العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( المهدي (ع) والملائكة )

 

الشبهة

 

- يدعي الشيعة ـ في قصصهم الكثيرة عن مهديهم الغائب ـ أنه لما ولد ( نزلت عليه طيور من السماء تمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ، ثم تطير فلما قيل لأبيه ضحك ، وقال : تلك ملائكة السماء نزلت للتبرك بهذا المولود ، وهي أنصاره إذا خرج ) ، راجع : ( روضة الواعظين ، (ص 260 ) والسؤال : مادامت الملائكة أنصاره ، فلماذا الخوف والدخول في السرداب.

 


 

الرد على الشبهة

 

نتكلم من جهتين :

 

الجهة الأولى : نزول الملائكة أي هل يمكن نزول الملائكة على حفيد رسول الله (ص).

الجهة الثانية : الخوف مع وجود الملائكة.

 

الجهة الأولى : الكل يعرف أن الامام المهدي (ع) هو حفيد رسول الله (ص) وهو من ولد فاطمة (ع) وهذا عند الشيعة والسنة ، ولكن السنة بعضهم يقول لم يولد وبعضهم يقول ولد والشيعة اطباقا على أنه ولد وعلم الامام المهدي (ع) لدني حيث أن الله عز وجل هو المخبر له بوقت الخروج وإن عيسى ابن مريم (ع) يكون مؤتمرا تحت أوامره ، فما المانع أن يؤيده الله عز وجل بالملائكة :

 

- أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما بسندهما عن أبي سعيد الخدري : أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه ، فقرأ ثم جالت أخرى فقرأ ثم جالت أيضا ، قال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى فقمت اليها فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها ، قال : فغدوت على رسول الله (ص) ، فقلت : يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي ، فقال رسول الله (ص) : اقرأ بن حضير ، قال : فقرأت ، ثم جالت أيضا ، فقال رسول الله (ص) : اقرأ بن حضير ، قال : فقرأت ، ثم جالت أيضا ، فقال رسول الله (ص) : اقرأ بن حضير ، قال : فانصرفت وكان يحيى قريبا منها خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها ، فقال رسول الله (ص) : تلك الملائكة كانت تستمع لك ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم ، راجع : ( صحيح مسلم بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ج1 ص 584 ح 796 ط. دار احياء التراث العربي / بيروت ، صحيح البخاري ج4 ص 1916 ط. دار ابن كثير - دار اليمامة / بيروت سنة 1407 هـ 1987م ، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى وأبو القاسم اللالكائي الطبري في كرامات الأولياء وأبو نعيم الأصبهاني وأحمد بن حنبل وابن أبي عاصم في الآحاد والمـثاني والطبـراني في المعجم الكبير ، والبيهقي في شعـب الإيمان ، السنن الكبرى للنسائي ج5 ص 13 ح 8016 وص 27 ح 8074 ط. دار الكتب العلمية / بيروت 1411هـ - 1991م ، كرامات الأولياء ص 105 ، 106 ح 25 ط. دار طيبة / الرياض سنة 1415هـ - 1994م المسند المستخرج على صحيح الامام مسلم ج2 ص 386 ، 387 ح 1809 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1417ه- 1996م ، مسند أحمد بن حنبل ج3 ص 81 ط.1 ، الآحاد والمثاني ج3 ص 468 ح 1928 ، المعجم الكبير ج1 ص 176 ح 561 وح562 ، جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي ص 346 ط.دار المعرفة / بيروت سنة 1408هـ ، شعب الإيمان ج2 ص 549 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1410هـ ).

 

- ويقول ابن تيمية : وكرامات الصحابة والتابعين من بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدا ، مثل ما كان أسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي الملائكة نزلت لقراءته ، وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين ... ، راجع : ( مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 276 ).

 

- ويقول ابن حجر العسقلاني الهيتمي : وقد تنزلت الملائكة لاستماع قراءة أسيد بن حضير الكندي ، راجع : ( الفتاوى الحديثية ص 108 )

 

- وأخرج الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة بسنـده ، عن أبي سعيد الخدري ، عن أسيد بن حضير وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن ، قال : قرأت الليلة سورة البقرة وفرس له مربوط ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام فجالت جولة ، فقلت : ليس لي هم إلا ابني ، فسكنت ، ثم قرأت ، فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني ، ثم قرأت فجالت الفرس ، فرفعت رأسي فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء فهالتني فسكنت فلما أصبحت غدوت على رسول الله (ص) فأخبرته ، فقال اقرأ يا أبا يحيى ، قلت : قد قرأت يا رسول الله (ص) فجالت الفـرس فقمـت وليس لي هـم الا ابني ، قال : قال : اقرأ يا أبا يحيى ، قلت : قد قرأت يا رسول الله (ص) فجالت الفرس وليس لي هم إلا ابني ، فقال : اقرأ يا ابن حضير ، قال : قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالتني ، فقال : ذلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون اليهم ، راجع : ( الأحاديث المختارة ج4 ص 267 ح 1464 ط. مكتبة النهضة الحديثة / مكة المكرمة سنة 1410هـ ).

 

- وقال أبو بكر البيهقي في : ( الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد للبيهقي ص 201 ط. عالم الكتب / بيروت ط2 سنة 1405هـ ، 1985م ) : وقد روينا نزول الملائكة للقرآن عند قراءة أسيد بن حضير ، وذلك أنه رأى مثل الظلة فيها أمثال المصابيح ، فقال النبي (ص) : تلك الملائكة أتت لصوتك.

 

- قال أبو بكر البيهقي في الاعتقاد : وروينا تسليم الملائكة على عمران بن حصين ، وروينا عن جماعة من الصحابة أن كل واحد رأى جبريل (ع) في صورة دحية الكلبي ، راجع : ( الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد للبيهقي ص 201 ).

 

- وقال أيضا في دلائل النبوة : باب ما جاء في رؤية عمران بن حصين الملائكة وتسليمهم عليه ، وذهابهم عنه حين اكتوى ، وعودهم إليه بعد ما تركه ، راجع : ( دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص 79 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1405هـ - 1985م ).

 

- وأخرج مسلم في صحيحه بسنده ، عن حميد بن هلال عن مطرف ، قال : قال لي عمران بن حصين أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به ، أن رسول الله (ص) جمع بين حجة وعمرة ، ثم لم ينه عنه حتى مات ولم ينزل فيه قرآن يحرمه وقد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت ، ثم تركت الكي فعاد  ، راجع : ( صحيح مسلم بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ج2 ص 899 ح 1226 ).

 

- وقال البيهقي : أخبرنا : محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا : أبو بكر بن اسحاق الفقيه ، قال : أخبرنا : محمد بن أيوب ، قال : أخبرنا : مسلم بن ابراهيم ، قال : حدثنا : إسماعيل بن مسلم العبدي ، قال : حدثنا : محمد بن واسع ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ، قال : قال لي عمران بن حصين ذات يوم : إذا أصبحت فاغد علي ، فلما أصبحت غدوت عليه ، فقال لي ما غدا بك ، قلت : الميعاد ، قال : أحدثك حديثين ، أما أحدهما فاكتمه علي ، وأما الآخر فلا أبالي أن تفشيه علي ، فأما الذي تكتم علي ، فان الذي كان انقطع قد رجع ، يعني تسليم الملائكة ، والآخر : تمتعنا مع رسول الله (ص) ، قال فيها رجل برأيه ما شاء ، راجع : ( دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص 79 ).

 

- وقال النووي في شرح الحديث المتقدم عن مسلم في صحيحه : ومعنى الحديث أن عمران بن الحصين (ر) كانت به بواسير فكان يصبر على المهمات ، وكانت الملائكة تسلم عليه فاكتوى فانقطع سلامهم عليه ، ثم ترك الكي فعاد سلامهم عليه ... الخ ، راجع : ( شرح النووي على صحيح مسلم ج8 ص 206 ).

 

- وقال أيضا : وفي صحيح مسلم ، عن عمران ، قال : قد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت الكي فعاد يعني كانت الملائكة تسلم عليه ويراهم عيانا كما جاء مصرحا به في صحيح مسلم ، راجع : ( تهذيب الأسماء واللغات للنووي ج2 ص 351 ط. دار الفكر / بيروت سنة 1996م ).

 

- وقال ابن العماد الحنبلي أثناء حديثه عن عمران بن الحصين : وكان يسمع تسليم الملائكة عليه حتى اكتوى بالنار فلم يسمعهم عاما ثم أكرمه الله برد ذلك ، راجع : ( شذرات الذهب ج1 ص 58 وفيات عام (52 هـ ) ط. دار الكتب العلمية بيروت ).

 

- وأخرج أبو داود في سننه بسنده ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين ، قال : نهى النبي (ص) عن الكي فاكتوينا فما أفلحن ولا أنجحن ، قال أبو داود : وكان يسمع تسليم الملائكة فلما اكتوى انقطع عنه فلما ترك رجع إليه ، راجع : ( سنن أبي داود ج4 ص 5 ط. دار الفكر / بيروت ).

 

- وتسليم الملائكة على عمران بن الحصين رواه عدد من الحفاظ بالفاظ متعددة منهم أبو نعيم الأصبهاني وابن عبد البر الأندلسي وابن سعد ، راجع : ( المسند المستخرج على صحيح الامام مسلم ج3 ص 326 ح 2849 ط ، دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1996م ، الطبقات الكبرى ج4 ص 289 ط. دار صادر / بيروت ).

 

- وقال القرطبي أثناء حديثه عن كرامات الصحابة : ومن ذلك أن عباد بن بشير أو أسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله (ص) فأضاء لهما رأس عصا أحدهما كالسراج ، وقد قدمنا مثل هذا ومن ذلك أن سلمان أو أبا الدرداء كانت بينهما قصعة فسبحت حتى سمعا تسبيحها ، وقد تظاهرت الأخبار بأن جماعة منهم رأوا الملائكة وكانت تسلم عليهم مثل عمران بن حصين وأسيد ابن حضير ، والأخبار في هذا كثيرة ، راجع : ( الاعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام للقرطبي ص 383 ).

 

- قال الحافظ السيوطي : وأخرج ابن الجوزي في كتاب عيون الحكايات : بسنده ، عن أبي علي الضرير ، وهو أول من سكن طرسوس حين بناها أبو مسلم ، قال : ان ثلاثة اخوة من الشام كانوا يغزون ، وكانوا فرسانا شجعانا ، فأسرهم الروم مرة ، فقال لهم الملك : إني أجعل فيكم الملك ، وأزوجكم بناتي ، وتدخلون في النصرانية ، فأبوا ، وقالوا : يا محمداه ، فأمر الملك بثلاثة قدور ، فصب فيها الزيت ، ثم أوقد تحتها ثلاثة أيام ، يعرضون في كل يوم على تلك القدور ، ويدعون إلى دين النصرانية فيأبون ، فألقي الأكبر في القدر ، ثم الثاني ، ثم أدني الأصغر ، فجعل يفتنه عن دينه بكل أمر ، فقام إليه علج ، فقال : أيها الملك ، أنا أفتنه عن دينه ، قال : بماذا ، قال : قد علمت أن العرب أسـرع شيء إلى النساء ، وليس في الروم أجمل من ابنتي ، فادفعه إلي حتى أخليه معها ، فانها ستفتنه ، فضرب له أجلا أربعين يوما ، ودفعته إليه ، فجاء به فأدخله مع ابنته ، وأخبرها بالأمر ، فقالت : دعه فقد كفيتك أمره ، فأقام معها ، نهاره صائم ، وليله قائم حتى مر أكثر الأجل ، فقال العلج لابنته : ما صنعت ، قالت : هذا رجل فقد أخويه في هذه البلدة ، فأخاف أن يكون امتناعه من أجلهما كلما رأى آثارهما ، ولكن استزد الملك في الأجل ، وانقلني واياه إلى بلد غير هذا ، فزاده أياما ، فأخرجهما إلى قرية أخرى ، فمكث على ذلك أياما ، صائم النهار ، قائم الليل ، حتى إذا بقي من الأجل أيام ، قالت له الجارية : يا هذا ، إني أراك تقدس ربا عظيما ، وإني قد دخلت معك في دينك ، وتركت دين آبائي ، قال لها : فكيف الحيلة في الهرب ، قالت : أنا احتال لك ، وجاءته بدابة فركبها ، فكانا يسيران بالليل ، ويكمنان بالنهار ، فبينما هما يسيران ليلة إذ سمعا وقع خيل ، فإذا هو بأخويه ومعهما ملائكة رسل إليه ، فسلم عليهما وسألهما عن حالهما ، فقالا : ما كانت إلا الغطسة التي رأيت حتى خرجنا في الفردوس ، وان الله أرسلنا إليك لنشهد تزويجك بهذه الفتاة ، فزوجوه ورجعوا ، وخرج إلى بلاد الشام ، فأقام معها ، وكانا مشهورين بذلك ، معروفين بالشام في الزمن الأول ... الخ ، راجع : ( شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور للسيوطي ص 212 ، 213 ط. دار المعرفة / بيروت - دار المؤيد / الرياض سنة 1417 هـ - 1996م ).

 

- يقول ابن تيمية : ... ومن هؤلاء من يأتيه الشيطان بأطعمة وفواكه وحلوى وغير ذلك مما لا يكون في ذلك الموضع ومنهم من يطير بهم الجني إلى مكة أو بيت المقدس أو غيرهما ومنهم من يحمله عشية عرفة ، ثم يعيده من ليلته فلا يحج حجا شرعيا بل يذهب بثيابه ولا يحرم إذا حاذى الميقات ولا يلبي ولا يقف بمزدلفة ولا يطوف بالبيت ولا يسعى بين الصفا والمروة ولا يرمى الجمار بل يقف بعرفة بثيابه ، ثم يرجع من ليلته ، وهذا ليس بحج ، ولهذا رأى بعض هؤلاء الملائكة تكتب الحجاج ، فقال : ألا تكتبونى ، فقالوا : لست من الحجاج يعني حجا شرعيا ، راجع : ( مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 286 ).

 

- قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت : حدثني : زكريا بن يحيى ، حدثنا : كثير بن يحيى بن كثير ، قال : حدثنا : شيخ من العمي يقال له معمر العمي ، قال : انا لعند مريض لنا وهذا سنة ست وستين ، يقال له عباد نرى أنه قد مات ، فبعضنا ، يقول مات ، وبعضنا ، يقول عرج بروحه إذ قال بيده هكذا يامه وفرج بيده ، فأين أبي فقدتكما جميعا ، ثم فتح عينيه ، قال : فقلنا كنا نرى أنك قد مت ، قال : فإني رأيت الملائكة تطوف من فوق رؤوس الناس بالبيت ، فقال ملك منهم : اللهم اغفر لعبادك الشعث الغبر الذين جاءوا من كل فج عميق ، قال : فأجابه ملك آخر بأن قد غفر لهم ، فقال ملك من الملائكة : يا أهل مكة لولا ما يأتيكم من الناس لأضرمت ما بين الجبلين نارا ، ثم قال : أجلسوني فأجلسوه ، فقال : يا غلام اذهب فجئهم بفاكهة ، فقلنا : لا حاجة لنا بالفاكهـة ، قال : وقال بعضنا لبعض لئن كان رأى الملائكة كما يقول لا يعيش ، قال : فاحضرت أظافيره مكانه ، قال : ثم أضجعناه فمات ، راجع : ( من عاش بعد الموت ص 34 ، 35 ط. مؤسسة الكتب الثقافية / بيروت سنة 1413هـ. ).

 

- قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب الهواتف : حدثنا : عيسى بن عبد الله التميمي ، أخبرني : فهير بن زياد الأسدي ، عن موسى بن وردان ، عن الكلبي - وليس بصاحب التفسير ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رجلا من أصحاب النبي (ص) من الأنصار يكنى أبا معلق ، وكان تاجرا يتجر بماله ولغيره يضرب به في الآفاق ، وكان يزن بسدد وورع ، فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح ، فقال له : ضع ما معك فإني قاتلك ، قال : ما تريد إلى دمي ، شأنك بالمال ، فقال : أما المال فلي ، ولست أريد إلا دمك ، قال : أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات ، قال : صل ما بدا لك ، قال : فتوضأ ، ثم صلى أربع ركعات ، فكان من دعائه في أخر سجدة أن ، قال : يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا فعال لما يريد ، أسألك بعزك الذي لا يرام وملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث أغثني يا مغيث - ثلاث مرات - قال : دعا بها ثلاث مرات ، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة وأضعها بين أذني فرسه ، فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ، ثم أقبل إليه ، فقال : قم ، قال : من أنت ، بأبي أنت وأمي ، فقد أغاثني الله بك اليوم ، قال : أنا ملك من أهل السماء الرابعة ، دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة ، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة ، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي : دعاء مكروب فسألت الله تعالى أن يوليني قتله.

 

- قال أنس (ر) : فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء أستجيب له مكروبا كان أو غير مكروب ، راجع : ( الهواتف لابن أبي الدنيا ص 24 ح14 ط. مؤسسة الكتب الثقافية / بيروت 1413هـ ).

 

أقول : وأخرجه ابن أبي الدنيا أيضا في كتاب مجابوا الدعوة ، وأخرجه أيضا ابن الأثير في أسد الغابة ، راجع : ( مجابوا الدعوة ص 64 ح23 ، أسد الغابة ج1 ص 1248 ، وراجع أيضا : الإصابة في تمييز الصحابة ج7 ص 379 رقم 10551 ط. دار الجيل / بيروت سنة 1412هـ ، الجواب الكافي لابن قيم الجوزية ص 7 ط. دار الكتب العلمية / بيروت ).

 

- وقال اللالكائي الطبري في كرامات الأولياء : أخبرنا : علي بن عبد الله ، قال : أنبأنا : الحسين بن صفوان ، قال : حدثنا : عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا : عيسى بن عبد الله التميمي ، قال : أخبرني : فهير بن زياد الأسدي ، عن موسى بن وردان ، عن الكلبي- وليس بصاحب التفسير ، عن الحسن ، عن أنس ، قال : كان رجل من أصحاب النبي (ص) من الأنصار يكني أبا معلق ، وكان يتجر بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق وكان ناسكا ورعا ، فخرج مرة فلقيه لص مقنع بالسلاح ، فقال له : ضع ما معك فإني قاتلك ، قال : ما تريد إلا دمي ، شأنك بالمال ، قال : أما المال فلي ، فلست أريد إلا دمك ، قال : أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات ، قال : صل ما بدا لك ، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات ، وكان من دعائه في آخر سجدة أنه قال : يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد أسألك بعزك الذي لا يرام والملك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث أغثني - ثلاث مرات - ، قال : دعا بها - ثلاث مرات - ، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة وأضعها بين أذني فرسه ، فلما أبصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ، ثم أقبل إليه ، فقال : قم ، قال : من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله تعالى بك اليوم ، قال : أنا ملك من أهل السماء الرابعة ، دعوت الله بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة ، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجيجا ، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل دعاء مكروب ، فسألت الله عز وجل أن يوليني قتله.

 

- قال أنس : فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء أستجيب له مكروبا كان أم غير مكروب ، راجع : ( كرامات الأولياء ص 154 رقم 111 ).

 

- ذكر ابن الجوزي في مناقب أحمد بن حنبل بالاسناد عن أبي حفص القاضي ، قال : قدم على أبي عبد الله أحمد بن حنبل رجل من بحر الهند ، فقال : إني رجل من بحر الهند خرجت أريد الصين ، فأصيب مركبنا ، فأتاني راكبان على موجة من أمواج البحر ، فقال لي أحدهما : أتحب أن يخلصك الله على أن تقرئ أحمد بن حنبل منا السلام ، قلت : ومن أحمد ، ومن أنتما يرحمكما الله ، قال : أنا إلياس ، وهذا الملك الموكل بجزائر البحر ، وأحمد بن حنبل بالعراق ، قلت : نعم ، فنفضني البحر نفضة فإذا أنا بساحل الأبلة ، فقد جئتك أبلغك السلام ، راجع : ( مناقب أحمد بن حنبل لابن الجوزي ص 190 ، 191 باب 15 ) ، هذه نقولات أهل السنة في نزول الملائكة على كثير من الناس من اولى هؤلاء ام الامام المهدي (ع).

 

وهؤلاء يشنعون علينا عندما نقول أن الملائكة تنزل على الامام المهدي (ع) ، لماذا لا يشنعون على البخاري ومسلم الذي يمثل عقيدتهم.

 

الجهة الثانية : إن الله عز وجل وإن أيد الامام المهدي بملائكة ، ولكن الله عز وجل شاءت مقاديره أن تسير وفق الأسباب والمسببات ولذلك رسول الله (ص) كان مؤيدا من السماء ومحاط بالملائكة وعندما أرادوا أن يقتلوه الكفار هرب إلى الغار حتى لا يقتل هل نقول كما يقول كيف تنزل عليه الملائكة وهرب إلى الغار وهذا اشكال يطرجه النصارى على المسلمين.

 

- يحيى (ع) كان محاط بالملائكة وأمره الله أن يدخل الشجرة فدخل وبعد ذلك قتل ، هل نقول كما يقول الكاتب أين الملائكة.

 

- ورسول الله (ص) محاط بالملائكة ومع ذلك كاد أن يقتل في أحد وكسروا رباعيته وبيضته ، هل نقول كما يقول الكاتب أين الملائكة لم تحمي رسول الله (ص).

 

فنقول للكاتب أن الله عز وجل هو الحكيم المطلق وشاءت حكمته أن يغيب عن الناس مع وجود الملائكة ، وهذا لا يخالف الشريعة الإلهية وكذلك رسول الله (ص) شاءت حكمة الله عز وجل أن يغيب عن الغار بالرغم من وجود ملائكة محفوفة فيه.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع