العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( أسرار الإمامة )

 

الشبهة

 

- وضع الشيعة عدة شروط للامام : منها أن يكون أكبر ابناء أبيه ، وأن لا يغسله إلا الامام ، وأن درع الرسول (ص) يستوي عليه ، وإن يكون أعلم الناس ، وأن لا تصيبه جنابة ولا يحتلم ، وأنه يعلم الغيب الخ.

 

ولكنهم وقعوا في حرج ـ فيما بعد ـ بهذه الشروط ، لأننا وجدنا أن بعض الأئمة لم يكن أكبر اخوته ، كموسى الكاظم والحسن العسكري ، وبعضهم لم يغسله امام ، كعلي الرضا الذي لم يغسله ابنه محمد الجواد حيث لم يكن يتجاوز الثامنة من عمره آنذاك ، وكذلك موسى الكاظم لم يغسله ابنه علي الرضا لغيابه عنه آنذاك ، بل الحسين بن علي لم يغسله ابنه علي زين العابدين لملازمته الفراش ولحيلولة عساكر ابن زياد دون ذلك.

وبعضهم لا يستوي عليه درع رسول الله (ص) ، مثل محمد الجواد الذي لم يتجاوز الثامنة عند وفاة أبيه ، وكذلك ابنه علي بن محمد مات عنه وهو صغير.

وبعضهم لم يكن أعلم الناس ، كمن كان صبيا ، وبعضهم جاء النص ـ في أخبار الشيعة ـ بأنه يحتلم وتصيبه الجنابة ، كعلي وابنيه الحسن والحسين (ر) ، حيث رووا أن الرسول (ص) ، قال : لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد الا أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، راجع : ( عيون أخبار الرضا ، (2/60).

 


 

الرد على الشبهة

 

- يدعي زورا أن الامام زين العابدين (ع) لم يدفنه الحسين (ع) فالثابت عند الشيعة أن الامام زين العابدين (ع) هو من دفن الحسين (ع) بل الروايت عندنا كثيرة تدل عن أن الأئمة لم يدفنهم إلا أئمة.

 

وقد رجع الكاتب إلى تدليساته الجلية ولم يتورع فالامامية عندهم شروط الإمامة هي النص والعصمة ، أما قوله بالنسبة أن الامام لا يجنب ويستشهد بحديث أنه لا يسمح أن يدخل المسجد مجنب الا الامام علي (ع) أقول للكاتب كيف تتدعي أننا نقول أن الامام علي (ع) لا يجنب وكيف يدخل المسجد جنب فهذه سقطة أوقعتك في شر أعمالك ، ومع ذلك الرواية التي تخص الامام علي (ع) الدخول إلى المسجد جنب صحيحة السند عند اخواننا أهل السنة :

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم الحاكم بالمستدرك بسند صحيح وصححه الحاكم والذهبي بسنده ، عن ابن عباس : ... قال ابن عباس وسد رسول (ص) أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره ... ، راجع : ( المستدرك على الصحيحين ج3 ص144 قال الذهبي في التلخيص صحيح ).

 

- وقال ابن عبد البر في هذا الحديث : وقال الحافظ ابن عبد البر الأندلسي : هذا اسناد لا مطعن فيه لأحد رواته لصحته ووثقة نقلته ، راجع : (  تهذيب التهذيب ج7ص295 رقم 566 الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3ص1092 رقم 1855 ).

 

- وقد روى النسائي في خصائصة ، قال : أخبرنا : محمد بن المثنى ، قال : حدثنا : يحيى بن حماد ، قال : حدثنا : الوضاح ، قال : حدثنا : يحيى ، قال : حدثنا : عمرو بن ميمون ، قال : قال ابن عباس : وسد أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره ، راجع : ( سنن النسائي الكبرى ج5 ص119 ).

 

- وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ... روايات أهل المدينة في قصة أبي بكر فإن ثبتت روايات أهل الكوفة فالجمع بينهما بما دل عليه حديث أبي سعيد الخدري يعني الذي أخرجه الترمذي أن النبي (ص) ، قال : لا يحل لأحد أن يطرق هذا المسجد جنبا غيري وغيرك ، والمعنى أن باب علي كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته باب غيره فلذلك لم يؤمر بسده ، ويؤيد ذلك ما أخرجه إسماعيل القاضي في أحكام القرآن من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب أن النبي (ص) لم يأذن لأحد أن يمر في المسجد وهو جنب الا لعلي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد ... ، راجع : ( فتح الباري ج7 ص15 ).

 

- وأما علم الغيب فهذا كذبة ردها الله تعالى في كتابه :

 

- أما قول الكاتب أن علم الغيب أبطله الله في القرآن أقول للكاتب اقرأ القرآن بعين سليمة ، فقال الله تعالي في محكم كتابه : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا @ لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ( الجن : 26 - 27 - 28 ) } فأقول للكاتب اقرأ جيدا القرآن الكريم حيث كان الرجل الصالح ينبيء موسى (ع) بالغيب ويقول له لا تستطيع معي صبرا.

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم الامام أحمد في مسنده ، قال : حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : أبو اليمان ، قال : وأنا : شعيب ، عن الزهري ، قال : كان أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني ، يقول : سمعت حذيفة بن اليمان ، يقول والله : إني لأعلم بكل فتنة وهى كائنة فيما بيني وبين الساعة وما بي أن يكون النبي (ص) أسر إلى في ذلك شيئا لم يحدث غيري به ولكن النبي (ص) ، قال : وهو يحدث مجلسا أنا فيهم عن الفتن ، قال : وهو يعدها منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار ، قال حذيفة : فذهب أولئك الرهط كلهم غيري ، تعليق شعيب الأرنؤوط : اسناده صحيح على شرط الشيخين  ، راجع : ( مسند أحمد بن حنبل ج5 ص 407 ح23507 ).

 

- وأخرج مسلم في صحيحه ، قال : ( 2891 ) حدثني : حرملة ابن يحيى التجيبي ، أخبرنا : ابن وهب ، أخبرني : يونس ، عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني كان يقول ، قال حذيفة بن اليمان : والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة وما بي إلا أن يكون رسول الله (ص) أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري ولكن رسول الله (ص) ، قال وهو يحدث مجلسا : أنا فيه عن الفتن : قال رسول الله (ص) وهو يعد الفتن منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ومنهن فتن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار ، قال حذيفة : فذهب أولئك الرهط كلهم غيري ، راجع : ( صحيح مسلم ج3 ص2216 ح22 ).

 

- ترجمة حذيفة رضوان الله عليه : حذيفة بن اليمان وإسم اليمان حسيل بمهملتين مصغرا ويقال حسل بكسر ، ثم سكون العبسي بالموحدة حليف الأنصار صحابي جليل من السابقين صح في مسلم ، عنه أن رسول الله (ص) أعلمه بما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة وأبوه صحابي أيضا استشهد بأحد ومات حذيفة في أول خلافة علي سنة ست وثلاثين ع ، راجع : ( تهذيب التهذيب ج1 ص154 رقم 1156 ).

 

- وقد كان والد جابر ابن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليهم يعلم متى يموت : فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم البخاري ، قال : حدثنا ‏: ‏مسدد ،‏ ‏أخبرنا :‏ ‏بشر بن المفضل ،‏ ‏حدثنا :‏ ‏حسين المعلم ،‏ ‏عن ‏ ‏عطاء ،‏ ‏عن ‏ ‏جابر ‏ ‏(ر) ‏، ‏قال ‏ : لما حضر ‏ ‏أحد ‏ ‏دعاني أبي من الليل ، فقال ‏: ما  ‏أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من ‏ ‏أصحاب النبي ‏ ‏(ص)‏ ‏وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله ‏‏(ص)‏ ‏فإن علي دينا فاقض واستوص بأخواتك خيرا فأصبحنا فكان أول قتيل ودفن معه ‏ ‏آخر ‏ ‏في قبر ، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته هنية غير أذن ، راجع : ( صحيح البخري جج1 ص435 ح1286).

 

- وننقل ما ذكره علماء السنة في شأن الاخبار عن المغيبات : يقول ابن خلدون أثناء حديثه عن الصوفية : وأما الكلام في كرامات القوم واخبارهم بالمغيبات وتصرفهم في الكائنات فأمر صحيح غير منكر ، راجع : ( مقدمة ابن خلدون ص 471 ط. دار الفكر / بيروت سنة 1419هـ - 1998م ).

 

- وقال أبو سعد السمعاني في ترجمة شيخه أبي القاسم الجرموكي : شيخ مقرئ فاضل صالح زاهد كثير العبادة ، صاحب كرامات وآيات ، ما كان يفارق مجلسه إلا في روينا الوضوء ، وكان الشيخ معروفا بين أهل بلده بالكرامات والكلام على المغيبات ، راجع : ( التحبير في المعجم الكبير ج1 ص 501 رقم 538 ).

 

- وقال الفقيه الحنفي ابن عابدين أثناء رده على المعتزلة المنكرين لكرامات الأولياء واطلاعهم على المغيبات في حاشيته المعروفة : قلت : بل ذكروا في كتب العقائد أن جملة كرامات الأولياء الاطلاع على بعض المغيبات ، وردوا على المعتزلة المستدلين بهذه الآية على نفيها بأن المراد الاظهار بلا واسطة والمراد من الرسول الملك أي لا يظهر على غيبه بلا واسطة إلا الملك أما النبي والأولياء فيظهرهم عليه بواسطة الملك أو غيره وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة في رسالتنا المسماة سل الحسام الهندي لنصرة سيدنا خالد النقشبندي فراجعها فإن فيها فوائد نفيسة والله تعالى أعلم  ، راجع : ( حاشية ابن عابدين ج3 ص 27 ط. دار الفكر / بيروت سنة 1386هـ ).

 

- وقال الشيخ أبو الفضل بن عطاء حسب نقل ابن حجر العسقلاني عنه في شرح حديث ، من عادى لي وليا الخ  : وفيه دلالة على جواز اطلاع الولي على المغيبات باطلاع الله ... ، راجع : ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج11 ص 341 شرح حديث 6173 ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1379هـ وج3 ص 394 شرح حديث 6502 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1424هـ 2003م ).

 

- ونقل ابن حجر العسقلاني عن مجد الدين الشيرازي في شرح معنى الصلاة على النبي (ص) نقلا عن بعض أهل الكشف حيث قال : والمراد بقوله ، وعلى آل محمد ، اجعل من أتباعه أناسا محدثين بالفتح ويخبرون بالمغيبات كما صليت على إبراهيم بأن جعلت فيهم أنبياء يخبرون بالمغيبات ، والمطلوب حصول صفات الأنبياء لآل محمد كما كانت حاصلة بسؤال إبراهيم  ، قال ابن حجر العسقلاني : وهذا جيد إن سلم أن المراد بالصلاة هنا ما ادعاه ، والله أعلم ، راجع : ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج11 ص 162 شرح حديث 5996 ط. دار المعرفة / بيروت سنة 1379هـ وج3 ص 394 شرح حديث 6358 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1424هـ 2003م ).

 

- ويقول ابن كثير : وقد ذكرنا في سيرة عمر بن الخطاب (ر) أشياء كثيرة من مكاشفاته وما كان يخبر به من المغيبات كقصة سارية بن زنيم وما شاكلها ولله الحمد والمنة ، راجع : ( البداية والنهاية ج6 ص 201 ).

 

- ويقول السبكي في طبقات الشافعية الكبرى بشأن كرامات الأولياء : وأما جمهور أئمتنا فعمموا التجويز ، وأطلقوا القول اطلاقا ، وأخذ بعض المتأخرين يعدد أنواع الواقعات من الكرامات فجعلها عشرة ، وهي أكثر من ذلك وأنا أذكر ما عندي فيها ... إلى أن قال : الرابع عشر الاخبار ببعض المغيبات والكشف وهو درجات تخرج عن حد الحصر ، راجع : ( طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 340 ط. هجر للطباعة والنشر والتوزيع والاعلان / الجيزة سنة 1992م ).

 

- وقال السبكي في ترجمة أبي بكر بن قوام بن علي بن قوام البالسي : وقد الف في مناقبه حفيده الشيخ أبو عبد الله محمد بن الشيخ عمر بن الشيخ أبي بكر مصنفا حسنا وأنا أذكر بعض ما فيه ، إلى أن قال نقلا عن حفيده : سمعته يوما وقد دخل إلى البيت وهو يقول لزوجته : ولدك قد أخذه قطاع الطريق في هذه الساعة ، وهم يريدون قتله وقتل رفاقه فراعها قول الشيخ (ر) فسمعته ، يقول لها : لا بأس عليك ، وإني قد حجبتهم عن أذاه وأذى رفاقه ، غير أن مالهم يذهب وغدا إن شاء الله يصل هو ورفاقه ، فلما كان من الغد وصلوا كما ذكر الشيخ وكنت فيمن تلقاهم وأنا يومئذ إبن ست سنين وذلك سنة ست وخمسين وستمائة ، راجع : ( طبقات الشافعية الكبرى ج8 ص 403 ).

 

- ومن غريب ما ذكروه بشأن الاطلاع على المغيبات دعوى أن بعض الأولياء يعلمون بوقت وفاة الناس وقبض أرواحهم ، ومن ذلك ما ذكره السبكي في طبقات الشافعية الكبرى في ترجمة أبي العباس الملثم ناقلا عن أحد أقرب خواصه ، حيث قال : قال عبد الغافر : وكنت عزمت على الحجاز وحصل عندي قلق زائد فأنا أمشي في الليل في زقاق مظلم وإذا يد على صدري فزاد ما عندي من القلق ، فنظرت فوجدته الشيخ أبا العباس ، فقال : يا مبارك القافلة التي أردت الرواح فيها تؤخذ والمركب الذي يسافر فيه الحجاج يغرق ، فكان الأمر كذلك ، قال : وكان الشيخ أبو العباس لا يخلو عن عبادة يتلو القرآن نهارا ويصلي ليلا ، قال : وكان أبوه ملكا بالمشرق ، قال : وقلت له يوما يا سيدي أنت تقول فلان يموت اليوم الفلاني ، وهذه المراكب تغرق وأمثال ذلك والأنبياء عليهم السلام لا يقولون ولا يظهرون الا ما أمروا به مع كمالهم وقوتهم ، ونور الأولياء إنما هو رشح من نور النبوة ، فلم تقول : أنت هذه الأقوال ، فاستلقى على ظهـره وجعـل يضحـك ويقـول وحياتي وحياتك يا فتى ما هو باختياري ، راجع : ( طبقات الشافعية الكبرى ج8 ص 37 رقم 1058 ).

 

- ما ذكروه بشأن أبو بكر يخبر عن المغيبات : مما ذكروه من أخبار أبي بكر بالمغيبات ما أخرجه الإمام مالك في الموطأ ، عن ابن شهاب ، عن عروة ابن الزبير ، عن عائشة زوج النبي (ص) أنها ، قالت : أن أبا بكر الصديق كان نحلها جاد عشرين وسقا من ماله بالغابة ، فلما حضرته الوفاة ، قال : والله يا بنية ما من الناس أحد أحب إلي غنى بعدي منك ولا أعز علي فقرا بعدي منك ، وإني كنت نحلتك جاد عشرين وسقا ، فلو كنت جددتيه واحتزتيه كان لك ، وإنما هو اليوم مال وارث ، وإنما هما أخواك وأختاك ، فاقتسموه على كتاب الله ، قالت عائشة : فقلت : يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته ، إنما هي أسماء فمن الأخرى ، فقال أبو بكر : ذو بطن بنت خارجة أراها جارية ، راجع : ( مالك بن أنس - موطأ مالك برواية يحيى بن يحي الليثي ج2 ص 752 ح 1438 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ط. دار احياء التراث العربي / القاهرة ).

 

- وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار واللالكائي الطبري في كرامات الأولياء وابن عساكر في تاريخه بالاسناد عن مالك والبيهقي بالاسناد عن مالك وغيره ، راجع : ( شرح معاني الآثار ج4 ص 88 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1399هـ ، كرامات الأولياء للالكائي الطبري ص 117 ص 63 ط. دار طيبة / الرياض سنة 1412هـ ، السنن الكبرى للبيهقي ج6 ص 169 وص 257 ط. مكتبة دار الباز / مكة المكرمة سنة 1414هـ - 1994م ، تاريخ دمشق لابن عساكر ج30 ص 425 ، الاستذكار لابن عبد البر الأندلسي ج7 ص 226 رقم 1440 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1421هـ - 2000م ).

 

- يقول السبكي بعد ايراد هذا الخبر : قلت : فيه كرامتان لأبي بكر : احداهما : اخباره بأنه يموت في ذلك المرض ، حيث قال : وإنما هو اليوم مال وارث ، والثانية : اخباره بمولود يولد له ، وهو جارية ، راجع : ( طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 322 ).

 

ما ذكروه بشأن عثمان أنه يخبر عن المغيبات :

 

- يقول السبكي في طبقات الشافعية الكبرى أثناء حديثه ، عن عثمان بن عفان : دخل إليه رجل كان قد لقي امرأة في الطريق فتأملها ، فقال له عثمان (ر) : يدخل أحدكم وفي عينيه أثر الزنا ، فقال الرجل : أوحي بعد رسول الله (ص) ، قال : لا ، ولكنها فراسة ، راجع : ( طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 327 ).

 

- وقال ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين : وكذلك عثمان بن عفان (ر) صادق الفراسة ، وقال أنس ابن مالك (ر) : دخلت على عثمان بن عفان (ر) ، وكنت رأيت امرأة في الطريق تأملت محاسنها ، فقال عثمان (ر) : يدخل علي أحدكم وأثر الزنا ظاهر في عينيه ، فقلت : أوحي بعد رسول الله ، فقال : ولكن تبصرة وبرهان وفراسة صادقة وفراسة الصحابة (ر) أصدق الفراسة ، راجع : ( مدارج السالكين ج2 ص 486 ط. دار الكتاب العربي / بيروت سنة 1393هـ - 1973م ، وراجع أيضا : الطرق الحكمية لابن قيم الجوزية ص 43 ط. مطبعة المدني / القاهرة ، فيض القدير للمناوي ج1 ص 142 ط. المكتبة التجارية الكبرى / القاهرة ).

 

- ما ذكر بشأن مولاتنا الزهراء (ع) أنه تعلم الغيب وتحمي الرسول (ص) من القتل لعلمها بالغيب :

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ بسند صحيح منهم أحمد في مسنده والبيهقي في دلائل النبوة والمقدسي الحنبلي في الأحاديث المختارة والهيثمي في المجمع ، قال : وعن ابن عباس ، قال : إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى وأساف ونائلة لو قد رأينا محمدا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقلته ، فأقبلت ابنته فاطمة (ر) تبكي حتى دخلت على رسول الله (ص) فقالت : هذا الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا إليك فيقتلوك فما منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك ، قال : يا بني أدلي وضوءا فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه ، قالوا : هذا هو وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرا ولم يقم إليه رجل منهم فأقبل رسول الله (ص) حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من التراب ، فقال : شاهت الوجوه ، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح ، قلت : وقد تقدمت أحاديث في المغازي في تبليغه (ص) وصبره على ذلك ، راجع : ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج8 ص228 ، دلائل النبوة للبيهقي ج6 ص240 ، الاحاديث المختارة ج10 ص220 ، مسند أحمد ج1 ص303 ح2762 قال محقق المسند شعيب الأرناؤوط اسناده حسن رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في يحيى بن سليم كلاما يحطه عن رتبة الصحيح ).

 

- أقول : قد أعل بعضهم الخبر باشتمال سنده على أبي بلج يحيى بن سليم لأحمد بن حنبل ، قال فيه : روى حديثا منكرا ، ولكنه مردود لما ذكره عدة من الحفاظ من أن المنكر عند كثير من المتقدمين ، ومنهم أحمد بن حنبل كما صرح ابن حجر العسقلاني في هدي الساري الحديث الذي يتفرد به الراوي ، وليس ذلك طعنا في الوثاقة بالاتفاق فقد وصف بذلك علي بن المديني شيخ البخاري الذي أكثر من النقل عنه في صحيحه وبين ذلك الذهبي مفصلا في ترجمته من ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، وتفرد الزهري وغيره ، راجع مثلا : ( فتح المغيث للسخاوي ج1ص235 ).

 

- وقد أخرج الحافظ الصنعاني في تفسيره بسند صحيح بشأن علم الامام علي (ع) بالغيب : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن وهب بن عبد الله ، عن أبي الطفيل ، قال : شهدت عليا وهو يخطب ، وهو يقول : سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة الا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل فقام إليه ابن الكواء وإنا بينه وبين علي وهو خلفي ، قال : ما والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا ، فقال علي : ويلك سل تفقها ولا تسل تعنتا الذاريات ذرو الرياح فالحاملات ، وقرا ، قال : السحاب فالجاريات يسرا السفن فالمقسمات أمرا ، قال : الملائكة ، قال : أفرأيت السواد الذي في القمر ما هو ، قال : أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله ، يقول : { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ( الإسراء : 12 ) } فذلك محوه السواد الذي فيه ، قال : أفرأيت ذا القرنين أنبيا كان أم ملكا ، قال : ولا واحد منهما ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله ، ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ولم يكن له قرنان كقرني الثور ، قال : أفرأيت هذا القوس ما هي ، قال : علامة كانت بين نوح بين ربه وأمان من الغرق ، قال : أفرأيت البيت المعمور ما هو ، قال : ذلك الصرح في سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة ، قال فمن الذين بدلوا أنعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ، قال : الأفجران من قريش بنو أمية وبنو مخزوم كفيتهم يوم بدر ، قال : فمن الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، قال : كانت أهل حروراء منهم ، راجع : ( تفسير الصنعاني ج3 ص241 أقول : عبد الرزاق من اثبت الناس في معمر ووهب صرح بالسماع من أبو الطفيل ، وأبو الطفيل صحابي جليل ، تاريخ مدينة ج 42 ص 398 ، الطبقات الكبرى ج 2 ص 338، تفسير القرطبي ج 1 ص 35 ، مسند ابن الجعد ص 269، الجرح والتعديل ج 1 ص 117 ، سير أعلام النبلاء ج 7 ص 247 ).

 

- وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ... ولهذا ، قال يوسف (ع) اني حفيظ عليم ، وقال علي سلوني عن كتاب الله ، وقال ابن مسعود لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني لاتيته وساق في ذلك أخبارا وآثارا عن الصحابة ..، راجع : ( فتح الباري ج 11 ص 249 ) ، وهذه الرواية مشهورة ولها طرق عديدة وللاختصار اكتفي بهذا.

 

- ابن تيمية يدعي أنه يعلم الغيب : يقول ابن قيم الجوزية في كتابه مدارج السالكين : ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أمورا عجيبة ، وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ، ووقائع فراسته تستدعي سفرا ضخما ، أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة ، وأن جيوش المسلمين تكسر ، وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام ، وأن كلب الجيش وحدته في الأموال ، وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة ، ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام ، أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا ، فيقال له : قل إن شاء الله ، فيقول : إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا.

 

وسمعته ، يقول ذلك ، قال : فلما أكثروا علي ، قلت : لا تكثروا ، كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام ، قال : وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو وكانت فراسته الجزئية في خلال هاتين الواقعتين مثل المطر ، ولما طلب إلى الديار المصرية وأريد قتله بعد ما أنضجت له القدور وقلبت له الأمور ، اجتمع أصحابه لوداعه ، وقالوا : قد تواترت الكتب بأن القوم عاملون على قتلك ، فقال : والله لا يصلون إلى ذلك أبدا ، قالوا : أفتحبس ، قال : نعم ، ويطول حبسي ، ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس سمعته ، يقول ذلك.

 

ولما تولى عدوه الملقب بالجاشنكير الملك أخبروه بذلك ، وقالوا : الآن بلغ مراده منك فسجد لله شكرا وأطال ، فقيل له : ما سبب هذه السجدة ، فقال : هذا بداية ذله ومفارقة عزه من الآن وقرب زوال أمره ، فقيل له : متى هذا ، فقال : لا تربط خيول الجند على القرط حتى تغلب دولته فوقع الأمر مثل ما أخبر به سمعت ذلك منه ، راجع : ( مدارج السالكين ج2 ص 489 ، 490 ).

 

- وقال أيضا متحدثا عن أستاذه ابن تيمية : وقال مرة : يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أمورا لا أذكرها لهم ، فقلت له : أو غيري : لو أخبرتهم ، فقال : أتريدون أن أكون معرفا كمعرف الولاة ، وقلت له يوما : لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح ، فقال : لا تصبرون معي على ذلك جمعة ، أو قال : شهرا ، راجع : ( مدارج السالكين ج2 ص 490 ).

 

- قال ابن قيم الجوزية بعد ذلك : وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ، ولم ينطق به لساني ، وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ، ولم يعين أوقاتها وقد رأيت بعضها ، وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدتـه ، والله أعلم ، راجع : ( مدارج السالكين ج2 ص 490 ) ، ماذا يقول الكاتب بعد هذا كله.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع