العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( التحريف )

 

الشبهة

 

- أمامنا فريقان :

فريق طعن في كتاب الله مدعيا وقوع التحريف والتبديل فيه ، على رأسه :

 

- النوري الطبرسي ـ مؤلف كتاب المستدرك أحد الأصول الحديثية الثمانية لدى الشيعة الاثني عشرية ـ والذي الف كتابا باسم ( فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) يقول فيه عن القرآن وعن وقوع التحريف فيه ما نصه : ( ومن الأدلة على تحريفه فصاحته في بعض الفقرات البالغة حد الاعجاز وسخافة بعضها الآخر ، راجع : ( فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الأرباب ص 211 ).

 

- وسيد عدنان البحراني القائل : ( الأخبار التي لا تحصى كثرة وقد تجاوزت حد التواتر ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين ، وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين بل واجماع الفرقة المحقة وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم ، راجع : ( مشارق الشموس الدرية ص 126).

 

- ويوسف البحراني القائل : ( لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة والمقالة الفصيحة على ما اخترناه ووضوح ما قلنا ، ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها ، كما لا يخفى ، إذ الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة ، ولعمري إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور وانهم لم يخونوا في الإمامة الكبرى مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضررا على الدين ، راجع : ( الدرر النجفية ليوسف البحراني ، مؤسسة آل البيت لاحياء التراث (ص298) ، طعن هذا الفريق بالقرآن بكل وضوح قائلا بوقوع التحريف فيه.

 

وفريق آخر : ( وهم صحابة رسول الله ) خطيئته التي لا يغفرها له الشيعة الاثنا عشرية هي أنه سلم الخلافة لأبي بكر بدلا من علي.

 

الفريق الأول الذي طعن في كتاب الله يعتذر له علماء الشيعة الاثني عشرية وغاية ما يقولون فيه كلمة ( أخطأوا ) ، ( اجتهدوا وتأولوا ولا نوافقهم على ما ذهبوا إليه ) ، وليت شعري متى صارت مسألة حفظ كتاب الله أو تحريفه مناطا للاجتهاد ، وأي اجتهاد في قول هذا المجرم إن ( في القرآن آيات سخيفة ) والله إنها لطامة كبرى.

 

ولنأخذ مثالا على نظرة علماء الشيعة الاثني عشرية إلى القائلين بالتحريف :  

 

السيد علي الميلاني ـ من كبار علماء الشيعة الاثني عشرية اليوم ـ يقول في كتابه ( عدم تحريف القرآن ص 34 ) مدافعا عن ( الميرزا نوري الطبرسي ) : ( الميرزا نوري من كبار المحدثين ، إننا نحترم الميرزا النوري ، الميرزا نوري رجل من كبار علمائنا ، ولا نتمكن من الاعتداء عليه بأقل شيء ، ولا يجوز ، وهذا حرام ، إنه محدث كبير من علمائنا راجع : ( ثم أبصرت الحقيقة ، (ص294) ، فتأمل هذا التناقض.

 


 

الرد على الشبهة

 

- كلام ابن تيمية : ... وأيضا فإن السلف أخطأ كثير منهم في كثير من المسائل ، واتفقوا على عدم التكفير بذلك ، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي ، وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة ، وأنكر بعضهم رؤية محمد (ص) ربه ، ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام معروف ، وكذلك لبعضهم في قتال بعض ، ولعن بعض ، واطلاق تكفير بعض أقوال معروفة ، وكان شريح يذكر قراءة من قرأ ( بل عجبت ) ويقول : أن الله لا يعجب ، فبلغ ذلك إبراهيم النخعي ، فقال : إنما شريح شاعر يعجبه علمه ، كان عبد الله أفقه منه ، وكان يقول : (بل عجبت) ، قال تعالى : { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ( الصافات : 2 ) } وشريح حسب النقل أنكر قراءة ( عجبت ) بالرفع ، فهذا أنكر قراءة ثابتة ، وأنكر صفة دل عليها الكتاب والسنة ، واتفقت الأمة على أنه امام من الأئمة ، وكذلك بعض السلف ، أنكر بعضهم حروف القرآن مثل انكار بعضهم قوله : { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا ( الرعد : 31 ) } وقال إنما هي ( أولم يتبين الذين آمنوا ) ، وانكار الآخر قوله : { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ( الإسراء : 23 ) } وقال : إنما هي ( ووصى ربك ) ، وبعضهم كان قد حذف المعوذتين ، وآخر يكتب سورة القنوت ، وهذا خطأ معلوم بالاجماع والنقل المتواتر ، ومع هذا لم يكن تواتر النقل عندهم بذلك لم يكفروا ، وإن كان يكفر بذلك من قامت عليه الحجة بالنقل المتواتر ، يستفاد من كلام ابن تيمية أمور :

 

الأول : أنه يعترف إن من السلف من يقول بزيادة ونقصان القرآن.

ثانيا : بعض السلف زاد سورة كاملة كسورة القنوت وهي ليس من القرآن وكان ينكر سورتي المعوذتين ويعتبر أنهما ليستا من القرآن.

ثالثا : لا يعتبر الذي ، يقول بالزيادة أو النكران كافر إنما يعتبره امام من الأئمة.

رابعا : قول ابن تيمية يعتبر كاشف عن معتقد السنة لاننا لم نرى أحد رد على هؤلاء السلف وهذه تعتبر كاشفية عن العقيدة واقرار بهذا ، ولو لم تكن هذه مبانيهم لماذا لم يشنعوا عليهم وخصوصا إن الأئمة إذا اختلفوا في مسألة يفسق بعضهم بعضا وحتى يكفر بعضهم بعضا كما هو حال أبو حنيقة ، وقالوا يستتاب وأنه لا دين له ، وهذه حال الإمام مالك عندما قال عند الامام : ابن أبي ذئب يستتاب وإلا تضرب عنقه ، راجع : ( مجموع فتاوى ابن تيمية ج12 ص 492 ، مطابع الرياض / ط1 سنة 1382 هـ وج12 ص 493 ط ، محمد بن عبد الرحمن بن القاسم ).

 

- وأبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني كان يعتقد بأن القرآن الذي بين الدفتين محرف وعقد فصلا أسماه باب ما غير الحجاج في مصحف عثمان.

قال في المصاحف : حدثنا : أبو حاتم السجستاني ، حدثنا : عباد بن صهيب ، عن عوف بن أبي جميلة ، أن الحجاج بن يوسف غير في مصحف عثمان أحد عشر حرفا ، قال : كانت في البقرة ( لم يتسن وانظر ) بغير هاء ، فغيرها لم يتسنه.

وكانت في المائدة ( شريعة ومنهاجا ) فغيرها شرعة ومنهاجا.

وكانت في يونس ( هو الذي ينشركم ) فغيرها يسيركم.

وكانت في يوسف ( أنا آتيكم بتأويله ) فغيرها أنا أنبئكم بتأويله.

وكانت في المؤمنين ( سيقولون لله لله لله ) ثلاثتهن فجعل الأخريين.

وكانت في الشعراء في قصة نوح ( من المخرجين ) وفي قصة لوط ( من المرجومين ) ، فغير قصة نوح من المرجومين وقصة لوط من المخرجين.

وكانت في الزخرف ( نحن قسمنا بينهم معايشهم ) فغيرها معيشتهم.

وكانت في الذين كفروا ( من ماء غير ياسن ) فغيرها من ماء غير آسن.

وكانت في الحديد ( فالذين آمنوا واتقوا لهم أجر كبير ) فغيرهاوأنفقوا.

وكانت في إذا الشمس كورت ( وما هو على الغيب بظنين ) فغيرهابضنين ، راجع : ( المصاحف ص 130 ط. دار الكتب العلمية سنة 1405ه- 1985م ).

 

- مجاهد بن جبر المكي وهو من كبار علماء ومفسري السلف : قال الحافظ ابن عبد البر الأندلسي في التمهيد : وروى أبو نعيم الفضل بن دكين ( قال ابن حجر العسقلاني في التقريب ص446 رقم 5401 ) : ثقة ، ثبت ، وقال : وهو من كبار شيوخ البخاري ، أقول : ومقامه عند السنة أشهر من أن يحتاج الى بيان ، ومصادر ترجمته كثيرة ، قال : حدثنا : سيف ( وهو سيف بن سليمان أوابن أبي سليمان المخزومي ، المكي ) ، قال فيه ابن حجر العسقلاني : ثقة ، ثبت ، رمي بالقدر ، راجع : ( راجع التقريب ص262 رقم2722 ).

 

- عن مجاهد ، قال : كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ، ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير ، ولم يذهب منه حلال ولا حرام ، راجع : ( التمهيد في شرح الموطأ ج4 ص275 ، شرح حديث21 ط. مؤسسة قرطبة سنة 1387 ه- 1967م ).

 

سفيان بن سعيد الثوري

 

- قال الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في المصنف : قال الثوري : وبلغنا أن أناسا من أصحاب النبي (ص) كانوا يقرأون القرآن أصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن ، راجع : ( المصنف للصنعاني ج7 ص330 ذيل حديث 13363 منشورات المجلس العلمي الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج5 ص 179 ط1).

 

محمد بن مسلم بن شهاب الزهري

 

- قال أبو بكر بن أبي داود في المصاحف : حدثنا : أبو الربيع ، أخبرنا : ابن وهب ، قال : أخبرني : يونس ، عن ابن شهاب ، قال : بلغنا أنه كان أنزل قرآن كثير ، فقتل علماؤه يوم اليمامة ، الذين كانوا قد وعوه ، ولم يعلم بعدهم ولم يكتب ، فلما جمع أبو بكر وعمر وعثمان القرآن ولم يوجد مع أحد بعدهم ، وذلك فيما بلغنا حملهم على أن يتتبعوا القرآن ، فجمعوه في الصحف في خلافة أبي بكر خشية أن يقتل رجال من المسلمين في المواطن معهم كثير من القرآن فيذهبوا بما معهم من القرآن ، فلا يوجد عند أحد بعدهم ، فوفق الله تعالى عثمان ، فنسخ ذلك الصحف في المصاحف ، فبعث بها إلى الأمصار ، وبثها في المسلمين ، راجع : ( المصاحف لأبي بكر بن أبِي داود ص31 ط. دار الكتب العلمية وج1 ص 208 رقم 81 ط. دار البشائر الإسلامية ، ونقله عنه في منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال المطبوع بهامش مسند أحمد ط.1 ج2 ص50 ).

 

أحمد بن حنبل

 

- ورد في كتاب مسائل الامام أحمد بن حنبل برواية إسحاق بن ابراهيم النيسابوري : سألت أبا عبد الله ، عن هذه الآية : { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ الله لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ( الرعد : 31 ) } وكيف تقرأ ، قال : أما ابن عباس فكان يقول : أخطأ الكاتب ، إنما هي : ( أفلم يتبين الذين آمنوا ) ، ثم قال : لا أعلم لها معنى في كتاب الله عز وجل : ييأس ، راجع : ( مسائل الامام أحمد بن حنبل برواية إسحاق بن ابراهيم النيسابوري ج2 ص 101 مسألة رقم 505 ط . المكتب الإسلامي/ بيروت - دمشق سنة 1400هـ ).

 

- أبو عمرو ، وعيسى بن عمر : وذهب إلى خطأ قراءة قوله تعالى : { م ( م : 00 ) } ( إن هذان لساحران ) من علماء السنة أبو عمرو وهو زبان بن العلاء التميمي أحد القرآء السبعة ، قال فيه الذهبي : وكان من أهل السنة ، وقال يحيى بن معين : ثقة ، راجع : ( سير أعلام النبلاء ج1 ص241 رقم1012 ).

وعيسى بن عمر الهمداني الأسدي الكوفي ، وهو أحد كبار القرآء عند السنة ، قال فيه الذهبي : الامام ، المقرئ ، العبد ، وقال ابن معين والنسائي وأبو بكر الخطيب وابن خلفون وغيرهم : ثقة ، ووثقه ابن نمير ، وقال فيه العجلي : كوفي ، ثقة ، رجل صالح ، كان أحد قراء الكوفة ، رأسا في القرآن ، راجع : ( راجع تهذيب سير أعلام النبلاء ج1 ص257 رقم1091 ، تهذيب التهذيب ج8 ص200 رقم415 ).

نقل ذلك عنهما عدة من المفسرين منهم الطبري وابن الجوزي والقرطبي والفخر الرازي ، راجع : ( التفسير الكبير للفخر الرازي ج22 ص74 ، تفسير الطبري ج16 ص181 ، تفسير القرطبي ج11 ص216 ، زاد المسير في علم التفسير ج 5 ص 207 ).

 

موقف عبد الله بن عمر من القرآن

 

- يقول السيوطي في الدر المنثور بسند صحيح : أخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف ، عن ابن عمر ، قال : لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله ما يدريه ما كله ، قد ذهب منه قرآن كثير ولكن ليقل : قد أخذت ما ظهر منه ، راجع : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج1 ص258 ).

 

- وقال أيضا في الاتقان : قال أبو عبيد ، حدثنا : إسماعيل بن ابراهيم ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله قد ذهب منه قرآن كثير ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر ، راجع : ( الاتقان للسيوطي ج2 ص66 ).

 

موقف ابن مسعود من المعوذتين

 

- روى البخاري في صحيحه بالاسناد عن زر ، قال : سألت أبي بن كعب ، قلت : أبا المنذر ، إن أخاك ابن مسعود يقول : كذا وكذا ، فقال أبي : سألت رسول الله (ص) ، فقال لي : قيل لي ، فقلت ، فنحن نقول كما قال رسول الله (ص) ، راجع : ( فتح الباري ج8 ص962 حديث 4977 ).

 

- قال ابن حجر العسقلاني في شرح قول زر ( يقول : كذا وكذا ) : هكذا وقع اللفظ مبهما ، وكان بعض الرواة أبهمه استعضاما له ، وأظن ذلك من سفيان ، فإن الإسماعيلي أخرجه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان كذلك على الإبهام ، وكنت أظن أولا أن الذي أبهمه البخاري ، لأني رأيت التصريح به في رواية أحمد عن سفيان ولفظه ( قلت لأبي : إن أخاك كان يحكها من المصحف ).

- وكذا أخرجه الحميدي عن سفيان ، ومن طريقه أبو نعيم في ( المستخرج ) ، وكان سفيان تارة يصرح بذلك وتارة يبهمه.

- وقد أخرجه أحمد أيضا وابن حبان من رواية حماد بن سلمة عن عاصم بلفظ : ( إن عبد الله بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ).

- وأخرج أحمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بلفظ ( إن عبد الله ، يقول في المعوذتين ) وهذا أيضا فيه ابهام.

- وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي ، قال : ( كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه ، ويقول : أنهما ليستا من كتاب الله ) قال الأعمش : وقد حدثنا : عاصم ، عن زر ، عن أبي بن كعب فذكر نحو حديث قتيبه الذي في الباب الماضي.

- وقد أخرجه في آخره ، يقول : ( إنما أمر النبي (ص) أن يتعوذ بهما ) قال البزار : ولم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة. اه. ، راجع : ( فتح الباري ج8 ص963 ) ، إلى أن قال ابن حجر العسقلاني ردا على من ضعف الخبر المتقدم : والطعن في الرواية الصحيحة بغير مستند لا يقبل ، بل الرواية صحيحة والتأويل محتمل ، راجع : ( فتح الباري ج8 ص964 ).

 

- قال أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف : حدثنا : أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال : رأيت عبد الله محا المعوذتين من مصاحفه ، وقال : لا تخلطوا فيه ما ليس منه ، راجع : ( المصنف لابن أبي شيبة ج6 ص146 ح30205 ).

 

- وقال السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه بطرق صحيحة ، عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ، أنهما ليستا من كتاب الله ، إنما أمر النبي (ص) أن يتعوذ بهما ، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما ، راجع : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج6 ص714 ).

 

- وقال أبو عبيد في فضائل القرآن : حدثنا :إسماعيل بن ابراهيم ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، قال : كتب أبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين و ( اللهم إنا نستعينك ) و ( اللهم إياك نعبد )  وتركهن ابن مسعود ، وكتب عثمان منهـن فاتحة الكتاب والمعوذتين ، راجع : ( فضائل القرآن لأبي عبيد ج2 ص144 ح696 ).

 

- قال الراغب الأصبهاني في المحاضرات : وأثبت ابن مسعود في مصحفه ( لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى اليهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب ، راجع : ( محاضرات الأدباء ج2 ص433 ).

إلى أن قال : وأثبت ابن مسعود ( بسم الله ) في سورة البراءة.

إلى أن قال : وأسقط ابن مسعود من مصحفه أم القرآن والمعوذتين ، راجع : ( محاضرات الأدباء ج2 ص434 ).

 

- وقال ابن الجوزي في فنون الأفنان في بيان عدد سور القرآن الكريم : أما سوره ، فقال أبو الحسين بن المنادي : جميع سور القرآن في تأليف زيد بن ثابت على عهد الصديق وذي النورين مائة وأربع عشرة سورة ، فيهن فاتحة الكتاب والتوبة والمعوذتان ، وذلك هو الذي في أيدي أهل قبلتنا.

وجملة سوره على ما ذكر عن أبي بن كعب (ر) مائة وستة عشرة سورة ، وكان ابن مسعود (ر) يسقط المعوذتين ، فنقصت جلته سورتين عن جملة زيد ، وكان زيد يلحقهما ويزيد إليهما سورتين ، وهما الخلع والحفد ، راجع : ( فنون الأفنان في عيون علوم القرآن ص233 ، 234 ، 235 ).

 

روايات التحريف عند السنة

 

ابن عباس

 

1- قال أبو عبد الله الحاكم في المستدرك : حدثنا : أبو علي الحافظ ، أنبأنا : عبدان الأهوازي ، حدثنا : عمرو بن محمد الناقد حدثنا : محمد بن يوسف ، حدثنا : سفيان ، عن شعبة ، عن جعفر بن اياس ، عن مجاهد ، عن ابن عباس (ر) في قوله تعالى : لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا ، قال : أخطأ الكاتب ، حتى تستأذنوا.

 

- قال الحاكم : هذا صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم ، راجع : ( المستدرك على الصحيحين ج2 ص430 حديث 3496.ط.دار الكتب العلمية ) ، وهذا الخبر أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن لأبي عبيد ج2 ص129 ح645 ، والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والطبري بعدة طرق وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في شعب الإيمان والمقدسي في الضياء المختارة ، راجع : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ج5 ص69 ، شعب الإيمان ج6 ص437 ح8801 ، 8802 ، 8803 ، 8804 ، تفسير الطبري ج18 ص109 ).

 

- قال ابن حجر العسقلاني : فأخرج سعيد بن منصور والطبري والبيهقي بسند صحيح أن ابن عباس كان يقرأ ( حتى تستأذنوا ) ويقول أخطأ الكاتب ، وأخرج سعيد بن منصور من طريق مغيرة بن ابراهيم في مصحف عبد الله ( حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا ) وأخرجه إسماعيل بن اسحاق في أحكام القرآن عن ابن عباس واستشكله ، راجع : ( فتح الباري ج11 ص 10 ذيل حديث 6229 ).

 

2 - وقال الطبري بشأن الآية ( 31 ) من سورة الرعد : حدثنا : أحمد بن يوسف ، قال : حدثنا : القاسم ، قال : حدثنا : يزيد ، عن جرير بن حازم ، عن الزبير بن حارث أو يعلي بن حكيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرؤها ( أفلم يتبين الذين آمنوا ) ، قال : كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس ، راجع : ( تفسير الطبري ج18 ص136 ).

 

- وقال أبو عبيد في فضائل القرآن : حدثنا : ابن أبي مريم ، عن نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن أبي مليكة ، قال : إنما هي ( أفلم يتبين ) ، راجع : ( فضائل القرآن ج2 ص123 ح624 ).

 

- وقال السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس (ر) أنه قرأ ( أفلم يتبين الذين آمنوا ) ، فقيل له : إنها في المصحف :  أفلم ييأس ، فقال : أظن الكاتب كتبها وهو ناعس ، راجع : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج4 ص118 ).

 

وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : وروى الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلهم من رجال البخاري ، عن ابن عباس : أنه كان يقرأها ( أفلم يتبين ) ويقول كتبها الكاتب وهو ناعس ، راجع : ( فتح الباري ج8 ص475 ).

 

3 - قال السيوطي في الاتقان : ... وما أخرجه سعيد بن منصور من طريق سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس : أنه كان يقول في قوله تعالى وقضى ربك إنما هي ( ووصى ربك ) التصقت الواو بالصاد.

قال السيوطي : وأخرجه ابن أشتة بلفظ : استمد الكاتب مدادا كثيرا ، فالتزقت الواو بالصاد.

قال السيوطي أيضا : وأخرجه من طريق أخرى عن الضحاك أنه قال : كيف تقرأ هذا الحرف ، قال : وقضى ربك ، قال ليس كذلك نقرؤها نحن ولا ابن عباس ، إنما هي ( ووصى ربك ) وكذلك كانت تقرأ وتكتب ، فاستمد كاتبكم فاحتمل القلم مدادا كثيرا ، فالتصقت الواو بالصاد ، ثم قرأ ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ولو كانت قضى من الرب لم يستطع أحد رد قضاء الرب ، ولكنه وصية أوصى بها العباد ، راجع : ( الاتقان في علوم القرآن ج1 ص393 ، النوع41 ).

 

وأخرج نحو ذلك الطبري وأبو عبيد وابن المنذر ، راجع : ( تفسير الطبري ج15 ص63 ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج4 ص309 ).

 

- وقال ابن حجر العسقلاني بشأن الخبر المتقدم : أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد ، راجع : ( فتح الباري ج8 ص475 ).

 

4 - قال السيوطي : ... وما أخرجه ابن أشتة وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى : مثل نوره كمشكاة ، قال : هي خطأ من الكاتب ، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة ، إنما هي ( مثل نور المؤمن كمشكاة ) ، الاتقان في علوم القرآن ج1 ص393.

وقال أبو عبيد في فضائل القرآن : حدثنا : حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، أنه كان يقرأها : ( مثل نور المؤمنين كمشكاة فيها مصباح ) ، راجع : ( فضائل القرآن ج2 ص129 ح646 ).

 

- وقال أيضا : حدثنا خالد بن عمرو ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال : هي في قراءة أبي بن كعب : ( مثل نور من آمن بالله ) أو قال : ( مثل من آمن به ) ، راجع : ( فضائل القرآن ج2 ص130 ح647 ).

 

وقال الحاكم في المستدرك : أخبرنا : أبو عبد الله الدشتكي ، حدثنا : عمرو بن أبي قيس ، عن عطاء عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس (ر) ما في قوله عز وجل : { م ( م : 00 ) } ( الله نور السماوات والأرض مثل نور من آمن بالله كمشكاة ) ، قال : وهي القبرة ، يعني الكوة ، قال الحاكم : صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : صحيح ، راجع : ( المستدرك على الصحيحين ج2 ص432 ح3503 ).

 

عبد الله ابن الزبير

 

- أخرج الحافظ المحدث عبد الرزاق في تفسيره عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال : أخبرني : عمرو بن كيسان ، أن ابن عباس كان يقرؤها : ( دارست ، تلوت ، خاصمت ، جادلت ) ، قال عمرو : وسمعت ابن الزبير ، يقول : إن صبيانا هاهنا يقرؤن (دارست) ، وإنما هي : { وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ ( الأنعام : 105 ) } ويقرؤن : ( وحرم على قرية أهلكناها ) ، وإنما هي : {  وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ( الأنبياء : 95 ) } ويقرأون : { فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ( الكهف : 86 ) } وإنما هي (حامية) ، قال عمرو : وكان ابن عباس يخالفه في كلهن ، راجع : ( تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني ج 2 ص 216 ، ط / مكتبة الرشد للنشر والتوزيع - الرياض ) ، وواضح من هذه الرواية أنه كان يذهب إلى أن قوله تعالى : ( في عين حمئة ) ، غير صحيح بل هو من قراءة الصبيان الذين ازدرى بقرائتهم ابن الزبير.

 

- وقال أبو بكر بن أبي داود في المصاحف : حدثنا : أبو الطاهر ، حدثنا : سفيان ، عن عمروا ، قال : سمعت عبد الله ابن الزبير ، يقول : إن صبيانا ههنا يقرأون : ( وحرم ) وإنما هي : وحرام ، ويقرأون : ( دارست) وإنما هي درست ، ويقرأون : ، راجع : ( المصاحف ج1 ص 360 ، 361 رقم 224 ط. دار البشائر الإسلامية ) ، وواضح من هذه الرواية أنه كان يذهب إلى أن قوله تعالى : { فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ( الكهف : 86 ) } غير صحيح بل هو من قراءة الصبيان الذين ازدرى بقرائتهم ابن الزبير.

 

عائشة

 

- قال أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي في فضائل القرآن : حدثنا : أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله : ( إن هذان لساحران ) ( طه : 63 ) / ، وعن قوله : { وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ( النساء : 162 ) } وعن قوله : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ( المائدة : 69 ) } فقالت : هذا عمل الكتاب ، أخطأوا في الكتاب ، راجع : ( فضائل القرآن ج2 ص103 ح563 ) ، قال السيوطي بعد ايراد هذا الخبر في الاتقان : هذا اسناد صحيح على شرط الشيخين ، راجع : ( الاتقان في علوم القرآن ج1 ص388 ، النوع41 ) ، وهذا الخبر أخرجه أيضا : أبو بكر بن أبي داود ، عن عمر بن عبد الله الأودي ، عن أبي معاوية إلى آخر الاسناد والمتن المتقدم ، راجع : ( المصاحف لابن أبي داود ص43 ) ، وأخرجه الحافظ عمر بن شبة النميري بإسناد آخر في تاريخ المدينة المنورة ، راجع : ( تاريخ المدينة المنورة لابن شبة ج3 ص1013 ) ، وأخرجه أيضا الطبري في تفسيره ، راجع : ( تفسير الطبري ج6 ص 34 ) ، وذكر الشوكاني أنه أخرجه أيضا سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر ، راجع : ( فتح القدير ج1 ص 537 ).

 

أبان بن عثمان

 

- وقال أبو عبيد : ويروي عن حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبد السلام ، قال : قلت : لأبان بن عثمان : ما شأنها كتبت : والمقيمين  ، فقال : إن الكاتب لما كتب ، قال : ما أكتب ، قيل له : أكتب والمقيمين الصلاة ، راجع : ( فضائل القرآن ج2 ص104 ح565 ).

 

- قال أبو بكر بن أبي داود في المصاحف : حدثنا : إسحاق بن وهب ، حدثنا : يزيد ، قال : أخبرنا : حماد ، عن الزبير أبي خالد ، قال : قلت لأبان بن عثمان : كيف صارت  { لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ( النساء : 162 ) } مابين يديها ومن خلفها رفع ، وهي نصب ، قال : من قبل الكتاب ، كتب ما قبلها ، ثم قال : أكتب ، قال : أكتب  المقيمين الصلاة ، فكتب ما قيل له ، راجع : ( كتاب المصاحف ص42 ).

 

- وهذا الخبر أخرجه الطبري حيث قال : حدثني المثنى ، قال : حدثنا الحجاج بن المنهال ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن الزبير ، قال : قلت لأبان بن عثمان : ما شأنها كتبت والمقيمين ، فقال : إن الكاتب لما كتب : ( لكن الراسخون في العلم منهم ) حتى إذا بلغ ، قال : ما أكتب ، فقيل له : ( أكتب والمقيمين الصلاة ) فكتب ما قيل له ، راجع : ( تفسير الطبري ج6 ص 34 ) ، وأخرجه أيضا عبد بن حميد وابن المنذر ، راجع : ( فتح القدير ج1 ص 537 ).

 

سعيد ابن جبير

 

- وروي نحو ذلك عن سعيد ابن جبير فيما أخرجه أبو بكر بن أبي داود حيث قال : حدثنا : الفضل بن حماد الخيري ، حدثنا : خلاد [ يعني ابن خالد ] ، حدثنا : زيد بن الحباب ، عن أشعث ، عن سعيد ابن جبير ، قال : في القرآن أربعة أحرف لحن : الصابئون والمقيمين ، وفأصدق وأكن من الصالحين ، وإن هذان لساحران ، راجع : ( كتاب المصاحف ص42 ).

 

عبد الله بن مسعود

 

- قال السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وأبو عبيد ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن الأنباري ، والطبراني من طرق عن ابن مسعود ، أنه كان يقرأ : ( فامضوا إلَى ذكر الله ) ويقول : لو كانت فاسعوا  ( الجمعة : 9 ) لسعيت حتى يسقط ردائي ، راجع : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ج6 ص328.وراجع أيضا : المصنف للحافظ عبد الرزاق الصنعاني ج3 ص207 ح5349 ، تفسير الطبري ج28 ص100 ، فضائل القرآن لأبي عبيد ج2 ص139 ح680 ، المصنف لابن أبي شيبة ج1 ص482 ح5558 ، المعجم الكبير للطبراني ج9 ص356 ح9539 ، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج7 ص124 ).

 

مجاهد بن جبر المكي

 

- قال السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ( آل عمران : 81 ) } قال : هي خطأ من الكتاب ، وهي في قراءة ابن مسعود ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) ، راجع : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج2 ص 83 ، 84 ، تفسير الطبري ج3 ص 449 ) ، والخبر المذكور موجود في تفسير مجاهد بن جبر المكي المطبوع ، راجع : ( تفسير مجاهد ج1 ص 130 ).

 

- وقال ابن الجوزي في زاد المسير في علم التفسير : أثناء كلامه حول الآية الكريمة المتقدمة ، قال مجاهد والربيع بن أنس : هذه الآية خطأ من الكتاب وهي في قراءة ابن مسعود وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ، راجع : ( زاد المسير في علم التفسير ج 1 ص 352 ).

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع