العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( الأمانة )

 

الشبهة

 

- لما نزل قوله تعالى : { إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا ( النساء : 58 ) } دعا (ص) بني شيبة وأعطاهم مفتاح الكعبة ، وقال : خذوها يا بني طلحة خالدة مخلدة فيكم إلى يوم القيامة ، لا ينزعها منكم إلا ظالم ، ( رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 3/285 ) ، يقول هذا (ص) في شأن أمر لا يخص الا سدنة الكعبة ، فلماذا لم يقل مثله في أمر خلافة علي ، وهو أمر يهم جميع المسلمين ويتوقف عليه مصالح كثيرة.

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : يبدوا أن الكاتب بعد الافلاس بدأ يستشهد على الشيعة من كتبه السنة ، وبإسناد ضعيف ويترك ما قاله الشيعة وفيه عدة من الضعفاء منهم ( عبد الله بن المؤمل ) قال ابن حجر العسقلاني : ضعيف الحديث ، وقال : قال أبو داود : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم : ليس ببقوي ، هل من يريد أن يهدي الناس إلى الحق بهذه الطريقة.

 

- ولا بأس ننقل ما قاله النووي : أما الكتاب فقوله تعالى : { إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا ( النساء : 58 ) } وقوله تعالى : {  فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ ( البقرة : 283 ) } وقوله تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ( المائدة : 2 ) } أما السنة : فقد ، قال رسول الله (ص) : أد الأمانة إلي من ائتمنك ولا تخن من خانك  ، رواه أبو داود والترمذي من حديث أبي هريرة (ر) ، وقال : حديث حسن ، وأخرجه الحاكم وصححه ، راجع : ( المجموع ج 14 - ص 171 - 172 ).

 

أما ما نقل عن أهل البيت (ع) في هذه الآية :

 

- فقد نقل الشيخ الصفار العالي القدر في بصائر الدرجات ، قال : حدثنا : أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد بن الحلبي ، عن أبي عبد الله (ع) ، قال : الامام يعرف بثلاث خصال أنه أولى الناس بالذي كان قبله وعنده سلاح رسول الله (ص) وعنده الوصية وهو الذي قال الله تعالى : { إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا ( النساء : 58 ) } وقال : السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور الملك حيث دار السلاح كما كان يدور حيث دار التابوت ، راجع : ( بصائر الدرجات ص 200 - 201 ).

 

- وقال الشيخ النحرير الصدوق قدس سره الشريف في معاني الأخبار : حدثنا : علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثني : أبي ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : سألت موسى بن جعفر (ع) عن قول الله عز وجل : { إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا ( النساء : 58 ) } فقال : هذه مخاطبة لنا خاصة أمر الله تبارك وتعالى كل امام منا أن يؤدي إلى الامام الذي بعده ويوصي إليه ، ثم هي جارية في سائر الأمانات ، ولقد حدثني : أبي ، عن أبيه : أن علي بن الحسين (ع) ، قال لأصحابه : عليكم بأداء الأمانة فلو أن قاتل أبي الحسين بن علي (ع) ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته إليه ، راجع : ( معاني الأخبار ص 107 - 108 ).

 

أما قوله لماذا لم يبين الرسول (ص) في أمر خلافة الامام علي (ع) فأقول : استشهد برواية آحاد ضعيفة واعتمدها وترك روايات متواترة في خلافة الامام علي (ع) كحديث الثقلين ، وحديث المنزلة ، وحديث الغدير ، وغيرها من الأحاديث المتواترة ، والمشكلة ليس في رسول الله (ص) إنما المشكلة بالنظارة السوداء التي تغيم على نظره ولا يستطيع الرؤية بوضوح.