العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( ضرورة الإمامة )

 

الشبهة

 

- قال الله عز وجل : { اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ( الأعراف : 3 ) } فهذا نص في ابطال اتباع أحد  دون رسول الله (ص) وإنما الحاجة إلى فرض الإمامة لينفذ الامام عهود الله تعالى الواردة إلينا على من عبد فقط ، لا لأن يأتي الناس بما لا يشاؤنه في معرفته من الدين الذي أتاهم به رسول الله (ص) ، ووجدنا عليا (ر) إذ دعي إلى التحاكم إلى القرآن أجاب ، وأخبر بأن التحاكم إلى القرآن حق ، فإن كان علي أصاب في ذلك فهو قولنا ، وإن كان أجاب إلى الباطل فهذه غير صفته (ر) ، ولو كان التحاكم إلى القرآن لا يجوز بحضرة الامام لقال علي حينئذ : كيف تطلبون تحكيم القرآن ، وأنا الامام المبلغ عن رسول الله (ص).

 

فإن قالوا : إذ مات رسول الله (ص) فلابد من امام يبلغ الدين.

 

قلنا : هذا باطل ودعوى بلا برهان ، وقول لا دليل على صحته ، وإنما الذي يحتاج إليه أهل الأرض من رسول الله (ص) بيانه وتبليغه فقط ، سواء في ذلك من كان بحضرته ، ومن غاب عنه ، ومن جاء بعده ، إذ ليس في شخصه (ص) إذا لم يتكلم بيان عن شيء من الدين فالمراد منه (ع) كلام باق أبدا مبلغ إلى كل من في الأرض ، وأيضا ، فلو كان ما قالوا من الحاجة إلى امام موجود إلى الأبد لكان منتقضا ذلك عليهم بمن كان غائبا عن حضرة الامام في أقطار الأرض ، إذ لا سبيل إلى أن يشاهد الامام جميع أهل الأرض الذين في المشرق والمغرب من فقير وضعيف وامرأة ومريض ومشغول بمعاشه الذي يضيع إن أغفله ، فلابد من التبليغ.

 

فإذ لابد من التبليغ عن الامام ، فالتبليغ عن رسول الله (ص) أولى بالاتباع من التبليغ عمن هو دونه ، وهذا ما لا انفكاك لهم منه ، راجع : ( الفصل في الملل والأهواء والنحل ، (4/ 159ـ 160).

 


 

الرد على الشبهة

 

- أولا : يقول : أن الرسول (ص) لم يقل بضرورة امام بعده ، ورسول الله (ص) وصى لعلي (ع) كما بينا في المداخلات السابقة والأحاديث متواترة وكثيرة من كتب السنة ناهيك عن كتب الشيعة ، يبدوا أن الكاتب لا يقرأ أصلا.

 

- ثانيا : عطني رجل واحد عندكم أضمن أنه لا يخطيء في نقل الرسالة إلى الأمم من غير خطأ أنا أتبعه ، وإذا لا يوجد عندك فاتبع من هم عدل القرآن كما وصانا رسول الله باتباعهم والذين طهرهم الله عز وجل بالقرآن.