العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( بنات النبي (ص) أم ربائبه )

 

الشبهة

 

- يدعي الشيعة محبة آل البيت وعترة النبي (ص) ، ولكننا نجد عندهم ما يناقض هذه المحبة ، حيث أنكروا نسب بعض العترة ، كرقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله (ص)، وأخرجوا العباس عم رسول الله (ص) وجميع أولاده ، والزبير ابن صفية عمة رسول الله (ص) ، وهم لا يوالون كثيرا من أولاد فاطمة (ر) ، كزيد بن علي ، وابنه يحيى ، وإبراهيم وجعفر ابنا موسى الكاظم ، ويسبون جعفر بن علي أخي امامهم الحسن العسكري ، ويعتقدون أن الحسن بن الحسن ( المثنى ) ، وابنه عبد الله ( المحض ) ، وابنه محمد ( النفس الزكية ) ارتدوا ، وهكذا اعتقدوا في إبراهيم بن عبد الله ، وزكريا بن محمد الباقر ، ومحمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن ، ومحمد ابن القاسم بن الحسين ، ويحيى بن عمر .. الخ ، فأين ادعاء محبة آل البيت ، ويشهد لذلك مقولة أحدهم : ( إن سائر بني الحسن بن علي كانت لهم أفعال شنيعة ولا تحمل على التقية ) ، راجع : ( تنقيح المقال (3/142 ) ، بل أعظم من هذا وأدهى.

 


 

الرد على الشبهة

 

- تعمد الكاتب الكذب كالعادة فقد ، قال الشيخ المفيد قدس سره : زيد بن علي بن الحسين (ع) عين واخوته بعد أبي جعفر وأفضلهم وكان عابدا ورعا تقيا سخيا شجاعا وظهر بالسيف والأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويطلب بثارات الحسين (ع) ... ، راجع : ( معجم رجال الحديث رقم 4764  ) ، وهل بعد ذلك يمكن أن تثق بالكاتب.

 

ولا بأس نذكر راي امام من أئمة الكاتب في أهل البيت (ع) :

 

- قال ابن قيم الجوزية في المنار المنيف : القول الثالث أنه رجل من أهل بيت النبي (ص) من ولد الحسن بن علي يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا ، وأكثر الأحاديث على هذا تدل وفي كونه من ولد الحسن سر لطيف وهو إن الحسن (ر) ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئا أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه وهذا بخلاف الحسين (ر) فانه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها والله أعلم ، راجع : ( المنار المنيف ج1 ص151 ) ، ابن قيم الجوزية يدعي كذبا على الامام الحسين (ع) سيد شباب أهل الجنة وسيد الشهداء إنه قاتل من أجل الدنيا والعياذ بالله من هذه العقيدة في أهل بيت النبوة (ص).

 

- وقال أبو العباس ابن تيمية في حق الامام علي (ع) : لكن المقصود أنه لو قدر أن أبا بكر آذاها فلم يؤذها لغرض نفسه بل ليطيع الله ورسوله ويوصل الحق إلى مستحقه وعلي (ر) كان قصده أن يتزوج عليها فله في أذاها غرض ، بخلاف أبي بكر فعلم أن أبا بكر كان أبعد أن يذم بأذاها من علي وأنه إنما قصد طاعة الله ورسوله بما لاحظ له فيه بخلاف علي فانه كان له حظ فيما رابها ، راجع : ( منهاج السنة ج4ص255 ) ، ابن تيمية يدعي أن الامام علي (ع) كان له غرض في أذية فاطمة (ع) وأعوذ بالله من هذه العقيدة الطاعنة في أهل البيت (ع).

 

- ويقول ابن تيمية مرة أخرى كلام والله لا يقوله نصراني في حق الامام علي (ع) ونعوذ بالله من شر هذه الهمسات الشيطانية ، قال : وليس تأذي النبي (ص) في ذلك بأكثر من تأذيه في قصة فاطمة وقد قال تعالى : { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ الله ( الأحزاب : 53 ) } وقد أنزل الله تعالى في علي : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ( النساء : 43 ) } لما صلى فقرأ وخلط ، راجع : ( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية ج7 ص237 ) ، فقد اتهم الامام علي (ع) أنه صلى وهو سكران والعياذ بالله ، من هذه العقيدة الفاسدة ، ويتهم من نزلت فيه آية التطهير ، أما الزبير فقد خرج لقتال علي بن أبي طالب (ع) ، وكل من يخرج على امام زمانه وخصوصا الامام علي (ع) وكتبكم تجمع على أن الزبير خرج لقتال علي بن أبي طالب (ع) مع عائشة وهو الذي حرض عائشة باكمال الحرب عندما نبحتها كلاب الحوأب.

 

- أما قوله أخرجنا كل أو لا العباس فلا بأس أن أقرأ للكاتب ترجمة ابن عباس ، قال محمد الجواهري في كتاب الوجيز في معجم رجال الحديث للسيد الخوئي : عبد الله بن العباس : من أصحاب رسوا الله (ص) وعلي (ع) والحسن (ع) ، روى في تفسير القمي عن رسول الله (ص) جليل القدر مدافع عن أمير المؤمنين (ع) والحسنين (ع) ، والروايات الدالة على مدحه مستفيضة ، والروايات الذامة له إنما وضعت لأنه موالي لأمير المؤمنين (ع) حتى إن معاوية لعنه الله كان يلعنه بعد الصلاة مع لعنه عليا والحسنين وقيس والأشتر - وله مفاخرة مع معاوية وعمرو بن العاص وقد القمهما حجر ، رواه الصدوق في الخصال - روى في الفقيه عن رسول الله (ص) وروى في الكافي ، راجع : ( المفيد في معجم رجال الحديث ص 338 ) ، انتهى قول الجواهري ، هل يمكن أن نقول أن الكاتب عنده أمانة وصدق.

 

أما ما ادعى في رقية وأم كلثوم (ر) فنحن نجلهم ونقدرهم ونعتبرهم ذوات مكانة عالية عندنا ، ولكن لا نستطيع أن ندعي أنهم بنات رسول الله (ص) وهذا شرعا ممتنع حسب الشريعة الإسلامية ، وهناك أدلة تدل على أنهم ربائبه ولا بأس نطرح بعض ما يمكن بيانه بأنهم ليسوا بناته :

 

الأول : لماذا رسول الله (ص) لم يباهل فيهم نصارى نجران وأخذ فقط فاطمة (ع) كما في صحيح مسلم.

 

ثانيا : لماذا لم يجللهم بالكساء ولماذا لم تشملهم آية التطهير.

 

ثالثا : هل رسول الله يميز بينهم بين فاطمة (ع) حيث يذكر فاطمة (ع) دائما ولم يذكرهم (ر).

 

رابعا : رقية وأم كلثوم قد تزوجتا في الجاهلية بابني أبي جهل ، وعندما بعث الله النبي (ص) طلب أبا جهل طلقهما بحجة أنهم صبا وحصل ذلك فتزوج عثمان رقية ، راجع : ( الإصابة في تمييز الصحابة ج4 ص304 ، 490 ، تهذيب تاريخ دمشق ج 1 ص298 ).

 

- وأما الصحيح كما نقلوا أرباب الأنساب أنهم ولدوا بعد البعثة  : فقد نقل عدة منهم المقدسي ، قال : قال المقدسي : عن سعيد بن أبي عروة ، عن قتادة ، قال : ولدت خديجة لرسول الله (ص) : عبد مناف في الجاهلية ، وولدت في الإسلام غلامين وأربع بنات : القاسم ، وبه كان يكنى : أبا القاسم ، فعاش حتى مشى ، ثم مات ، وعبد الله مات صغيرا ، وأم كلثوم ، وزينب ورقية ، وفاطمة ، راجع : ( البدأ والتاريخ ج5 ص16 ، ج4 ص139 ).

 

- وقد قال عدة من المحققين منهم القسطلاني : وقيل : ولد له قبل المبعث ولد يقال له : عبد مناف ، فيكونون على هذا اثني عشر ، وكلهم سوى هذا ولدوا في الإسلام بعد المبعث ، راجع : ( المواهب اللدنية ج1 ص196 ، تاريخ الخميس ج1 ص272 ) ، وهناك الكثير من الأدلة راجع : ( بنات النبي (ص) أم ربائبه ، للمحقق الكبير جعفر مرتضى العاملي ) أفاض الله علينا بركاته.

 

وهناك أدلة اخرى يمكن الرجوع إلى كتب الاختصاص ولا بأس اذكر رواية صحيح السند من كتب السنة تدل على صحة مدعانا :

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم الحاكم بسند صحيح بسند عن عائشة ، قال :... قال : بلى يا رسول الله ، قال : فخذ خاتمي فأعطاه اياه ، فانطلق زيد وبرك بعيره ، فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا ، فقال : لمن ترعى ، فقال : لأبي العاص ، فقال : فلمن هذه الأغنام ، قال : لزينب بنت محمد فسار معه شيئا ، ثم قال له : هل لك أن أعطيك شيئا تعطيه اياها ولا تذكره لأحد ، قال : نعم فأعطاه الخاتم ، فانطلق الراعي فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته ، فقالت : من أعطاك هذا ، قال : رجل ، قالت : فأين تركته ، قال : بمكان كذا وكذا ، قال : فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته ، قال لها : اركبي بين يديه على بعيره ، قالت : لا ولكن اركب أنت بين يدي فركب ، وركبت وراءه حتى أتت فكان رسول الله (ص) ، يقول : هي أفضل بناتي أصيبت في فبلغ ذلك علي بن الحسين ، فانطلق إلى عروة ، فقال : ما حديث بلغني عنك تحدثه تنتقص فيه حق فاطمة ، فقال : والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أنتقص فاطمة حقا هو لها وأما بعد فلك أن لا أحدث به أبدا ، قال عروة : وإنما كان هذا قبل نزول آية : { ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ الله ( الأحزاب : 5 ) } هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، راجع : ( المستدرك على الصحيحين ج4ص44 . ج2 ص201، ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد:9/213، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بعضه ورواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح.والطبراني في الأوسط:5/80 ، وتاريخ دمشق:3/148، وتاريخ الذهبي:2/122، والنهاية لابن كثير:3/400 ، وفي سيرته:2/518 ، وسمت النجوم/295 ، وذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى/158، عن الفضائلي ).

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع