العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( الاستقامة والانحراف )

 

الشبهة

 

- قد عرف بالتواتر الذي لا يخفى على العامة والخاصة أن أبا بكر وعمر وعثمان (ر) كان لهم بالنبي (ص) اختصاص عظيم وكانوا من أعظم الناس صحبة له وقربا إليه ، وقد صاهرهم كلهم ، وكان يحبهم ويثني عليهم ، وحينئذ فإما أن يكونوا على الاستقامة ظاهرا وباطنا في حياته وبعد موته ، وإما أن يكونوا بخلاف ذلك في حياته أو بعد موته ، فإن كانوا على غير الاستقامة مع هذا القرب فأحد الأمرين لازم : إما عدم علمه بأحوالهم ، أو مداهنته لهم ، وأيهما كان فهو من أعظم القدح في الرسول (ص) كما قيل:

 

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة  * وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

 

وإن كانوا انحرفوا بعد الاستقامة فهذا خذلان من الله للرسول في خواص أمته ، وأكابر أصحابه ، ومن وعد أن يظهر دينه على الدين كله ، فكيف يكون أكابر خواصه مرتدين ، هذا ونحوه من أعظم ما يقدح به الشيعة في الرسول (ص) ، كما قال أبوزرعة الرازي : إنما أراد هؤلاء الطعن في الرسول (ص) ليقول القائل : رجل سوء كان له أصحاب سوء ، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين.

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : لم يثبت إن من ذكرهم هم من كبار الخواص ، وقد ذكر رسول الله (ص) حديث صحيح جدا نقلته الصحاح منهم مسلم والبخاري وغيرهم من الصحاح إن لكل رسول بطانتين ، والبطانة هي الملازمة لرسول الله (ص) ، وقد نزلت آية فيهم تذمهم وتصفهم أنهم حبط عملهم وإن عمر كذلك شك بالنبوة ، أين التواتر ، هل يعرف الكاتب أن الله عز وجل نزل فيهم آية عندما رفعوا أصواتهم فوق صوت النبي وهذا ثابت عن كل المسلمين وعمر هو اعترف أنه كاد الخيران أن يهلكا حيث يقول الله عز وجل في شأنهم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ( الحجرات : 2 ) } وعمر مرة أخرى رفع صوته فوق صوت النبي وجهر بالقول في رزية الخميس فطردهم رسول الله (ص) فأي تواتر يتكلم الكاتب ومن ثم يلزم الشيعة من كتبه ألم تستطع أن تلزمهم من كتبهم كما أنا أفعل معك وبأصح الأسانيد.

 

ثانيا : القرآن يصف ( بلعم بن باعورا ) بأنه وصل إلى أعلى مراتب الإيمان ولا أعتقد أن هؤلاء وصلوا إلى ما وصل إليه ( بلعم ابن باعورا ) ، وقد انسلخ عن آيات الله ، كما يذكر الله عز وجل.

 

ثالثا : خلص أصحاب موسى بمجرد أن عبروا البحر ، قالوا له : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة وهاجروا معه وآمنوا به وانقلبوا عليه ، ورسول الله (ص) ، يقول ستتبعون سنن من كان قبلكم شبرا بشبر.

 

رابعا : القرآن يصف الصحابة إن منهم من آمن ثم كفر بل يذكر أنه النافذين بالمجتمع كما ذكرنا أعداء للإسلام وكانوا يتظاهرون بالإيمان ، قال عز وجل : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ الله ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ( المنافقون : 4 ) }.

 

خامسا : يقول : إذا انحرفوا فهذا خذلان لله ولرسوله ، هل الله مسئول عن انحرافهم ، أم الكاتب انقلب من الفكر السلفي إلى الفكر الجبري ، عجيب أمره.