العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( عقيدة الطينة )

 

الشبهة

 

- من عقائد الشيعة المشهورة : عقيدة ( الطينة ) ، ـ كما سبق في المقدمة ـ ، وملخصها أن الله عز وجل قد خلق الشيعة من طينة خاصة وخلق السنة من طينة خاصة وجرى المزج بين الطينتين بوجه معين ، فما في الشيعي من معاص وجرائم هو من تأثره بطينة السني وما في السني من صلاح وأمانة هو بسبب تأثره بطينة الشيعي ، فإذا كان يوم القيامة جمعت موبقات وسيئات الشيعة ووضعت على السنة وجمعت حسنات السنة وأعطيت للشيعة.

 

وفات الشيعة أن هذه العقيدة المخترعة تناقض مذهبهم في القضاء والقدر وأفعال العباد ، لأن مقتضى هذه العقيدة أن يكون العبد مجبورا على فعله وليس له اختيار ، إذ أفعاله بمقتضى ( الطينة ) ، مع أن مذهبهم أن العبد يخلق فعله كما هو مذهب المعتزلة.

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : هذا لا يندرج تحت القضاء والقدر وأفعال العباد إنما يندرج تحت علم الله عز وجل فالله عز وجل علمه مسبق مع التخيير كما شرحنا في المداخلات السابقة.

 

ثانيا : المقصود بأفضلية الطينة هنا من حيث الاتباع والله عز وجل قد قرن مودة أهل البيت (ع) مقابل الرسالة ، حيث يقول الله عز وجل : { قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ( سبأ : 47 ) }.

 

والله عز وجل يقول أي أجر يسأله رسول الله (ص) فهو لنا ثم يقول الله عز وجل حيث أن القرآن يفسر بعصه بعضا : { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ( يوسف : 104 ) } حيث أن هذا الذي لنا هو ذكر من الله عز وجل للعالمين.

 

وبعد ذلك الله عز وجل يقول : { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ الله عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ الله غَفُورٌ شَكُورٌ ( الشورى : 23 ) }.

 

ثالثا : الشفاعة ثابته لرسول الله (ص) عند كل المسلمين وعند الشيعة الإمامية أعلى الله مقامهم يرونها كذلك ثابته لأهل البيت (ع) والقرآن يقر بذلك كما بينا في آية المودة كل شيئ يطلبه رسول الله (ص) من خير فهو لنا.

 

- فقد أخرج الطبري في تفسيره ما يقارب ما تقوله الشيعة حيث قال : كما حدثنا : ابن حميد ، قال : ثنا : يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ، قال : بعث رب العزة تبارك وتعالى إبليس فاخذ من أديم الأرض من عذبها وملحها فخلق منه آدم فكل شيء خلق من عذبها فهو صائر إلى السعادة وإن كان ابن كافرين وكل شيء خلقه من ملحها فهو صائر إلى الشقاوة وإن كان ابن نبيين ، ومن ، ثم قال إبليس : { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ( الإسراء : 61 ) } أي : هذه الطينة أنا جئت بها ومن ثم سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض ، راجع : ( تفسير الطبري ج8 ص106 ).

 

- وقد أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق ، قال : حدث عن علي بن نصر البصري بسنده إلى علي بن الحسين عن أبيه رفعه ، قال : إن الله عز وجل خلق عليين وخلق طينتنا منها وخلق طينة محبينا منها ، وخلق سجين وخلق طينة مبغضينا منها فأرواح محبينا تتوق الى ما خلقت منه وأرواح مبغضينا تتوق إلى ما خلقت منه كان علي بن رداء أحد الثقات والظرفاء من أهل الشام رحمه الله ، راجع : ( مختصر تاريخ دمشق ج1 ص2336 ).

 

- وقد نقل المتقي الهندي في الكنز : من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي ، طب والرافعي - عن ابن عباس ، راجع : ( كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ج12 ص48 ).

 

فالحديث موجود عن الطرفين ويتكلم عن الشفاعة وليس هي عقيدة كما يلبس أو يجهل إنما هي من باب فضيلة شيعة أهل البيت (ع).

 

السؤال : مكرر بصيغة ثانية.