العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( الأنصار )

 

الشبهة

 

يذكر علماء الشيعة الاثني عشرية كثيرا حب الأنصار لعلي بن أبي طالب وانهم كانوا كثرة في جنده في موقعة صفين ، فيقال لهم : إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يسلموا الخلافة إليه وسلموها لأبي بكر، لن تجد اجابة مقنعة تسلي بها نفسك.

 

إن نظرة الأنصار ومن قبلهم المهاجرين أبعد وأصوب منا جميعا ، لقد كانت هذه الفئة المؤمنة تفرق بين الخلافة وبين الارتباط العاطفي مع قرابة النبي (ص).

 

ولذا رأينا الكتب الشيعية التي تمتدح هؤلاء الأنصار ووقوفهم جنبا إلى جنب مع علي في موقعة صفين هي الكتب نفسها التي تنعتهم بالردة والانقلاب على الأعقاب في حادثة السقيفة.

 

ميزان عجيب يكال به أصحاب رسول الله : إن كانوا مع علي في أمر من الأمور صاروا خير الناس ، وإن كان موقفهم مع من خالف عليا أو قل في غير الاتجاه الذي أراده علي صاروا أهل ردة ومصلحة ونفاق.

 

فإن قالوا حكمنا عليهم بالردة والانقلاب على أعقابهم لأنهم أنكروا النص على علي بن أبي طالب ، قيل لهؤلاء المستنكرين : أوليس الشيعة الاثني عشرية يذكرون أن حديث الغدير متواتر وأن مئات من الصحابة قد رووه، فأين الانكار.

 

عندما أقول بلساني أن رسول الله (ص) ، قال لعلي ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فأين انكاري للنص.

 

فإن قيل : أنكروا المعنى ، قيل لهؤلاء : ومن ذا الذي قال بأن ما ذهبتم إليه في تفسير الحديث هو الحق، هل أنتم أفهم وأعقل من صحابة رسول الله الذين عاشوا تلك اللحظات وسمعوا الحديث بآذانهم، أم أنكم أفهم بالعربية منهم حتى صرتم تعقلون من الحديث ما لم يعقلوه هم ، راجع : ( ثم أبصرت الحقيقة ، محمد سالم الخضر ، (ص 291ـ 292).

 


 

الرد على الشبهة

 

- كل ما افترضه من باكوره عقله لا نقوله ، كل ما نقوله أن هناك من الأنصار مؤمنين ومنهم غير مؤمنين ولم يقل أحد من الشيعة إن كل الأنصار مؤمنين.

 

أما ما يدعي أن الأنصار يجمعون بين العاطفة هذا خلاف الحقيقة لأن هناك مؤمنين صمدوا مع الامام علي (ع) والحسن (ع) وكانوا مطيعين لهم وهناك ضدهم وحتى من المهاجرين هناك كانوا مع الامام علي (ع) وهناك من كان ضده ، وأما مدعاه على أنهم لهم جانبين جانب العاطفي والجانب الخلافي من أين جاء بذلك.

 

أما حديث الارتداد الذي يدندن عليه الكاتب فهو يعتقد بصحته ، وقد أخرجه عدد كبير من الحفاظ منهم مسلم والبخاري لماذا يريد أن يلبس على الناس كان الحديث الشيعة تنقله فهذا الحديث له طرق ومجمع عند السنة على صحته كما بينا في الأجوبة الاولى فليراجع الكاتب.

 

أما قوله الصحابة يعقلون الحديث ، نعرف أن الصحابة يعقلون الحديث ولكن ليس بالضرورة أن يلتزموا بالحديث ولذلك الرسول (ص) وصفهم بالارتداد.

 

أما ادعائه بالتفريق بين المحبة وبين الخلافة أقول للكاتب بالله عليك هل قرأت البخاري.

 

- يقول البخاري في احداث السقيفة : ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : والله لو قد مات عمر بايعت فلانا ، فلا يغترن أمرؤ أن يقول ، إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة ، وتمت ، الا أنها قد كانت كذلك ، ولكن وقى الله شرها ، وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعة تغرة أن يقتلا ...

 

يستفاد هنا أمور :

 

الأمر الأول : إن بيعة أبو بكر كانت فلته وقد وقى الله عز وجل الناس شرها.

 

الأمر الثاني : إن عمر هدد المخالف للبيعة القتل ( من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعة تغرة أن يقتلا ).

وقال : ... وإنه كان من خبرنا حين توفي الله نبيه (ص) أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما ...

 

هنا يستفاد أمرين خلاف ما يدعي الكاتب :

 

الأول : أن الأنصار خالفوا خلافة أبو بكر في السقيفة.

الثاني : قد خالف علي والزبير ومن معهما أي بني هاشم ومن كان مع الزبير من المهاجرين.

 

- وقال : فقال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر ، فبسط ( ... يده ، فبايعته ، وبايعه المهاجرون ، ثم بايعته الأنصار ، ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة ، فقلت : قتل الله سعد بن عبادة ، راجع : ( فتح الباري ج12 ص175 ، 176 ح6830 ).

 

هنا واضح أن البيعة تمت تحت أجواء اللغط وارتفاع الأصوات وهو ما صرح به عمر وتعد الأمر حيث أنهم ضربوا سعدا وهو سيد الخزرج.

 

أين التمييز بين العاطفة والخلافة التي يدعيها الكاتب.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع