : علي بن عبد الرحمن بن عيسى السبيعي بالكوفة ، ثنا : الحسين بن الحكم الجيزي ، ثنا : الحسين بن الحسن الأشقر ، ثنا : سعيد بن خثيم الهلالي ، عن الوليد بن يسار الهمداني ، عن علي بن أبي طلحة ، قال : ثم حججنا فمررنا على الحسن بن علي بالمدينة ومعنا معاوية بن حديج ، فقيل للحسن إن هذا معاوية بن حديج الساب لعلي ، فقال : علي به فأتي به ، فقال : أنت الساب لعلي ، فقال : ما فعلت ، فقال : والله إن لقيته وما أحسبك تلقاه يوم القيامة لتجده قائما على حوض رسول الله (ص) يذود عنه رايات المنافقين بيده عصا من عوسج ، حدثنيه الصادق المصدوق (ص) وقد خاب من افترى ) ، هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه.

 

- وأخرج الخلال في ( السنة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 349 ) - رقم الحديث : ( 464 ) ، بسند صحيح ، قال : ( أخبرني : حرب بن اسماعيل الكرماني ، قال : قلت لإسحاق يعني ابن راهويه قول النبي لعلي ، أنت عونا لي على عقر حوضي ، قال : هو في الدنيا يذود عنه ويدعو إليه ويبين لهم ونحو ذلك من الكلام الا أنه في الدنيا ) ، اسناده صحيح.

 

- وقد روى الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، قال : ( أخبرنا : ابن عساكر ، عن أبي روح الهروي ، أخبرنا : تميم ، أخبرنا : الكنجروذي ، أخبرنا : ابن حمدان أبي يعلى ، حدثنا : إسماعيل بن موسى السدي ، حدثنا : سعيد بن خثيم ، عن الوليد بن يسار الهمداني ، عن علي ابن أبي طلحة مولى بني أمية ، قال : حج معاوية ومعه معاوية بن حديج ، وكان من أسب الناس لعلي فمر في المدينة والحسن جالس في جماعة من أصحابه فأتاه رسول ، فقال : أجب الحسن فأتاه فسلم عليه ، فقال له : أنت معاوية بن حديج ، قال : نعم ، قال : فأنت الساب عليا (ر) ، قال : فكأنه استحيى ، فقال : أما والله لئن وردت عليه الحوض وما أراك ترده لتجدنه مشمر الازار على ساق يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الابل قول الصادق المصدوق ) وقد خاب من افترى ).

 

- وروى نحوه قيس بن الربيع ، عن بدر بن الخليل ، عن مولى الحسن ابن علي ، قال : قال الحسن : أتعرف معاوية بن حديج قلت : نعم فذكره ، قلت : كان هذا عثمانيا وقد كان بين الطائفتين من أهل صفين ما هو أبلغ من السب السيف فإن صح شيء فسبيلنا الكف والاستغفار للصحابة ولا نحب ما شجر بينهم ونعوذ بالله منه ونتولى أمير المؤمنين عليا ، راجع : ( سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 39 ) ، هنا الذهبي يبين أن هناك حالة عداء للامام علي (ع) حتى بعد موتة ، وإن العداء لم يكن وليد ظرف ، وانتهى ولذلك الامام الذهبي يطلب له المغفرة.

 

وقد بينا بالرد على السؤال أن الصحابة حتى بعد ما بويع من المسلمين خرجوا رموز الصحابة لحربه كعائشة ، عندما قادت حرب الجمل وطلحة والزبير ومعاوية وعبيد الله بن عمر بن الخطاب وغيرهم ، وهذا يدل على أن الأمة لم تقبل الامام علي (ع) للخلافة بالرغم أن رسول الله (ص) قد صرح مرارا كثيرا بخلافة الامام علي (ع).

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم منهم الامام أحمد في مسنده ابن حجر العسقلاني في الاصابة والطبراني في المعجم واللفظ لابن أبي عاصم ، قال : ( ثنا : محمد بن المثنى ، حدثنا : يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن يحيى إبن سليم أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله (ص) لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنك لست نبيا إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي ، قال أبو بكر : وحديث سفينة ثابت من جهة النقل سعيد بن جمهان روى عنه حماد بن سلمة والعوام بن حوشب وحشرج ) ، راجع : ( ظلال الجنة في تخريج السنة - لابن أبي عاصم - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 337 ).

 

- قال الألباني : حسن ، راجع : ( ظلال الجنة في تخريج السنة - لابن أبي عاصم - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 337 ).

 

- وقال : ( والحديث أخرجه البزار في مسنده ص زوائده بإسناد المصنف ، لكن في النسخة بياض سقط منها جل المتن ، وأخرجه أحمد ، ثنا : يحيى بن حماد به مطولا وفيه ، قال : وخرج (ص) بالناس في غزوة تبوك ، قال : فقال علي : أخرج معك ، قال : فقال له نبي الله : لا ، فبكى علي ، قال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنك لست بنبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ، قال : وقال له رسول الله (ص) : أنت وليي في كل مؤمن بعدي ، الحديث ، وأخرجه الحاكم بطوله من طريق أحمد ، ثم قال : صحيح الاسناد ووافقه الذهبي ) ، راجع : ( ظلال الجنة في تخريج السنة - لابن أبي عاصم - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 338 ).

 

- وقال الهيثمي : أن رجال أحمد رجال الصحيح ، راجع : ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 157 ).

 

- وقال ابن حجر العسقلاني في ( فتح الباري - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 67 ) : ( وأخرج أحمد هذا الحديث من طريق أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة بطوله وزاد في آخره لا تقع في علي فانه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي ، وأخرجه أحمد أيضا والنسائي من طريق سعيد بن عبيدة عن عبد الله بن بريدة مختصرا وفي آخره فإذا النبي (ص) قد أحمر وجهه ، يقول : من كنت وليه فعلى وليه ، وأخرجه الحاكم من هذا الوجه مطولا وفيه قصة الجارية نحو رواية عبد الجليل وهذه طرق يقوي بعضها بعضا ).

 

- وقال الألباني في السلسة الصحيحة : 2223 - ( ما تريدون من علي ، أن عليا مني ، وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي ).

 

- ( أخرجه الترمذي (3713) والنسائي " في الخصائص " (ص13 و 16 - 17) وابن حبان (2203) ، والحاكم (3 \110) ، والطيالسي في " مسنده" (829) ، وأحمد (4\437 -438 ) ، وابن عدي في " الكامل" (2\568 - 569) : من طريق جعفر بن سليمان الضبي ، عن يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين (ر) ، قال : بعث رسول الله (ص) جيشا ، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السرية ، فاصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقدوا أربعة من أصحاب رسول الله (ص) ، فقالوا : أن لقينا رسول الله (ص) أخبرناه بما صنع علي ، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله (ص) فسلموا عليه ، ثم انصرفوا إلى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلموا على النبي (ص) فقام أحد الأربعة ، فقال : يا رسول الله الم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه رسول الله (ص) ، ثم قام الثاني ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثم قام إليه الثالث ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثم قام الرابع ، فقال مثل ما قالوا ، فاقبل إليه رسول الله (ص) والغضب يعرف في وجهه ، فقال : فذكره ، وقال الترمذي : حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان ، قلت : هو ثقة من رجال مسلم ، وكذلك سائر رجاله ، ولذلك ، قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ، وأقره الذهبي.

 

وللحديث شاهد ، يرويه أجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة ، قال بعث رسول الله (ص) بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب .. فذكر القصة بنحو ما تقدم ، وفي آخره : لا تقع في علي ، فانه مني ، وأنا منه ، وهو وليكم بعدي ، وإنه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي ، أخرجه أحمد (5/356 ) ، قلت : واسناده حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأجلح ، وهو ابن عبد الله الكندي ، مختلف فيه ، وفي " التقريب " ، "صدوق شيعي" ، فإن ، قال قائل : راوي هذا الشاهد شيعي ، وكذلك في سند المشهود له شيعي آخر ، وهو جعفر بن سليمان ، أفلا يعتبر ذلك طعنا في الحديث ، وعلة فيه ، فأقول : كلا ، لأن لبعبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق والحفظ ، وأما المذهب فهو بينه وبين ربه ، فهو حسيبه ، ولذلك نجد صاحبي " الصحيحين " ، وغيرهما ، قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم ، وهذا هو المثال بين أيدينا ، فقد صحح الحديث ابن حبان كما رايت ، مع أنه قال في رواية جغفر في كتابه " مشاهير علماء الأمصار (159 /1263 ) " كان يتشيع ويغلوا فيه " بل أنه قال في " ثقاته " (6\140) إلى أن يقول : أما قوله : " أن عليا مني وانأ منه " ، فهو ثابت في " صحيح البخاري " (2699) من حديث البراء بن عازب في قصة اختصام علي وزيد وجعفر في ابنه حمزة ، فقال (ص) لعلي (ر) " أنت مني وأنا منك ".

 

- وروى من حديث حبشي بن جنادة ، وقد سبق تخريجه تحت الحديث (1980) وأما قوله " وهو ولي كل مؤمن بعدي " ، فقد جاء من حديث ابن عباس ، فقال الطيالسي (2752) : حدثنا : أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه أن رسول الله (ص) " أنت ولي كل مؤمن بعدي " ، وأخرجه أحمد (1/330 - 331 ) ، ومن طريقه الحاكم (3 /132 - 132 ) ، وقال : " صحيح الاسناد " ، ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا ) ، راجع : ( السلسلة الصحيحة للالباني ج5 ص261 - 262 - 263 ).

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع