العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 ( غدير خم )

 

الشبهة

 

- إذا كانت الشيعة تزعم أن الذين حضروا غدير خم آلاف الصحابة ، قد سمعوا جميعا الوصية بالخلافة لعلي بن أبي طالب (ر) بعد رسول الله (ص) مباشرة ، فلماذا لم يأت واحد من آلاف الصحابة ، ويغضب لعلي ابن أبي طالب ، ولا حتى عمار بن ياسر ولا المقداد بن عمرو ولا سلمان الفارسي (ر) ، فيقول : يا أبا بكر لماذا تغصب الخلافة من علي ، وأنت تعرف ماذا ، قال الرسول (ص) في غدير خم.

 


 

الرد على الشبهة

 

- ليس الشيعة التي تزعم أن الذين حضروا غدير خم آلاف ، بل كتب السنة تقول : أن الذي حضر واقعة الغدير آلاف ولا أحد يستطيع أن ينكر الحادثة ، فقد نقل الحادثة عدد كبير من الحفاظ والحادثة متواتر ، وقد صنف عدد من حفاظ المدرسة السنية كتب في حادثة غدير خم.

 

أما بالنسبة للعدد ، فقد نقل ابن كثير في تفسيره ( الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 106 ) ، قال : ( وقال البخاري ، قال الزهري من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم وقد شهدت له أمته بابلاغ الرسالة وأداء الأمانة واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خطبته يوم حجة الوداع ، وقد كان هناك من أصحابه نحو من أربعين الفا كما ثبت في صحيح مسلم ، عن جابر ابن عبد الله ).

 

أما بالنسبة للاحتجاج فقد احتج الامام علي (ع) في مواضع عديدة ، فقد أخرج الامام أحمد في مسنده بأسانيد صحيحة ، قال : ( حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : حسين بن محمد وأبو نعيم المعنى ، قالا : ثنا : فطر ، عن أبي الطفيل ، قال : جمع علي (ر) الناس في الرحبة ، ثم قال لهم : أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله (ص) ، يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس ، وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده ، فقال للناس : أتعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : نعم يا رسول الله ، قال من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قال : فخرجت وكان في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إنى سمعت عليا (ر) ، يقول : كذا وكذا ، قال : فما تنكر قد سمعت رسول الله (ص) ، يقول ذلك له ) ، ( تعليق شعيب الأرنؤوط : اسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر بن خليفة فمن رجال أصحاب السنن وروى له البخاري مقرونا ، مسند أحمد بن حنبل ج4 ص370 ح19321 تحقيق شعيب الأرناؤوط ) ، الملاحظة في هذه الرواية استهجان واستنكار أبو الطفيل على الولاية أي كيف تركوا الامام علي (ع).

 

- وقال : ( حدثنا : عبد الله ، ثنا : علي بن حكيم الأودي ، أنبأنا : شريك ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب ، وعن زيد بن يثيع ، قالا : نشد على الناس في الرحبة من سمع رسول الله (ص) ، يقول يوم غدير خم الا قام ، قال : فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (ص) ، يقول لعلي (ر) يوم غدير خم : اليس الله أولى بالمؤمنين ، قالوا : بلى ، قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) ، ( تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره / مسند أحمد بن حنبل ج1 ص118 ح950 تحقيق شعيب الأرناؤوط ).

 

- وقد احتج غير واحد من الصحابة بحديث غدير خم ، فقد أخرج أحمد مسنده ، قال : ( حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : أبو أحمد ، ثنا : حنش ، عن رياح بن الحرث ، قال : رأيت قوما من الأنصار قدموا على علي في الرحبة ، فقال : من القوم ، قالوا : مواليك يا أمير المؤمنين ، فذكر معناه ) ، ( تعليق شعيب الأرنؤوط : اسناده صحيح / مسند أحمد بن حنبل ج5ص416 ح 23610 تحقيق شعيب ارناؤوط ).

 

- وقد أخرج الامام أحمد بسند آخر ، قال : ( حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : يحيى بن آدم ، ثنا : حنش بن الحرث بن لقيط النخعي الأشجعي ، عن رياح بن الحرث ، قال : جاء رهط إلى على بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا ، قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ، قالوا : سمعنا رسول الله (ص) يوم غدير خم ، يقول : من كنت مولاه فان هذا مولاه ، قال رياح : فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء ، قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري ) ، ( تعليق شعيب الأرنؤوط : اسناده صحيح / مسند أحمد جص419 ح 23609 ).

 

- وقد روى الكليني في كتابه ( الكافي - الجزء : (8 ) - رقم الصفحة : ( 58 ) ، بسند صحيح ، قال : ( عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عثمان ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : خطب أمير المؤمنين (ع) فحمد الله وأثنى عليه ، ثم صلى على النبي (ص) ، ثم قال : إلا أن أخوف ما أخاف عليكم خلتان : اتباع الهوى وطول الأمل ، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة ، إلا أن الدنيا قد ترحلت مدبرة وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكن واحدة بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب ، وإن غدا حساب ولا عمل وإنما بدء وقوع الفتن من أهواء تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم الله يتولى فيها رجال رجالا ، إلا أن الحق لو خلص لم يكن اختلاف ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى لكنه يؤخذ فيمزجان فيجللان معا فهنالك يستولى الشيطان على أوليائه ، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسني ، إني سمعت رسول الله (ص) ، يقول : كيف أنتم إذا لبستم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة فإذا غير منها شيء قيل : قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكرا ثم تشتد البلية وتسبى الذرية وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب ، وكما تدق الرحى بثقالها ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة ، ثم أقبل بوجهه وحوله ناس من أهل بيته وخاصته وشيعته ، فقال : قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله (ص) متعمدين لخلافه ، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله (ص) لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض امامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله (ص) ، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم (ع) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله (ص) ، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة ( عليها السلام ) ورددت صاع رسول (ص) كما كان ، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله (ص) لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من الجور قضي بها ، ونزعت نساءا تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام ، وسبيت ذراري بني تغلب ، ورددت ما قسم من أرض خيبر ، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما كان رسول الله (ص) يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الأغنياء وألقيت المساحة ، وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه ، ورددت مسجد رسول الله (ص) إلى ما كان عليه ، وسددت ما فتح فيه من الأبواب ، وفتحت ما سد منه ، وحرمت المسح على الخفين ، وحددت على النبيذ وأمرت باحلال المتعتين وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله (ص) في مسجده ممن كان رسول الله (ص) أخرجه ، وأدخلت من أخرج بعد رسول الله (ص) ممن كان رسول الله (ص) أدخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها ، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم ، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه (ص) إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان الا فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذه الأمة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار ، وأعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي قال الله عز وجل : { إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِالله وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ( الأنفال : 41 ) } فنحن والله عنى بذي القربى الذي قرننا الله بنفسه وبرسوله (ص) ، فقال تعالى : { فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ( الحشر : 7 ) } ( فينا خاصة ) { كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا الله ( الحشر : 7 ) } في ظلم آل محمد { إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ ( الحشر : 7 ) } لمن ظلمهم رحمة منه لنا وغنى أغنانا الله به ووصى به نبيه (ص) ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا أكرم الله رسوله (ص) وأكرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس ، فكذبوا الله وكذبوا رسوله وجحدوا كتاب الله الناطق بحقنا ومنعونا فرضا فرضه الله لنا ، ما لقي أهل بيت نبي من أمته ما لقينا بعد نبينا (ص) والله المستعان على من ظلمنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ).

 

وكثير من احتجاجات الامام علي (ع) على أبو بكر وعمر و ولكن مراعاة للاختصار وخوفا من الاطالة نكتفيي بذكر بعض منها.

 

- فقد ذكر سليم بن قيس عن الامام علي (ع) : ( ... لماذا لم يقم أمير المؤمنين (ع) بالسيف في قضايا السقيفة ، فقال الأشعث بن قيس - وغضب من قوله - : فما يمنعك يا بن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما ، أن تقاتل وتضرب بسيفك ، وأنت لم تخطبنا خطبة - منذ كنت قدمت العراق - ألا وقد قلت فيها قبل أن تنزل عن منبرك : ( والله إني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا (ص) ) ، فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك ، فقال له علي (ع) : يا بن قيس ، قلت : فاسمع الجواب : لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي ، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها ، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله (ص) وعهده إلي ، أخبرني رسول الله (ص) بما الأمة صانعة بي بعده ، فلم أك بما صنعوا - حين عاينته - بأعلم مني ولا أشد يقينا مني به قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله (ص) أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت ، فقلت : يا رسول الله ، فما تعهد إلي إذا كان ذلك ، قال : إن وجدت أعوانا فانبذ اليهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك وإحقن دمك حتى تجد على اقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا ... ) ، راجع : (  كتاب سليم بن قيس ص214 / 215 ) ، تحقيق محمد على الأنصاري ).

 

- وقد نقل ابن أبي الحديد المعتزلي في ( شرح نهج البلاغة - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 11 ) : ( ... أنا أحق بهذا الأمر منكم ، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله ، فأعطوكم المقادة ، وسلموا اليكم الإمارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار فأنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم ، واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم ، وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون ... ).

 

- ما أخرجه الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخه ، والحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم ، والحافظ ابن مردويه ، والحاكم والحسكاني ، والحافظ الواحدي النيسابوري في أسباب النزول بالاسناد عن أبي سعيد الخدري ، قال : ( هذا اللفظ أوردناه كما أورده الحافظ السيوطي في الدر المأثور ) ، نزلت هذه الآية : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ( المائدة : 67 ) } يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (ع) ، المصادر : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ج2 ص 528 ، أسباب النزول للواحدي ص 85 ، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏ ج1 ص 250 ح 244 ، مختصر تاريخ دمشق ج17 ص359 ، ترجمة الامام أمير المؤمنين (ع) من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي ج2 ص 85 ح 585 ، وص 86 ح 586 ).

 

- ما أخرجه الحافظ ابن مردويه بسنده ، عن أبي سعيد الخدري ، أنها نزلت على رسول الله (ص) يوم غدير خم حين ، قال لعلي (ع) : من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، راجع : ( تفسير القرآن العظيم لابن كثير - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 14 ) ، ولا بأس أن ننقل الأحاديث الواردة بغدير خم ،  أخرجه أيضا : ( الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخه ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏. / ترجمة الامام أمير المؤمنين من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي ج2 ص 86 ح585 ، مختصر تاريخ ابن عساكر ج17 ص 358 ، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏ ج1 ص 201 ح 211 وص 202 ح 212 ).

 

- ما أخرجه عدة من الحفاظ منهم الخطيب البغدادي في تاريخه والحافظ ابن عساكر في تاريخه والحاكم والحسكاني والجورقاني وابن الجوزي وابن المؤيد الجويني والعاصمي وابن المغازلي والخطيب الخوارزمي والمرشد بالله الشجري في أماليه وغيرهم بإلاسناد : ( عن أبي هريرة ، قال : من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير خم ، لما أخذ النبي (ص) وسلم بيد علي بن أبي طالب (ع) ، فقال : الست ولي المؤمنين ، قالوا : بلى يارسول الله ، قال (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله عز وجل : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ( المائدة : 3 ) }.

 

- وفي ( تاريخ بغداد - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 289 ) : ( ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا ، وهو أول يوم نزل فيه جبريل (ع) على محمد (ص) بالرسالة ).

 

- ما أخرجه الحافظ ابن مردويه بسنده  ، ( عن أبي سعيد الخدري : أنها نزلت على رسول الله (ص) يوم غدير خم حين ، قال لعلي (ع) : من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، راجع : ( تفسير القرآن العظيم لابن كثير - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 14 ) ، ( وأخرجه أيضا الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخه، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏ ، ( ترجمة الامام أمير المؤمنين من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي ج2 ص 86 ح585 ، مختصر تاريخ ابن عساكر ج17 ص 358 ، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏ ج1 ص 201 ح 211 وص 202 ح 212 ).

 

 اعترف عدة من كبار فقهاء السنة ومحدثيهم بتواتر حديث الغدير ، وصرح عدة منهم بصحة الخبر ، وممن حكم بتواتر الخبر وصحته :

 

- الحافظ الذهبي ، قال بشأن عبارة ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) : وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله (ص) ، قاله ، وأما ( اللهم وال من والاه ) فزيادة قوية الاسناد ، راجع : ( البداية والنهاية لابن كثير - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 188 ) ، وقد صحح الذهبي عدة من طرقه في تلخيص المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم.

 

- الحافظ أبو عيسى الترمذي في سننه حيث أورد الحديث ، وقال بشأنه : هذا حديث حسن صحيح ، راجع : ( سنن الترمذي ج5 ص 591 ح 3713 ).

 

- أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري صحح الحديث في عدة مواضع من المستدرك على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي في التلخيص ، راجع : ( المستدرك على الصحيحين ج3 ص 116 ط1 ، وص 126 ح4601 من الطبعة الحديثة ، وج3 ص 133 ط1 ، وص 143 ح4652 من الطبعة الحديثة ) ، وغير ذلك من المواضع أيضا.

 

- الحافظ أبو جعفر الطحاوي الحنفي صحح الحديث في شرح مشكل الآثار ، وقال بعد أن أورد الحديث : فهذا حديث صحيح الاسناد ، ولا طعن لأحد في رواته فيه أن ذلك القول كان من رسول الله (ص) وسلم لعلي بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة ، راجع : ( شرح مشكل الآثار ج 2 ص 308 ).

 

- ابن حجر العسقلاني ، صحح الحديث في فتح الباري حيث قال : وأما حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فقد أخرجه الترمذي والنسائي ، وهو كثير الطرق جدا ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، راجع : ( فتح الباري ج7 ص 93 ذيل حديث 3707 ).

 

- الحافظ أبو عمرو ابن عبد البر الأندلسي القرطبي صحح الحديث فانه بعد أن أورد عدة روايات منها خبر الغدير في الاستيعاب ، قال : ( وهذه كلها آثار ثابتة ) ، راجع : ( الاستيعاب ج 3 ص 1100 رقم 1855 ).

 

- الحافظ الملا علي القاري الحنفي ، قال في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح بشأن الحديث : والحاصل ، أن هذا حديث صحيح لا مرية فيه ، بل بعض الحفاظ عده متواترا ، إذ في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي (ص) ثلاثون صحابيا ، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته ، راجع : ( مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج10 ص 464 ح 6091 ).

 

- الحافظ ابن كثير الدمشقي ، صحح عدة طرق لحديث الغدير في البداية والنهاية ، راجع : ( البداية والنهاية ج 5 ص 184 ، ومابعدها ، و ج7 ص 359 ، ومابعدها ).

 

- الحافظ السيوطي ، فقد نقل عنه المناوي في شرح الجامع الصغير وغيره أيضا قوله بأن الحديث متواتر ، راجع : ( شرح الجامع الصغير ، شرح حديث (9000) ).

 

- الحافظ المناوي ، صحح الحديث من عدة طرق في كتابه الجامع الأزهر ، راجع : ( الجامع الأزهر ج 3 ص 37 ).

 

- الحافظ نور الدين السمهودي صحح الخبر في جواهر العقدين ، راجع : ( جواهر العقدين ص 236 ).

 

- ابن حجر العسقلاني الهيتمي في كتاب ( الصواعق المحرقة - رقم الصفحة : ( 64 ) ، حيث قال : أنه حديث صحيح لا مرية فيه ، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد ، وطرقه كثيرة جدا ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا ، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي (ص) وسلم ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته ، كما مر وسيأتي ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، ولا التفات لمن قدح في صحته ، ولا لمن رده بأن عليا (ع) كان باليمن لثبوت رجوعه منها ، وادراكه الحج مع النبي (ص) ، وقول بعضهم : أن زيادة : ( اللهم وال من والاه ) إلى آخره موضوعة ، مردودة ، فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها.

 

- الحافظ اليهثمي صحح الخبر في عدة مواضع من كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، راجع : ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج 9 ص104 ، وص 109 ).

 

- الحافظ ابن حبان ، حيث أورد الخبر في صحيحه ، راجع : ( الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج 15 ص 374 ح 6930 ، وص 375 ح 6931 ) ، بأكثر من طريق ، وقد التزم بعد ايراد الا ما كان صحيحا عنده.

 

- الحافظ شهاب الدين القسطلاني ، صحح الخبر في المواهب اللدنية ، وقال : وأما حديث الترمذي والنسائي ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، فقال الشافعي : يريد به ولاء الإسلام ، كقوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ الله مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ ( محمد : 11 ) } وقول عمر : أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ، أي ولي كل مؤمن ، وطرق هذا الحديث كثيرة جدا استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد له ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، راجع : ( المواهب اللدنية ج7 ص 13 ).

 

هذه بعض أقوال العلماء والمحققين بشأن حديث الغدير وقد وردت أقوال اخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ، ونحيلكم إلى كتاب الغدير للعلامة الأميني (قده) فقد ذكر قسما منها ، فقد صنف علماء السنة والشيعة مصنفات كثيرة أكثر من مئتي وستين كتابا فاليكم ذكر جزءا منها :

 

- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير العلامة الفقيه محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير ، وقد ورد اسمه بأكثر من عنوان : قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ : ( ولما بلغه أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل ، وتكلم على تصحيح الحديث ، ثم قال : قلت رأيت مجلدا من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق ) ، راجع : ( تذكرة الحفاظ ج2 ص 713 رقم 728 ط10 ).

 

- الكتاب الذي صنفه الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، وقال في تذكرة الحفاظ : وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا ، وقد أفردتها بمصنف ، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل ، ( وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ، فله طرق جيدة ، وقد أفردت ذلك أيضا ) ، راجع : ( تذكرة الحفاظ ج 3 ص 1043 رقم 962 ) ، وهذا الكتاب حققه المحقق العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي (ره).

 

- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ، كما نقل ذلك الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي في كفاية الطالب حيث قال أثناء كلامه عن الحديث : ( وجمع الدارقطني الحافظ طرقه في جزء ) ، راجع : ( كفاية الطالب ص 60 ).

 

- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير عبد الرحيم بن الحسين ابن عبد الرحمن العراقي ، المصري الشافعي ، صاحب إلفية الحديث المشهورة ، قال الحافظ تقي الدين محمد بن فهد المكي في ذيل تذكرة الحفاظ أثناء ذكر كتبه : ( وطرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، راجع : ( ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد المكي ص 231 ).

 

- ما صنفه الحافظ الكبير عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني النيسابوري ، حيث قال أثناء كلامه عن الحديث في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏ : ( وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة من تصنيفي في عشرة أجزاء ) ، راجع : ( شواهد التنزيل لقواعد التفضيل‏ ج 1 ص 252 ذيل حديث 246 ).

 

- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي.

 

- وقد تقدم كلام الحفاظ ابن حجر العسقلاني والقسطلاني بشأن الكتاب ، والكتاب من أشهر المصنفات المذكورة في حديث الغدير ومن أكثرها استيعابا لطرقه .

 

- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير أبو بكر محمد بن عمر بن الجعابي التميمي ، البغدادي ، وقد ذكر كتابه عدة من الحفاظ والمحدثين منهم العلامة المحقق الحافظ ابن شهرآشوب المازندراني في كتاب المناقب ، راجع : ( المناقب ج3 ص 25 ) ، وغيره.

 

- الكتاب الذي صنفه الحافظ الكبير محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين ، فانه ذكر في كتابه معرفة علوم الحديث أنه جمع طرق الحديث ، قال : ( وأنا أذكر بمشيئة الله بعد البابين الأبواب التي جمعتها وذاكرت جماعة من أئمة الحديث ببعضها ) ، راجع : ( كتاب معرفة علوم الحديث ص 250 ) ، إلى أن قال : من كنت موه فعلي مولاه ، راجع : ( كتاب معرفة علوم الحديث ص 252 ).

 

- كتاب كشف المهم في طرق خبر غدير خم ، للعلامة المحقق المتتبع السيد هاشم البحرإني قدس سره الشريف.

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع